اجتماع لرؤساء أجهزة استخبارات بالدوحة.. هل ينهي الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
واشنطن- أشارت تقارير إلى استضافة مدينة الدوحة، أمس الثلاثاء، قمة قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والإسرائيلية والمصرية، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهي الدول المعنية بأزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وملف الرهائن والأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
كما تحدثت التقارير عن مناقشة خطط توسيع عدد الرهائن الذين يتم الإفراج عنهم كي يشملوا الرجال والجنود.
ونجحت الوساطة القطرية المصرية في صفقة الرهائن الأصلية التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واستمرت 4 أيام كما نجحت في تمديدها يومين إضافيين.
وقال مسؤول أميركي لشبكة "إيه بي سي" (ABC) إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، زار قطر يوم الثلاثاء لعقد اجتماعات مع مسؤولين قطريين وكذلك نظيريه الإسرائيلي والمصري. وأفاد المصدر بأن المحادثات تشمل مناقشات حول الرهائن، وقضايا أخرى.
في غضون ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، إن قواته "مستعدة لاستئناف القتال اليوم إذا لزم الأمر، وإنها تستخدم فترة التوقف للتعلم وتعزيز الاستعداد من أجل تفكيك حماس".
وأشارت إسرائيل إلى أنها قد توسع حملتها البرية إلى جنوب غزة، إذ طلبت من سكان الشمال النزوح إليها خلال الأسابيع الماضية، لكنها تزعم أن بعض قادة حماس لجؤوا إليها أيضا.
وفي حديث للجزيرة نت، قال جوناثان أكوف، الأستاذ بقسم دراسات الاستخبارات والأمن القومي بجامعة كارولينا، إن "قضية غزة شديدة التعقيد، والاجتماع بين رؤساء الاستخبارات مثير للاهتمام والاستغراب".
وأضاف أن هذا الاجتماع يبدو نوعا من الاعتراف بأن القنوات الدبلوماسية التقليدية لا يمكن أن تعمل بفعالية. وهي تستعين بمصادر مجتمع الاستخبارات الأميركي. "ومن الواضح أن المهمة الأساسية لوكالة الاستخبارات المركزية ليست الدبلوماسية".
من ناحية أخرى، يرى تشارلز دان، المسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، أن احتمال التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يبدو بعيدا.
ضغوط سياسية
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أهداف حكومته الحربية، والتي تشمل استئناف العمل العسكري "لاجتثاث حماس". ومع ذلك، كلما طال أمد وقف إطلاق النار، أو الهدنة، أو التوقف، كان من المرجح إيجاد صيغة لجعله يدوم لفترة أطول.
بالإضافة إلى ذلك، كلما طال أمد الهدن، تعاظمت الضغوط السياسية على تل أبيب والولايات المتحدة لتجنب تجدد العمل العسكري، وهي حقيقة لم تغب عن قادة إسرائيل.
وفي تصريح للجزيرة نت، اعتبر دان أن "سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تطورت استجابة للخسائر الإنسانية المتزايدة وكذلك الأضرار الداخلية. في حين لم يبعد بايدن نفسه كثيرا عن موقفه المؤيد بشدة لإسرائيل، وبدأت إدارته بوضع حدود، بما فيها (اللاءات الخمس) للبيت الأبيض وتلميحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن الواسعة حول الدبلوماسية اللازمة بعد انتهاء الحرب".
يذكر أن هذه اللاءات جاءت في كلمة لمنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، في منتدى المنامة قبل أيام، إذ قال "على المديين المتوسط والطويل، وحتى في خضم هذه الأزمة، يجب أن نخطط ونستعد الآن وليس غدا، أو عندما يتوقف القتال. لذا فإن لاءاتنا الخمس هي لا تهجير قسري، ولا إعادة احتلال، ولا تقليص في الأراضي، ولا تهديدات لإسرائيل، ولا حصار".
بدوره، عبر نيد لازاروس، وهو محاضر متخصص في الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن الأميركية، عن تشاؤمه، وقال إن "اجتماع رؤساء الموساد و"سي آي إيه" ورئيس الاستخبارات المصرية مع رئيس الوزراء القطري، لن يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وقال لازاروس "الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أرى بها احتمال حدوث ذلك هي إذا وافقت حركة حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين يزيد عددهم على 150 رهينة مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد، وأعتقد أنه من غير المرجح أن تفعل حماس ذلك".
وتابع "إذا استمرت الحركة في احتجاز الرهائن الإسرائيليين، فمن المؤكد أن إسرائيل ستستأنف هجومها العسكري لتعزيز أهدافها المتمثلة في إزالة التهديد بشن مزيد من الهجمات على حماس من خلال إضعاف قدرتها العسكرية، وإزالتها من السلطة في قطاع غزة، والحصول على إطلاق سراح جميع الرهائن"، حسب تقديره.
كما أشار لازاروس، في حديث للجزيرة نت، إلى أن هناك تقارير تفيد بأن إدارة بايدن جادلت بقوة مع المسؤولين الإسرائيليين في اجتماعات مغلقة لزيادة المساعدات الإنسانية، وانتقدت ضخامة الخسائر الفلسطينية في العمليات العسكرية، لكن ذلك لم يؤد إلى أي تغيير في السياسة العامة.
