حكايات «أمنا الغولة» لإرهاب الفلسطينيين
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تحذير غاية فى الأهمية.. رغم كل موبقات الحرب على غزة، ورغم عمليات الإبادة الجماعية، والقنابل الفسفورية والمجازر والمحارق، فصلابة الأشقاء فى فلسطين فولاذية، لأنهم أصحاب قضية حقيقية، وربما كانت الأكثر صدقاً حول العالم، أما التحذير فإن الآلة الإعلامية للاحتلال على السوشيال ميديا تختلق كل يوم أكاذيب وحكايات وروايات تتنافى مع الحقائق العلمية ومع الروايات الخيالية لقصة «أمنا الغولة» أيضاً.
ونحن لن نشير إلى تلك الشائعات حتى لا نرسخها، وتحقق هدفها، لكننا نؤكد أن حرب السوشيال ميديا لتتار العصر هدفها بث الرعب فى قلوب أبناء غزة والفلسطينيين جميعاً بل العرب، لكن هيهات هيهات، فوالله لطفل الحجارة أثبت عند الله وأقوى من المرتزقة الصهاينة الذين تشيب رؤوسهم وترتعد أوصالهم من قوته وعناده وإصراره على أن تمتد جذوره فى أعماق الأرض الطاهرة، ليس كل ما يقال يصدق، فلا تتناقلوا الشائعات والأكاذيب وتتداولوها فإنها أكثر ضراوة من طلقات الرصاص.
الشائعات أحد أسلحة الحروب النفسية التى تدار وفق نظريات وآليات وتروج بطرق مخادعة تضمن وصول رسائلها المغلوطة وتصديقها والتعامل معها على أنها حقيقة مجردة، فتسفر عن حالة من الإحباط وإضعاف الهمة والروح القتالية ويتبناها فى الغالب دول أو جماعات ممولة لتنفيذ أجندات خاصة تُحدث على المدى البعيد آثاراً تدميرية على الرأى العام، ومن ثم الحكومات والحلفاء فيتغير مسار القضية وبالتالى النتائج.
الإنترنت والسوشيال ميديا وسائل خصبة لترويج هذه الشائعات على أكبر نطاق والوصول لفئات عمرية مستهدفة لكل شائعة تكون أكثر تأثيراً من غيرها فى تصديقها وترويجها، وزادت الأمور خطورة مع توظيف الذكاء الاصطناعى لتعزيز الشائعات وتمرير المعلومات الخاطئة بعيداً عن المعايير والسلامة المهنية والتدقيق على المحتوى قبل نشره.
ولأن السلاح وحده لا يحسم المعركة، استغل الاحتلال الإسرائيلى سلاح الشائعات لمحاولة كسر الثقة بالمقاومة من ناحية، ومن جهة أخرى إظهار قدرات خارقة لجيشه الذى لا يقهر- وفق زعمه- لتحطيم الروح المعنوية لدى المقاومة والشعب فى آن واحد، بهذا السلاح الفتاك الذى يعمل بطريقة موازية للقذائف والصواريخ بأقل التكاليف والأعباء.
العديد من وزارات الدفاع فى دول العالم قامت بإنشاء إدارات للحرب النفسية تضم خبراء متخصصين، مهمتها فى المقام الأول هو صنع الشائعات وترويجها وتحديد مواعيد إطلاقها وآليات تنفيذها بهدف تدمير معنويات جيوش ومقاومة العدو وخفض الروح المعنوية لدى الشعوب، ويصل الأمر إلى إشعال الحروب الأهلية والنعرات العنصرية.
باختصار.. الفرق بين الحروب العسكرية وحروب الشائعات القائمة على الحروب النفسية كبير، فالجيوش إذا انهزمت تعيد بناء قوتها ولو بعد حين.. لكن الشعوب إذا تعرضت للهزائم النفسية ودمرت الشائعات معنوياتها فإنها تفقد الحلم واستعادة توازنها ومقدرتها على التحرر.
تبقى كلمة.. استقوا معلوماتكم من وسائل إعلام موثوقة بقدر الإمكان، واعلموا أن وسائل إعلام العدو والمتعاطفين معه سم قاتل فلا تقربوها، واحذروا وسائل الإعلام العشوائية والصفحات الوهمية والحسابات الـ«فيك» ووسائل التواصل الاجتماعى التى لا تخضع للتدقيق والمراقبة، فالجميع يعتمد على «القص واللزق» دون الالتفات للمحتوى وخطورته.
الأمر الذى يسهم بصورة كبيرة فى انتشار الأخبار الكاذبة بسرعة النار فى الهشيم، فتدمر معنويات الشعوب وتفقدهم الرغبة فى الحياة، ومن ثم تستهدف المدرعات أجسادهم لتقضى على ما تبقى بداخلهم من مقاومة.
لا تتناقلوا الأخبار السامة، واعتمدوا على الأخبار الرسمية، ولا تسهموا عن جهل فى ترويجها على طريقة «انشر ولك الأجر والثواب»، فهكذا فعلت الدابة الحمقاء مع صاحبها عندما أردت أن تبعد الذبابة عن وجهه وهو نائم فقذفته بحجر فأردته قتيلاً.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكايات أمنا الغولة لإرهاب الفلسطينيين باختصار الإبادة الجماعية قضية حقيقية
إقرأ أيضاً:
«فخ» كأس العرب
سقط الجميع فى فخ السقوط فى كأس العرب 2025 وخرجت كل الأبواق تتكلم فى اتجاه واحد وللأسف هو اتجاه عكسى لا يقدم ولا يكشف الحقائق التى يجب تناولها.. فقد صب الجميع غضبه على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى تجاهل متعمد من البعض وغير واضح للبعض الآخر.
