بين الزراعات تمشى فاطمة «نجوى إبراهيم»، إلى جوار ابن عمها محمد «محمود ياسين» العائد لتوه من الجبهة، فى إجازة خاطفة إلى قريته، يعود بعدها ليأخذ موقعه على شاطئ قناة السويس، استعداداً لخوض حرب أكتوبر المجيدة.. يعترض طريقهما مجرى مائى صغير، فيقترح محمد على فاطمة أن يساعدها فى عبوره، لكنها ترفض، وتحاول العبور بمفردها لتسقط فى الطين، فيمد محمد يده ليلتقط يد ابنة عمه وينتشلها من الوحل الذى سقطت فيه، فى واحد من أجمل مشاهد فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، الذى أخرجه حسام الدين مصطفى فى عام 1974 عن قصة لإحسان عبدالقدوس، ولعب بطولته إلى جانب «نجوى» و«ياسين»، كل من حسين فهمى ويوسف شعبان وصلاح السعدنى وسعيد صالح وعبدالمنعم إبراهيم وحياة قنديل.

«أقنعونى إن دور فاطمة حدث كبير جداً، انتِ هتبقى مصر، فكنت فخورة إن حاجة زى كده هتتحط فى تاريخى وإنه فيه أجيال هتشوفها». هكذا علّقت الإعلامية القديرة نجوى إبراهيم عن دورها فى الفيلم الوطنى الذى لا يزال يُعرض على شاشات التليفزيونات، ويشاهده ملايين داخل مصر وخارجها.

لم يكن فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» هو أول أفلام نجوى، بل سبقه فيلم «الأرض»، الذى أخرجه يوسف شاهين عام 1970 عن قصة لعبدالرحمن الشرقاوى، والذى تدور أحداثه فى قريه رملة الأنجب المصرية عام 1933، عن صمود الفلاحين فى مواجهة الإقطاع والاحتلال، ولعبت نجوى إبراهيم فيه دور «وصيفة» ابنة محمد أبوسويلم، وتقول عن دورها فى الفيلم إنها كانت صغيرة جداً فى السن حين اختارها «شاهين» لتلعب الدور، فوافقت بعد أن اشترطت أن تتم كتابة اسمها فى أول التتر، وهو ما حدث بالفعل.

أما فيلم «فجر الإسلام» للمخرج صلاح أبوسيف، والذى أنتج فى عام 1971، فهو من الأفلام التاريخية والدينية المهمة فى السينما المصرية، وشاركت فيه نجوى إبراهيم بدور «سلمى» أمام محمود مرسى، وسميحة أيوب، ويحيى شاهين، وحشد كبير من الممثلين والكومبارس، وقالت عنه نجوى إبراهيم إنها لا تنسى أبداً أن الفنان القدير محمود مرسى صفعها على وجهها فى أحد مشاهد الفيلم: «القلم علِّم والحلق طار، وفضلت يومين ودنى تصفر».

كما شاركت نجوى إبراهيم فى فيلم «العذاب فوق شفاه تبتسم» للمخرج حسن الإمام، والذى أنتج عام 1974، وقامت نجوى إبراهيم بدور «شهيرة» مهندسة ديكور لا تعمل، ترتبط منذ الصغر بجارهم عصام «سعيد صالح»، وقالت عنه إنه من أحب الأفلام إلى قلبها، كما شاركت فى فيلم «حتى آخر العمر» من إخراج أشرف فهمى، وهو عن حرب أكتوبر 1973، وفيلم «خائفة من شىء ما»، الذى أُنتج عام 1979، من إخراج يحيى العلمى، و«السادة المرتشون» إخراج على عبدالخالق عام 1983. وفيلم «المدمن» الذى أخرجه يوسف فرنسيس فى عام 1983.

«نجوى إبراهيم مذيعة جيدة جداً كانت وما زالت النموذج اللى متعلم كويس واللى متدرب كويس على إزاى تحترم الضيف، من البقايا النادرة للمذيعات»، هكذا علّقت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله على مشوار نجوى إبراهيم،. وقالت ماجدة خيرالله، إن نجوى إبراهيم كانت تختار أدوارها بما يناسبها: «كانت بتملى مساحات للمرأة الناضجة، وهى ما زالت محتفظة بهيئتها كأم وبصورتها فى أذهاننا، تجربتها فى المسلسلات مش كبيرة، لكن كانت بتقدم ما يليق بها وبالأسرة المصرية، وباقول لها استمرى فى ما أنتِ مقتنعة بيه، أنتِ لازلتى واجهة محبوبة للأسرة المصرية، نموذج جيد كمذيعة، ولو جالك أدوار تتفق مع قناعاتك ياريت تعملها، ولا تلتفتى لأى شىء».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نجوى إبراهيم عادل إمام نجوى إبراهیم

إقرأ أيضاً:

الحكماء.. والفضائح العائلية

يبدو أن مسلسل الفضائح العائلية لن ولم ينته، مادامت هناك متابعات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومادامت هناك مواقع وصفحات شخصية تلهث وراء أى معلومة عن خلافات يكون طرفها أحد المشاهير، ومادامت هناك كاميرات تلاحق الأشخاص فى التو واللحظة، وتستطيع تحقيق نسب مشاهدة عالية.

