مسؤول إسرائيلي: سكان “كريات شمونة” لا يريدون العودة طالما أن “قوة الرضوان” عند السياج
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
الجديد برس:
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، عن رئيس السلطة المحلية في مستوطنة “كريات شمونة”، أفيحاي شتيرن، قوله إن “قوة الرضوان ما تزال موجودة على السياج”، مؤكداً أن المستوطنين “لا يريدون العودة”.
وفي حديثه إلى “القناة الـ14” الإسرائيلية، أشار شتيرن إلى “استجابة السكان الكبيرة للإخلاء”، مؤكداً أن خشية المستوطنون تعود إلى الصور التي رأوها في 7 أكتوبر الماضي.
ولفت إلى أن “قوة الرضوان أطلقت أمس صاروخاً مضاداً للدروع مداه من 5 إلى 6 كلم أصاب مستوطنات الجليل”، ما يعني أنها “موجودة على السياج”.
كذلك، توجه شتيرن إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاع الاحتلال، يوآف غالانت، قائلاً: “ليقولوا ما يقولوه”، وأضاف: “أنا أطلب من رئيس الحكومة ووزير الدفاع أن يأتوا ويكونوا معنا هنا في الحدود الشمالية، لأنه يبدو أنهما منفصلان عن الواقع”.
وتابع شتيرن: “يقولون لنا إن قوة الرضوان تبتعد، ونحن نراهم يومياً”، وأضاف: “يبدو أننا نعرف أكثر منهم بما يحدث على الحدود”.
وبشأن مفاوضات العودة إلى المستوطنات الشمالية، اعتبر شتيرن أن حديث نتنياهو وغالانت عنها من دون إشراكهم وحتى من دون أن يعرفوا ما هي شروطهم للعودة يعد “أمراً سخيفاً”.
وأضاف: “أنظروا إلى بياض عيوننا وتعهدوا لنا بأن لا تكون قوة الرضوان على السياج حتى لا نستيقظ يوماً ما على أحداث مشابهة لـ 7 أكتوبر”.
يشار إلى أن شتيرن طلب، في وقت سابق، من المستوطنين في مستوطنة “كريات شمونة”، “ألا يعودوا إلى المدينة”، لأن الوضع على “الحدود الشمالية لم يتغير”.
وفي السياق، تناولت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، عودة التصعيد الأمني إلى شمالي فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان، في تقرير نشرته الأحد، معتبرةً أن “إسرائيل” مهددة من جانب حزب الله، وتبحث عن “حلٍ للشمال الفارغ”.
وقدمت الوكالة مثالاً على مستوطنة “المنارة” الإسرائيلية، واصفةً إياها بـ”المهجورة” إلى حدٍّ كبير.
كذلك، تحدثت “القناة الـ13” الإسرائيلية، يوم الأحد، عن “إحباط مدني” في المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان، بسبب استمرار عمليات حزب الله في لبنان.
وخشيةً من صواريخ حزب الله، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، منذ يومين، بأن هناك تعليمات لمستوطني الشمال بعدم التحرك من المستوطنات وإليها، وذلك في أعقاب تقدير جيش الاحتلال الإسرائيلي للوضع.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، ذكرت، أن سكان الشمال غاضبون من تصريحات غالانت، التي قال فيها إنه سيترجم ما أسماه “الإنجازات العسكرية” في الشمال، إلى وضع يسمح بعودة السكان إلى المستوطنات.
ووفق الصحيفة، فإن الكثير من رؤساء المجالس والكثير من السكان في الشمال، غضبوا من تصريحات الوزير، وظلوا قلقين من أن وقف إطلاق النار سيُنهي الحرب في الشمال، لكنه لن يُحل ما أسموه “تهديد حزب الله بشكل دائم”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بين الطموح الصهيوني والفشل المتكرر أمام محور المقاومة
يمانيون | تقرير تحليلي
منذ منتصف التسعينيات، أخذ مشروع “الشرق الأوسط الجديد” حيّزًا واسعًا في التفكير الاستراتيجي للكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
هذا المشروع الذي صاغ معالمه شمعون بيرس، رئيس حكومة العدو والرئيس الأسبق للكيان، في كتابه الصادر عام 1996، لم يكن مجرّد رؤية اقتصادية أو سياسية، بل مخططًا شاملاً لإعادة رسم خريطة المنطقة سياسيًا وجغرافيًا وديموغرافيًا بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية.
