مأرب برس:
2025-12-04@21:05:06 GMT

المسافة صفر رواية جماعية تونسية تحتفي بصمود غزة

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

المسافة صفر رواية جماعية تونسية تحتفي بصمود غزة

صدرت، أخيرا، عن دار “بوب ليبريس” للنشر، رواية “المسافة صفر”، في شكل كتاب جماعيّ لسبعة روائيين تونسيين يكتبون روايات “الجيب التونسية”، وهي رواية من صميم عملية طوفان الأقصى التي جرت في السابع من أكتوبر الماضي.

واختار الكتاب السبعة عنونة الكتاب-الرواية بـ”المسافة صفر” لما لهذا المصطلح من دلالات رمزية أساسها المقاومة والصمود في وجه جبروت الكيان المحتل، حين يقترب أحد أبطال جيش المقاومة من دبابات العدوّ، فيدكّها من مسافة قريبة للغاية (المسافة صفر)، رغم ما تتمتّع به من آخر صيحات الاستشعار في العالم.

والكتاب الذي انطلقت دار النشر التونسية في توزيعه على المكتبات في تونس نهاية الأسبوع الماضي، ستخصّص 25% من عائداته للطلبة الغزاويين المقيمين في تونس، وعددهم 114 طالبا، وتسعى الدار إلى التنسيق في ذلك مع سفارة فلسطين بتونس، حتى تصل هذه التبرّعات إلى أصحابها.

وكتب الناشر سامي المقدّم، أحد الكتاب المشاركين في الرواية: “هذا الكتاب استمد فكرته من مشروع “روايات الجيب التونسيّة” دون أن يكون ضمنها، وهو إجابة مباشرة عن العجز الذي نشعر به جميعا تجاه الجرائم البشعة في حقّ شعب غزّة البطل”.

وأضاف: “تناول كلّ منّا قلمه وأفرغ غضبه وعجزه وإحباطه في قصّة ترويها شخصيّة، في إطار رواية واحدة منسجمة. ورغم قتامة الوضع، حاولنا تسريب جرعات من الأمل من خلال القصص المختلفة”، وفق موقع القدس العربي.

وتابع: “وددنا، تحت مظلّة الخيال، توثيق ما يحصل حتّى لا ننسى، ووددنا التبرّع ببعض ما نقدر عليه، كُتّابا، لعلّ هذه المساهمة، على تواضعها، تكون شكلا من أشكال المقاومة”. فيما قال الكاتب جاسر عيد: “فكرتنا كانت كيف يمكن أن نساعد ولم نجد سوى أقلامنا نساعد بها كما يفعل الرسامون والفنانون وغيرهم”.

واسترسل: “الرواية عبارة عن مجموعة من الروايات الخيالية يرويها البطل، وتحمل أملا كبيرا بخصوص فلسطين والقضية الفلسطينية رغم الألم الذي ينقله الواقع.. الرواية ليست تاريخية بالمعنى الصحيح للكلمة، لكنها تؤرّخ ملحمة ستبقى خالدة في الأذهان”.

وجاء على الغلاف الخلفي للكتاب: “هناك.. على تخوم الموت، يتحرّش الناجون بالحياة في خندق مظلم هربا من القصف والعصف! ووسط أكوام الجثث وركام البنايات التي سوّيت بالأرض، يجد مراسلنا الحربي نفسه يُجري أغرب مقابلات صحفية على مرّ تاريخه الحافل بالنقل الخبري الأمين.. تبرهن هذه التجربة لمراسلنا على أنّ الخبر ليس “أسرع مادة قابلة للتلف” كما تعلّم..

وسط الحرب، تكون الأرواح سبّاقة لذلك للأسف!”. ويُضيف الناشر: “تُراهن سردية الاحتلال الغاشم على أنّ مآل القضية سيطويها النسيان لا محالة.. إذ ‘سيموت الكبار وينسى الصغار’ على حد تعبير عولدا مائير! وتُراهن مجموعة من المؤلفين في المقابل، على أنّه لا سبيل للنسيان مادام العالم يُراكم هذه الانتهاكات والمجازر ويوثّقها عبر كلّ المحامل الممكنة.. الأدب.. محمل أساسيّ للتوثيق والتأريخ.. (حتّى لا ننسى)”.

وعن الرواية، كتبت الناشطة آمنة السنوسي: “هي سيمفونية تحاكي التوازن والتضارب، حيث يتناغم اللحن القاسي والموجع جنبا إلى جنب مع اللحن الجميل والملهم”.

وأضافت: “هي ليست مجرد قصة، بل ملحمة تحمل في صفحاتها العديد من القضايا، وترسم صورة شاملة عن عالم معقّد يحمل في طياته الكثير من الحكايات الإنسانية والسياسية”.

