عندنا 9 ملايين ضيف.. مدبولي: نرفض استقبال مليونَي فلسطيني لعدم تصفية القضية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
كتب- نشأت علي:
قال د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن هناك عدة محددات للموقف المصري المتعلق بغزة، أولها حماية الأمن القومي المصري، فالتهجير القسري لسيناء أمر يمس السيادة المصرية وهو مرفوض تمامًا، ثم حماية القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها.
وأضاف مدبولي: قيل إننا استقبلنا 9 ملايين ضيف من دول مختلفة، فما يضير مصر من استقبال 2 مليون آخرين؟! ولكن الفارق جوهري؛ ففي الظروف العادية أهلًا وسهلًا بأشقائنا من الفلسطينيين، ولكن قبولنا بهم في تلك الظروف يعني إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية للأبد، وهو أمر مرفوض تمامًا، ثم النقطة الثالثة مصر لم ولن تغير موقفها اليقيني الراسخ من حق الشعب الفلسطيني من إقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو، كحق فلسطيني أصيل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية اتخذت إجراءات صارمة لرفض التهجير القسري ولو بالمحاولة، وهو ما عبرنا عنه عبر كل المستويات وفي كل المناسبات، لقطع الطريق أمام كل المحاولات للالتفاف على ذلك، وأن مصر ترفض بشكل تام ومطلق تهجير الفلسطينيين، وترفض الإجراءات الإسرائيلية لإجبارهم على ذلك، وتعتبر ذلك تهديدًا للأراضي والسيادة المصرية.
وقال مدبولي: إن مصر لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل صون وحماية حدودها، وإن مصر حال حدوث أي سيناريو يستهدف نزوح الفلسطينيين سيكون لها رد حاسم وفقًا لأحكام القانون الدولي، فمصر موقفها ثابت من احترام معاهدة السلام والالتزام بنصوصها؛ ولكن نتطلع في المقابل لمثل هذا الموقف من جانب إسرائيل، فقد حذرت مصر مرارًا وتكرارًا من أن الأمن والسلام العالمي مرتبط بمنطقة الشرق الأوسط، فليس من مصلحة أحد خلق تحديات عالمية.
وأضاف رئيس الحكومة أن التطورات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر تؤكد ما حذر منه الرئيس السيسي، بأن عدم الوقف الفوري للعمليات العسكرية الوحشية سيسهم في تقويض أمن المنطقة وسيجر الإقليم لمزيد من التوتر، ويتعين على الفلسطينيين أن يعوا أن الموقف المصري يدعم صمودهم على أراضيهم وعدم تركها أبدًا، حيث نكثف جميعًا مواقفنا المساندة للدولة المصرية في ملف قطاع غزة، صونًا لمقدرات الأمن القومي المصري، فهناك تنسيق كامل مع الدول العربية، خصوصًا مع الأردن، لأن التهجير القسري من قطاع غزة قد يتكرر في الضفة الغربية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مخالفات البناء مستشفى الشفاء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء القضية الفلسطينية طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
مابين زمان والآن
صراحة نيوز- الدكتور عساف الشوبكي
في مجتمعنا كان صغيرُنا يوقرُ كبيرَنا، وكان كبيرُنا يعطفُ على صغيرِنا، كان للأب كلمته التي يسمعها الجميع وكانت للأم مكانتها التي يقدرها الأب والأبناء، وكانت الأُسرة الدفء والحضن الحنون، وكان الأقارب حزمة مع الخير وجميعاً ضد الشر والفتن وكانت كلمة كبارنا مسموعة وكان عندنا مخاتير ووجهاء وشيوخ حقيقيون يخدمون الناس، وكان الجار ستراً وغطاءً، كان الأهل يتزاورون بلا استئذان يفرحون معاً ويحزنون معاً ويتراحمون.
كان للمعلم مكانته في المجتمع واحترامه عند طلابه، لم نكن شماليين ولا جنوبيين ولا شرقيين ولا غربيين، ولا يساريين ولا يمينيين، كنا اولئك الصادقين الطيبين الذين لا يجرحون بعضهم بعنف اللسان،كنا جميعاً نعيش بهدوء وسلام، ودون ضجيج ،نعيش نفس الحياة نأكل من صحون بعضنا التي ترسلها الأمهات حال نضوج الطعام،وكان متشابهاً وخالياً من اللحوم في معظم الأيام تطبخه أُمهاتنا التقيات النقيات ونأكله ببركة بسم الله.
لم يكن الآباء يخافون على أبنائهم من المخدرات، ولا من حوادث السيارات،كنا نذهب إلى مدارسنا مشياً على الأقدام ولم تكن شوارعنا مزدحمة، لم تكن عندنا مدارس خاصة وكان عندنا جامعة واحدة هادئة تخرج قيادات، ولم يكن عندنا عشرات الجامعات رسمية وخاصة، استنزفت الجيوب ولم تقوم بالواجبات.
كنا نحب بعضنا وتتزاحم لفعل الخير، كانت الخيانة جرماً واصبحت وجهة نظر، لم تكن عندنا بطالة، ولا ثراء فاحش ولا فقر مدقع كانت غالبيتنا طبقة متوسطة كان خبزنا من قمحنا، وكانت اللحوم من خرافنا ، كانت ثقافتنا واحدة، اليوم اصبح لكل منا ثقافته يحملها بهاتفه النقال.
تغيرنا تغيرنا فلم نعد نشبه حالنا، صار الجميع يغتاب الجميع، والجميع يتهم الجميع، وأمسينا جميعاً خبراء سياسة واقتصاد، ومحللين عسكريين، وحكماء وفقهاء ومفتين ، ودعاة كاذبين على الميديا الألكترونية وأصبح عندنا شيوخ تقليد يتصدرون المشهد نهاراً ويلعبون الورق ليلاً، وصرنا فريقين سحيج ومنافق، لم يكن الفقر يوجعنا ولا كانت هناك بطالة تفقرنا، وكان الشباب والبنات يتزوجون مبكراً ويعيش غالبيتهم في بيت الأهل في بداية الزواج ثم يمضون بحياتهم بنجاح،لم يكن هناك تأخرٌ في سن زواج الشباب ولم تكن لدينا عنوسة لدى البنات، كانت أهم المهمات لدى النساء أن يكن أمهات ومربيات فاضلات وكن بذلك سعيدات،… وتغيرت الاهتمامات وأصبحن موظفات وعاملات مرهقات متعبات وتنغصت حياتهن، وارتفعت نسب الطلاق واصبحن يبحثن عن السعادة ولم يجدنها.
ليتنا نعود ليتنا نعود كما كنا ، لكن هيهات هيهات.
اللهم اصلح أحوالنا واجعل بلدنا آمناً وارزق أهله من الثمرات.
د. عساف الشوبكي