ولو تناولنا الأمر من البداية فسوف نكتشف الحقيقة المرعبة التى التف عليها الجميع، هل يمكن أن تتخيل دورى محترفين يضم 18 فريقاً يمتلكون 540 لاعباً وعجزنا عن إيجاد 23 لاعباً لضمهم لصفوف المنتخب الثانى بسبب صعوبة مشاركة المنتخب الأول الذى يستعد لبطولة أمم أفريقيا؟.
كيف تجاهل الجميع هذا الأمر الخطير؟
كيف تجاهل الجميع أن الدورى الذى كان أحد أقوى الدوريات أصبح لا حول له ولا قوة؟ حتى عندما شاركنا وتم اختيار اللاعبين من خارج مجموعة المنتخب الأول شاهد الجميع مستوى وأداء هؤلاء اللاعبين..؟ هل منهم من يستحق الملايين التى تدفعها الأندية فيهم؟ هل هذا يتناسب مع بورصة الانتقالات التى شهدت أرقاماً فلكية وصلت إلى حد دفع 100 مليون للاعب سنوياً؟ وهل سأل هؤلاء أنفسهم أين المواهب الصاعدة التى خرجت من الأندية التى يتحدث عنها البعض بأنها عنوان للنجاح؟ هل يمكن أن تتخيل أن أفضل الأندية فى مصر البلد الذى بلغ تعداده 110 ملايين نسمة لا تملك مهاجماً مصرياً؟ هل فكر أحد ولو لحظة واحدة فى أن ما حدث من عدم استقرار فى اتحاد الكرة على مدار سنوات إلى أين أوصلنا بعد أن أسندنا المسئولية لأشخاص لا دراية لهم بكرة القدم بفعل شركة سيطرت على المجال الكروى دون حساب؟
هل وصل بنا الحال إلى تجاهل كل ما تم فى كل الألعاب الأخرى من ألقاب عالمية تحققت مؤخراً فى العديد من الألعاب الفردية فى ظل هجمة تتارية من الأندية ضد هذه الألعاب وتم إلغاؤها من الأنشطة بحجة نقص الموارد فى وقت يصرفون فيه 100 مليون على لاعب واحد سنوياً، وفى ظل قتل متعمد لقطاعات الناشىين والاعتماد على الخطف والتفريغ للأندية الشعبية التى عانت من مجالس إدارات فرغتها وقضت عليها باستثناء المصرى البورسعيدى الذى أنقذه رجل الأعمال كامل أبوعلى ثم الاتحاد السكندرى حتى فترة قريبة بفضل محمد مصيلحى الذى قرر التقدم باستقالته والرحيل؟
ماذا كان سيفعل أفضل المدربين فى العالم وسط هذه الظروف؟ ومن هو المدرب الذى يقبل أن يتولى المسئولية 3 أشهر ثم يرحل ناجحاً أو فاشلاً؟ ماذا كان على اتحاد الكرة الذى بدأ المسئولية رسمياً منذ 10 شهور متسلماً المجال الكروى فى حالة يرثى لها؟ هل يستعين بعصا سحرية أم خاتم سليمان؟ سقطات مستمرة لم يحاسب عنها أحد على مدار سنوات.
شاهدنا منتخب فلسطين الذى قهر كل الظروف الصعبة أمام منتخب بحجم السعودية معتمداً على كتيبة من المحترفين فهل نجحت الأندية الكبرى التى يتغنى البعض بنجاحها فى تقديم محترفين فى أندية كبرى؟
لقد شاهدنا أفضل محترفين خرجوا من الأندية التى تقف فى الوسط مثل المقاولون العرب الذى أخرج أهم محترف فى تاريخ مصر وهو محمد صلاح ومن بعده محمد الننى ومن بعدهما عمر مرموش الذى بدأ ناشئاً فى نادى وادى دجلة، ثم انتقل الفريق الأول ليبدأ بعدها رحلة احترافه فى نادى فولفسبورج الألمانى عام 2017.
هل فكر أحد فى محاسبة الأندية التى صرفت ملايين من العملة على صفقات لا تصلح للعب ثم قامت بترحيلها ليبدأ فصل جديد من الغرامات.
مدربين أجانب ندفع لهم مرتبات دون عمل ولاعبين تتم إعارتهم ونتحمل الجزء الأكبر من راتبهم.. حتى عندما ظهرت موهبة حمزة عبدالكريم مهاجم الأهلى الشاب وطلبه نادى برشلونة رفضنا وتمسكنا باستمراره رغم أننا نفاوض مهاجمين أجانب ما يعنى جلوس حمزة على دكة الاحتياطى.
نحن وللأسف مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال عندما نشعر بالخطر لا نشاهد الحقيقة بأننا سنتعرض للأكل.. استقيموا يرحمكم الله.
[email protected]