في ذكرى تحريرها.. الخوخة تتنفس حرية وسط دعوات استكمال تحرير الحديدة
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
ثماني سنوات مرت على لحظة فارقة في تاريخ المقاومة الوطنية لتحرير الساحل الغربي لليمن، حين تمكنت القوات المشتركة والمقاومة الوطنية من استعادة السيطرة على مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، لتكون نقطة الانطلاق نحو تحرير المحافظة وبقية المناطق المحررة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الخوخة رمزًا للأمل في استعادة الدولة والأمن، ومثالًا حيًا على قدرة اليمنيين على مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، رغم سنوات من القمع والاحتلال.
وشهدت الخوخة مساء الأحد احتفالية خطابية وفنية كبيرة نظمتها فعاليات الحراك التهامي، حضرها عدد من المواطنين وقوات المقاومة، وأكد المحافظ الدكتور الحسن طاهر في كلمته أن تحرير السابع من ديسمبر يمثل محطة فارقة في تاريخ النضال الوطني لاستعادة الدولة وفرض سيادتها على المناطق التي كانت خارج نطاقها.
وأضاف أن هذا اليوم يجسد التضحيات الكبرى التي قدمها أبناء تهامة ومعهم القوات المشتركة وألوية العمالقة وكل الجمهوريين، حيث سطروا واحدة من أبرز ملاحم التحرير في اليمن، بعد أن تمكنوا من دك معاقل الحوثيين وتحرير المدينة، رغم دفعهم قوافل من الشهداء.
تحليلًا للأوضاع، يظهر أن تحرير الخوخة لم يكن مجرد نجاح عسكري، بل كان عملية استراتيجية أعادت ترتيب الخارطة الإدارية للمحافظة، إذ تحولت المديرية إلى مقر مؤقت للسلطة المحلية، وأصبح مركزًا لإدارة شؤون المناطق المحررة، بما أعاد للمدينة دورها الطبيعي وفرض حضور الدولة بعد سنوات من الفراغ والانتهاكات الحوثية التي شملت القتل والاختطاف ومصادرة الممتلكات وتعطيل الخدمات الأساسية.
وشكل التحرير استعادة للأمل والطمأنينة لدى سكان الخوخة الذين عاشوا سنوات طويلة تحت القمع والخوف، ففتح الباب أمام عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة وبدأت مشاريع خدمية عاجلة في مجالات الكهرباء والصحة والتعليم، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وتنفيذ المقاومة الوطنية، ما عزز العلاقة بين المواطن والسلطة وأعاد بناء الثقة بمؤسسات الدولة.
وأشار محافظ الحديدة إلى أن الحياة في مناطق الحوثيين لا تزال صعبة للغاية، وأن الأهالي هناك ينتظرون تحريرهم من بطش الجماعة، مؤكدًا أن صمود القوات والقيادة اليمنية سيقود قريبًا إلى تحرير كامل محافظة الحديدة، بما يشمل جميع المديريات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.
وتطرّق الحفل إلى البعد الاستراتيجي للتحرير، حيث أن الخوخة تمثل البوابة الجنوبية للحديدة، وقد شكلت بعد تحريرها أول اختراق حقيقي لمليشيا الحوثي على الساحل الغربي، مما منح القوات المشتركة موطئ قدم مهمًا على البحر الأحمر، وهو ما مكّن من تنفيذ العمليات العسكرية المستقبلية بفعالية أكبر، وتأمين خطوط الإمداد والاتصالات بين المدن المحررة.
كما أكد الحضور على أهمية الاستمرار في دعم القوات المشتركة والسلطات المحلية، ومضاعفة الجهود لاستكمال تحرير المحافظة، مشددين على أن ذكرى الخوخة الثامنة ليست مجرد احتفال، بل محطة لتجديد العزم الوطني وتأكيد الالتزام بتحقيق الاستقرار وحماية المكتسبات الوطنية، ومواجهة المشاريع الحوثية المدعومة من إيران التي تهدد أمن واستقرار اليمن بأكمله.
ويأتي هذا الاحتفال في وقت تتواصل فيه الجهود الوطنية والعسكرية لتثبيت الأمن في المناطق المحررة، وتعزيز المشاريع التنموية والخدمية التي أعادت الحياة للمدن المحررة، بما يعكس التوازن بين الاستراتيجية العسكرية والأبعاد الإنسانية والاجتماعية لإعادة الدولة وإحلال الأمن والسلام في مناطق اليمن المحررة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: القوات المشترکة
إقرأ أيضاً:
حرية التعبير في اختبار صعب.. عام ترامب الأول يعود بعكس وعوده
١) تقارير حقوقية ترصد ما يقرب من 200 انتهاك للحريات٢) الإعلام والمعارضة في مرمى الضغوط السياسية٣) مقاومة مجتمعية تُربك حملات القمع
مع مرور عام كامل على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد الانتقادات التي تشير إلى وجود فجوة واضحة بين وعوده الانتخابية بحماية حرية التعبير، والواقع الذي تشهده الولايات المتحدة اليوم من ضغوط متصاعدة على الإعلام والمعارضين والمؤسسات الأكاديمية.
