ماتزاري يُعيد التوازن إلى «أمراء الجنوب»
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
روما (أ ف ب)
استهل نابولي «حامل اللقب» حقبته مع مدربه الجديد القديم والتر ماتزاري، بفوز ثمين على مضيفه أتالانتا 2-1 في قمة المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، فيما استعاد ميلان نغمة الانتصارات، بفوز صعب على فيورنتينا 1-0.
على ملعب «جويس» في برجامو، سجل الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا «44» والبديل المقدوني الشمالي إليف إلماس «79» هدفي نابولي، والنيجيري أديمولا لوكمان «53» هدف أتالانتا.
وعاد ماتزاري الأسبوع الماضي للإشراف على تدريب نابولي، بعد عقد من الزمن، وذلك عقب إقالة الفرنسي رودي جارسيا، إثر الخسارة أمام إمبولي 0-1 في المرحلة الثانية عشرة.
وقاد ماتزاري «62 عاماً» نابولي في الفترة بين 2009 و2013، عندما أعاد أكبر نادٍ في جنوب إيطاليا إلى المستويات العليا في كرة القدم المحلية، من خلال الفوز بكأس إيطاليا عام 2012، بعد فوزه على يوفنتوس بطل الدوري، والظفر بأول لقب كبير للنادي منذ أكثر من عقدين.
وقال ماتزاري لمنصة دازون للبث التدفقي «الفوز على هذا الملعب، ضد هذا الفريق لم يكن سهلاً، ولن يكون سهلاً على أي فريق آخر».
وأضاف «سيطر الفريق على الموسم الماضي بأكمله، ولعب بعضاً من أفضل كرة القدم في أوروبا مع لاعبين لم يعتادوا على التواجد في هذا الموقف، لذلك كان هناك دائماً بعض التراجع بعد ذلك».
وسجل نابولي هدفاً في الدقيقة 34 عبر المدافع الكوسوفي أمير رحماني، لكنه ألغي بداعي التسلل عقب اللجوء الى حكم الفيديو المساعد «الفار».
لكن النادي الجنوبي عاد وهز شباك أتالانتا برأسية لكفاراتسخيليا، إثر تمريرة عرضية للمدافع جوفاني دي لورنتسو «44»، وأدرك أتالانتا التعادل بالطريقة ذاتها، عندما مرر الهولندي هانز هاتيبوير كرة عرضية تابعها لوكمان برأسه داخل المرمى «53».
ومنح إلماس، بديل ماتيو بوليتانو، الفوز لنابولي بعد 16 دقيقة من دخوله، عندما تلقى تمريرة البديل الآخر الدولي النيجيري فيكتور أوسيمين العائد الى الملاعب، بعد غياب أكثر من شهر بسبب الإصابة في الفخذ «79».
وأشاد ماتزاري بأوسيمين، هداف الموسم الماضي، قائلا «لم أكن بحاجة، لأن أكون مدرباً لنابولي، كي أعرف أن أوسيمين مهاجم رائع، لقد رأيته يلعب سابقا، آمل في أن يعود إلى أفضل مستوياته في أقرب وقت ممكن».
وجاء فوز الفريق الجنوبي في توقيت مناسب، كونه مقبل على مواجهة مضيفه ريال مدريد الإسباني الأربعاء المقبل في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل استضافة الإنتر متصدر الدوري الأحد المقبل، ثم يحلّ ضيفاً على يوفنتوس في الثالث من الشهر المقبل.
وهو الفوز السابع لنابولي هذا الموسم مقابل ثلاثة تعادلات ومثلها هزائم فرفع رصيده إلى 24 نقطة في المركز الرابع بفارق نقطتين خلف ميلان الذي استعاد نغمة الانتصارات بفوزه الصعب على ضيفه فيورنتينا، فيما تجمد رصيد أتالانتا عند 20 نقطة في المركز الخامس.
ويدين ميلان بفوزه الى مدافعه الدولي الفرنسي ثيو هرنانديز الذي سجل الهدف الوحيد من ركلة جزاء «45+2»، وحارس مرماه الفرنسي أيضاً مايك مينيان الذي أنقذه من هدف التعادل عندما تصدى برأسه لكرة من مسافة قريبة لرولاندو ماندراجورا «90+6».
وهو الفوز الأول لميلان في مبارياته الأربع الأخيرة «تعادلان وخسارتان»، ورفع رصيده إلى 26 نقطة في المركز الثالث، فيما تجمد رصيد فيورنتينا عند 20 نقطة في المركز السادس.
