لجريدة عمان:
2025-06-29@14:49:20 GMT

شفافية :المقاطعة مدخل لتطوير الصناعات العمانية

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أظهرت مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني إجماعًا محليًا على ضرورة قيام الشركات العُمانية بتوسعة منتجاتها لتشمل مختلف قطاعات الإنتاج، وأن تقوم بتوفير كل المنتجات التي يحتاج إليها المجتمع وبالمواصفات القياسية العالمية في مجال الجودة؛ بحيث تكون بديلًا حقيقيًا لكل المنتجات التي تمت مقاطعتها، وبحيث لا يكون هناك عذر لأي مستهلك للجوء إلى منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني.

وفي المقابل على المجتمع أن يكون داعمًا لمنتجات الشركات العُمانية، فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية نجاح كثير من المنتجات المحلية وقدرتها على المنافسة محليًا وإقليميًا وعالميًا، إلا أن مستوى تجاوب المجتمع معها كان ضعيفًا وهو ما دفع بعض الشركات إلى تقليص منتجاتها، بل رأينا بعض الشركات تغادر السوق مثلما حدث مع شركة خزف عُمان التي تحدثنا عنها في مقال سابق. صحيح أنه كانت هناك أسباب داخلية أدت إلى تحقيق عدد من الشركات خسائر دفعتها إلى مغادرة السوق، غير أن اهتمام المستهلكين بالمنتجات المحلية يعد أحد أسباب نجاحها خاصة في ظل تدفق العديد من البضائع والمنتجات إلى السوق المحلية بأسعار متدنية مما يقلل فرص نجاح الشركات المحلية في تسويق منتجاتها على الرغم مما تتميز به من جودة وقدرة على منافسة المنتجات الواردة.

وفي نظري أن الاهتمام بالصناعة المحلية وشراء منتجاتها هو الهدف الذي علينا أن نسعى إلى تحقيقه بدلا من البحث عن بدائل منتجات شركات أخرى؛ لأن تقوية الصناعة المحلية وشراء منتجاتها سوف يدفعها إلى زيادة الإنتاج وهو ما سوف ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني في كثير من القطاعات وليس قطاع الصناعة فقط، فهناك قطاعات كثيرة سوف تستفيد من ذلك من أبرزها قطاع التشغيل وتوفير فرص العمل للشباب العماني، كما تستفيد من هذا النمو قطاعات النقل واللوجستيات والتجارة وقطاع العقارات وغيرها من القطاعات الأخرى.

وإذا كانت الأحداث الأخيرة قد سلّطت الضوء مجددا على ضرورة شراء المنتجات المحلية وجعلها هي البديل الأول، فإن هذا يحمّل الشركات المحلية مسؤولية تطوير منتجاتها بحيث تكون عند مستوى طموحات المستهلكين لا أن تظل تراوح مكانها، ولعل أبرز التحديات التي ينبغي على الشركات المحلية مواجهتها هو القدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين وهو ما يحتّم على الشركات زيادة الإنتاج وتنويع منتجاتها بحيث تلبي تطلعات مختلف شرائح وفئات المجتمع من المواطنين والمقيمين، غير أننا نطمح إلى ما هو أكثر من ذلك وهو وجود أقسام خاصة بالجودة والأبحاث في الشركات العُمانية خاصة الشركات الكبرى بحيث تعمل هذه المراكز على تقديم توصياتها ومقترحاتها لكيفية تطوير المنتجات والارتقاء بجودتها وجعلها منتجات منافِسة لأي منتجات أخرى، وهذا في اعتقادي سوف يكون داعما أساسيا للشركات المحلية وهو ما سيمكّنها من التطور باستمرار والانتقال من نجاح إلى آخر.

