هل ظهرت علامات خروج الدجال؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء من خلال حديثه عن المسيح الدجال وعلامات الساعة.

هل ظهرت علامات خروج الدجال؟

وقال علي جمعة تحت عنوان «المسيح الدجال وعلامات الساعة»: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله، وإن شر الأمور محدثاتها، تركنا ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ.

ما ترك لنا شيئًا يقربنا إلى الله ويقربنا إلى الجنة ويبعدنا عن النار وعن غضب الله إلا أمرنا به، وما ترك شيئًا يبعدنا عن الله ويقربنا من النار ويبعدنا عن الجنة إلا وقد نهانا عنه.

وتابع: لما جاء رسول الله ﷺ مبعوثًا رحمةً للعالمين، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} أراد أن يبلغ والبلاغ يحتاج إلى علمٍ. ولذلك بدأ بالعلم فعلَّم الناس، فآمنت خديجة وتلاها عليّ عليه السلام ثم آمن أبو بكر، ثم آمن ثمانيةٌ من الصحابة الكرام، منهم زيد ومنهم عبدالله بن مسعود، وأخذ الإيمانُ ينتشر والنبي ﷺ يريد أن يغير هؤلاء الناس من حالٍ إلى حال.

وأكمل: لما أراد التغييرَ بدأ بالعلم، بدأ يعلمهم، والعلم دائمًا يرتبط بالحقائق، ولم يعلمهم معلوماتٍ مجردة لا علاقة لها بالإنسان، بل بدأ بالإنسان، ومما علمنا أن الإنسان نبدأ معه بالقلب، والقلب هو الذي سيعلو العقلَ والعقلُ هو الذي سيعلو السلوكَ، ولذلك سيتغير الإنسان عندما يؤمن قلبُه، ثم ينير فإن هذا النور سوف يشِّع في العقل؛ فيرى الأمورَ على حقائقها، ويقدر الأمور بمقاديرها ويتغير.

وبين المقصود بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} فإذا أردنا التغيير فابدأ بالإنسان، وإذا أردت الإنسان فابدأ بقلبه، فإنه سماؤه التي سيستظل بها العقل، وتحت العقل سيكون السلوك، وإذا غيرنا القلوب من حالٍ إلى حالٍ سَهُل بعد ذلك كل شيء، وظل النبي ﷺ يؤكد هذه الحقيقة، ويعلمنا «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم».

المنجيات من المسيح الدجال.. داعية بالأوقاف توضح 3 أمور غير عشر الكهف حكمة عدم ذكر المسيح الدجال في القرآن.. 3 أسرار توضحها الداعية فاطمة موسى

وأضاف: يكرر النبي ﷺ هذا مراتٍ بعد مراتٍ، وهو يؤكد لهم إن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وإلى جثثكم، وإنما ينظر إلى هذا السر الرباني الإلهي القائم بين صدرك وهو القلب، وهو محلُّ تنزُّل الرحمات، وهو مجلى فعل الرحمن سبحانه وتعالى. نبههم مرة والثانية والثالثة، ولا يزال ينبههم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى ﷺ، ترك لنا هذا التراث، ابدأ بالإنسان، ثم ابدأ مع الإنسان بقلبه؛ حتى يعلو القلبُ على العقل، ويعلو العقلُ على السلوك.

وشدد: لما دخل الإيمان في قلوبهم، وخلطت بشاشة الإيمان نفوسهم، ازدادوا إيمانًا وتيقنوا، كل يومٍ يزدادوا يقينًا، ولذلك حكى لنا النبيُّ ﷺ هذا الحال، وهو حالٌ حكاه كلُّ الأنبياء لأممهم، وهو أن الإيمان إذا خالطت بشاشتهُ القلوبَ، لا يخرج أبدًا، وأن الإيمان إذا دخل القلب ازداد. {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} سبحانه وتعالى. يزداد الإيمان وتزداد معرفة الحقيقة، كل يوم عند من خالط الإيمانُ ببشاشتهِ قلبَه.

وأردف: يحكي لنا النبيُّ ﷺ أن شخصًا مفسدًا سيخرج في آخر الزمان بإرادة الله سبحانه وتعالى كنوعٍ من أنواع الامتحان والاختبار والفتنة، وأنه شرير، وسماه ﷺ بالمسيح الدجال، وذلك أنه سوف يدعي أنه عيسى، ولكنه كذَّاب، وأن هذا الرجل له علامة لا تخطئُهُ العين، وهو أنه أعور، عينه عوراء ممسوحة، والعين الثانية جاحظة كزبيبة. إذن منظره مشوه، كلُّ من نظر إليه عرفه، إلا أنه في حالة الهرج العقلي الذي تعيش فيه تلك العصور حيث نصدق الكذاب، ونكذب الصادق، وحيث نأمر بالمنكر، وننهى عن المعروف، وحيث نقطِّع أرحامنا فيما بيننا، وحيث نفتقد المقياسَ والمعيارَ، وحيث يتصدر غير المتخصصين في كل التخصصات في غير تخصصاتهم. فينطق الدجال في الطب، وفي السياسة، وفي الاقتصاد، كما ينطق في الدين.