وتابعت: “عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية، شعرت بالفخر بموهبة هؤلاء الكتّاب التونسيين. فمن خلال كتاباتهم، تمكنّوا من تجسيد روح المقاومة بشكل ملموس، وعبّروا عن معاناة الشعب الفلسطيني بشكل يجعلك تشعر بالتضامن مع كل شخصية، كأنها دعوة إلى الصمود والتصدّي للظروف القاسية بروح الثبات والأمل. هذا العمل الأدبي يسلّط الضوء على قوة الكلمة وقدرتها على المقاومة وعلى تغيير العالم وتحفيز المجتمعات للنهوض والتغيير”. (وكالات)

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المسافة صفر

إقرأ أيضاً:

الأقوى يكتب رواية الهيمنة بين الأقوياء والضعفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الأقوى يكتب #رواية_الهيمنة بين #الأقوياء و #الضعفاء

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

ثمّة شعور ثقيل يلاحق كل من يحاول الكتابة عن فلسطين في زمن اختناق الحقيقة؛ شعور يشبه الوقوف أمام ميزان مائل، تُوزَن فيه الكلمات قبل أن تُوزَن القضايا.

مقالات ذات صلة حفاوة ذاكرة 2025/12/04

يكتب المرء وهو يدرك أن اللغة نفسها أصبحت ساحة حرب، وأن كل مفردة قد تُعامل كجريمة إذا لامست ما تخشاه الدول التي ترفع راية الحقوق وهي تمارس نقيضها. لذلك نعيد صياغة الجملة عشر مرات، ونحذف ونعدّل وكأننا نعبر حقل ألغام لغويًّا؛ فالرقابة لا تأتي دائمًا بزيّ شرطي، بل في هيئة قوانين «تحمي الأمن» وتُعطّل الضمير.

وهكذا ينتهي الكاتب إلى نصّين: واحد مُهذَّب بما يكفي ليعبر بوابات النشر وشهادة حسن السيرة السلوك، وآخر يظل حبيساً في درجٍ أو حاسوب، لأنه يقول الحقيقة كاملة؛ غير مُجتزئة أو مضبوعة بالقضاء الموظّف. نسخٌ لا يُفرج عنها خوفًا من أن تتحوّل الكلمة إلى تهمة، أو الرأي إلى ملف ينتهي بالسجن أو سحب الجنسية.

ومع ذلك يبقى الأمل أن يأتي يوم تُكتب فيه الحقيقة عارية صمّاء متجاوزة كل الحواجز العسكرية والدعاوي القضائية، ودون أن يبحث صاحبها عن مظلّة تحميه من سطوة قوى العنجهية.

ومن هذا التوتر بين الحقيقة والخوف، يتقدّم سؤال الإرهاب وروايته: من يملك حق تعريفه؟ ومن يملك سلطة تجريم مقاومة الضعفاء وشرعنة هيمنة الأقوياء؟ هنا تتقاطع أفكار عدد من المفكرين الألمان والعالميين، لتكشف مفارقة جوهرية تفتح باب هذا المقال.

القوة ومعضلة تسمية الإرهاب

لطالما شكّل سؤال الإرهاب وتوصيفه محوراً أساسياً في التفكير السياسي المعاصر، خصوصاً حين يرتبط بميزان قوى مختلّ بين طرفين غير متساويين. وقد عبّر عدد من المفكرين عن هذه الإشكالية بصيغ مكثّفة تختصر المفارقة الأخلاقية في تسمية الإرهاب.

يقول «يورغن تودنهوفر»: «الحرب هي إرهاب الأغنياء، والإرهاب حرب الفقراء»، بينما قال «بيتر أوستينوف» ذو الأصول اليهودية فكرة مشابهة: «الإرهاب حرب الضعفاء، والحرب إرهاب الأقوياء».

ومن زاوية تحليلية، يوضّح الباحث الألماني «هيرفريد مونكلر» أن الدولة قد تمارس ما يمكن وصفه بـ «إرهاب الدولة» حين تتجاوز حدود الشرعية أو تستخدم قوتها المفرطة بما يتجاز الضرورة. هنا لا تُعرَّف الأفعال انطلاقًا من طبيعتها، بل من موقع الفاعل داخل منظومة السلطة ومن قدرته على التحكّم بالرواية.