وعلى غرار نابولي، جاء فوز ميلان في توقيت مناسب وتحديداً قبل مباراته المرتقبة أمام ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني الثلاثاء المقبل في الجولة قبل الأخيرة من المسابقة القارية العريقة.
وخاض ميلان المباراة في غياب العديد من عناصره الأساسية بسبب الإصابة أبرزها الجناح البرتغالي رافايل لياو، ودفع مدربه ستيفانو بيولي بالواعد فرانشيسكو كاماردا في الدقيقة 83 وبات في سن 15 عاماً وثمانية أشهر و15 يوماً أصغر لاعب في تاريخ الدوري ماحياً رقم ويسدوم أماي الذي لعب مباراته الاولى مع بولونيا في 21 مايو 2022 بعمر 15 عاما وتسعة أشهر ويوماً واحداً.
وحقق ساليرنيتانا صاحب المركز الأخير فوزه الأول هذا الموسم، عندما قلب الطاولة على ضيفه لاتسيو وتغلب عليه 2-1، وكان لاتسيو البادئ بالتسجيل عبر قائده وهدافه الدولي تشيرو إيموبيلي في الدقيقة 43 من ركلة جزاء، لكن ساليرنيتانا أدرك التعادل مطلع الشوط الثاني بواسطة مهاجمه اليوناني جريجوريس كاستانوس «55»، قبل أن يمنحه لاعب الوسط المخضرم الدولي السابق أنتونيو كاندريفا هدف الفوز في الدقيقة 66 إثر تمريرة من كاستانوس.
ولعب كاندريفا خمسة مواسم مع لاتسيو «2011-2016»، قبل الانتقال إلى الإنتر «2016-2020»، وسمبدوريا «2020-2022»، ومنه إلى ساليرنيتانا صيف 2022، علماً أنه دافع في بداية مسيرته عن ألوان أودينيزي وليفورنو ويوفنتوس وبارما وتشيزينا.
وتنفس ساليرنيتانا الذي يشرف على تدريبه المهاجم الدولي السابق فيليبو إنزاجي منذ مطلع أكتوبر الماضي خلفا للبرتغالي باولو سوزا، الصعداء وحقق انتصاره الأول بعد خمسة تعادلات وسبع هزائم رافعاً رصيده إلى ثماني نقاط في المركز الأخير بفارق نقطتين فقط عن المركز السابع عشر الذي يُبقي صاحبه في الدرجة الأولى.
في المقابل، واصل لاتسيو، وصيف بطل الموسم الماضي، نتائجه المخيبة في الآونة الأخيرة ومُني بخسارته الثانية في مبارياته الثلاث الأخيرة التي لم يذق فيها طعم الفوز، فتجمد رصيده عند 17 نقطة في المركز العاشر.
كما هي الخسارة الخامسة للاتسيو المهدد بالتراجع الى المركز الرابع عشر، في سبع مباريات خارج قواعده في الدوري حتى الآن.
وعكَّر ساليرنيتانا استعدادات رجال المدرب ماوريتسيو ساري لاستضافة سلتيك الأسكتلندي الثلاثاء المقبل، حيث يسعون إلى الفوز لتعزيز حظوظه في حجز إحدى بطاقتي المجموعة الخامسة الى الدور ثمن النهائي.
ويحتل لاتسيو المركز الثاني برصيد سبع نقاط بفارق نقطة واحدة خلف أتلتيكو مدريد الإسباني المتصدر وبالفارق ذاته أمام فينورد الهولندي الثالث.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإيطالي نابولي أتلانتا ميلان إنتر ميلان يوفنتوس والتر ماتزاري
إقرأ أيضاً:
تقاطعات «الإيكونوميست» وسمومها
يا «الإيكونوميست»، يا كبار مجلس أمنائها، يا عائلة روتشيلد التي تتربع على عرش مؤسسات مالية وإعلامية، سلامٌ من مصر، أرض الكنانة التي تقاوم وتنهض، رغم سهامكم المسمومة وتقاريركم المغرضة!
تتوهمون أنكم حراس الحقيقة، وأن إعلامكم يملك سلطة محاكمة الأمم، دعونا نسألكم: من منحكم هذا الحق؟ ومن أنتم لتصدروا الأحكام على شعبنا العظيم الذي يصنع نهضته بيديه، ويحفر في الصخر ليبني مستقبله؟
دعونا نحدثكم عن مصر، التي تتجاهلونها في تقاريركم الإيجابية، وتستهدفونها بتقاريركم المغرضة. مصر التي استصلحت ٣.٥ مليون فدان من الصحراء القاحلة، في ١٢ عاما، لتحولها إلى أراضٍ خصبة تُطعم شعبها وتؤمّن مستقبله.
