أكد الكاتب خالد قنديل أن روايته الصادرة حديثا "موعد عند الكعكة القرمزية" تعمل على استكشاف الهوية والوطنية واكتشاف الذات ، لافتا إلى أنه بدأ كتابة الرواية منذ 2013.
 وقال قنديل - خلال استضافة مكتبة مصر الجديدة برئاسة الدكتور نبيل حلمي حفل توقيع رواية "موعد عند الكعكة القرمزية" مساء اليوم /السبت/ - إن شخصيات الرواية، تخضع لتحولات عميقة أو اكتشاف طبيعتهم مثل بطلي الرواية "الدكتور منصور"، و"هادي".


 وتتناول الرواية ، وفقا للمؤلف ، كيف يمكن للشخصيات الغامضة أخلاقيا  أو تلك التي تتناقل في المواقف المعقدة أخلاقيا أو تخضع لمعضلات أخلاقية أن توفر استكشافا فلسفيا غنيا للأخلاق مثل شخصية "همام".
 وتستكشف الرواية كذلك ديناميكية العلاقات الإنسانية والعقد المجتمعية وصولا إلى التأملات الفلسفية حول الثقة والخيانة وهو ما يراه القارئ في شخصية البطلة المحورية "ليلى " الأمر الذي يبحث عنه المؤلف طوال الوقت.
 ويرى مؤلف الرواية  أن تأثير مهنته الأساسية (الصيدلة)  كانت غالبة عليه طوال الوقت فهي ليست مهنة فقط وإنما "حياة " وهو ما أراد المؤلف التأكيد عليه في الرواية للارتقاء بهذه المهمة.
 وتتناول الرواية موضوعات وجودية  تتعلق بالحياة والأخلاق ، فيما لم تغفل عناصر الميتافيزيقيا (الزمان والمكان)  فيمكن للروايات التي تتلاعب بالزمان والمكان أن تؤدي إلى تأمل فلسفي حول طبيعة هذه الأبعاد وتأثيرها على التجربة.
 وتعد الرواية عملا متخما بالأحداث والمشاعر الإنسانية على تعددها بداية من الأحاسيس العاطفية، والمشاعر المتعلقة بالوطن حبا وفداء، ولم يسر السارد على نهج السرد المتعارف عليه، فقد خط لنفسه طريقة في الحكي مغايرة، واستخدم لغة ذات جرس خاص، تلمسه منذ بداية القص، فقد قدم شخصيات الرواية في البداية وملامحها، ثم سرد الأحداث بلغة ثرية حافلة بالصور البلاغية المجازية.
 وتميز الحوار عبر الرواية بحمله العديد من الأفكار والمعلومات عبر الراوي العليم، وضمير المتكلم.. الأحداث تطرق باب عزلتي بكل ما أوتيت من قبضة يد محكمة، تطالبني بأن أفتح باب القلب وقد فعلت، لأنضم بعد غربة إلى «سيمفونية» الحياة، ومع تسارع نبضها المكثف مزجت بين جموع العلم الذى ينظر لما بعد الأفق ودفء الاتصال الإنساني بداخلي".
 من جانبه ، يقول الكاتب الصحفي أشرف محمود إن الرواية تعد  كتابة أكثر من رائعة إننا أمام عمل ابداعي يمزج بين الحقيقة والخيال بشكل فلسفي.
 وأضاف محمود - الذي ناقش الرواية - أن الكاتب استطاع أن ينتقل بسهولة ويسر وسلاسة عبر أبوابها وكأن القارئ يفتح  بابا بعد باب وينتقل إلى سكان المنزل وهم أبطال الرواية وكأنه يعرفهم منذ زمن.
 ووصف الرواية بأنها عمل إبداعي سلس رشيق العبارة يحمل بين ثناياه بعدا فلسفيا  يشخص واقعا عاشه القراء.
وفي كلمة الغلاف، كتب الشاعر عليان موسي العدوان رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين كلمة تحت بعنوان "بين الأدب والسياسة"، قائلة "حين تنطوي الرواية على تأريخ لحدث ما، فإنها بالتأكيد تأخذ منحى مغايرا وفى غاية الأهمية، إذ لا تصير مجرد سردية تستدعى خيالا مضافا يوزع على شخوص وأبطال، إنما تغدو توثيقا لمرحلة معنية بالسرد، عاشتها بقعة ما على هذه الأرض، بل إنها توثق لعادات ومواقف وظروف مختلفة حدثت في زمن محدد ووقت معلوم، لتصبح الرواية في حد ذاتها مرجعا أدبيا يتفق مع تورده كتب التاريخ".

bb4954e6-6a09-4622-a818-5536fe264a9c 325fe646-3b64-4054-b584-e37213f6d023 325fe646-3b64-4054-b584-e37213f6d023 b

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"

ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، أقيمت ندوة بعنوان "إشكالية الرواية العربية: رؤية نقدية"، شارك فيها الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله العقيبي وأدارها السيد عبدالرحمن الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة.

