لجريدة عمان:
2024-06-20@14:13:10 GMT

شفافية :المقاطعة مدخل لتطوير الصناعات العمانية

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أظهرت مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني إجماعًا محليًا على ضرورة قيام الشركات العُمانية بتوسعة منتجاتها لتشمل مختلف قطاعات الإنتاج، وأن تقوم بتوفير كل المنتجات التي يحتاج إليها المجتمع وبالمواصفات القياسية العالمية في مجال الجودة؛ بحيث تكون بديلًا حقيقيًا لكل المنتجات التي تمت مقاطعتها، وبحيث لا يكون هناك عذر لأي مستهلك للجوء إلى منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني.

وفي المقابل على المجتمع أن يكون داعمًا لمنتجات الشركات العُمانية، فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية نجاح كثير من المنتجات المحلية وقدرتها على المنافسة محليًا وإقليميًا وعالميًا، إلا أن مستوى تجاوب المجتمع معها كان ضعيفًا وهو ما دفع بعض الشركات إلى تقليص منتجاتها، بل رأينا بعض الشركات تغادر السوق مثلما حدث مع شركة خزف عُمان التي تحدثنا عنها في مقال سابق. صحيح أنه كانت هناك أسباب داخلية أدت إلى تحقيق عدد من الشركات خسائر دفعتها إلى مغادرة السوق، غير أن اهتمام المستهلكين بالمنتجات المحلية يعد أحد أسباب نجاحها خاصة في ظل تدفق العديد من البضائع والمنتجات إلى السوق المحلية بأسعار متدنية مما يقلل فرص نجاح الشركات المحلية في تسويق منتجاتها على الرغم مما تتميز به من جودة وقدرة على منافسة المنتجات الواردة.

وفي نظري أن الاهتمام بالصناعة المحلية وشراء منتجاتها هو الهدف الذي علينا أن نسعى إلى تحقيقه بدلا من البحث عن بدائل منتجات شركات أخرى؛ لأن تقوية الصناعة المحلية وشراء منتجاتها سوف يدفعها إلى زيادة الإنتاج وهو ما سوف ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني في كثير من القطاعات وليس قطاع الصناعة فقط، فهناك قطاعات كثيرة سوف تستفيد من ذلك من أبرزها قطاع التشغيل وتوفير فرص العمل للشباب العماني، كما تستفيد من هذا النمو قطاعات النقل واللوجستيات والتجارة وقطاع العقارات وغيرها من القطاعات الأخرى.

وإذا كانت الأحداث الأخيرة قد سلّطت الضوء مجددا على ضرورة شراء المنتجات المحلية وجعلها هي البديل الأول، فإن هذا يحمّل الشركات المحلية مسؤولية تطوير منتجاتها بحيث تكون عند مستوى طموحات المستهلكين لا أن تظل تراوح مكانها، ولعل أبرز التحديات التي ينبغي على الشركات المحلية مواجهتها هو القدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين وهو ما يحتّم على الشركات زيادة الإنتاج وتنويع منتجاتها بحيث تلبي تطلعات مختلف شرائح وفئات المجتمع من المواطنين والمقيمين، غير أننا نطمح إلى ما هو أكثر من ذلك وهو وجود أقسام خاصة بالجودة والأبحاث في الشركات العُمانية خاصة الشركات الكبرى بحيث تعمل هذه المراكز على تقديم توصياتها ومقترحاتها لكيفية تطوير المنتجات والارتقاء بجودتها وجعلها منتجات منافِسة لأي منتجات أخرى، وهذا في اعتقادي سوف يكون داعما أساسيا للشركات المحلية وهو ما سيمكّنها من التطور باستمرار والانتقال من نجاح إلى آخر.

ومن القضايا الأخرى ذات العلاقة بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن المقاطعة ليست آنية وستنتهي عما قريب وإنما ستكون دائمة بإذن الله، وهو ما يعني أن على الشركات المحلية التي تقوم بتسويق أو بيع أو تصنيع منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن تبحث لها عن بدائل أخرى، والمجال متاح أمامها لتحقيق تغيير إيجابي في استراتيجيتها وستجد تأييدا كبيرا من المجتمع، ولتضع هذه الشركات في أذهانها أنه لا يمكن لأيّ حرّ في أي مكان في العالم أن يدعم العدوان الإسرائيلي، ويساعد على التنكيل بالشعب الفلسطيني، وعلى هذه الشركات أن تكون داعمة لصمود الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته العادلة وأن تجسّد الاهتمام الذي تحظى به القضية في المجتمع العُماني والمجتمعات الأخرى المحبة للحرية في مختلف بقاع الأرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منتجات الشرکات الداعمة للکیان الصهیونی الشرکات المحلیة وهو ما

إقرأ أيضاً:

عودة سوق بلدة مسلمات.. انتعاشة اقتصادية في وادي المعاول

وادي المعاول- محمد بن خميس الرواحي

بعد انقطاع دام لأكثر من ربع قرن، تعود روح الحياة إلى سوق بلدة مسلمات في ولاية وادي المعاول، ليصبح ملتقى تجاريا وحيويا ينير سماء البلدة ببريقه الخاص.