ومن القضايا الأخرى ذات العلاقة بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن المقاطعة ليست آنية وستنتهي عما قريب وإنما ستكون دائمة بإذن الله، وهو ما يعني أن على الشركات المحلية التي تقوم بتسويق أو بيع أو تصنيع منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني أن تبحث لها عن بدائل أخرى، والمجال متاح أمامها لتحقيق تغيير إيجابي في استراتيجيتها وستجد تأييدا كبيرا من المجتمع، ولتضع هذه الشركات في أذهانها أنه لا يمكن لأيّ حرّ في أي مكان في العالم أن يدعم العدوان الإسرائيلي، ويساعد على التنكيل بالشعب الفلسطيني، وعلى هذه الشركات أن تكون داعمة لصمود الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته العادلة وأن تجسّد الاهتمام الذي تحظى به القضية في المجتمع العُماني والمجتمعات الأخرى المحبة للحرية في مختلف بقاع الأرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منتجات الشرکات الداعمة للکیان الصهیونی الشرکات المحلیة وهو ما

إقرأ أيضاً:

إعفاء منتجات أميركية من شهادة الحلال بمصر.. تسهيل للتجارة أم مجازفة بثقة المستهلك؟

في خطوة مفاجئة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الشعبية والاقتصادية والدينية، أعلنت الحكومة المصرية إعفاء دائما لمنتجات الألبان المستوردة من الولايات المتحدة من شرط الحصول على شهادة "الحلال" عند دخولها إلى السوق المصرية.

وبينما برّرت الحكومة القرار بأنه جزء من حزمة تيسيرات لتعزيز التجارة وجذب الاستثمارات، حذّر معارضون من مخاطره على ثقة المستهلك المسلم وسمعة مصر في سوق المنتجات الحلال عالميا.

خلفية القرار وتفاصيله

وجاء الإعلان عن القرار على لسان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال المنتدى الاقتصادي المصري الأميركي الذي عُقد في مايو/أيار الماضي، حيث أوضح أن الإعفاء سيكون دائما ويستمر حتى نهاية عام 2025 دون أي رسوم، على أن تُفرض رسوم بقيمة 1500 دولار لكل حاوية بدءا من عام 2026.

ووفق تصريحات حكومية، فإن القرار يهدف إلى دعم توسع الشركات الأميركية في السوق المصرية وتخفيف الأعباء الإدارية والمالية عن المستوردين.

الهيئات الرقابية تؤكد أن الإعفاء لا يشمل اللحوم ويقتصر على مشتقات الألبان فقط (الجزيرة) موقف الجهات الرقابية والتنظيمية

وصرح مصدر مسؤول في الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة -طلب عدم ذكر اسمه- بأن "علامة حلال" تُدرج بوصفها مطلبا فنيا في بعض المواصفات القياسية، لكنها ليست شرطا قانونيا عاما، بل تُطبق أساسا على الأغذية ذات المصدر الحيواني.

وأوضح أن شهادة الحلال مطلوبة رسميا في استيراد اللحوم والدواجن فقط، إذ تشترط وزارة الزراعة أن تكون الشحنات مصحوبة بشهادة صادرة من جهة إسلامية معتمدة ومعترف بها من دار الإفتاء، بينما يُترك طلب الشهادة في منتجات الألبان لتقدير الجهات الرقابية تبعا لطبيعة المنتج والسوق المستهدفة.

وحسب الموقع الرسمي للهيئة، تتولى 4 جهات إصدار شهادات "الحلال" في مصر:

هيئة المواصفات والجودة بصفتها الجهة القانونية الوحيدة المخوّلة بإصدار العلامة. دار الإفتاء لاعتماد الجهات الإسلامية الخارجية. هيئة الخدمات البيطرية للإشراف على استيراد المنتجات الحيوانية. هيئة الرقابة على الصادرات والواردات لمراجعة مستندات الشحنات المستوردة. تيسير الاستثمار وخفض الأسعار

ورأى رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل أن إعفاء منتجات الألبان ومشتقاتها من شرط شهادة الحلال يُعد خطوة عملية في مواجهة غلاء الأسعار، وسيدعم حضور الشركات الأجنبية في مصر من خلال تسهيل الإجراءات وتقليص التكاليف.

