يواجه اللاجئون والمهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا أزمة إنسانية خطيرة، حيث كشف تحقيق أجرته صحيفة الجارديان عن نطاق غير مسبوق من المقابر غير المميزة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ويكشف التقرير أنه خلال العقد الماضي، تم دفن ما لا يقل عن 1015 رجلاً وامرأة وطفلاً لقوا حتفهم على حدود أوروبا دون تحديد هوياتهم، وهو وضع يشبه الوفيات المرتبطة بالحرب.

 

تنتشر هذه القبور المجهولة عبر الحدود الأوروبية، من مقبرة سيديرو في اليونان إلى لامبيدوزا في إيطاليا، مما يكشف عن أزمة صامتة للأفراد الذين تم دفنهم بعلامات بدائية فقط أو في بعض الأحيان لا شيء على الإطلاق.

 

في مواقع مختلفة، تشير شواهد القبور إلى الظروف المأساوية لوفاة أصحابها، مثل "قارب المهاجرين رقم 4.25/09/2022" في جزيرة غران كناريا الإسبانية.

 

على الرغم من قرار البرلمان الأوروبي في عام 2021 الذي يحث على تحديد أولئك الذين يموتون على طرق الهجرة وإنشاء قاعدة بيانات منسقة، إلا أن هناك فراغًا تشريعيًا في جميع أنحاء البلدان الأوروبية. لا يزال هناك نقص في البيانات المركزية والعملية الموحدة للتعامل مع المتوفين، مما يترك العائلات دون إجابات والمتوفين في قبور مجهولة.

 

ومن خلال العمل بالتعاون مع علماء الطب الشرعي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية والباحثين وعلماء الأمراض، كشفت صحيفة الجارديان ومجموعة من المراسلين عن الواقع الصادم لأكثر من 2100 جثة لم يتم التعرف عليها بعد. وكشف التحقيق كذلك عن تجاهل لهذه القضية، حيث ذكرت مفوضة أوروبا لحقوق الإنسان، دنيا مياتوفيتش، أن دول الاتحاد الأوروبي تفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

زار فريق الجارديان 24 مقبرة وعثر على أكثر من 1000 قبر مجهول، وهو جزء صغير من ما يقدر بنحو 29000 شخص فقدوا حياتهم على طرق الهجرة الأوروبية في العقد الماضي. ويوصف الفشل في معالجة هذه القضية بأنه مشكلة "مهملة تماما"، وتفاقمت بسبب صعود اليمين المتشدد والافتقار إلى الإرادة السياسية.

 

يسلط التحقيق الضوء أيضًا على الافتقار إلى التنسيق والدعم للعائلات التي تُركت للتعامل مع البيروقراطية المحلية في بحثها عن أقاربها المفقودين. وتواجه اللجنة الدولية، التي سجلت 16500 طلب منذ عام 2013 للحصول على معلومات من الأشخاص الذين يبحثون عن أقاربهم المفقودين في طريقهم إلى أوروبا، تحديات مع انخفاض مواردها بسبب تخفيض المساعدات الحكومية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اللاجئون المهاجرون اوروبا

إقرأ أيضاً:

حقوقيون: نجاح قمة شرم الشيخ للسلام ثمرة الجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي

قال عدد من الخبراء الحقوقيون، إن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت بجهود كبيرة من أجل نجاح اتفاق قمة شرم الشيخ للسلام، وسطرت بأحرف من نور صفحة من صفحات العزة والكرامة والتحدي في الدفاع عن القضية العربية الأولى، مؤكدين أن الموقف المصري الصلب والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، الذي وقف حائط صد ضد التهجير، كان سببًا في إنهاء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واسترجاع حق أهلها في الحياة.

 

وأشار الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، إلى أن مشهد قمة شرم الشيخ للسلام، سيظل لحظة فارقة يشهد لها التاريخ في المنطقة بأكملها، وخطوة هامة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة قادة دوليين وإقليميين، لافتين إلى أن ما قامت به مصر من دور هام عكس دورها التاريخي والريادي في محيطها العربي والدولي، وجسد قدرتها على جمع قادة ودول العالم حول هدف واحد، وهو استعادة الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

عصام يونس  مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة

ومن جانبه، قال عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، إن نجاح اتفاق قمة شرم الشيخ للسلام، هو ثمرة الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لولاه لما كان لهذا الاتفاق أن يتم، مؤكدًا أن الاتفاق الذي ينهي عامين من الإبادة الجماعية يرجع إلى الموقف المصري الصلب والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، الذي وقف حائط صد ضد التهجير وأراد إعادة إعمار غزة، ووقف الإبادة وحقن دماء الأبرياء في القطاع.

وأكد يونس، أن التاريخ قد سطر لمصر وللرئيس السيسي بأحرف من نور، صفحة أخرى من صفحات الإباء والعزة والكرامة والإصرار والمثابرة والتحدي في الدفاع عن القضية العربية الأولى، مشيرًا إلى أن مصر ستظل صمام الأمان الذي لم ولن يسمح بتصفية القضية أو بتهجير أهلها من أرضهم مهما حدث، مضيفًا:"حقٌ لنا أن نفتخر بمصر قلب العروبة النابض وحقٌ لها علينا كل الثناء والاعتزاز والتقدير، حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها من كل شر".

