دراسة حديثة: الحسم العسكري في اليمن خيار يصعب تحقيقه.. وهؤلاء المستفيدون؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
حذرت دراسة حديثة من استمرار الوضع الراهن في اليمن القائم على "اللاحرب واللاسلم" –حسب وصفها- من استفحال الصراع الاقتصادي لدى أطراف النزاع في اليمن، ما سينعكس على تضخم الأسعار وانهيار أكثر لقيمة الريال وصعوبات في تقديم الخدمات الحكومية العامة، وازدياد معاناة المواطنين.
وأشارت دراسة صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، بعنوان "حالة اللاحرب واللاسلم في اليمن: من المستفيد وما تداعياتها؟"، إلى أن الصراع في اليمن دخل طوراً جديداً منذ عام ونصف، وبالأخص منذ التوقيع على الهدنة المؤقتة في أبريل 2022، وانتهت في الثاني من أكتوبر 2022، وحينها لم يتم الاتفاق على هدنة جديدة وإنما توافق الجميع ضمنياً على إبقاء الوضع "على ما هو عليه" فلا حرب مشتعلة في الجبهات ولا سلام قائم لإنهاء الحرب.
ولفتت إلى أنه وفي ظل هذا الوضع، ستواصل جميع الأطراف اليمنية سعيها نحو تعزيز سيطرتها على الموارد، أو منع الأطراف الأخرى من الحصول عليها. وسيسود جوٌ من التنافس المحموم على السيطرة الاقتصادية، فيما تحافظ القوى العسكرية على نفوذها في مناطق سيطرتها، حسب تأكيد الدراسة.
وقالت "منذ مطلع عام 2020 أصبح جلياً بأن التحالف العربي وصل إلى قناعة بأن الحسم العسكري في اليمن خيار يصعب تحقيقه، وذلك بعد خمس سنوات من الحرب تسببت في زيادة الأعباء الإنسانية والسياسية في البلاد، وباتت أطراف الصراع منهكة إثر الخسائر البشرية والاقتصادية، بالإضافة الى التطورات الإقليمية وسعي السعودية إلى تهدئة الأوضاع على المستوى الإقليمي والتقارب السعودي الإيراني".
وبحسب الدراسة فقد شهدت هذه الفترة تعثرًا في تقدم التحالف المناهض للحوثيين، حيث نشط المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز سيطرته على جنوب اليمن، وتشكلت قوات درع الوطن والمجلس الوطني الحضرمي لمواجهة تلك الجهود. بالإضافة إلى ذلك، زادت جماعة الحوثيين الحرب الاقتصادية ضد الحكومة اليمنية، وسعت لضمان مصادر إيرادات لحكومتها.
وأوضحت الدراسة أنه وفي خضم هذه الحالة التي يستفيد منها جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وإن تفاوتت نسب الاستفادة من طرفٍ إلى آخر، ما عدا الحكومة المعترف بها دولياً التي تستنزف اقتصادياً وسياسياً بيد أن المؤشرات تدل على استمرار الوضع كما هو عليه، وتوقعت الدراسة أن يتطور إلى الإعلان عن هدنة رسمية، تتضمن حلولاً جزئية لبعض القضايا مثل فتح المطارات والطرق والموانئ وتقاسم رواتب الموظفين، أمَّا القضايا الخلافية الأكثر إشكالية فسوف يجري تأجيلها إلى جولة مفاوضات لاحقة بحسب الدراسة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
ويرى مراقبون، وفق تقرير لوكالة "شهاب" الفلسطينية، أن حجم الضربات، جعل من الصعب على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فرض السيطرة الكاملة على المشهد الإعلامي، كما أن تعقيدات الحرب النفسية ومخاوف انهيار الجبهة الداخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي، في بعض الحالات، إلى الإقرار الجزئي بوقوع إصابات أو أضرار مادية.
الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، فايد أبو شمالة، أكد أن الرواية الإعلامية الصهيونية تخضع لرقابة مشددة تهدف إلى فرض سردية أحادية على الجمهور المحلي والدولي.
