الكاتب خالد قنديل: رواية "موعد عند الكعكة القرمزية" تعمل على اكتشاف الهوية والوطنية والذات
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
أكد الكاتب خالد قنديل أن روايته الصادرة حديثا "موعد عند الكعكة القرمزية" تعمل على استكشاف الهوية والوطنية واكتشاف الذات ، لافتا إلى أنه بدأ كتابة الرواية منذ 2013.
وقال قنديل - خلال استضافة مكتبة مصر الجديدة برئاسة الدكتور نبيل حلمي حفل توقيع رواية "موعد عند الكعكة القرمزية" مساء اليوم /السبت/ - إن شخصيات الرواية، تخضع لتحولات عميقة أو اكتشاف طبيعتهم مثل بطلي الرواية "الدكتور منصور"، و"هادي".
وتتناول الرواية ، وفقا للمؤلف ، كيف يمكن للشخصيات الغامضة أخلاقيا أو تلك التي تتناقل في المواقف المعقدة أخلاقيا أو تخضع لمعضلات أخلاقية أن توفر استكشافا فلسفيا غنيا للأخلاق مثل شخصية "همام".
وتستكشف الرواية كذلك ديناميكية العلاقات الإنسانية والعقد المجتمعية وصولا إلى التأملات الفلسفية حول الثقة والخيانة وهو ما يراه القارئ في شخصية البطلة المحورية "ليلى " الأمر الذي يبحث عنه المؤلف طوال الوقت.
ويرى مؤلف الرواية أن تأثير مهنته الأساسية (الصيدلة) كانت غالبة عليه طوال الوقت فهي ليست مهنة فقط وإنما "حياة " وهو ما أراد المؤلف التأكيد عليه في الرواية للارتقاء بهذه المهمة.
وتتناول الرواية موضوعات وجودية تتعلق بالحياة والأخلاق ، فيما لم تغفل عناصر الميتافيزيقيا (الزمان والمكان) فيمكن للروايات التي تتلاعب بالزمان والمكان أن تؤدي إلى تأمل فلسفي حول طبيعة هذه الأبعاد وتأثيرها على التجربة.
وتعد الرواية عملا متخما بالأحداث والمشاعر الإنسانية على تعددها بداية من الأحاسيس العاطفية، والمشاعر المتعلقة بالوطن حبا وفداء، ولم يسر السارد على نهج السرد المتعارف عليه، فقد خط لنفسه طريقة في الحكي مغايرة، واستخدم لغة ذات جرس خاص، تلمسه منذ بداية القص، فقد قدم شخصيات الرواية في البداية وملامحها، ثم سرد الأحداث بلغة ثرية حافلة بالصور البلاغية المجازية.
وتميز الحوار عبر الرواية بحمله العديد من الأفكار والمعلومات عبر الراوي العليم، وضمير المتكلم.. الأحداث تطرق باب عزلتي بكل ما أوتيت من قبضة يد محكمة، تطالبني بأن أفتح باب القلب وقد فعلت، لأنضم بعد غربة إلى «سيمفونية» الحياة، ومع تسارع نبضها المكثف مزجت بين جموع العلم الذى ينظر لما بعد الأفق ودفء الاتصال الإنساني بداخلي".
من جانبه ، يقول الكاتب الصحفي أشرف محمود إن الرواية تعد كتابة أكثر من رائعة إننا أمام عمل ابداعي يمزج بين الحقيقة والخيال بشكل فلسفي.
وأضاف محمود - الذي ناقش الرواية - أن الكاتب استطاع أن ينتقل بسهولة ويسر وسلاسة عبر أبوابها وكأن القارئ يفتح بابا بعد باب وينتقل إلى سكان المنزل وهم أبطال الرواية وكأنه يعرفهم منذ زمن.
ووصف الرواية بأنها عمل إبداعي سلس رشيق العبارة يحمل بين ثناياه بعدا فلسفيا يشخص واقعا عاشه القراء.
وفي كلمة الغلاف، كتب الشاعر عليان موسي العدوان رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين كلمة تحت بعنوان "بين الأدب والسياسة"، قائلة "حين تنطوي الرواية على تأريخ لحدث ما، فإنها بالتأكيد تأخذ منحى مغايرا وفى غاية الأهمية، إذ لا تصير مجرد سردية تستدعى خيالا مضافا يوزع على شخوص وأبطال، إنما تغدو توثيقا لمرحلة معنية بالسرد، عاشتها بقعة ما على هذه الأرض، بل إنها توثق لعادات ومواقف وظروف مختلفة حدثت في زمن محدد ووقت معلوم، لتصبح الرواية في حد ذاتها مرجعا أدبيا يتفق مع تورده كتب التاريخ".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: ختم «شرح علل الترمذي» دليل على عناية الأزهر بالسنة رواية ودراية
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر: “نشهد اليوم ختما مباركًا لأحد كُتب الحديث الفريدة، وهو شرح علل الترمذي، للحافظ ابن رجب، وهو كتاب عظيم القدر يعرف مكانته المشتغلون بالدراسات الحديثية، نستطيع أن نقول عن هذا الكتاب إنه: نسيج وحده في علوم الحديث”.
