الأزهر للفتوى: لا غنى للإنسان عن ربه في جميع أحواله وشئونه
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إنه لا غنى للإنسان عن ربه في جميع أحواله وشئونه.
وتابع مركز الأزهر فى منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك،متسائلا: وكيف يستغني مخلوق عن خالقه وهو مفتقر إليه، وإن ملك كل شيء، وجُمِعت له الدنيا؟!، فقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: (واعلم أنّ مَن هو في البحر على اللَّوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه، ممن هو في بيته بين أهله وماله) [الوصية المباركة: ص77]
التقرب لله يجعل الله سبحانه وتعالى المسلم يشعر بالراحة، و الإطمئنان ،و يزيد إيمانه بأن الله سبحانه و تعالى سينجيه من كافة المحن ،و الشدائد التي تواجهه في حياته.
التقرب من الله سبحانه و تعالى له لذة رائعة لا يشعر إلا من أنعم الله عز وجل عليه بها ،و الجدير بالذكر التقرب من الله له ثواب ،و أجر عظيم في الدنيا ،و الآخرة فهو سبب في الفوز بالجنة.
في الدنيا يعتبر التقرب من الله سبب في زيادة قوة الجسد ،و إعانة المسلم على الإلتزام بالفرائض ،و العبادات ،و الطاعات التي أمرنا الله بالتمسك بها ،و هذا ما يسهم في تنظيم سلوكه ،و يجعله يحسن التعامل مع من حوله ،و هذا ما يجعله يمتلك سمعة طيبة ،و يكسبه محبة ،و احترام من حوله ،و ينعكس ذلك بالإيجاب على حالته النفسية ،و يعزز قدرته على النجاح ،و تحقيق أهدافه .
قال فى كتابه الحكيم: «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ويُكمل – سبحانه- تعريف السعادة عندما يوضّح أنّها لا تكتمل إلا بالفلاح في الآخرة، وذلك كما في قوله – تعالى-: «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ».
عبادات تقرب إلى الله
1- أداء الصلاة في أوقاتها: تعتبر الصلاة الركن الأول من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، كما أنّها أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، ومن أحب الأعمال إلى الله أداء الصلاة في وقتها، أي بعد الآذان مباشرة، كما أن الصلاة في المسجد مع الجماعة لها أجر مضاعف أكثرمن أجر صلاة الشخص بمفرده.
2- أداء صلاة التطوع: يقصد بها أداء الصلوات المشروعة وغير الواجبة، مثل صلاة: السنة، والتراويح، والضحى، والتهجّد، والوتر، وتحية المسجد، فينال من يؤدّي مثل هذه العبادات أجرًا عظيمًا، ويتقرّب إلى الله ويفوز برضوانه وجنته يوم القيامة.
3- الحرص على المداومة على الطاعات؛ فمن أحبّ الأعمال إلى الله هي أدومها، لذلك يجب على المسلم المداومة على طاعة الله، وفعل الخير، فهي السبيل للتقرّب إلى الله ونيل رضاه ومحبته. بر الوالدين يقصد ببر الوالدين معاملتهما معاملة حسنة، وطاعتهما في الأمور التي ترضي الله، قال – تعالى-: « وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، [سورة لقمان: الآية 14].
4- الحرص على ذكر الله هو من أعظم الأفعال التي يتقرب بها العبد إلى الله -عزّ وجل-، ومن الأذكار التي جعل الله لها أجرًا عظيمًا التسبيحات الأربعة وهي: سبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا آله إلا الله، بالإضافة إلى قراءة الأذكار في الصباح والمساء، وقد جعل الله لمن ذكره الأجر العظيم، وأزال عنه الهموم، وأعانه على قضاء حوائجه، وخصّه الله بمحبته، ووسّع له في رزقه، وجعله ممن يدخلون الجنة يوم القيامة، قال – تعالى-: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا»، [ سورة الاحزاب: 42،41].
5-الصيام: فقد جعل الله - سبحانه وتعالى- الصوم من الأعمال المحببة إليه، والتي تشفع لصاحبها يوم القيامة، فيتقرب المسلم إلى ربه عن طريق صيام شهر رمضان، وصيام التطوع كصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يومي الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض من كل شهر وهي يوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر.
