أبوظبي: «الخليج»
نظمت اللجنة الوطنية للدستور الغذائي برئاسة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ورشة علمية، احتفالاً بمرور 60 عاماً على تأسيس هيئة الدستور الغذائي «الكودكس»، بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (نقطة اتصال الدستور الغذائي)، للوقوف على جهود الهيئة عالمياً، والإضاءة على دورها في تطوير المعايير الدولية.


وانضمت دولة الإمارات إلى عضوية منظمة التجارة العالمية عام 1996، وإلى لجنة الدستور الغذائي عام 1972، أي بعد عام واحد فقط من تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
وبصفتها عضواً في منظمة التجارة العالمية، تشارك الإمارات في تطوير المعايير الدولية تحت إشراف لجنة الدستور الغذائي «CAC» والمنظمة العالمية لصحة الحيوان «WOAH» والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات «IPPC».
حضر الورشة ممثلو اللجنة وأعضاء الفرق الفنية وكوكبة من الضيوف من مختلف أصحاب المصلحة المعنيين بسلامة الأغذية وصحة المستهلك والتجارة.
وأكدت موزة المهيري، رئيسة اللجنة، نائبة المدير العام للهيئة، خلال الكلمة الافتتاحية لأعمال الورشة، أهمية الدور الفاعل لدولة الإمارات في أنشطة الهيئة دولياً، بالمشاركة في صياغة النصوص المتعلقة بسلامة الغذاء ضمن لجان الدستور الغذائي، وبتطبيق المعايير والإجراءات اللازمة لضمان سلامة الأغذية المستهلكة في الدولة، وتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الغذائية، وتوفير الأغذية بشكل مستدام وعادل.
وأوضحت أن الدور المحوري لدولة الإمارات، في حركة التجارة الدولية، والنشاط الملحوظ لتجارة إعادة التصدير، يضاعف مسؤوليات اللجنة، لتعزيز النشاط الاقتصادي وتحسين جودة الحياة، فيما يتعلق بالنظم الغذائية بالمواءمة بين المواصفات الغذائية وحماية صحة المستهلك، واستشراف المستقبل الغذائي.
ولفتت إلى أن الاحتفال بمرور 60 عاماً على تأسيس هيئة الدستور الغذائي فرصة مواتية للوصول إلى فهم عميق للعمل الذي تقوم به «الكودكس» ودورها البارز في دعم اقتصادات الدول وأمنها الغذائي.
استضافت الورشة الدكتور خالد الزهراني، المنسق الإقليمي لدول الشرق الأدنى (CCNE) الذي أكد الدور الرائد لدولة الإمارات في تعزيز سلامة الأغذية وصحة المستهلك بالجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية، في دعم نظام سلامة الأغذية إقليمياً، عبر المشاركة الفاعلة في الاجتماعات الدورية والندوات العلمية والمحاضرات التي تنظمها هيئة الدستور الغذائي (الكودكس).
وأعقب الجلسة الافتتاحية عرض كلمةٍ مسجلة للدكتورة فرح الزرعوني، الوكيلة المساعدة لقطاع المعايير والتشريعات في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أضاءت على الدور الريادي للوزارة في تطوير المعايير بوصفها ركيزةً أساسيةً لأنظمة الجودة.
وأشارت إلى أن عدد المواصفات المتعلقة بالأغذية والمشروبات بلغ أكثر من 2000 مواصفة. مؤكدة أن توحيد الإجراءات يعزز الجودة والثقة ويسهل التجارة ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي، في ضوء المعايير التي تضعها «الكودكس» كونها المرجعية لوضع المعايير وتطويرها ومتابعة الالتزام بها من الدول الأعضاء.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية

إقرأ أيضاً:

حفّار واحد يكشف ازدواجية المعايير في انتشال الجثامين بغزة

غزة- لم تكن هنادي سكيك تدرك، أن الجملة العابرة التي قالتها زوجة ابنها الحامل "هذه الغرفة كالقبر، لا نافذة فيها"، وهي تتفحص المكان الصغير الذي نزحوا إليه، ستتحوّل بعد ساعات إلى حقيقة واقعة، فقد قُبرت جثامينهم فيها بعد استهداف المكان الذي ظل شاهدا على أجساد سحقت تحته منذ عامين وحتى هذا اليوم.