ورغم أن واشنطن لم تروّج في البداية للاسم الشائع “الشرق الأوسط الجديد” كما فعله بيرس، إلا أن أحداث العقدين الأخيرين أظهرت أن الإدارة الأمريكية تبنّت جوهر الفكرة وسعت لتطبيقها، بدءًا من العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، حينما خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتعلن صراحة أن ما يجري هو “مخاض ولادة شرق أوسط جديد”.
من العدوان على لبنان إلى انكسار الموجة الأولى
كان عام 2006 نقطة اختبار للمشروع؛ فالعدوان الصهيوني على لبنان كان يهدف إلى تحطيم حزب الله كأبرز عقبة في وجه هذا المخطط.. غير أن المقاومة الإسلامية في لبنان قلبت المعادلة، وألحقت بالعدو هزيمة استراتيجية، ما انعكس سلبًا على المشروع الصهيوني، وأعطى دفعًا كبيرًا لمحور الجهاد والمقاومة.
لكن العدو لم يتوقف، فلجأ إلى الاغتيالات، وكان أبرزها اغتيال القائد الجهادي عماد مغنية عام 2008، إلى جانب استهداف قيادات أخرى في الحزب.
استثمار الفوضى الخلاقة
ومع اندلاع أحداث ما سُمّي بـ”الربيع العربي”، حاولت واشنطن وتل أبيب الاستثمار في الفوضى لإعادة تشكيل المنطقة عبر الدفع بالفتن الطائفية والتنظيمات التكفيرية. كان الميدان الرئيس في سوريا والعراق، بينما ظلّ الهدف الأول سياسيًا وعسكريًا هو لبنان وفلسطين.
ورغم شراسة المخطط، نجح حزب الله، بمشاركة حلفائه في العراق وسوريا وإيران، في إجهاض هذا السيناريو.
وفي اليمن، كان انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014 صفعة أخرى للمشروع، حيث خرج اليمن من تحت الهيمنة الأمريكية والسعودية، وانخرط في معادلة إقليمية جديدة تصب في صالح محور المقاومة.
التحضير لحرب كبرى… ثم الإخفاق
اعتقد العدو أن حزب الله هو العقبة المركزية أمام تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، فبدأ التحضير لحرب مدمرة على مدى 18 عامًا.
لكنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت لتقلب الحسابات؛ إذ باغت حزب الله العدو بخطوات مبكرة أربكت خططه، وأفقدته أوراق ضغط كان يعوّل عليها.
وعلى الرغم من نجاح العدو في استهداف بعض قادة الحزب، إلا أن المعادلة الميدانية والإقليمية ظلّت تميل لصالح محور المقاومة، ما جعل أي حرب شاملة مغامرة محفوفة بالخسائر.
الساحات المشتعلة: لبنان، غزة، واليمن
لبنان: يعمل العدو على تمرير خطة تطبيقية عبر الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة قبل نهاية العام، بعدما عجز عن تحقيق هذا الهدف بالقوة العسكرية خلال عدوانه السابق.
غزة: الجيش الصهيوني يتعثر في تحقيق “الانتصار المطلق” على المقاومة الفلسطينية، ويلجأ إلى تغيير خططه الميدانية بشكل متكرر، ما يكشف عن مأزق استراتيجي.
اليمن: فشل العدوان العسكري والسياسي في إخضاع صنعاء، بينما تتحول اليمن إلى لاعب إقليمي يهدد المصالح الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر والممرات المائية.
بين الطموح والفشل
ومن خلال ماسبق يتضح أن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” لم يعد يملك زخم البدايات.. فكلما حاول العدو إعادة إحياءه، اصطدم بواقع جديد فرضه محور المقاومة، الذي توسّع جغرافيًا وتعاظمت قدراته العسكرية والسياسية.
اليوم، يخشى الكيان الصهيوني من أن يتحول الفشل في تنفيذ هذا المشروع إلى بداية انحسار نفوذه الإقليمي، بل وربما إلى تراجع استراتيجي شامل، في وقت تتعزز فيه قوى المقاومة وتزداد خبراتها وإمكاناتها.