6- التوبة عن المعاصي والآثام التي ارتكبها المسلم: ويجب أن تكون توبته صادقة وصحيحة، وأن يعاهد الله على عدم العودة إلى المعاصي.
7 - قراءة القرآن الكريم: لقوله -عليه السلام في الحديث الشريف: « من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها»، [صحيح الجامع].
8- الإكثار من الصلاة على النبي عليه السلام: تصديقًا لما جاء في الحديث الشريف التالي: «من صلّى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا»، [رواه مسلم].
9- لزوم الصحبة الصالحة: حيث إن الأصحاب الأخيار يعينون المسلم على طاعة الله، وترك المعاصي والآثام.
10- التصدق على الفقراء والمساكين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: یوم القیامة إلى الله
إقرأ أيضاً:
ما الحسنات المكفرة للسيئات؟.. على جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إنه ليس عيبًا أن يخطئ المرء، ولكن العيب أن يستمرئ الخطأ ويستبيح المعصية. فإذا أبصر المرء عيبه وتاب إلى الله منه، قبل الله توبته ومحا خطيئته، كما قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
وتابع: ولهذه الأهمية القصوى للتوبة، وتأكيدًا على فضل الله الواسع في قبول التائبين ، أوردت لنا سنة النبي ﷺ بعض القصص المؤثرة في هذا الباب، منها قصة الكِفل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا، فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ أُرْعِدَتْ وَبَكَتْ.
فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ أَأَكْرَهْتُكِ؟
قَالَتْ: لاَ، وَلَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ، وَمَا حَمَلَنِى عَلَيْهِ إِلاَّ الْحَاجَةُ.
فَقَالَ: تَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا، وَمَا فَعَلْتِهِ، اذْهَبِى، فَهِىَ لَكِ.
وَقَالَ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَعْصِى اللَّهَ بَعْدَهَا أَبَدًا. فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ ». [رواه الترمذي]
وذكر ان هذا رجل أسرف على نفسه في الخطايا، ولم يكن يتورع عن ذنبٍ عمله، ثم أدركته رحمة الله وهو في سبيل ارتكاب فاحشةٍ عظيمة، وهي الزنا. فلما تاب، تاب الله عليه، ومنّ عليه بالفضل، وأكرمه بكرامةٍ ظاهرةٍ تشهد على صدق توبته، حيث مات من ليلته، فأصبح مكتوبًا على بابه: إن الله قد غفر للكِفل.
ما الواجب على المسلم فعله إذا وقع فى الذنب
وأشار الى أن هذه القصة تعلّمنا أن الواجب على المسلم إن وقع في ذنبٍ أن يبادر إلى التوبة والندم، وأن يشتغل بالتكفير عنها بحسنةٍ تمحو أثرها.
فأما التوبة، فهي ندمٌ يورث عزيمةً وقصدًا ورجوعًا إلى الله، وطمعًا في رحمته.
وكلما كان الندم أشد، كان أرجى في تكفير الذنوب.
وعلامة صحة الندم: رقة القلب، والشفقة على الخلق، والتماس الأعذار للناس، وخاصةً الضعفاء وأصحاب الحاجة.
وبهذا الندم، يصدق العزم في التوجّه إلى ترك هذا الذنب. فإن لم تساعده نفسه على ترك الذنب لغلبة الشهوة، فقد عجز عن أحد الواجبين المترتبين على الندم، فلا ينبغي له أن يترك الواجب الثاني، وهو أن يُدرأ السيئة بالحسنة فيمحوها.
الحسنات المكفرة للسيئات
والحسنات المكفِّرة للسيئات تكون إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالجوارح:
فأما بالقلب: فبالتضرع إلى الله تعالي، وسؤال المغفرة والعفو،
وأما باللسان: فبالاعتراف بظلم النفس مع الاستغفار، كأن يقول: " ربِّ ظلمتُ نفسي وعملتُ سوءًا فاغفر لي ذنوبي"، ويُكثر من صيغ الاستغفار.
وأما بالجوارح: فبالطاعات، والصدقات، وأنواع العبادات.