انتُشلت هنادي من تحت الركام بعد ساعات من القصف الإسرائيلي للمكان الذي أوت إليه وعائلتها في حي الرمال غربي مدينة غزة، فكانت الناجية الوحيدة من أصل 20 شخصا قضوا جميعهم شهداء، ولا تزال جثامين 5 منهم تحت الأنقاض.

زوج وابن هنادي سكيك الناجية الوحيدة من استهداف أودى بحياة 30 شخصا لا يزال 5 منهم تحت الأنقاض (مواقع التواصل)ازدواجية قاسية

‎ومنذ عامين تزور هنادي ما كان يوما بيت أبيها، تحدّق في الركام الذي لا يزال يبتلع زوجها، وابنها البكر وزوجته الحامل بتوأم، وحفيدتها، وابن أخيها.

تقول للجزيرة نت بصوت فيه حنق عامين من الانتظار "لا نستطيع أن نعيد للأموات الحياة، لكن ربما نعيد لهم الكرامة"، ثم تواصل بعد صمت متسائلة باستغراب "هل كثير عليهم أن يموتوا كراما ويدفنوا في قبور وشواهد ككل البشر؟".

‎وتبدي هنادي استياءها من إدخال معدات دولية لاستخراج جثامين المحتجزين الإسرائيليين من تحت الأنقاض في قطاع غزة، في ظل وجود الآلاف من الفلسطينيين تحت الركام منذ شهور عدة بلا معدلات لانتشالهم.

وهو ما اعتبرته ازدواجية في "تعامل العالم مع الموتى بحسب الجنسية". وسألت بتهكّم "لماذا يبدو جثمان الفلسطيني رخيصا وأقل استحقاقا من غيره؟".

“بهذه الآية القرآنية علقت الداعية هنادي سكيك عندما حدث القصف بالقرب منها على الهواء"#فلسطين #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/WsdKNlvMP6

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 5, 2025

‎وبين جراح جسدها التي تدفعها للتفكير باتخاذ خطواتها الاضطرارية للعلاج في الخارج، ووجع بقاء جثامين عائلتها تحت الركام الذي يمنعها من التفكير في الأمر، تعيش هنادي في منتصف حياة لا تستطيع أن تتقدّم فيها خطوة واحدة.

إعلان

"فكيف أتركهم هنا؟ وكيف أغادر وهم تحت التراب؟" تقول، وهي التي ترى أن كل خطوة إلى الأمام تعني أنها تبعدها عن الذين دفنوا في الغرفة التي تشبه القبر ولا تزال قبرا حتى اليوم.

المنزل الذي قصفت فيه هنادي سكيك لا يزال تحت أنقاضه 5 من أفراد عائلتها (مواقع التواصل)فقد كبير

‎أما هشام سالم، فلا يعرف كيف يوقف بكاء ابنته آية التي فقدت زوجها وطفلتيها أيلول وأمل اللتين لا تزالان تحت الأنقاض في حي الرمال أيضا، فهي تقضي يومها تحمل صورتهما وتنظرهما وكأنهما تبتسمان لها.

ويقول هشام إن ابنته تنهار كل ليلة تحت وطأة الكوابيس التي تطاردها وهي تسمع صراخ طفلتيها ثم تبكيهما وتردد "لو أن لهما قبرا أرتمي عليه فقط".

وفقدت عائلة سالم 265 شهيدا خلال الحرب، راح معظمهم في مجزرتين متتاليتين مسحتا عمارات سكنية كاملة، وتركتا أكثر من 84 جثمانا تحت الأنقاض، حيث لم يتمكنوا من انتشال 37 إنسانا في المجزرة الأولى، أما الثانية فقد ابتلعت بيتا كان ينزح فيه 117 شخصا، لم يُعثر على 47 منهم حتى اليوم.

و‎يقول هشام للجزيرة نت، إن أفراد العائلة حاولوا في الأيام الأولى، انتشال مَن قد يكون بقي حيا تحت الركام، لكن طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية كانت تقنص أي شخص يقترب من الركام، كما أن قلة المعدات وعجز الدفاع المدني عن رفع الأسقف الإسمنتية التي تهاوت فوق بعضها بعضا، أطفأ أمل العائلة بعد شهرين من المحاولات وتوقّف البحث.

ويضيف "يحكي العالم عن كرامة الإنسان ويتدافع لإنقاذ جثامين الإسرائيليين، لكن يبدو واضحا أن لحم الفلسطيني ليس بهذه القيمة".

