عربي21:
2025-12-03@02:59:20 GMT

خشية من قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

خشية من قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر

تصاعدت المخاوف من قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة أفكار البشر، عبر تقنيات تحريك الأطراف الصناعية المتصلة بالمخ، وهي تقنية تستخدم لمساعدة المعاقين على التحكم عن بعض في وسائل مساعدة مختلفة، مثل الأطراف الصناعية أو بعض الكمبيوترات المتخصصة أو أجهزة توليد الأصوات.

وتعمل هذه التقنية التي تعرف باسم واجهة الدماغ والحاسوب، عن طريق جهاز خارجي متصل بالدماغ أو شريحة إلكترونية مثبتة على لقشرة الحركية للمخ، من أجل قراءة الإشارات العصبية الصادرة عن المخ، وتحويلها إلى أوامر مباشرة للأجهزة الإلكترونية المتصلة بها.



وتوصل باحثون إلى أن نطاق عمل هذه التقنية في بعض الأحيان يتجاوز الغرض منها، بحيث يتيح قراءة بعض الأفكار التي تراود المستخدم دون قصد منه.

ويقول الباحث ريتشارد أندرسون طبيب الأعصاب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة في تصريحات للموقع الإلكتروني “ساينتفيك أمريكان” المتخصص في الأبحاث العلمية إن “تثبيت أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب على الفص الجداري للمخ يؤدي إلى استقبال إشارات عصبية من مناطق كثيرة في العقل البشري، وبالتالي يتوافر عدد كبير من الإشارات التي يمكن فك شفرتها بواسطة هذه الأجهزة”.

ويرى باحثون أن قدرة هذا النوع من الأجهزة على الاطلاع على كثير من الأفكار الداخلية التي تراود الإنسان تثير مخاوف أخلاقية بشأن كيفية التعامل مع البيانات التي يتم جمعها عن المستخدم، لاسيما في حالة ربط هذه الأجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.



وتعزز برامج الذكاء الاصطناعي من قدرة المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية المستخدمة لقراءة الإشارات العصبية للمخ من الخارج، ويخشى المتخصصون من أن هذه الأجهزة، إذا ما تركت بدون ضوابط تنظيمية، سوف تعطي لشركات التكنولوجيا بيانات حديثة ودقيقة بشأن الاستجابات الداخلية للمستخدمين.

ويرى توم أوكسلي، المدير التنفيذي لشركة “سينكرون” المتخصصة في صناعة واجهات الدماغ والحاسوب في نيويورك أن هذه التقنية الجديدة هي “المستقبل”، ويتوقع أن الرغبة في علاج الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية ستؤدي إلى إتاحة المزيد من أجزاء المخ أمام هذه الأجهزة الحديثة بغرض استكشافها.

وأشار في تصريحات لموقع “ساينتفيك أمريكان” إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تحسين قدرات فك الشفرات وتغيير طريقة عمل هذه التقنيات لخدمة المستخدم، وهو ما يقودنا على حد قوله إلى السؤال النهائي وهو: “كيف نجعل هذه التقنية الجديدة آمنة؟”.

وتعتمد المنتجات الاستهلاكية لقياس الإشارات العصبية المتوافرة حاليا على تسجيل الإشارات الكهربائية للمخ، وهي عادة ما تأخذ شكل أجهزة أنيقة مثل سوار للمعصم أو سماعات للأذن أو خوذات مزودة بأقطاب كهربائية تثبت على الرأس.

ورغم أن هذه الأجهزة لا يمكنها فك شفرات العقل، فهي تستطيع أن تعكس صورة المخ بشكل عام عن طريق قياس درجة الانتباه أو الإرهاق أو التوتر. وتوفر بعض الشركات بالفعل أجهزة تكشف للمستخدم هذه المؤشرات الحيوية بغرض المساعدة في تحسين الأداء الرياضي أو التأمل أو زيادة الانتاجية وما إلى ذلك.



ويقول مارسيلو إينكا، خبير أخلاقيات العلوم العصبية بالجامعة التقنية في ميونخ بألمانيا إنه من المتوقع على نطاق واسع أن يسمح الذكاء الاصطناعي في المستقبل بسبر أغوار الأنشطة العقلية للإنسان بشكل أكبر.

وأوضح أن وسائل تسجيل المخططات الكهربائية للمخ تسمح بقياس التغيرات الكهربائية الضئيلة التي تطرأ في مخ الإنسان خلال أجزاء من الثانية عند رؤية عامل محفز معين. ومثل هذه الإشارات في حالة تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي سوف تكشف عن درجة الانتباه وآلية اتخاذ القرار حيال تلك المحفزات.

وقد توصل إينكا خلال دراسة أجريت عام 2018 إلى أن معظم أجهزة واجهات المستخدم والكمبيوتر المتاحة آنذاك لا تراعي استخدام قنوات آمنة لتبادل البيانات التي يتم تسجيلها من المخ البشري ولا تطبيقات حديثة لحماية الخصوصية، ويقول إينكا: “أعتقد أن هذا الوضع لم يتغير إلى الآن.