فها هي حكاية جديدة من الخلافات العائلية بين زوجة اللاعب المتوفى قبل شهر تقريبا بعد معاناة مع المرض الخبيث وبين والدته، فالزوجة تعلن أنها لا تمتلك أي أموال بعد أن أستنزفت رحلة العلاج كل ما تمتلك الأسرة، وأن هناك من أهل الخير من تبرع لتكملة نفقات العلاج، وأن مشوارها طويل فى تربية وتعليم أطفالها الصغار، بينما الأم تصر على أن لها ميراثا فى ابنها، الذى وعدها من قبل ببناء بيت ورحلة حج، وبحسب كلامها فإنه اذا كان لا يملك فكيف كان سينفذ هذا الوعد، بالطبع الكاميرات والمواقع تتلقف هذه السيدة الريفية البسيطة التى يبدو أن ابنها هو من يدفعها إلى الكلام بهذا الشكل الذى يعكس جفاء وتناسي لحالة الحزن على فقد الضنا.

هل يتصور الطرفان أن نشر الفضائح عبر السوشيال ميديا سيحل الخلاف بينهما، بالطبع لا فكل ما ينشر من شأنه أن يشعل النار فى الهشيم ويزيد الطين بلة، ويثير الأحقاد والضعائن، والمواقع ورواد التواصل الاجتماعي لا يهمهم حل الخلاف ولكن يهمهم نشر الفضائح واللهاث خلفها، والوصول إلى "الترند"، هل لا يوجد حكماء فى العائلة أو المعارف والأصدقاء، للتدخل للتوفيق بين الطرفين، أم أن هذه الفكرة قد انتهت إلى غير رجعة فى وقت أصبحت فيه "حرمة البيوت" مشاعا للكل.

تتصيد بعض المواقع مجرد تعليق على الفيس بوك أو حتى معلومة بسيطة عن أحد المشاهير وتبني عليه "قصة" وهو ما حدث مع إعلان الفنان أحمد السقا طلاق زوجته بعد زواج استمر لمدة 26 عاما، وعلى الرغم من أن الفنان تمنى لطليقته التوفيق فى حياتها معلنا أنه سيعيش لأبنائه ووالدته وأخته، ولم يخرج منه تعليق آخر، إلا أن المواقع اتخذت من الموضوع مادة، وتم نسج حكايات حوله وبالطبع الهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، بدون احترام لخصوصيات الآخرين.

سألت والد فتاة نشب خلاف بينها وبين زوجها، وهم من نفس العائلة التى تقطن فى ريف إحدى المحافظات، عن كبير العائلة الذى كان يأمر وينهي بكلمة واحدة أى خلاف فى مهده، فقال لى إن هذا العرف لم يعد موجودا، وكلمة الكبير لم تعد نافذة، بعد أن وصل الجميع لقناعة أنه وحده صاحب الحق ولا مجال للتنازل.

بالتأكيد فإن خللا ما قد أحدث هذه الحالة الجديدة على مجتمعنا والتى أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي فى الوصول إليها.. وبالتأكيد أيضا أن هوس الميديا فى بعض الأحيان والترند فى أحيان أخرى، أفقد البعض "اتزانهم النفسي"، وغيّب الحكمة والعقلانية من تصرفاتهم، فأصبحوا مادة للفضائح والنميمة وكشف "الستر، وهو ما يستوجب وقفة مع النفس أولا ثم تدخل الحكماء للصلح والتوفيق، حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من استباحة "حرمة الموتى" وكشف سترهم بدلا من الحزن على فقدانهم والترحم عليهم، مطلوب أن نفيق من وهم الاستعراض الذى سيطر على العقول ودمر الخيط الرفيع لجدار "خصوصية البيوت".

مقالات مشابهة

  • مصطفى شردي عن سميحة أيوب : كانت من العظماء التى قدرت سنها وأدوارها
  • نجوى الشريقية تُحوّل شغفها بالورد إلى مشروع يحتضن المبدعين
  • هشام يكن عن إبراهيم سعيد: أتمني الأهلي يسانده ده واحد من أولاد النادي
  • محمود البزاوي يسترجع كواليس تصوير همام في أمستردام
  • إيهاب محمد علي.. مسيرة تدريبية طويلة في الكرة الطائرة النسائية المصرية (بروفايل)
  • الكاتبة فاطمة ناعوت تنضم إلى الهيئة العليا لحزب العدل
  • وزير الأوقاف يكلف الشيخ محمد إبراهيم سليمان مديرا لإدارة المراجعة والحوكمة
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • خالد الغندور يكشف كواليس مفاوضات الأهلي مع سيراميكا كليوباترا لضم بيكهام وشكري