باب المندب| مطرقة الحوثي على رأس إسرائيل ونصرة لغزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يشهد باب المندب تطورات كبيرة، علي غرار أزمة غزة الذى دفع جماعة أنصار الله الحوثيين، بتضيق الخناق على حركة التجارة البحرية الإسرائيلية، في جنوب البحر الأحمر واعتراضها بطائرات مسيرة.
أصدرت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، تهددات وتحذيرات لدولة إسرائيل باستهداف السفن الإسرائيلية، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك الوقت لم يغب اسم مضيق “باب المندب” من عناوين الأخبار.
في اللحظة التي يستعد الجيش الصهيوني بتوسيع الهجوم على غزة، وصل صدى الحرب إلي البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكان ردًا قويًا من الحوثيين لتضيق اقتصادهم، من خلال التركيز علي تدمير السفن الصهيونية.
في 12 ديسمبر 2023، كشفت وسائل الإعلام الأمريكية، تدمير بارجة حربية إسرائيلية أمام باب المندب بالبحر الأحمر، عقب استهدافها بصاروخ كروز صادر من اليمن، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية.
بينما كشف الحوثيون، مساء اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ عملية عسكرية ضد ناقلة تجارية نروجية في البحر الأحمر، مع التعهد بإستمرار استهداف السفن المتجهة إلي الموانئ الإسرائيلية إلي أن تسمح تل أبيب بدخول المساعدات الغذائية والطبية إلي غزة.
وقالت الجماعة، إنها دمرت سفينة صهيونية لشواطئ اليمن، لدعم أهلنا المظلومين بغزة.
وفي 9 ديسمبر 2023، وجهت جماعة الحوثيون، إنذار بإستهداف كافة السفن المتجهة إلي تل أبيب بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
3 ديسمبر صرح الجيش الأمريكي، إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، في نفس اللحظة قالت الجماعة الحوثيون، إنهم مسؤلون عن هجمات بطائرات مسيرة وصوارخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.
بينما في 19 نوفمبر من هذا العام، أعلنت إسرائيل إن الحوثين استولوا علي سفينة، شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر.
في ظل التطورات أعربت الدول، عن قلقها إزاء الأحداث المستمرة في مضيق “باب المندب”، التي تستهدف السفن الإسرائيلية مما يعرقل التجارة بداخلها، ويهدد التجارة العالمية.
سامي أبو العز “باب المندب يغلى على نار غزة”أشار الكاتب الصحفي سامي أبو العز، في أحد مقالاته المنشور بعنوان“باب المندب يغلى على نار غزة”، في جريدة الوفد.
تلك التطورات تنذر بأننا على أبواب مرحلة جديدة لكنها ليست سعيدة، وسيكون لها آثارها السلبية التى تنعكس على المنطقة بأكملها وربما امتدت إلى العالم أجمع.
المجتمع الدولى، سوف يدفع ثمن تأييده الأعمى للمحتل المدلل الابن غير الشرعى للولايات المتحدة، التى تستخدم سلاح الفيتو والتأثير على دول العالم، بما تملكه من أدوات ضغط ومصالح لتغمض أعينها، والأخطر أن هذه الضغوط وصلت إلى دول فى قلب المنطقة لتتغاضى عما يحدث فى غزة مكتفية ببيانات تصدر أحياناً وعلى استحياء.
فما هو مضيق “باب المندب”هو منفذ البحر الأحمر إلي المحيط الهندي، يقع بين اليمن وجيبوتي وإريتريا علي الساحل الأفريقي، مما يجعله من أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرًا.
تمر به إمدادات النفط الخام والوقود من الخليج إلي البحر المتوسط من خلال قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بجانب السلع المتجهة إلي آسيا، بما فى ذلك النفط الروسي.
عرض مضيق “باب المندب”، يبلغ 30 كيلو مترًا في أضيق نقاطه، وتقسمه جزيرة بريم، التي توجد في شرقه ومساحتها كيلو متران مربعان.
ويضم قناتين الأولى وهي القناة الشرقية وتعرف باسم “باب اسكندر”، وعرضها ثلاثة كيلومترات وعمقها 30 مترًا، والثانية هى القناة الغربية ويطلق عليها “دقة المايون”، وعرضها نحو 25 كيلو مترا وعمقها 310 أمتار.
بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م، زادت أهمية مضيق باب المندب، لأنه يربط بين البحرين الأبيض والأحمر، حيث بات المضيق يربط التجارة بين أوروبا وبلدان المحيط الهندي وشرق أفريقيا.
يتميز المضيق بأهمية استراتيجية لان لديه بعد عسكري وامني كبير، وسبق أن اغلقته مصر أمام إسرائيل خلال حرب 1973، إثر هجمات سبتمبر أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة.
في تلك الفترة قامت قوة أمريكية بالعمل على تأمين الملاحة في المضيق خلال مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة فى المنطقة.
يتميز المضيق من عرض وعمق ملائمين لمرور ناقلات النفط في الاتجاهين، لذلك الباب لديه أهمية، حيث يمر عبره أكثر من 21 ألف قطعة سنويًا حوالي 57 قطعة بحرية يوميًا.
أهمية باب المندب علي صعيد الملاحة الدولية؟يمر عبر مضيق “باب المندب”، ما يقرب من 7.80 مليون برميل يوميًا من شحنات النفط الخام والوقود.
وأصدرت شركة تحليلات النفط فورتيكسا، خلال مطلع عام 2023، ارتفع مرور براميل الشحنات النفط الخام والوقود من 6.60 مليون إلي 7.80، خلال عام 2022.
وقالت شركة فورتيكسا، في بيان لها، إنه عبر 27 ناقلة محملة بالخام والوقود يوميًا في المتوسط، ارتفاع من 20 في العام الماضي.