وأضاف وكيل الأزهر، خلال الاحتفالية الكبرى التي عقدتها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر لختم كتاب "شرح علل الترمذي"، أن عبقرية «الماتن»، وهو الإمام الترمذي، تميزت في وضع قواعد لتعليل المرويات وصارت مَعْلمًا هَاديًا للمشتغلين بعلم العلل خصوصا، وعلم الحديث عموما، ثم جاء الشارح، وهو الحافظ ابن رجب، ببراعته المشهودة، ودقته المعهودة، وسلاستِه المعروفة، فكشف عن مخبات هذه القواعد بتحليل عميق، وفهم عالٍ دقيق، أبان ذلك عن تبحره في قواعد الاصطلاح.
وتابع فضيلته أن “الحافظ بن رجب من عظيم فوائده أنه ينقل في شرحه هذا من مصادر فقدناها، فاحتفظ هذا السفر الذي دبجه يراعه بفرائض من بطون تلك المصادر، كما أنه ربط القارئ لتلك القواعد الحديثية، والضوابط النقدية بتطبيقات الأئمة الأوائل النقاد، من أصحاب التعليل للمتن والإسناد ممن عاينوا الأصول، واطلعوا على كثير من المرويات، فجاء شرحًا حافلا ينهل منه شداة الحديث وطلبته، ويُفيد منه علماء الحديث ونقدته”.
وأردف الدكتور الضويني، أنه مما يُسعد الخاطر، ويسر الفؤاد أن قام بشرحه بين أروقة الأزهر علم من أعلام الحديث بالأزهر الشريف، فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، وقد استغرق في شرح هذا الكتاب قرابة عامين، لم ينقطع عطاؤه العلمي طلاب الحديث، وقد كتب الله لدرسه القبول التام فأصبح الدرس محط نظر وعناية لدى طلاب الحديث الشريف في كل مكان، وانتفع الطلاب والباحثون بآرائه العلمية، ونقداته الحديثية، واختياراته العلمية التي تدل على سَعَةِ اطلاع، وطول باع، وفهم عميق ومعرفة دقيقة لعلل الأخبار، ورواة الآثار ، مع سلاسة لا تخفى.
وأكد وكيل الأزهر أنه “ليس غريبا على أزهرنا الشريف وجود هذا الحراك العلمي، والتنافس المعرفي، إذ نرى أنوار الفهوم تتحدَّرُ مِنْ عُقول عُلمائه، فتضيء الطريق أمام محبي العلم ودارسيه وسُفَرائِهِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ”، مبينا أن الأزهر لم يغب يوما من الأيام عن أداء دوره العلمي، ولم يتخلف أبدا عن واجبه المعرفي تدريسًا وتعليمًا، وتأليفا وتصنيفا، مع جودة في الطرح، وسلاسة في العرض، ودقة في الإيراد والتقرير، ومبالغة في التهذيب والتحرير، لذلك تميز هذا المعهد المعمور ، وشهد لعلمائه القاصي والداني على مر العصور والأزمان.
وأوضح فضيلته أن “عقد مجالس ختم كتب العلم سنة درج عليها العلماء عبر القرون، ونحن إذ نقيم هذا الختم المبارك في الجامع الأزهر الشريف، وفاءً وعرفانا وإحياء لما قام به أئمة الحديث وفرسانه من جهود مباركة في هذا الباب، إذ هي عادة علمية كريمة درج عليها العلماء في أزهرنا المبارك”.
واختتم الدكتور الضويني أن دور الأزهر الشريف واضح جلي في صناعة العلم، وتكوين الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة الخرافة، وألوان العنف والتطرف، ويأتي هذا المجلس دليلا وشاهدًا على ذلك، كما أن هذا المجلس وغيره بأروقة الأزهر يؤكد بحق أن الأزهر يُولي السنة النبوية عناية فائقة في بابي الرواية والدراية، وأن علماء الأزهر هم أحد بناة صروح العلم بصبرهم وجَلَدِهِم على تعليم العلم ونشره؛ يبتغون بذلك فضلا من الله ورضوانا، فإنهم يحافظون بذلك على العقولِ مِنْ نَزق فكرة متشددة، أو رؤية منحرفة متحللة، ويحافظون بذلك أيضًا على أوطانهم ويسعون في رعايتها وبنائها ورقيها.