وحيث لم يعد هناك رابطٌ ولا ضابط وحيث:

تصدر للتعليم كلُّ مهوَّسٍ ... * ... بليدٌ تسمى بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... * ... ببيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدا من هُزالها ... * ... كُلاها وسامها كلُّ مفلس

المنجيات من المسيح الدجال

كشفت الواعظة بالأوقاف فاطمة موسى، فضل قراءة سورة الكهف، والحكمة من عدم ذكر المسيح الدجال في القرآن الكريم، وذلك من خلال البث المباشر عبر صفحة صدى البلد، بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وقالت الواعظة بالأوقاف خلال البث المباشر، إن أسباب عدم ذكر المسيح الدجال صراحة في القرآن الكريم أرجعه العلماء إلى أن الوحي الشريف اكتفى بذكر المفسدين في الماضي دون المستقبل، وأن هناك من الآيات التي أشارت ضمنينا المسيح الدجال وأرشد في تفسيرها النبي صلى الله عليه وسلم، والذي بينت سنته المطهرة ذكر المسيح الدجال بشكل صريح.

وأضافت في بيانها المنجيات من المسيح الدجال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال" مبينة أن هناك 3 أمور أخرى منها :"إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"، وقال صلوات الله وسلامه عليه:"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"، وعنه صلى الله عليه وسلم:"فمن أدركه منكم يعني الدجال فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدجال الدكتور علي جمعة علامات الساعة المسيح الدجال سبحانه وتعالى سورة الکهف ینظر إلى

إقرأ أيضاً:

عباس شومان: نتعلم من هجرة النبي كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة التحديات

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول "الهجرة وتحدياتها"، مؤكدا أهمية البحث في رسائل الهجرة النبوية، وذلك لما تحتويه من دروس وعبر غنية تقدم حلولاً للكثير من الأزمات التي تعصف بعالمنا الإسلامي والعربي المعاصر. 

وأضاف خطيب الجامع الأزهر "في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من انقسامات حادة أدت إلى تشرذم الدول، وحروب وصراعات تفتك بأمن واستقرار المجتمعات، تبرز الحاجة الماسة إلى استلهام حكمة الهجرة، فعلى سبيل المثال: لو تأملنا مجتمع المدينة المنورة قبل الهجرة، لوجدنا أنه لم يكن تلك الأرض الخصبة الجاهزة لانطلاق دعوة الإسلام كما قد يُظن، بل كانت الأرض الأفضل والأقل عنادًا بكثير من مكة، وهذا يشير إلى أن النجاح لا يأتي دائمًا من البيئة المثالية، بل من القدرة على التكيف واختيار الأنسب".

عباس شومان: انطلاق حضارة المسلمين من المدينة المنورة واجه عقبات عديدة

وأوضح الدكتور عباس شومان أن تحقيق وحدة المسلمين وانطلاق حضارتهم من المدينة المنورة واجه عقبات عديدة، فغالبية من آمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم كانوا من قبيلتي الأوس والخزرج، اللتين كانتا بينهما خصومات وصراعات دامت لأكثر من مائة وعشرين عامًا، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك قبائل يهودية تستوطن المدينة وتُحيط بها، وقد أعلنت هذه القبائل رفضها للإسلام وعداءها للمسلمين، ومع قدوم المهاجرين من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصبح النسيج المجتمعي في المدينة متنوعًا ومختلفًا، لذا، كان من الضروري إحداث تجانس واستقرار أمني بين هذه المكونات المتنوعة لكي تنطلق حضارة المسلمين وتزدهر.

وطالب فضيلة الدكتور عباس شومان بالاقتداء بفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم للخروج من مشاكلنا الكثيرة، فالحق سبحانه وتعالى وفق النبي صلى الله عليه وسلم لتأليف القلوب بين الأوس والخزرج، فصاروا بنعمته إخوانًا، وتحولوا إلى بنيان واحد (الأنصار)، ثم دمج النبي صلى الله عليه وسلم معهم الوافدين الجدد من المهاجرين من مكة، وبهذا توحد المجتمع المسلم في المدينة، موضحًا أن مشكلة اليهود الذين كانوا يحيطون بالمدينة ورفضوا الدخول في الإسلام كانت قائمة، فبوجود هؤلاء، لا يمكن أن تقوم لدولة المسلمين قائمة، لذا، عقد النبي صلى الله عليه وسلم معهم معاهدات سلام لضمان عدم الاعتداء بين الطرفين، التزم النبي صلى الله عليه وسلم بالعهد مع القبائل اليهودية ولم ينقض معاهدة، لكنهم لم يلتزموا بها، فأخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، وبذلك، استقر مجتمع المسلمين في المدينة وتخلص من عدوه القريب، وبقي له عدو بعيد، وهم كفار مكة، الذين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من بينهم فارّين، ليس خوفًا من أذاهم، بل لأجل دين الإسلام ورسالته. 