وأوضح أبو شمالة أن تسلسل الرواية الإسرائيلية بات متكرراً وثابتاً، ويبدأ بالإعلان عن "رصد صاروخ أُطلق من اليمن"، يتبع ذلك انطلاق صافرات الإنذار في عدد من المناطق، ثم تعلن الجبهة الداخلية دعوة المواطنين للدخول إلى الملاجئ، وتُرفق هذه البلاغات عادةً بصور لخريطة توضح أماكن الإنذارات عبر نقاط حمراء.
وبعد دقائق، تُعلن وسائل الإعلام عن "اعتراض الصاروخ"، وتُرفق النشرات بصور بعيدة للسماء، لتنتهي الرواية بالإشارة إلى "عودة الحياة إلى طبيعتها" بعد تعطيل مؤقت لحركة الطيران.
وأشار الباحث إلى وجود مؤشرات واضحة تُضعف من مصداقية هذه الرواية، أبرزها اختفاء مشاهد الهلع في الشوارع، وهي مشاهد كانت تُبث سابقًا، وغياب تام لصور مواقع سقوط الصواريخ أو بقاياها أو حتى بقايا صواريخ الاعتراض.
وأشار إلى أن الاحتلال منع المقابلات العفوية مع المستوطنين للحديث عن مشاعرهم أو تجربتهم أثناء القصف، وحظر تصوير ما يجري داخل المطارات عند إعلان تعليق الحركة الجوية.
وأكد أبو شمالة أن السيطرة على الخطاب الإعلامي بات جزءًا أساسيًا من أدوات الحرب التي تستخدمها "إسرائيل"، لكنها فشلت في الحفاظ على هذه السردية في محطات عدة، أبرزها خلال الأيام الأخيرة من الحرب مع إيران، حين ضربت الصواريخ الإيرانية مواقع لا يمكن التعتيم عليها إعلامياً.
وشدد الباحث قائلا: "لا يمكن الادعاء بأن جميع الصواريخ تُصيب أهدافها، لكن من المؤكد أن ليس جميعها يُعترض. وكل صاروخ يحمل رسالة للعالم: هذا الاحتلال إلى زوال".
ميزان القوى
فيما قال الخبير العسكري الاستراتيجي الفريق قاصد محمود إن القوات المسلحة اليمنية أحدثت تحولاً بارزاً في ميزان القوى على المستوى الاستراتيجي في الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، عبر تدخلهم العسكري المباشر والمتواصل من خلال ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة قطعت مسافات تصل إلى ألفي كيلومتر، وحصار بحري وجوي جزئي من حين لآخر.
وأوضح الفريق محمود، أن "هذا الضغط النفسي والعصبي على إسرائيل بات يشكل تحدياً حقيقياً، خاصة مع اضطرارها للتعامل مع تهديدات صاروخية مكلفة من جهة لم تكن في السابق ضمن أولويات استخباراتها أو عملياتها العسكرية"، مشيراً إلى أن "اليمن أصبحت ساحة جديدة للعداء مع "إسرائيل"، وهي تتمتع بخصائص جغرافية وحصون طبيعية تجعل من استهدافها تحدياً بالغ الصعوبة".
وأضاف: "اليمن قدمت قيمة استراتيجية جديدة، وسدّت فراغاً على المستوى الاستراتيجي في الحرب، في الوقت الذي بقيت فيه المقاومة الفلسطينية تؤدي أدواراً مهمة على المستويين التكتيكي والعملياتي، لكنها تواجه صعوبات في التأثير الاستراتيجي بسبب الحصار الجغرافي والمحدودية في الإمكانيات".
وأكد أن "الدور اليمني فتح البحر الأحمر والممرات المائية وأدخل تهديدات جديدة على الأجواء، كما أنه ربط بشكل عضوي وواضح بين عملياته العسكرية وما يجري في غزة، من حصار وعدوان ومجازر يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين".
وأشار الفريق محمود إلى أن هذا الربط بين جبهتي اليمن وغزة يشكل قيمة سياسية عالية، تدخل في حسابات التفاوض والمقايضات السياسية، ما يعزز من تأثير محور المقاومة بشكل عام.