عندما تستصلح مصر ٣.٥ مليون فدان، فإنها لا تزيد فقط أراضيها الزراعية، بل تعزز كرامة شعب يرفض أن يكون تابعًا. مصر التي بنت ورفعت كفاءة ٤١ مدينة سكنية متكاملة، تنبض بالحياة وتكون ملاذًا لملايين الباحثين عن حياة كريمة.
عندما تبني 41 مدينة، فإنها تقول للعالم: نحن هنا، ونحن نصنع المستقبل.
مصر التي نسجت شبكة طرق عالمية، تربط بين شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، لتكون جسورًا للتنمية، لا مجرد إسفلت يعبره المسافرون.
هل سمعتم عن «حياة كريمة»؟ بالطبع لا، فهي ليست من أخباركم المفضلة! مبادرة تستهدف نهضة 4000 قرية مصرية، تغيّر حياة الملايين، من خلال توفير المياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية الطبية، والتعليم الذي يليق بأبناء الشعب.
«حياة كريمة» ليست مجرد مبادرة، بل فلسفة تنموية شاملة وغير مسبوقة، تعلن مصر من خلالها للعالم أن مصر لن تنتظر رحمة المؤسسات الدولية، وأنها قادرة على تغيير حياة مواطنيها بإرادتها الذاتية.
هذه هي مصر التي لا تجد مكانًا في صفحاتكم وساعات بثكم وأثير إذاعاتكم، لأنها لا تتماشى مع روايتكم المفضلة: رواية الفشل والتخلف التي تحاولون فرضها على الشعوب المستهدفة، خاصة في منطقتنا المنكوبة بخيراتها.
«الإيكونوميست» دعونا نكون صرحاء. لستم مجرد مجلة، بل منصة لتأثير عالمي، يديرها أشخاص يملكون نفوذًا يتجاوز حدود الدول. عائلة روتشيلد، التي تملك حصة كبيرة في مؤسستكم، ليست مجرد اسم عابر في عالم المال.
إنها رمز لشبكة معقدة من المصالح، تربط بين البنوك والحكومات والمؤسسات الدولية. أنتم، يا أعضاء مجلس الأمناء، تتحدثون عن «الصحافة الحرة»، لكن دعونا نسأل: كم من حريتكم هي فعلًا حرّة؟ وكم منها يخدم أجندات لا تعلنون عنها؟
عندما تكتبون تقريرًا يهاجم مصر، وتصفون اقتصادها بأنه «هش» أو سياساتها بأنها «مغامرة محفوفة بالمخاطر»، هل تتوقعون منا أن نصدق أن هذا مجرد تحليل موضوعي؟ أم أن هناك من يدفع لكم لتشويه صورة دولة تقاوم الضغوط الدولية وترفض الانصياع لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي؟
لنطرح السؤال مباشرة: كم مليون دولار تحصلون عليها، يا «إيكونوميست» ويا «نيويورك تايمز»، في هذه الحملة المسمومة ضد مصر؟ بالمناسبة، لسنا من دعاة نظريات المؤامرة، لكن التاريخ يعلمنا أن الإعلام الغربي ليس بريئًا.
عندما تتجاهلون إنجازات مصر، من قناة السويس الجديدة إلى المحطات المشار إليها سابقًا، ومن المصانع الدولية التي تختار مصر مركزًا إقليميًا إلى المبادرات التنموية التي ترفع مستوى المعيشة، فإنكم لا تمارسون الصحافة، بل تمارسون الحرب الناعمة. فهل هذا «ابتزاز»؟ أجيبونا.
نعلم أنكم لا تحبون أنظمة الحكم الوطنية التي ترفض الانصياع لمموليكم. مصر، التي تقاوم الضغوط الاقتصادية والسياسية، وتبني نهضتها بمواردها الذاتية، هي شوكة في خاصرة من يريدون المنطقة ضعيفة وممزقة. تقاريركم عن «التضخم» و«الديون» ليست سوى أداة لتشويه صورة دولة تتحرك بخطى واثقة نحو الاكتفاء الذاتي.
دعونا نتحدث عن عائلة روتشيلد، التي تتربع على مجلس أمناء «الإيكونوميست». هذه العائلة، التي صنعت ثروتها عبر قرون من التحكم في الأسواق المالية، ليست مجرد مستثمر عادي. إنها رمز لنظام عالمي يحتكر القرار ويوزع الأدوار.
