جريدة الوطن:
2025-12-13@06:58:57 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

شكَّلت أحداث غزَّة دليلًا على أنَّ العرب والمُسلِمين بصورة عامَّة لَمْ ولَنْ ينسوا قضيَّتهم الأزليَّة، والَّتي رغم أنَّنا في فترة من الفترات ظنَّنا أنَّ أجيالًا منَّا قَدْ نسيَتِ القضيَّة نتيجة أساليب التغريب الَّتي مورست ضدَّها وبطُرق ممنهجة، إلَّا أنَّ الواقع أثبت عكس ذلك. فالجيل الَّذي كُنَّا نصفُه بجيل الببجي أثبتَ أنَّه جيل لا يقلُّ وعيًا وإدراكًا بأهمِّية هذه القضيَّة عن غيره من الأجيال السَّابقة، فوجدنا الجميع يحاول بكُلِّ الطُّرق أن يقدِّمَ ما يستطيع لخدمة القضيَّة وفق إمكاناته وخبراته ووضعه.


لقَدْ كان سلاح المقاطعة أحد أبرز الرهانات الَّتي عمل عَلَيْها الجميع، ذلك أنَّه السِّلاح الَّذي يستطيعون استخدامه بسهولة ودُونَ عناءٍ، وكذلك حجم تأثيره على العدوِّ وبصورة مباشرة وسريعة في نَفْس الوقت مع أشخاص ودوَل لا همَّ لَهُمْ في هذه الحياة سوى المال. من هنا بدأت الأمور تأخذ مسارها الصحيح، حيث هو السِّلاح النَّاجع بالفعل والَّذي لا يكلف أدنى شيء، ولكنَّه سلاح مُهمٌّ ورادع في نَفْس الوقت. لقَدْ كانت القضيَّة هي محور المقاطعة هنا، فلا محرِّك غيرها، والهدف واضح ولا لبس فيه، والمثبِّطون لا يُمكِنهم ممارسة هوايتهم المعهودة، فالأمْرُ لا يحتاج لمزيدٍ من الشرح والتوضيح والتفسير، فانبرى الجميع في وقفة رجُل واحد للقيام بهذا الأمْرِ وتنفيذ الخطَّة إدراكًا مِنْهم بأهمِّية ما يقومون به ومدى تأثيره.
لقَدْ أثبتت الأيام فاعليَّة هذا السِّلاح الَّذي يستطيع كُلٌّ مِنَّا أن يمارسَه، وشاهدنا الجميع على اختلاف الأجيال يذكِّر كُلٌّ مِنْهما الآخر بضرورة الاستمرار، وشاهدنا الإعلانات المُحذِّرة من مسألة التراخي والفتور في هذا الجانب، وقَدْ أثبتت التجربة نجاعة الأمْرِ.
ورغم معرفتنا المسبقة بأهمِّية المقاطعة، خصوصًا في الجانب الاقتصادي ولدَيْنا ممارسات سابقة أكثر نجاحًا، سواء على المستوى المحلِّي أو الدولي. ففي كثير من الدوَل عِندما يرتفع سعر سلعة ما، يكُونُ الحلُّ في المقاطعة فتعيد هذه المقاطعة الوضع إلى طبيعته والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة، إلَّا أنَّ السؤال الَّذي نطرحه هنا: هل لا بُدَّ من وجود قضيَّة وأحداث دمويَّة لكَيْ نمارسَ المقاطعة الاقتصاديَّة؟ أمَّا أنَّنا بعد ما شاهدنا بأنْفُسنا أهمِّية ذلك ومدى نجاحه فيُمكِننا أن نستخدمَ هذا السِّلاح لكبح جماح جشع الكثير من التجَّار والَّذين لا همَّ لَهُمْ سوى تحقيق أرباح فلكيَّة مقابل نهب جيوب المستهلكين، وهنا أتحدَّث عن سلع يبالغ أصحابها في رفع أسعارها ولا همَّ لَهُمْ سوى زيادة نسبة أرباحهم بصورة غير منطقيَّة، فهل لنَا القدرة على ذلك؟
لقَدْ أثبتت هذه الأحداث وما نتج عَنْها في ما يخصُّ موضوع المقاطعة أنَّنا كمُجتمع قادرون على إحداث التغيير وتوجيه البوصلة كيفما نريد، كما أنَّنا أيضًا بحاجة لجمعيَّات تحمي المستهلك وتوجِّه مسارات الشِّراء عِنده وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار. فأيُّ مُجتمع يريد أن يستخدمَ هذا السِّلاح لا بُدَّ أن يكُونَ منظمًا من مختلف الجوانب بحيث لا تكُونُ الأضرار منصبَّة على المستهلكين فقط ولا على التجَّار، بل يتمُّ تقاسمها في نَفْس الوقت، وقَدْ كتبتُ منذ حوالي خمس عشرة سنةً مقالًا يوضِّح أهمِّية وجود هذه الجهة الَّتي تُمثِّل المستهلكين بحيث تضْمن حقوقهم كما هو الحال في بقيَّة بعض دوَل العالَم.
وإذا كانت المقاطعة الحاليَّة تحرِّكها العاطفة فإنَّ المقاطعة الَّتي أقصدها يحرِّكها المنطق والعقل. فهنالك سلع من الضروري أن يُعادَ تقييم أسعارها في ظلِّ الوضع الاقتصادي المتأزم عالَميًّا ومحليًّا. وعِندما أقول يُعاد فأنا لا أقصد أنَّ التاجر يبيع سلعته بسعر يعرِّضه للخسارة، ولكن بسعر يناسب مستوى المعيشة ويُحقِّق له الربح المناسب. ففي مقارنة لكثير من السِّلع وبنَفْس العلامات مع دوَل قريبة مِنَّا وبمستوى معيشي أفضل نجدها في سعر أقلَّ وعروض أفضل، وإذا كان المُبرِّر أنَّنا نستوردها من مصدر آخر غير مصدرها الأصلي فما الَّذي يمنعُنا من استيرادها مباشرة وتخفيض سعرها، أم أنَّنا ننتظر مقاطعة جديدة؟