وبيّن "شومان"، أننا لو نظرنا في حال الأمة هذه الأيام لوجدنا أن تلك  العقبات موجودة بيننا اليوم: فأعداء على الحدود وأعداء من خلف البحار، وانقسامات وخلافات فيما بيننا وصلت إلى حد الاحتراب بين الدول الإسلامية، ورغم أننا نعلم جميعًا الأخطار المحدقة بأوطاننا وبلادنا، ومع ذلك لا يبدو أننا نسعى لتوحيد الكلمة واصطفاف الصفوف، وهذا واجب حتمي، ولو طبقنا هذا الدرس من الهجرة النبوية المشرفة، وأعلنت الدول الإسلامية والعربية أنها متضامنة ومتكاملة، وأن الاعتداء على أي دولة منها هو اعتداء على الجميع، لكان هذا كافيًا لتغيير الكثير مما يدور حولنا". لكنه أعرب عن أسفه بأننا "حتى هذه عجزنا عنها".

دعا لإجراء رادع.. مرصد الأزهر يدين تعرض مسلمة ورضيعها للتهديد بالقتل في ألمانياإيفاد أعضاء هيئة تدريس بجامعة الأزهر للصين ضمن برنامج التبادل الثقافي والعلمي.. صورشيخ الأزهر ينعى الفقيه القانوني الدكتور علي الغتيتقاتل زوجته هل يحق له أن يرثها ؟.. عالم بالأزهر يجيب

وتساءل شومان "أين السوق العربية المشتركة التي نسمع عنها من آنٍ لآخر؟ وأين قوة الردع الإسلامية المشتركة التي نتحدث عنها ثم سرعان ما نصمت؟ أين العملة الموحدة؟ لقد نجح الأعداء في كل ذلك ونحن عجزنا عنه، فمتى نفكر فيه؟ متى نشعر بالخطر؟ متى نستجيب لقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، داعيا العرب والمسلمين إلى التكاتف ووضع أيديهم في أيدي بعضهم البعض قبل فوات الأوان، وحثهم على تكوين وحدة عربية حقيقية، وتقديم مصلحة شعوبهم التي هي أولى بخيرات بلادها. "نحن أقوياء، ولكننا نستضعف أنفسنا"، وعلى تربية الأبناء على حب دينهم واتباع تعاليمه، وإعدادهم للإنتاج والعمل، والدفاع عن الأوطان والتضحية بأرواحهم فداءً لها إذا اقتضى الأمر، واختتم حديثه بالتأكيد على أن "مصرنا باقية، وإذا نال الأعداء منها فلا بقاء للعرب ولا للمسلمين، لكنها باقية بإذن الله، ستبقى قاهرة وحامية ما بقيت الدنيا بإذن الله".

وفي ختام الخطبة حذر خطيب الجامع الأزهر الشعوب العربية والإسلامية في هذه الأوقات العصيبة، التي تُحيط بها المخاطر من كل جانب، من التخاذل عن الاصطفاف وتوحيد الكلمة، واتخاذ كافة الاستعدادات لما قد يجد من أمور، وأكد أنه يجب على مواطني كل دولة أن يكونوا صفًا واحدًا خلف قياداتهم، يأتمرون بأمرها إذا ما دب الخطر، كما شدد على أهمية تربية الأبناء على الدين والتقوى، والعزة والكرامة، والاعتماد على النفس وقوة الذات، لا قوة الآخرين.

طباعة شارك خطبة الجمعة الجامع الأزهر الأزهر الدكتور عباس شومان عباس شومان وكيل الأزهر خطيب الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
  • عباس شومان: نتعلم من هجرة النبي كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة التحديات
  • خطيب المسجد النبوي: الذكر يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويقوي الإيمان
  • فعل نهى عنه النبي يوم الجمعة.. احذره
  • خالد الجندي: النبي كان يصوم عاشوراء قبل الهجرة ولم يأمر به إلا بعد انتقاله إلى المدينة
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي.. حصن نفسك وطمئن قلبك
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • الجميّل التقي عبد المسيح.. وتشديد على ضرورة وضع جدول زمني لتسليم السلاح
  • ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء .. وهل صامه النبي؟
  • أفضل الأعمال يوم عاشوراء.. 3 عبادات عظيمة أوصى بها النبي