وأوضحت إدارة معلومات الطاقة، أن 12% من إجمالي النفط المنقول بحرًا في النصف الأول من 2023، وكذلك 8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جنوب البحر الاحمر الحوثيين جماعة أنصار الله الحوثيين البحر الأحمر باب المندب
إقرأ أيضاً:
كيف تحايل الحوثي لإخفاء عجزه عن استهدف الملاحة الدولية في عهد ترامب؟
أثارت تصريحات رسمية وتقارير إعلامية ومنشورات لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الجدل مؤخراً، حول سماح مليشيا الحوثي الإرهابية لمرور السفن نحو إسرائيل كجزء من الاتفاق الأخير لوقف الهجمات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
البداية كانت من حديث لوزير الإعلام بالحكومة معمر الإرياني على منصة "أكس" تحدث فيه عن معلومات مؤكدة بان الاتفاق اشتمل على إيقاف مليشيا الحوثي الهجمات ضد السفن الاسرائيلية في البحر الأحمر والسفن المتجه إلى موانئها، مؤكداً عبور سفن متجهه لموانئ إسرائيل دون أن تستهدفها المليشيا.
وعقب ذلك نشرت وسائل إعلامية محلية عن رصد وصول سفن الى موانئ إسرائيل بعد عبورها من البحر الأحمر مستندة إلى بيانات لمواقع ملاحية خاصة بحركة السفن، الا أن وسائل إعلام أخرى وناشطون فندوا ذلك واكدوا عدم صحته، وان السفن مرت عبر رأس الرجاء الصالح بأفريقيا ولم تمر من البحر الأحمر.
وبعيداً عن هذا الجدل وصحة ما تم طرحه، فأن من المهم الحديث عن اللبس الذي تسبب في اثارة هذا الجدل، فالموقف المُعلن اليوم من مليشيا الحوثي حول استهداف الملاحة بالبحر الأحمر مختلف تماماً عما كان عليه الحال العام الماضي.
فعقب أحداث طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر 2023م وشن الجيش الإسرائيلي هجومه الدموي على قطاع غزة، سارعت مليشيا الحوثي للإعلان عن استهداف حركة السفن التجارية التابعة لإسرائيل أو المملوكات لشركات أو افراد إسرائيليين.
ولاحقاً وسعت المليشيا دائرة الاستهداف لتشمل كل السفن المتجهة الى موانئ إسرائيلية او حتى التابعة لشركات شحن تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، كما وسعت من جغرافيا الاستهداف من البحر الأحمر الى خليج عدن وصولاً إلى المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط.
ورغم صعوبة وتعقيد تحديد جنسية السفن التجارية وكذا الشركة المالكة او المشغلة لها وحقيقة مزاعم المليشيا الحوثية بتعامل السفن والشركات مع الموانئ الاسرائيلية ، الا أنها استمرت في استهداف السفن التجارية طيلة عام ونيف تحت مزاعم اسناد غزة وفرض حصار بحري على إسرائيل، ووصل عدد السفن المستهدفة أواخر 2024م أكثر من 200سفينة.
وأعلنت المليشيا الحوثي وقف الهجمات على السفن مع إعلان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة في الـ19 من يناير الماضي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليدُشن حقبة مختلفة في التعامل الأمريكي مع الملفات في العالم والمنطقة وخاصة العداء الواضح لمشروع إيران.
وتجلى ذلك واضحاً في الفرق بالتعامل مع الملف اليمني لإدارة ترامب عن إدارة سلفه جو بادين، حيث سارع ترامب في الأيام الأولى له بالمنصب إلى إعادة تنصيف مليشيا الحوثي الإرهابية كمنظمة إرهابية أجنبية.
هذه الرسالة الصارمة من ترامب كان لها أثر واضح في سلوك مليشيا الحوثي وبخاصة قرارها في الاستمرار باستهداف الملاحة الدولية تحت لافتة اسناد قطاع غزة، مع انهيار اتفاق وقف اطلاق النار وعودة الهجوم العنيف على القطاع من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكان رد المليشيا مطلع مارس الماضي بالإكتفاء "بحظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن "، وهو تحايل واضح من قبل المليشيا لعدم العودة إلى استهداف الملاحة الدولية في عهد ترامب كما كان عليه الحال في عهد بايدن.
فالمليشيا الحوثية تُدرك قلة عدد شركات الشحن البحري الإسرائيلية والسفن التي تملكها واستحالة أن تفكر في المخاطرة بالمرور من البحر الأحمر، كما أن حركة الملاحة بالموانئ الإسرائيلية لا تقتصر عليها، ما يعني أن الأمر تحايل واضح من المليشيا لتجنب العودة لاستهداف السفن التجارية خشية من الإدارة الامريكية الجديدة.
حيث أدركت المليشيا فداحة العودة لمشهد استهداف السفن التجارية في البحار القريبة منها، وما خلفته الهجمات السابقة من تداعيات غير مسبوقة كان أهمها تغيير الموقف الدولي بشكل تام من المليشيا ومن ملف اليمن، يضاف ذلك إلى صعود إدارة أمريكية جديدة تُظهر نيتها الوقوف بوجه إيران واذرعها بالمنطقة.
وهو تأكدت منه المليشيا واقعاً، فلم تمر 4أيام على إعلانها السابق حتى فوجئت في الـ15 من مارس الماضي بشن إدارة ترامب حملة جوية عنيفة وغير مسبوقة استمرت لـ52 يوماً تعرضت فيها المليشيا الحوثي لأكثر من 1712 غارة وقصف بحري بحسب اعتراف زعيمها، قبل ان تتوقف باتفاق غامض أعلنته عُمان في الـ6 من مايو الحالي.