وقال لازاروس إن هناك أيضا مؤشرات واضحة على نزاع محتمل بين إسرائيل وواشنطن بشأن حكم غزة بعد الحرب، إذا نجحت تل أبيب في إزاحة حماس من السلطة. وفي هذه الحالة، تصر الولايات المتحدة على ضرورة تولي السلطة الفلسطينية -بعد تنشيطها- الحكم في غزة، فيما يرفض نتنياهو هذا الاحتمال، وفق لازاروس.
وأشار الأكاديمي إلى إمكانية عزل نتنياهو من السلطة من قبل الخصوم السياسيين والناخبين الإسرائيليين، الذين يعبرون في استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام عن غضب واسع النطاق من فشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وفشلها في الرد بشكل فعال بعد ذلك.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
قالت تقارير صحفية إسرائيلية إن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدم مؤخرا مقترحا محدّثا لإسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وتطبيق وقف إطلاق النار في غزة، بينما تتمسك الحركة الفلسطينية بضرورة إنهاء الحرب تماما.
وقالت صحيفة "جيروسالم بوست" إن ويتكوف "يضغط على الطرفين لقبول المقترح الأميركي"، نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ومصدر مطلع على التفاصيل.
ورغم وجود فرق تفاوضية لإسرائيل وحماس في الدوحة، فإن المحادثات بشأن مقترح ويتكوف تجري حاليا عبر قنوات أخرى، وفقا للمصادر.
ولعبت هذه القنوات دورا حاسما في إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر الأسبوع الماضي، وفقا لـ"جيروسالم بوست".
وأعرب مصدر مطلع على الأمر عن خيبة أمل كبار مسؤولي حماس، لأن إطلاق سراح ألكسندر لم يؤد إلى موقف أميركي أكثر إيجابية تجاه الحركة.
ويجري ويتكوف محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشريكه المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومع قيادة حماس في الدوحة، عبر قناة غير مباشرة للمحادثات يديرها رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحاح.
ويأتي هذا التقرير بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن زيادة وتيرة هجومه العسكري على غزة، وتزامنا مع موافقة نتنياهو على استئناف المساعدات إلى القطاع بشكل محدود، بعد شهرين ونصف من الحصار التام.
ويتشابه المقترح الذي تحدثت عنه "جيروسالم بوست" جزئيا مع مقترحات سابقة، إذ ينص على إطلاق سراح 10 رهائن وحوالي 15 جثة لرهائن متوفين مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يوما والإفراج عن أسرى فلسطينيين، وفقا لمصادر الصحيفة الإسرائيلية.
لكنه المقترح يختلف عن الخطط السابقة في إضافة عدة صيغ جديدة إليه، توضح أن وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى "سيكونان بداية لعملية أوسع قد تفضي إلى إنهاء الحرب".
وتهدف الصياغة الجديدة إلى تقديم ضمانات لحماس بأن نتنياهو لن يتمكن من اتخاذ قرار أحادي الجانب، بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات: "يحاول الاقتراح الجديد إقناع حماس بجدوى المضي قدما في اتفاق جزئي الآن، لأنه قد يؤدي إلى إنهاء الحرب في المستقبل".
وأفادت مصادر أن نتنياهو قدم ردا إيجابيا من حيث المبدأ، لكن مع العديد من الشروط والتحفظات، بينما لم تقدم حماس ردا بعد، وتطالب الحركة بوعد واضح بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي إلى إنهاء الحرب.
وتفيد تقارير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط لمنع أي عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق أخرى في قطاع غزة، مع السعي لإطلاق سراح المزيد من الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لمنع حدوث مجاعة.
قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "جيروسالم بوست": "محادثات الدوحة التي جرت في الأيام الأخيرة مجرد ترتيبات مسبقة. هذا ليس المكان الذي تجري فيه المحادثات الحقيقية حاليا. إذا وافقت حماس وإسرائيل على مبادئ اقتراح ويتكوف فسيتم نقل المحادثات إلى الدوحة لإجراء مناقشات مفصلة".
في المقابل، نفى القيادي بحماس سامي أبو زهري الأنباء المتداولة بشأن موافقة الحركة على صفقة تشمل الإفراج عن 9 رهائن إسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة لمدة شهرين، مؤكدا رفض الحركة أي اتفاق لا يشمل وقفا شاملا ودائما للحرب وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وقال أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية للحركة في الخارج، في بيان، مساء الأحد ، إن هذه الأخبار "مزيفة وتهدف إلى إرباك الساحة والضغط على المقاومة".
وأضاف أن الحركة سلمت ألكسندر "كمبادرة لإثبات الجدية في التوصل إلى اتفاق شامل، إلا أن الإدارة الأميركية لم تتعاط بشكل إيجابي مع الخطوة".
وأوضح أن حماس مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، شرط التزام إسرائيل بوقف الحرب وضمان تنفيذ الاتفاق برعاية دولية.
وتبقى المفاوضات في مرحلة حساسة وسط استمرار الوساطة الدولية، بينما لم تصدر إشارات واضحة حتى الآن حول حدوث اختراق وشيك في مسار التفاهمات.