د. خصيب بن عبدالله القريني
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إصابة 7 أشخاص في هجوم أوكراني بمسيرات على مقاطعة روسية

أُصيب 7 أشخاص بينهم طفل بعد سقوط حطام طائرة مسيرة استهدفت مبنى سكنيا متعدد الشقق في مدينة تفير الروسية الليلة الماضية، حسبما أفاد فيتالي كوروليوف القائم بأعمال حاكم مقاطعة تفير.

دبلوماسي سابق: روسيا ترفض شرعية زيلينسكي للهروب من المفاوضات روسيا تعلق على تصريحات زيلينسكي بشأن الاستفتاء المحتمل

وذكر كوروليوف في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذا الصباح أن قوات الدفاع الجوي دمرت 3 طائرات مسيرة في سماء المقاطعة، مشيرا إلى إصابة عدد من الأشخاص أثناء التصدي لهجوم على مبنى سكني في مدينة تفير عاصمة المقاطعة الواقعة شمال موسكو.

وأوضح المسؤول أن 6 بالغين وطفلا يتلقون العلاج في المستشفى، بينما ذكرت السلطات في وقت لاحق أن 3 بالغين وطفلا لا يزالون يتلقون العلاج في المرافق الطبية، وحياتهم ليست في خطر.

وتم إجلاء سكان العمارة إلى مأوى مؤقت.

وذكر كوروليوف أيضا أن حطام طائرة مسيرة سقط في موقف سيارات تابع لمركز تجاري في تفير، دون أن يصاب أحد بأذى.

وأفادت وزارة الدفاع بأن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها دمرت ما مجموعه 90 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية متفرقة خلال الليل.

وحسب الوزارة، فقد تم إسقاط معظم المسيرات المعادية (63 طائرة) فوق مقاطعة بريانسك، و8 طائرات فوق مقتاطعة ياروسلافل، و4 فوق منطقة موسكو، والبقية في مقاطعات تفير وسمولينسك وتامبوف وتولا وأوريول وروستوف وفوق البحر الأسود.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تستدعي السفير الروسي.. ما القصة؟
  • إصابة 7 أشخاص في هجوم أوكراني بمسيرات على مقاطعة روسية
  • معركة العقول: كيف تسيطر إسرائيل على السردية العالمية؟
  • دعم الصحة مسئولية الجميع
  • واشنطن تبحث عن حل يرضي الجميع في أوكرانيا
  • ندوة ثقافية وفكرية في الحديدة حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني
  • صنعاء : تشكيل لجنة لإحلال بدائل للبضائع المقاطعة
  • من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة
  • سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
  • فيديو: زوجة الرئيس الفرنسي ترفع الأصبع مع الجميع