عندما تكتب «الإيكونوميست» عن مصر، هل هي فعلًا تعبّر عن رأي محايد، أم أنها تعكس مصالح هذه النخبة التي ترى في نهضة الدول النامية تهديدًا لسيطرتها؟
لنكن واضحين: لا نتهمكم بالتآمر، لكننا نسألكم عن الشفافية. من هم أعضاء مجلس الأمناء؟ ولماذا تُحيطون أسماءهم بالسرية؟ إذا كنتم فعلًا تدافعون عن الحرية والشفافية، فلماذا لا تكشفون عن هوية من يقرر توجهاتكم؟ هل تخشون أن يرى العالم أن تقاريركم ليست سوى انعكاس لمصالح قلّة من النافذين؟
لنعد إلى مصر، الدولة التي قاومت الإرهاب المسلح، ويستهدفها الإرهاب الإعلامي. مصر التي تبني اقتصادها، وتحمي حدودها، لا تناسب روايتكم. أنتم تفضّلون الحديث عن «الفوضى» في المنطقة، عن «الدول الفاشلة»، لأن ذلك يخدم أجندة من يريدون المنطقة ساحة للصراعات. لكن مصر، التي تبني مدنًا جديدة، وتفتح مصانع دولية، وتطلق مبادرات تنموية، هي رسالة قوية: الشعوب قادرة على النهوض دون وصايتكم.
يا «إيكونوميست»، يا «نيويورك تايمز»، دعونا نتحدث عن «الصحافة الحرة». أنتم ترفعون شعار الحرية، لكن تقاريركم تكشف عن وجه آخر. عندما تتحدثون عن ديون مصر، لماذا لا تتحدثون عن الاستثمارات التي تحقق نموًا؟ عندما تنتقدون سياساتها الاقتصادية، لماذا تتجاهلون التحديات التي تواجهها، من الإرهاب إلى الأزمات الإقليمية إلى الصراعات الدولية؟
هل هي صدفة أن تقاريركم تتزامن مع ضغوط دولية على مصر لتغيير سياساتها التي تترجم طموحات شعبها، وتتوافق مع رهانات أمتها؟ هل هي صدفة أنكم تسلّطون الضوء على سلبيات مصنوعة في خيالكم، بينما تتجاهلون إنجازات متحققة على الأرض؟ لا، ليست صدفة. إنها حملة ممنهجة، تستهدف محاولة إضعاف دولة ترفض أن تكون مجرد رقم في معادلاتكم الاقتصادية.
يا أعضاء مجلس الأمناء، يا من تختبئون خلف أسماء مؤسساتكم، مصر لا تحتاج إلى موافقتكم لتنهض. شعبها، الذي قاوم الاحتلال والفقر والإرهاب، قادر على بناء مستقبله. تقاريركم قد تؤثر على آراء البعض، لكنها لن توقف عجلة التنمية. إن كنتم تظنون أن بإمكانكم محاكمة مصر بإعلامكم المشبوه، فأنتم واهمون. مصر أكبر من تقاريركم، وشعبها أقوى من أجنداتكم.
يا «إيكونوميست»، يا عائلة روتشيلد، يا من تتحكمون في خيوط الإعلام العالمي، اسمعوا جيدًا: مصر ليست مجرد دولة على الخريطة. إنها إرادة شعب، وتاريخ حضارة، ومشروع نهضة. قد تكتبون ما شئتم، لكن الحقيقة ساطعة: مصر تبني، وتنهض، وتتقدم. وإذا كنتم تعتقدون أن تقاريركم ستوقف هذه النهضة، فأنتم لا تعرفون مصر.
نحن، شعب مصر، نفخر باقتصادنا، بمدننا، بطرقنا، بمبادراتنا، ونقول لكم: كفى تشويهًا، كفى أجندات. إن كنتم تريدون الحديث عن الحقيقة، فتعالوا إلى قرى «حياة كريمة»، وانظروا كيف يتحول الحلم إلى واقع. تعالوا إلى المصانع التي اختارت مصر مركزًا إقليميًا، وشاهدوا كيف يعمل شبابنا بكرامة. تعالوا، وتعلّموا من شعب يرفض أن يكون ضحية تقاريركم.
يا «إيكونوميست»، يا «نيويورك تايمز»، مصر تنتصر، سواء أعجبكم ذلك أم لا.
اقرأ أيضاًبكري ردا على «الإيكونوميست»: موقف مصر تحكمه ثوابت «الأمن القومي العربي» وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
مصطفى بكري: تقرير مجلة الإيكونوميست مغلوط وميكتبوش عيل صغير في مدرسة