 وفي عام 2024، أجرت منظمة “نيورو رايتس” غير الربحية في نيويورك والمعنية بأخلاقيات التعامل مع البيانات العصبية دراسة تحليلية لسياسات التعامل مع البيانات المطبقة في ثلاثين شركة عاملة في مجال المنتجات الاستهلاكية الخاصة بقياس الإشارات العصبية، وتوصلت إلى أن الغالبية العظمى من هذه الشركات تسيطر على هذه البيانات بشكل كامل، وهو ما يعني أن بإمكانها أن تفعل بها ما تشاء بما في ذلك بيعها.

وفي استجابة لمثل هذه المخاوف، أصدرت حكومات بعض الدول مثل تشيلي، فضلا عن النواب في أربع ولايات أمريكية قوانين تضفي صفة الحماية لأي نوع من التسجيلات يتم الحصول عليها بواسطة واجهات المستخدم والكمبيوتر، ولكن إينكا ونيتا فرحاني خبيرة الأخلاقيات في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا، أعربا عن المخاوف من أن مثل هذه القوانين غير كافية لأنها تركز على المعلومات في صورتها الخام، وليس على النتائج التحليلية التي يتم استخلاصها عن طريق الربط بين البيانات العصبية وبين التقنيات الرقمية الحديثة، ويعتقد أن البيانات التحليلية الخاصة بالصحة العقلية لشخص ما يمكن بيعها لطرف ثالث واستخدامها للتمييز ضده بل وحتى ابتزازه.

ويقول إينكا إن ما يعرف باسم “اقتصاد البيانات أصبح بالفعل يشكل انتهاكا للخصوصية والحرية المعرفية”، مشيرا إلى أن إتاحة البيانات العصبية للبشر تشبه “إعطاء منشطات لاقتصاد البيانات القائم بالفعل”.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا المخاوف قراءة أفكار البشر الذكاء الاصطناعي مخاوف البشر قراءة أفكار الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی الإشارات العصبیة هذه التقنیة هذه الأجهزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يثير قلق الموظفين في ألمانيا

كشف استطلاع حديث للرأي أن واحدا من بين كل ستة موظفين في ألمانيا يخشى أن تكون وظيفته مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك في تحليل خاص لتقرير سوق العمل لعام 2025 الصادر عن شبكة "زينغ" للتوظيف. وقد أجرى معهد أبحاث السوق "أبينيو" الاستطلاع عبر الإنترنت في يوليو الماضي بتكليف من شبكة التوظيف، وشمل ألفي موظف.

وأفاد 16 بالمئة من المشاركين بأنهم يشعرون شخصيا بالقلق من أن يسلب الذكاء الاصطناعي وظائفهم، بزيادة طفيفة عن عام 2024 حين بلغت النسبة 14 بالمئة.

وسُئل الموظفون في الاستطلاع عن تقييمهم لمستقبل الذكاء الاصطناعي، مع إتاحة عدة خيارات للإجابة.

وأعرب 29 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي سيجعل العديد من القوى العاملة البشرية غير ضرورية.

وكانت النسبة الأدنى ممن رأوا ذلك لدى الفئة العمرية بين 25 و34 عاما بواقع 25 بالمئة، مقابل 32 بالمئة لدى كل من الفئة بين 18 و24 عاما والفئة بين 55 و65 عاما، و29 بالمئة لدى الفئة بين 35 و44 عاما، و28 بالمئة لدى الفئة بين 45 و54 عاما.

كما يميل الأصغر سنا إلى الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي "سيفتح فاقا جديدة لمشروعات وحلول مبتكرة": إذ يتوقع ذلك 27 بالمئة من البالغين حتى سن 34 عاما، و30 بالمئة من الفئة بين 35 و44 عاما، بينما لا تتجاوز النسبة 21 بالمئة لدى من هم فوق 45 عاما.

وأشارت دراسة نُشرت في نوفمبر الماضي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في سوق العمل، لكن إجمالي عدد الوظائف سيظل مستقرا.

وذكرت الدراسة التي أعدها معهد نورنبرغ لأبحاث سوق العمل والمهن (IAB) بالتعاون مع المعهد الاتحادي الألماني لأبحاث المهن وجمعية أبحاث الهياكل الاقتصادية، أن نحو 1.6 مليون وظيفة ستتأثر بهذا التحول الهيكلي، حيث سيتم إلغاؤها أو استحداثها خلال الفترة التي شملتها التوقعات.

ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات من ذلك بشكل خاص، إذ قد يرتفع الطلب فيها بنحو 110 لاف وظيفة، في حين قد تختفي نحو 120 ألف وظيفة في مجالات مثل خدمات الشركات، بحسب الدراسة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. ترسم مستقبل «الذكاء الاصطناعي»
  • ترامب: الصين لن تتمكن من اللحاق بنا في سباق الذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة تحذر من الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار الإنسان؟.. العلم يجيب
  • الذكاء الاصطناعي يثير قلق الموظفين في ألمانيا
  • كيف تكشف التزييف في عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • الأردن يطلق مشروع التوأمة مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز حماية البيانات والذكاء الاصطناعي
  • ما الذي تغفله هوليوود عن الذكاء الاصطناعي؟