"ChatGPT" تسعى لطمأنة البشر القلقين بسبب الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
بعد عام على إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي الأشهر في العالم "تشات جي بي تي" ChatGPT، أكد رئيس شركة "أوبن إيه آي" القائمة على هذا البرنامج سام ألتمان لوكالة فرانس برس تأييده لوضع ضوابط تنظيمية لهذه الثورة في مجال التكنولوجيا، "شرط عدم إبطاء التقدم المذهل" في المجال.
كان نجم شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي قد شارك للتو في مؤتمر مع كبار المسؤولين التنفيذيين من غوغل وميتا (الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام) على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) السنوية، التي تعقد في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع.
على الرغم من نجاحها، فإن "تشات جي بي تي" والواجهات الأخرى القادرة على إنتاج النصوص والصور والأصوات بناءً على طلب بسيط تثير أيضاً مخاوف جدية بشأن مخاطر كثيرة قد تطال خصوصاً الديموقراطية (تضليل إعلامي على نطاق واسع) أو الوظائف (مهن بديلة).
وتابع سام ألتمان حديثه عن الفنانين الغاضبين من تطبيقات "اوبن ايه اي" قائلاً "نأمل حقاً أن يتم اعتماد هذه الأدوات من المبدعين وأن تكون مساعدة لهم".
وأضاف "بالطبع، سيتعين علينا إيجاد نموذج اقتصادي ناجح"، "وسنحتاج إلى السماح للناس بأن يقرروا ما إذا كانوا يريدون المشاركة فيه أم لا".
وقدّم فنانون ومبرمجون وكتّاب (بينهم جورج آر آر مارتن، مؤلف سلسلة "غايم أوف ثرونز") شكوى هذا العام ضد "أوبن إيه آي" ومنافسين للشركة الناشئة في كاليفورنيا، متهمين إياها باستخدام أعمالهم لإنشاء واجهاتها في تجاهل لحقوق الطبع والنشر الخاصة بهم، من دون موافقة أو أجر.
في هوليوود، ركز الإضراب التاريخي لكتّاب السيناريو والممثلين، والذي انتهى أخيرا، بشكل خاص على مخاوفهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لاستغلالهم في الأعمال السينمائية.
الصين والذكاء الاصطناعي
سام التمان ليس لديه أعداء فقط. فعند خروجه من قاعة المؤتمرات، تجمهر مشاركون في قمة آبيك، من المعجبن برجل الأعمال، لالتقاط صور سيلفي معه.
وردا على سؤال حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصين، قال إنه "لا يعرف الكثير عن كيفية استخدام الصين للذكاء الاصطناعي".
وأضاف "هذا الأمر خارج مجال خبرتي".
واتسمت قمة أبيك بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، المنخرطتين في منافسة اقتصادية وسياسية شرسة.
وبالنسبة للعديد من المنظمات الأميركية، فإن الأمر يتعلق بالنموذج الاجتماعي، بينما حتى الرئيس جو بايدن نفسه جدد استخدام كلمة "ديكتاتور" لوصف الزعيم الصيني.
وتستخدم بكين الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة السكان، ولا سيما من خلال التعرف على الوجه.
وفي أبريل، قالت السلطات إنه سيتم فحص أدوات الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنها "تعكس القيم الاشتراكية الأساسية ولا تحتوي على (مواد تتعلق) بتخريب سلطة الدولة".
الانتخابات الأميركية
وتتم مناقشة تنظيم الذكاء الاصطناعي أيضاً في البرلمانات الأوروبية والأميركية، ولكن بهدف عدم استخدامه للتمييز أو التلاعب أو الاحتيال.
قال سام ألتمان، إن شركة "أوبن ايه اي" وغيرها من عمالقة الذكاء الاصطناعي الأميركيين تطالب بقواعد جديدة، شرط "ألا تبطئ بعض التقدم المذهل الذي يحدث".
وتشعر الحكومة الأميركية بالقلق بشكل خاص بشأن الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الحملة الانتخابية لعام 2024.