الإرهاب بين الرواية والشرعية

يتعمّق هذا النقاش حين نعود إلى قراءات مفكرين عالميين مثل «فرانز فانون» و«جان-بول سارتر»، اللذين درسا علاقة المستعمِر بالمستعمَر وكيف يفرض الأقوى تعريفه للإرهاب بوصفه «شرعياً»، بينما تُجرّم أشكال الدفاع عن النفس بوصفها «تطرّفًا». أما المفكر الأميركي اليهودي «نعوم تشومسكي» فيمدّ هذا الخطّ التحليلي ليقول إن الدولة الحديثة تمتلك من الأدوات الإعلامية والدبلوماسية ما يمكّنها من احتكار التصنيف الأخلاقي للإرهاب، بحيث يصبح واحداً حين يمارسه الضعفاء، وشيئاً آخر حين يمارسه الأقوياء.

وبذلك يتحوّل توصيف الفعل ذاته إلى ساحة صراع: ليس بين أفعال متباينة، بل بين روايات متنازعة على المعنى.

اختلال القوة وسيطرت اللغة

حين ننقل هذا الإطار إلى الواقع العربي في الشرق الأوسط، في فلسطين، لبنان، سوريا، اليمن والسودان، تتحوّل اللغة إلى أداة لتحديد من يسمّى إرهابياً ومن يُسمّى مُقاوما. إذ يُعاد تعريف القوة بأنها «دفاع»، ويُعاد تعريف المقاومة بأنها «إرهاب»، بينما تُهمّش كل محاولة لقراءة ميزان القوة بوصفه عنصراً مركزيا في فهم طبيعة الإرهاب. هذا التشويه في اللغة لا يعكس فقط اختلال القوة على الأرض، بل يعكس أيضاً اختلالًا في النظام الأخلاقي العالمي الذي يمنح الأقوى حق الرواية، ويترك الطرف الأضعف محاصراً بتهم مُعلّبة جاهزة للتداول.

هنا تتبدّى قيمة المقاربات التي طرحها «تودنهوفر»، «أوستينوف» و «مونكلر»: فالمسألة ليست توصيفاً أدبياً، بل تفسيراً سياسياً لاستراتيجية تُعيد صياغة المفردات كي تُبرر عنفاً وتقمع آخر.

جدلية الأخلاق والمعايير

يفتح هذا الجدل الباب أمام سؤال أخلاقي أوسع: هل يستطيع العالم إنتاج معيار واحد لتوصيف العنف، أم أن النظام الدولي سيظلّ مرهوناً لسياسة القوة التي تمنح الأقوياء امتياز إعادة تعريف كل شيء؟ من الحق إلى الأمن إلى الأخلاق.

كمثال معاصر على كيفية استخدام السلطة لتحديد معنى الإرهاب، قام ترامب عملياً بتصنيف فروع جماعة الإخوان المسلمين ضمن المنظمات «الأرهابية»، فيما وصف نتنياهو الجماعة بطريقة تهدف إلى ترهيبها وممارسة الضغوط السياسية عليها، فضلا عن إغلاق مكاتبها ومنع نشاطها في جُلّ الدول العربية.

وهذا يظهر كيف أن الأقوى هو الذي يمتلك السلطة لتسمية الأشياء وفق مصالحه.

إن أصواتاً يهودية ومعرفية بارزة، مثل «تشومسكي» تذكّر بأن نقد سياسات حكومية لا يمت بصلة إلى أي عداء ديني أو ثقافي، بل إلى مبدأ كوني بسيط: لا يجوز أن يتحوّل القانون إلى غطاء، ولا أن تُختطف اللغة لتبرير سطوة من يمتلك القوة.

وبين رواية تملك السلاح والهيمنة غير المحدودة والغطاء السياسي بالنفوذ والأدوات الإعلامية التي تحترف تزييف الحقيقة وقلب المفاهيم لتمكين الحرب على الوعي الجمعي، ورواية لا تملك غير الأرض والألم وفجيعة في الصباح والمساء وانعدام النعم، وخيانة القريب والبعيد، يبقى السؤال معلّقاً حتى إشعار آخر: من يملك الحق في تسمية الحقيقة؟ ومن يملك الشجاعة لقولها؟

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أسعار تذاكر أتوبيسات النقل العام الجديدة بعد تقسيم المسافات
  • الأقوى يكتب رواية الهيمنة بين الأقوياء والضعفاء
  • الشواربة: الفوز ثمرة جهود جماعية لأمانة عمان الكبرى
  • طرق انتشار فيروس ماربورج وسبل الوقاية منه (فيديو)
  • الاحتلال يكشف هوية صاحب الرفات الذي سلمته المقاومة في غزة
  • العثور على مقبرة جماعية بريف حلب السورية
  • جريمة مقتل رجل وزوجته بحمص تكشف حقيقة الرواية الطائفية
  • سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
  • «ناشيونال جيوغرافيك العربية» تحتفي بـ«عيد الاتحاد» الـ54
  • بين الرئيس وأمينه المالي.. اشتباك من المسافة صفر داخل نادي الموصل