تقرير جديد أعدّته منظمة “فري برس” يعيد فتح هذا الملف الشائك، ويوثق مئات الوقائع التي اعتُبرت اعتداءً مباشراً على التعديل الأول من الدستور الأمريكي.
# تقرير يرصد حملة غير مسبوقة
المنظمة الحقوقية وثّقت قرابة 200 حالة اعتداء على حرية التعبير خلال العام الأول فقط من الولاية الثانية لترامب، واعتبرت أن سرعة وحجم هذه الممارسات غير مسبوقين في التاريخ الأمريكي الحديث.
التقرير وصف ما يحدث بأنه “حملة تخويف ممنهجة” جعلت الملايين يعيدون التفكير قبل التعبير عن آرائهم أو المشاركة في الاحتجاجات أو حتى نشر مواقفهم على الإنترنت.
# خطاب رسمي وواقع مختلف
إدارة ترامب تُروّج لرواية مغايرة تماماً، حيث تؤكد أن سياساتها جاءت لاستعادة حرية التعبير التي ترى أنها كانت مقيّدة في عهد الديمقراطيين.
أحد أول القرارات التنفيذية التي أصدرها الرئيس حمل عنوان “استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة الفيدرالية”، لكن التقرير يرى أن الممارسات على الأرض تسير في اتجاه عكسي تماماً.
# الإعلام تحت الضغط
الصحافة الأمريكية جاءت في صدارة الجهات المتأثرة، حيث تحدث التقرير عن تصاعد غير مسبوق في التهديدات اللفظية والإجراءات العقابية ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. حوادث الاعتداء على صحفيين أثناء تغطية الاحتجاجات، والتهديد بسحب تراخيص قنوات تلفزيونية، والضغط على شبكات كبرى لمعاقبة مذيعين معارضين، كلها أمثلة وُصفت بأنها تعكس مناخاً عدائياً متزايداً تجاه الإعلام.
# الجامعات والطلاب في مرمى الاستهداف
لم تتوقف الضغوط عند الإعلام فقط، بل امتدت إلى الجامعات والطلاب الأجانب، حيث تم توقيف بعضهم بسبب آرائهم السياسية، كما تعرضت إدارات جامعية لضغوط مباشرة بسبب مواقف اعتُبرت “غير متوافقة” مع توجهات الإدارة الحاكمة.
هذه السياسات أثارت مخاوف من تراجع حرية الفكر داخل الحرم الجامعي.
# الموظفون الفيدراليون وتكميم الأفواه
يشير التقرير أيضاً إلى أن عدداً من الموظفين الحكوميين تعرضوا لقيود مباشرة على التعبير عن آرائهم، سواء عبر قرارات إدارية أو ضغوط غير معلنة، ما خلق حالة من الرقابة الذاتية داخل المؤسسات الرسمية.
# من التهديد اللفظي إلى سياسة فعلية
واحدة من أخطر النقاط التي أبرزها التقرير هي أن تصريحات ترامب الهجومية لا تبقى في إطار الكلام فقط، بل تتحول إلى توجيه عملي لسلوك معاونيه داخل الدولة. هذه الحلقة المغلقة من الضغط السياسي والتهديد العلني تصنع مناخاً وصفه التقرير بأنه “بيئة رقابية خنّاقة”.
# قضية جيمي كيميل نموذجاً
من أبرز الأمثلة التي استشهد بها التقرير تعليق برنامج الإعلامي جيمي كيميل لفترة قصيرة بعد ضغوط مباشرة من رئيس هيئة الاتصالات الفيدرالية. ورغم عودة البرنامج سريعاً بفضل ضغط جماهيري واسع، فإن الحادثة كشفت – بحسب التقرير – مدى حساسية المشهد الإعلامي وسهولة توظيف أدوات الدولة في الصراع السياسي.
# مقاومة مجتمعية تعرقل الضغوط
ورغم قتامة الصورة، يؤكد التقرير أن المقاومة الجماهيرية والضغوط الشعبية لا تزال قادرة على تقويض بعض هذه السياسات. حالات التراجع عن قرارات عقابية نتيجة الغضب العام تُعد دليلاً على أن الرأي العام لا يزال يمتلك هامش تأثير حقيقي، لكنه يتطلب استمرارية وتنظيماً.
# مستقبل الحريات على المحك
يخلص التقرير إلى أن حرية التعبير في الولايات المتحدة تمر بأصعب اختبار لها منذ عقود، وأن المعركة لم تعد قانونية فقط، بل اجتماعية وثقافية أيضاً.
وبين خطاب رسمي يرفع شعار الحرية، وواقع يزداد فيه القلق والرقابة والضغوط، تبقى الأسئلة الكبرى مطروحة حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية في السنوات القادمة.