وأشار رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، إلى أن الفلسطينيون في غزة يشعرون بالفخر والعزة بما قامت به مصر طوال عامين من حرب الإبادة بإغاثة أهالي القطاع والاصرار على إدخال المساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى والمرضى، والذي توج بهذا الاتفاق الذي أعاد وضع القضية الفلسطينية في هذا الواقع المعقد مرة أخرى، لافتًا إلى أن حق الشعب الفلسطيني في دولته هي بوابة السلام في المنطقة بأكملها، وأن الضغوط الهائلة التي تعرضت لها مصر لموقفها الصلب لم يزدها إلا إصرارًا على المضي قدمًا دفاعًا عن القضية وحفاظًا عليها.

أحمد فوقي رئيس مؤسسة مصر السلام لحقوق الإنسان

وبدوره قال أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام لحقوق الإنسان، إن مشهد قمة شرم الشيخ للسلام، يُعد لحظة فارقة في تاريخ المنطقة بأكملها، وخطوة هامة قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة قادة دوليين وإقليميين، سيشهد لها التاريخ لما ستقدمه من إنهاء محاولة الإبادة الجماعية في غزة، وفتح صفحة جديدة من التعاون والسلام العادل والدائم.

وأكد فوقي، أن هذا الاتفاق يجسد الدور المصري المتوازن والمسؤول في دعم الاستقرار الإقليمي، ويعيد التأكيد على مكانة مصر كركيزة أساسية للأمن والسلام في الشرق الأوسط، وكدولة تسعى دائمًا إلى تسوية النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأن السلام حق إنساني وأساس التنمية المستدامة، مشيرًا إلى ن الجهود التي قادتها الدبلوماسية المصرية خلال الأشهر الماضية تعبر عن رؤية تقوم على احترام القانون الدولي، وصون حقوق الإنسان، وحماية المدنيين من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة.

وأشار فوقي، إلى مساعي القيادة المصرية في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وإتاحة المجال أمام المساعدات الإنسانية، وتهيئة بيئة ملائمة لسلام شامل وعادل يعيد الأمل لشعوب المنطقة، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والأطراف كافة، إلى ضمان التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، ومساندة الجهود المصرية في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، بما يُسهم في استعادة الحياة الطبيعية، وتخفيف المعاناة الإنسانية.  

وأوضح رئيس مؤسسة مصر السلام لحقوق الإنسان، أن الدولة المصرية تمتلك إرث حضاري ومكانة إقليمية، تثبت مجددًا قدرتها على قيادة الجهود نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا وتعاونًا وإنسانية، وأنها كانت وستظل أرض السلام، ودائمًا تثبت قدرتها على أن تكون جسرًا للأمل، وصوتًا للعقل، ومنبرًا للدبلوماسية الفاعلة في عالم يحتاج إلى مبادرات شجاعة تنحاز للإنسان والكرامة الإنسانية.

الدكتور محمد ممدوح عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان

وفي سياق متصل قال الدكتور محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان لها الدور الحاسم في وقف الحرب، وبذلت جهود كبيرة لنجاح قمة السلام التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ، وفتحت نافذة أمل جديدة لإنهاء معاناة الأشقاء في غزة بعد عامين من المعاناه، مؤكدًا أن كل ما قامت به من جهود يعكس دورها التاريخي والريادي في محيطها العربي والدولي، ويجسد قدرتها على جمع قادة ودول العالم حول هدف واحد، وهو استعادة الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.


وأوضح ممدوح، أن الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية يُمثل دعامة أساسية لتحقيق السلام العادل، لافتًا إلى أن نجاح قمة شرم الشيخ للسلام سيعيد التأكيد على أن مصر ستظل دائمًا قلب العروبة النابض، ورمزًا للحكمة والسيادة، فضلًا عن ما بذلته من جهود ساهمت في فتح الطريق أمام مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة بأكملها.

وأكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن نجاح قمة شرم الشيخ للسلام سيظل علامة فارقة في مسار دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ستظل السند الحقيقي لأشقائها، وستدافع عن حقوقهم وتقف إلى جانبهم في كل المواقف.
 

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن تشهد احتفالية إطلاق التقرير الرابع للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان تعلن نشر تقريرها حول انتهاكات الحرب في السودان
  • الوطنية لحقوق الإنسان والوطنية للقانون الدولي الإنساني تستعرضان سبل تعزيز التعاون
  • مؤسسة مصر السلام: الفقر في جوهره انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
  • حقوقيون: نجاح قمة شرم الشيخ للسلام ثمرة الجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي
  • مفوض أممي يدعو لمراعاة حقوق الإنسان والمساءلة عن الانتهاكات في غزة
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: يجب ضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم
  • بعد صدور المرسوم السلطاني.. بيان من "حقوق الإنسان"
  • الاتحاد الأوروبي يطلق خارطة طريق دفاعية شاملة لتعزيز جاهزيته بحلول 2030
  • الاتحاد الأوروبي يكشف متى سيكون جدار المسيرات جاهزا لمواجهة الخطر الروسي