وشهدت الندوة، التي حضرها جمع من المثقفين وجمهور المعرض، طرح رؤى معمقة حول مكانة الرواية العربية وتحدياتها المعاصرة، خاصة في علاقتها بالواقع وبالمؤسسة النقدية، فضلا عن الشروط الفنية والجمالية للرواية العربية.

واستعرض الدكتور العقيبي في البداية أهم المحطات التاريخية للرواية العربية منذ ظهورها بقالبها الفني في ثلاثينيات القرن الماضي وصولا إلى العصر الحديث والتطور الهائل في الرواية وأشكالها المختلفة، مشددا على أن العمل الروائي لايمكن أن ينمو ويتطور بالعقلية ذاتها التي تدير القصيدة أو القصة القصيرة؛ فالرواية، بما لها من امتداد زمني وبنيوي، تحتاج إلى عقلية قادرة على الصبر، والتقاط التفاصيل، والغوص في بنية الحياة لا الاكتفاء بتزيينها.

وقال إن الروائي الحقيقي يحتاج إلى أدوات مركبة، وإلى قدرة على التحاور مع الواقع، والانفتاح على الشخصيات لا التحكم بها، مشيرا إلى أن الشخصية الروائية أحيانا تتمرد على الكاتب، وتغير مصيرها، وتفرض منطقا سرديا جديدا، مما يعني أن الكتابة الروائية لا تخضع فقط للتخطيط، بل للحوار الحي مع النص أثناء إنجازه.

وأضاف: "الروائي الجاد يشبه الباحث، يحمل الفكرة ويعيش معها شهورا وربما سنوات. ومن هنا، فإن الأشخاص الذين تمرسوا بعقلية الباحث، واعتادوا مرافقة الفكرة وتحليلها في العمق، هم الأقدر على إنتاج روايات ذات قيمة حقيقية".

كما انتقد العقيبي بعض التوجهات في كتابة الرواية الحديثة، التي تسقط في فخ الأيديولوجيا، أو تنحاز إلى المستهلك، ما يؤدي إلى تراجع المتعة الفنية التي يجب أن تكون جوهر العمل الروائي، لتحل محلها متعة آنية خالية من الجهد الجمالي والمعرفي، لافتا إلى أن هناك كثيرا من الكتاب يخرجون من دائرة الحياة المعاصرة إلى الرواية التاريخية هروبا من السلطة بمفهومها الأكبر.

وقال إن غياب النظام النقدي المتكامل، أو ضعف التفاعل معه، يؤدي إلى إفقار التجربة الروائية، إذ لابد من استيعاب أدوات النقد لا اتباعه حرفيا، بل التفاعل معه بوصفه اقتراحا فنيا يثري النص ويحفزه، مؤكد في الوقت ذاته على ضرورة التوازن بين الموضوع والفن هو ما يجعل من عمله مثالا على الرواية التي تتجاوز الطرح المباشر، وتنفذ إلى جوهر الإنسان.

وأكد أن اختيار الموضوعات الإنسانية كموضوعات للرواية يجعلها أبقى بخلاف الأعمال التي تنتهج أيديولوجيا أو طابعا نخبويا.

وقال في النهاية إن الرهان اليوم يجب أن يكون على القارئ الذي يتحمل عناق الفكرة، لا الذي يبحث عن متعة عابرة أو رأي سريع، فالرواية العظيمة لا تستعجل تأثيرها، بل تتجذر وتبني وعيا لا يمحى بسهولة.

مقالات مشابهة

  • الميثاق الوطني : لجنة الثقافة الحزبية والوطنية تزور المكتبة الوطنية
  • معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"
  • ما مصير سلاح العمال الكردستاني وملاجئه بجبال قنديل؟
  • مخرج فلسطيني من مهرجان كان: نقاتل بالكاميرا في غزة لإنقاذ الرواية وتوثيق الألم
  • الغارديان: الرواية الإسرائيلية بتكذيب المجاعة في غزة تتناقض مع الأدلة الواضحة
  • «الملتقى الأدبي» يناقش رواية «ملمس الضوء»
  • مراسلة سانا: حريق ضخم اندلع في سيارة ومستودع لمواد نفطية في مدينة عربين بريف دمشق، وفرق الإطفاء والدفاع المدني تعمل على إخماده والسيطرة عليه
  • جامعة أسيوط تطبق ميكنة لمنظومة التربية العسكرية والوطنية لتعزيز التحول الرقمي
  • تقدير إسرائيلي: ترامب يقطع الكعكة دون انتظار نتنياهو ويتركه مع الفتات
  • بلال قنديل يكتب: عفوا نحن في زمن الشير