وأكد في حديثه للجزيرة نت أن شهادة الحلال أصبحت "بيزنس عالميا" تديره "مافيات" معقدة، مشيرا إلى أن دولا إسلامية حاولت سابقا توحيد آلية إصدار الشهادة عبر غرف التجارة، لكنها اصطدمت بتعقيدات سياسية ودينية.

إعلان

ودعا الوكيل إلى توحيد الشروط والمعايير الخاصة بشهادة الحلال على مستوى العالم الإسلامي، موضحا أن بعض الشركات كانت مضطرة لتحمل نفقات إضافية لا تتناسب مع طبيعة المنتج، مما يرفع من السعر النهائي للمستهلك دون مبرر واقعي.

ويتفق معه الدكتور هاني فهيم، أستاذ القانون التجاري الدولي، الذي أشار إلى أن قرار إلغاء شرط شهادة "حلال" لبعض السلع يُخفف الأعباء عن المستوردين، ويخدم المصالح التجارية لمصر، خاصة أن إجراءات الحصول على الشهادة معقدة ومكلفة وتشمل إشرافا خارجيا دينيا، مما يتسبب أيضا في إطالة زمن الاستيراد دون جدوى مباشرة.

تحفظات وشكوك دينية وثقافية

ورغم التبريرات الاقتصادية، فإن القرار يثير تساؤلات دينية وثقافية، إذ يُشير فهيم إلى أن مصر تعتمد على شهادات الحلال من جهات خارجية نتيجة عدم قدرتها على فحص كل المنتجات المستوردة، وهو ما يجعل الاعتماد على جهات معتمدة ضرورة تنظيمية لضمان التزام السلع بالشريعة. ويؤكد أن الاستغناء عن تلك الشهادات يفتح الباب للريبة، حتى وإن كانت الفوائد الاقتصادية واضحة.

من جهته، عبّر محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، عن مخاوفه من أن يمتد الإعفاء مستقبلا إلى منتجات أخرى ذات طابع شرعي أكثر حساسية، مثل اللحوم. وأوضح للجزيرة نت أن قرار الإعفاء لا يثير حساسية مباشرة بالنسبة لمنتجات الألبان، لكنه حذّر من أن تعميم النهج على المذبوحات قد يُضعف ثقة المستهلك المصري، كما قد يضر بسمعة مصر في أسواق الدول الإسلامية.

وأكد العسقلاني أن الضوابط الرقابية هي الضمان الوحيد لطمأنة المستهلك المسلم، وأن الاستغناء عنها أو التساهل في تطبيقها قد يؤدي إلى تآكل هذه الثقة، خاصة في ظل غياب منظومة موحدة لإصدار شهادة الحلال في مصر.

مقالات مشابهة

  • محافظ سوهاج: يتفقد بدء العمل في إنشاء مجمع الصناعات الغذائية لتجفيف البصل والثوم
  • «المحتوى المحلي» تضيف 105 منتجات للقائمة الإلزامية للمنتجات الوطنية
  • إعفاء منتجات أميركية من شهادة الحلال بمصر.. تسهيل للتجارة أم مجازفة بثقة المستهلك؟
  • حمئ الجبايات في الجنوب..600 ألف على كل قاطرة الغاز
  • شاب يعتدي على زوجته في مدخل مبنى سكني ..فيديو
  • القِيَم المجتمعية العمانية.. ركيزة في التنمية المستدامة في المحافظات
  • الأطرش: الأردن من بين الدول المتقدمة في الصناعات العلاجية
  • إيرلندا تحظر استيراد منتجات المستوطنات الصهيونية في الضفة والقدس
  • إيرلندا تحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والقدس
  • «غرفة دبي» تعزز فرص توسع الشركات المحلية بدول القوقاز وجنوب شرق آسيا