وتسهّل التكنولوجيا إنشاء مونتاجات واقعية للغاية (عبر تقنية "التزييف العميق") ومحتويات كاذبة، ما يعزز تالياً حملات التضليل.
واعترف سام ألتمان خلال المؤتمر قائلاً "هناك الكثير من الأشياء المجهولة، ونحن لا نعرف حتى الآن ما الذي يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي فعله في ما يتعلق بالفيديو على وجه الخصوص".
وأضاف "لكن ذلك سيحدث بشكل سريع" في عام الانتخابات و"سيتعين علينا مراقبته من كثب للرد فور حدوثه".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات شركات التكنولوجيا غوغل وإنستغرام آبيك تشات جي بي تي الصين بكين التكنولوجيا التزييف العميق الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي دعم الذكاء الاصطناعي شركات التكنولوجيا غوغل وإنستغرام آبيك تشات جي بي تي الصين بكين التكنولوجيا التزييف العميق تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الروبوت المرافق.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من العاطفة الإنسانية؟
يتجه العالم بشكل متسارع نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، من تسهيل المهام اليومية إلى تقديم حلول تقنية مبتكرة في الطب والتعليم والصناعة، غير أن اللافت في السنوات الأخيرة هو توجه بعض الشركات لاستخدام هذا الذكاء المتطور في مجالات تمس الجوانب العاطفية والإنسانية، وذلك وفقًا لما تم نشره في صحيفة (ذا صن).
في خطوة مثيرة للجدل، طرحت إحدى الشركات دمية تُعرف باسم "الروبوت المرافق X04-SYNC2"، مصنوعة من السيليكون وبسعر يصل إلى 64,700 جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير من الممكن استخدامه لشراء منزل بثلاث غرف نوم في بعض مناطق المملكة المتحدة.
تخطت هذه الدمية المفهوم التقليدي للروبوت، حيث تم تزويدها بإمكانات تقنية هائلة، أبرزها التكامل مع نظام الذكاء الاصطناعي ChatGPT، ما يتيح لها إجراء محادثات مُراعية للسياق تتطور بناءً على التفاعلات السابقة مع المستخدم.
ملامح واقعية وتفاعل بشري اصطناعيلا يقتصر الأمر على المحادثة فقط، بل تم تزويد الدمية بتعبيرات وجه آلية، وأذرع وأيدٍ قادرة على الحركة لتعكس المشاعر، تمامًا كما في أفلام الخيال العلمي، كما تحتوي عيناها على كاميرات دقيقة للتعرف على الأشخاص وتتبع الوجوه، مما يمنحها القدرة على التفاعل وكأنها كائن حي.
حداثة الفكرة وارتفاع التكلفةتستطيع الدمية تحرّك ذراعيها والغمز بعينيها وتقديم القهوة للأشخاص، ورغم كل هذا التطور إلا أنه لم يتم بيع سوى ثلاث دمى فقط منذ إطلاقها أوائل عام 2024، مما يعكس ربما حداثة الفكرة وارتفاع تكلفتها في آن واحد.
الحاجة الاجتماعية تدفع نحو بدائل اصطناعيةفي تصريح لصحيفة "ذا صن"، قال متحدث باسم أحد متاجر الدمى والروبوتات:
منذ عام 2020، لاحظنا ازديادًا ملحوظًا في الطلب على روبوتات المرافقة، فمع تزايد التحول نحو التواصل الرقمي، أصبح من الصعب على كثيرين تكوين علاقات حقيقية ومستقرة في الواقع".
وأضاف أن كثيرًا من الأشخاص باتوا يبحثون عن رفقاء أذكياء يلبّون احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية، بعيدًا عن تعقيدات العلاقات الإنسانية التقليدية.
دعم لغات متعددة وتحكم ذكييُضاف إلى ذلك أن الروبوت يدعم عدة لغات منها الإنجليزية، الصينية، الروسية، والكورية، مما يجعله مناسبًا لجمهور عالمي واسع، ويُتحكم فيه من خلال تطبيق ذكي متصل بشبكة الواي فاي، ويُزوَّد بمعالج فائق السرعة يُمكّنه من التفاعل اللحظي والاستجابة السريعة.