وعودة هذا السوق للحياة تعكس استعادة الأمل والتفاؤل في قلوب الأهالي، حيث استعاد السوق نشاطه بجانب أسواق الولاية الأخرى والمناطق المحيطة به.

وما يميز سوق بلدة مسلمات هو تنوع المنتجات والسلع التي يقدمها، فهو ليس مجرد سوق تقليدي؛ بل هو ملتقى للثقافات والتجارب المختلفة، من الحرف اليدوية الفنية إلى المنتجات الزراعية الطازجة، تملأ الممرات والأزقة بألوانها وروائحها العطرة، مما يجذب الأهالي والزوار والسياح على حد سواء.

وإلى جانب الأثر الاقتصادي الإيجابي الذي يُحدثه هذا السوق، فإن عودته تعزز من المنافسة والروح الريادية بين أهالي الولاية؛ إذ إن التنافس في عرض المنتجات وجذب الزبائن يُسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الروابط المجتمعية.

ويروي من عاصروا هذا السوق من كبار الآباء أنه وعلى صعوبة المواصلات سابقا إلا أن منتجات الجبل الأخضر وجبال وادي مستل كانت حاضرة وبقوة، مثل: البوت والخوخ والمشمش والعنب والبصل والثوم، إلى جانب ماء ورد الجبل وغيرها من المنتجات، أضف إلى ذلك فإن منتجات الشق الساحلي (الباطنة) لعُمان كانت حاضرة دائما وأبرزها الأسماك بمختلف أنواعها.

ولا يمكن إغفال الجانب الإنساني الذي يتمتع به التجار في ذلك الوقت، فهناك الوالد سعيد بن علي المعولي الذي يؤكد وجود هذه السمة المميزة التي بدورها تساعد الكثير من المحتاجين على توفير ما يسد حاجتهم اليومية وهو تبرع الباعة ميسوري الحال لمن يحتاج دون أخذ مقابل، وهذا بدوره يقوي الروابط المجتمعية بين الناس ويوثق العلاقة بين التاجر والمستهلك، وهذا تجسيد صريح لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى، وإذا اقتضى) ولعله أحد أسباب البركة في السوق آنذاك.

ولا يقتصر دور سوق بلدة مسلمات على توفير فرص العمل وزيادة دخل السكان، بل يمتد إلى تعزيز التواصل الاجتماعي والقيمة المحلية المضافة وتبادل الثقافات والتجارب بين الناس. فهو مكان يجمع بين الجمال البسيط للتراث وروح الحداثة في عالم التجارة.

وبعودة سوق بلدة مسلمات، ينطلق الأهالي نحو مستقبل واعد مليء بالفرص المختلفة  فقد أصبح السوق محورا حيويا يدفع عجلة التنمية و الازدهار في ولاية وادي المعاول وما حولها.

ويعكس توافد سكان الولاية من مختلف القرى إلى سوق بلدة مسلمات، حجم الجذب والأهمية التي يحملها هذا السوق ليكون محطة للتسوق؛ بل وجهة تجارية رئيسية للمنطقة بأكملها.

وإضافة إلى أهالي الولاية والمقيمين، يأتي زوار من الولايات المجاورة لاستكشاف مجموعة واسعة من المنتجات والسلع التي يقدمها السوق. وهذا التوافد يُعزز التبادل التجاري بين البلدات ويسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهالي الولايات المختلفة.

ويمثل سوق بلدة مسلمات نقطة تلاقٍ حقيقية للتجارة وتبادل الخبرات، مما يجعله واحدًا من أهم المراكز التجارية في محافظة جنوب الباطنة ومنبرًا للتنمية والسياحة المستدامة والتبادل الثقافي.







 

مقالات مشابهة

  • مشاركة قوية في معرض باريس..العوهلي: «الصناعات العسكرية» تعزز الاستثمار والشراكات العالمية
  • مبادرات تمكين رواد الأعمال
  • زيارات العيد.. إرث مترسخ في الهوية العمانية
  • العيود والرزحة وفعاليات ترفيهية تجسد مظاهر العيد في إزكي
  • اتساع رقعة مقاطعة إسرائيل.. غاضبة لعدم دعوتها إلى احتفالات النصر على النازية
  • اتساع رقعة مقاطعة الاحتلال.. إسرائيل غاضبة من عدم دعوتها باحتفالات النصر على النازية
  • عودة سوق بلدة مسلمات.. انتعاشة اقتصادية في وادي المعاول
  • طلب إحاطة بشأن حظر تصدير الفحم والتحقيق مع الشركات المصدرة
  • يوروساتوري باريس.. الجهات الوطنية تستعرض منجزاتها في "الصناعات العسكرية"
  • انطلاق أعمال الجناح السعودي المشارك في معرض يوروساتوري