التوأم أمل وأيلول سالم لا يزال جثماناهما تحت الأنقاض مع 45 شهيدا من عائلتهما (مواقع التواصل)‎معوقات البحث

وتتحدث الأرقام التي كشفها الدفاع المدني للجزيرة نت، عن انتشال 14 شهيدا ورفات عدد من الشهداء في المرحلة الأولى من عملية البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، والتي انتقلت إلى مخيم البريج، بعدما تم النبش عن المفقودين في 11 منزلا في مخيم المغازي، وكلا المخيمين في المحافظة الوسطى.

‎ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن فرق الإنقاذ لا تزال في المرحلة الأولى من انتشال الجثامين العالقة تحت الأنقاض، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وفّرت حفّارا واحدا فقط يعمل ضمن طاقته المتاحة، ولفت إلى أن البحث -حسب الخطة- سيستمر 400 ساعة عمل موزعة بين مناطق القطاع، 200 ساعة في شمال غزة ومثلها في الجنوب.

‎ويؤكد بصل أن هذه الآلية لا تفي بالمطلوب، لا سيما أن "الحديث يدور عن أكثر من 9000 شخص تحت الأنقاض، وأن حفّارا واحدا لا يتوافق مع حجم الكارثة، فسرعة العمل الحالية بطيئة للغاية، ولا تتناسب مع كم الدمار واتّساع المناطق المنكوبة".

‎ويضيف أن الدفاع المدني قدّم طلبا واضحا بتوفير 20 حفّارا على الأقل، إلى جانب الجرافات والشاحنات اللازمة لإزالة الركام وتمكين الطواقم من الوصول إلى الضحايا، إلا أنّ شيئًا من ذلك لم يتحقق بعد.

‎ويشير بصل إلى وجود وعود مصرية بإدخال آليات إضافية، "لكن لا شيء وصل فعلا حتى اللحظة"، مؤكدا أن العمل لا يزال محصورا بما يوفّره الصليب الأحمر، وأن الطواقم تتابع جهودها في المحافظة الوسطى على أمل الانتقال لاحقا إلى مناطق أخرى، منها مدينة غزة، فور الانتهاء من المواقع الحالية.

"أعقد المهام"

‎من جانبها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مواصلتها تقديم الدعم المادي واللوجيستي الذي يتيح لفرق الدفاع المدني البدء في المرحلة الأولى لانتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض في غزة.

إعلان

وأكدت اللجنة للجزيرة نت، أن ما يجري اليوم هو بداية لواحدة من أعقد المهام الإنسانية في القطاع، إذ أمضت آلاف العائلات العامين الماضيين بين الألم والترقب في انتظار العثور على ذويها ودفنهم وفق الشعائر الدينية.

‎وأضافت أن القانون الدولي الإنساني يوجب التعامل مع الجثامين باحترام وصون كرامتها، مشيرة إلى أن حجم الركام والدمار يجعل العملية شديدة التعقيد وتتطلب وقتا ومعدات مناسبة وجهودا متضافرة من جهات عديدة، معربة عن أملها في أن تتمكن العائلات من طي هذا الفصل المؤلم.

‎وإلى ذلك الحين، ستظل آلاف العائلات في غزة تعيش جرحا لا يمكن رتقه قبل أن يُزال الركام وتُعاد لأجساد المفقودين كرامتهم الدنيا من خلال قبر يُزار وشواهد تحمل أسماءهم.

مقالات مشابهة

  • هيئة الاستثمار تعلن الانتهاء من تحديث قواعد التقييم والفحص المالى للشركات
  • انطلاق الاستعراض النيابي لموازنة 2026 اليوم الاثنين
  • مصر ورومانيا تبحثان الاستعداد للاحتفال بمرور 120 عامًا على العلاقات الدبلوماسية
  • الأقصر تجهز الاستعدادات النهائية للاحتفال بالعيد القومي
  • هيئة الإمارات لسباق الخيل تشيد بالنجاح الكبير لسباق كأس رئيس الدولة للخيول العربية
  • الأنبا إسحق يحتفل مع اللجنة الأسقفية بمرور 60 عامًا على وثيقة Nostra Aetate
  • غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يحتفل مع اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام بمرور 60 عامًا على إصدار وثيقة على "Nostra Aetate في عصرنا"
  • 1500 متطوع يعزّزون العمل الميداني خلال جولة أبوظبي للفورمولا-1
  • حفّار واحد يكشف ازدواجية المعايير في انتشال الجثامين بغزة
  • «زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال» بلندن يحتفي بمرور 6 سنوات على تأسيسه