هل تؤثر فلسطين على الانتخابات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
هل تؤثر فلسطين على الانتخابات الأمريكية؟
بين ناخبى الحزب الديمقراطي هناك جماعتان هما الأكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين ورفضًا للاحتلال، وهما الشباب والسود.
رغم أن قضية فلسطين لم تحسم يومًا الانتخابات فى الولايات المتحدة لكن الشباب والسود الأمريكيين حسموا معركة الرئاسة السابقة لصالح «بايدن».
السؤال الأهم هو: إلى أى مدى يمكن أن يؤثر موقف «بايدن» والكونغرس الداعم لجرائم إسرائيل فى غزة على معركتى الرئاسة والكونغرس فى انتخابات 2024؟!
* * *
خرج الآلاف فى واشنطن، العاصمة، فى مظاهرة دعم لإسرائيل، قالت القنصلية الإسرائيلية فى واشنطن إنها كانت تضم 290 ألف شخص.
ورغم أن العدد الفعلى الذى تلقى أموالًا ليحضر المظاهرة غير معروف إلا أن تضخيم الرقم فى حد ذاته يشير إلى القلق الإسرائيلي من المظاهرات الضخمة التى خرجت فى كبرى المدن الأمريكية دعمًا لفلسطين.
وبينما خرجت تلك المظاهرة المناصرة لإسرائيل فى واشنطن، كانت أعداد ضخمة من اليهود الأمريكيين تغلق كوبرى جامعة بوسطن، وترفع لافتات تطالب بوقف إطلاق النار.
وفى الوقت الذى كان فيه لوبى إسرائيل يعلن أنه خصص مائة مليون دولار فى الانتخابات القادمة لهزيمة الجناح التقدمى من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب لأنه جرؤ على انتقاد إسرائيل ودعا لوقف فورى لإطلاق النار، كانت النائبة الديمقراطية اليهودية بيكا باليانت تدعو هى الأخرى لوقف إطلاق النار.
و«باليانت» بذلك تكون قد انضمت لعشرات الآلاف من اليهود الأمريكيين الذين دعوا قبلها لوقف إطلاق النار. وهى حادت عن موقفها السابق الداعم لإسرائيل الذى اتخذته قبل شهر.
وفى كلمتها أمام الكونغرس داعية لوقف إطلاق النار قالت «باليانت»: «أنا لا أزعم أننى أعرف كيف يمكن حل ذلك الصراع الممتد لعقود، ولكن ما أعرفه هو أن قتل المدنيين وقتل الأطفال أمر بغيض وغير مقبول بالمطلق».
والحقيقة أن موقف «باليانت» لا يتوافق فقط مع موقف عشرات الآلاف من اليهود الأمريكيين وإنما يتفق أيضًا مع موقف أغلبية الديمقراطيين بل وأغلبية الرأى العام الأمريكى فى اللحظة الراهنة.
ففى استطلاع للرأى أجرته «رويترز» و«إيبسوس»، تبين أن 68% من الأمريكيين يريدون وقفًا لإطلاق النار. أما توزيع تلك النسبة بين الديمقراطيين والجمهوريين فكانت أن ثلاثة أرباع الديمقراطيين ونصف الجمهوريين يؤيدون وقف إطلاق النار.
غير أن الأهم من ذلك هو أن المؤيدين لإرسال أسلحة لإسرائيل انخفض إلى 31% من الأمريكيين، بينما يعارض إرسال تلك الأسلحة 43% منهم. وفى الاستطلاع نفسه، قال 41% إنهم مع إرسال أسلحة لأوكرانيا، فكانت تلك مفارقة بالغة الدلالة.
إذ برزت الفجوة بين مواقف أعضاء الكونغرس ومواقف من يمثلونهم. فالمعارضة فى الكونغرس لإرسال أسلحة لأوكرانيا أعلى بكثير منها لدى الرأى العام، بينما تظل معارضة إرسال الأسلحة لإسرائيل محدودة فى الكونغرس وأكثر اتساعًا لدى الرأى العام.
ولعل موقف الرأى العام الأمريكى الداعم لوقف إطلاق النار والمعارض لإرسال الأسلحة لإسرائيل هو السبب وراء موقف إدارة «بايدن» التى ترفض الإفصاح عن نوعيات الأسلحة التى أُرسلت مؤخرًا لإسرائيل وحجمها!
وتشير استطلاعات الرأى، الواحد تلو الآخر، إلى أن جماعتين تحديدًا من ناخبى الحزب الديمقراطى هما الأكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين ورفضًا للاحتلال، وهما الشباب والسود.
والحقيقة أن قضية فلسطين لم تحسم يومًا الانتخابات الأمريكية. لكن الشباب والسود الأمريكيين حسموا معركة الرئاسة السابقة لصالح «بايدن».
ومن هنا، يغدو السؤال الأكثر أهمية هو: إلى أى مدى يمكن أن يؤثر موقف «بايدن» والكونغرس الداعم لجرائم إسرائيل فى غزة على معركتى الرئاسة والكونجرس فى انتخابات 2024؟!.
*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي
المصدر | المصري اليومالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل الشباب السود فلسطين قضية فلسطين اليهود الأمريكيين الانتخابات الأمريكية وقف إطلاق النار لوقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
مودي يكذّب ترامب.. وقف إطلاق النار مع باكستان لم يكن بوساطة أمريكية
دحض رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، مزاعم لطالما رددها الرئيس الأمريكي خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، بشان نجاح تدخله ووساطته في وقف الحرب والتوتر بين نيودلهي وإسلام أباد.
وأبلغ مودي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد صراع استمر أربعة أيام في أيار/ مايو الماضي تحقق من خلال محادثات بين الجيشين وليس بوساطة أمريكية.
وكان ترامب قال الشهر الماضي إن الجارتين النوويتين في جنوب آسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة وإن الأعمال القتالية انتهت بعد أن حث البلدين على التركيز على التجارة بدلا من الحرب.
ونفت الهند في السابق أي وساطة من طرف ثالث، وتعد المكالمة الهاتفية التي جرت الثلاثاء بين مودي وترامب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا أول تواصل مباشر بينهما منذ النزاع الذي وقع في الفترة من السابع إلى العاشر من آيار/ مايو.
وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري في بيان صحفي "أخبر رئيس الوزراء مودي الرئيس ترامب بوضوح أنه خلال هذه الفترة، لم يكن هناك أي حديث في أي مرحلة من المراحل حول مواضيع مثل الاتفاق التجاري بين الهند والولايات المتحدة أو الوساطة الأمريكية بين الهند وباكستان".
وأضاف "جرت المحادثات بشأن وقف الأعمال العسكرية مباشرة بين الهند وباكستان من خلال القنوات العسكرية القائمة، وبناء على إصرار باكستان. وأكد رئيس الوزراء مودي أن الهند لم تقبل الوساطة في الماضي ولن تفعل ذلك أبدا".
وقال ميسري إنه كان من المقرر أن يلتقي الزعيمان على هامش قمة مجموعة السبع، لكن ترامب غادر مبكرا بسبب الوضع في الشرق الأوسط.
وكانت باكستان قالت في وقت سابق إن وقف إطلاق النار تم التوصل إليه بعد أن رد جيشها على مكالمة كان الجيش الهندي بادر بها في السابع من آيار/ مايو.
واندلع أعنف قتال منذ عقود بين الهند وباكستان بسبب هجوم وقع في 22 نيسان/ أبريل نيسان في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من منطقة كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصا، معظمهم من السياح.
واتهمت نيودلهي "إرهابيين" مدعومين من باكستان بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.