لبنان ٢٤:
2025-05-10@14:52:08 GMT
التشريع قائم بشروط بري وملف للجيش في عهدة الحكومة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لا تختلف الحماوة السائدة اليوم حول ملف قيادة الجيش تعييناً لقائد جديد أو تمديداً للقائد قبيل إحالته على التقاعد عن تلك التي سادت في محطتين سابقتين، الاولى خلال البحث في موقع قيادة المديرية العامة للأمن العام مع احالة اللواء عباس ابرهيم على التقاعد، والثانية عند انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي السابق رياض سلامة.
حتى الآن، لا تزال الصورة مبهمة حيال ما سيكون عليه المخرج وسط تداول كثيف بمجموعة من السيناريوات التي تراوح ما بين السيىء والأسوأ في ظل عملية تقاذف فاقعة للمسؤوليات، سيكون لجلسة المجلس النيابي اليوم دورها في بلورة السيناريو الذي سيُعتمد، علماً ان كل المعلومات تصب في اتجاه ترحيل قرار البت إلى الحكومة، في جلسة ستعقدها غداً الجمعة.
الجلسة التشريعية ستعقد اليوم وعلى جدول أعمالها المدروس جداً والمفخخ جداً 103 بنود معظمها تعود لملفات شائكة ومثيرة للنقاش الطويل والعقيم.
كل المواقف التي سبقت الجلسة تشي بأن البنود المتعلقة بالتمديد لقائد الجيش لن ترى النور، اقله لن يصل اليها النقاش في جلسة اليوم. واذا حصل الأمر فإن التوجه هو نحو طلب بري من النواب المتقدمين باقتراحات قوانين العمل على دمجها واعادة درسها في اللجان، نظراً إلى التناقضات والملاحظات التي تشوبها.
لا يشكل نصاب الجلسة اي مشكلة طالما التزمت" القوات اللبنانية" الحضور، وان كان موقفها داخل الجلسة من النقاشات يحدد في حينه، ويكون رهن ادارة الجلسة. ومصادرها تؤكد انه يخطىء من يعتقد انها سقطت في فخ او مكمن، يجعلها متنكرة لموقفها من التشريع في ظل الشغور الرئاسي، معتبرة ان منطلقاتها وطنية وتأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية المهددة اليوم، ما يجعلها، وبحكم التفويض الشعبي المعطى لها، ترتقي بتفسير الدستور لمسألة التشريع، على النحو الذي يضمن حماية المؤسسة العسكرية ويجنبها الفراغ. أما إذا تم اسقاط اقتراح القانون الذي قدمه تكتل "الجمهورية القوية"، فعندها لا يمكن ان تُحمّل مسؤولية الفراغ.
على المقلب الحكومي، الصورة ليست أبهى. اذ في حين يشارك "التيار الوطني الحر" في الجلسة التشريعية، لا يشارك في جلسة الحكومة. والحال عينها بالنسبة إلى" حزب الله" الذي سيحضر الجلسة النيابية لكنه حتى الآن لن يشارك في جلسة مجلس الوزراء، واذا شارك لا يصوت.
في رأي مصادر سياسية ان المهلة التي أعطاها رئيس المجلس نبيه بري لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عبر تمديد جلسات التشريع ليومين ليتسنى للحكومة الانعقاد، تؤشر إلى ان بري الذي يفضل بتّ الملف في الحكومة، لن يتوانى عن تلقفه ولكن بعد ان يستنفد قدرة مجلس الوزراء. هذا لا يعني ان تلقف الملف وعرضه في الجلسة سيؤدي إلى اقراره، ولكنه يتيح لبري ان يقول "اللهم إني قمتُ بما في قدرتي"، مانحاً ميقاتي "pass"، إذا نجح في اجتيازه، يكون "كفى الله المؤمنين شر القتال"، وإلا، فإن البلاد ستكون مقبلة على فصل جديد من الكباش وشد الحبال، غير محمود العواقب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی جلسة
إقرأ أيضاً:
هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
مستلهمين الروح القدس والهاماته، وهو الذي قاد الكنيسة منذ تأسيسها مع القديس بطرس وبعده البابا القديس لينوس وصولًا إلى البابا الراحل فرنسيس، وهو الذي حمل الرقم 266 في تسلسل البابوات، الذين قادوا كنيسة المسيح، "التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم"،انتخب الكرادلة المئة والثلاثة والثلاثون، بابا جديدًا، وهو الذي ستلقى على كتفيه مسؤولية كبيرة، خصوصًا أنه سيخلف ثلاثة بابوات من بين أهم البابوات الذين جلسوا على كرسي بطرس، وهم يوحنا بولس الثاني وبندكتوس السادس عشر وفرنسيس، ولكل منهم مميزات وصفات وسمت تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بطابع خاص لم تغب عنه ما تركه كل منهم من أثر طبع المسيرة الروحية والايمانية لهذه "الصخرة"، التي بنى السيد المسيح عليها بيعته.فالبابا الجديد انتخب بعد ثلاث جلسات اقتراع، في أسرع عملية انتخابية في تاريخ انتخاب البابوات، وهو الكاردينال الأميركي بريفوست.
البابا يوحنا بولس الثاني
فالبابا القديس يوحنا بولس الثاني عُرف بانفتاحه على العالم، وكانت لزياراته الخارجية الأثر الكبير في إحداث تغيير كبير في الأنماط السياسية، التي كانت متبعة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخصّ بالنسبة إلى بولونيا، البلد الذي نشأ فيه وترعرع، وفيه خبر ما تركته الأنظمة التوتاليتارية من مساوئ، وكيف كانت تُعامل الشعوب التي حُرمت من أقدس ما لديها، وهي حرية الانسان وكرامته، والعيش في سلام وفي ممارسة شعائره الدينية من دون أن يُلاحق ويُعذَّب وتُهان كرامته ويقتل بأبشع الأساليب غير الإنسانية. فكان لتدّخله المباشر في مسرى الأحداث التأثير الفعلي في انهيار حائط برلين وسقوط نظام الاتحاد السوفياتي وعودة الايمان لصفائه إلى الكنيسة الارثوذكسية في روسيا الفيديرالية، وعودة الكنائس لممارسة شعائرها الدينية وطقوسها الايمانية بكل حرية.
فالبابا القديس هو واحد من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، فهو إضافة الى الدور الذي لعبه في إسقاط النظام الشيوعي في بلده وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية، لم يتوانَ بالتنديد بـ "الرأسمالية المتوحشة"؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأنغليكانية إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية، على رغم أنه انتقد من قبل بعض الليبراليين لتمسّكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعي والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، كذلك فقد انتقد من بعض المحافظين بسبب دوره الأساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاحات التي أدخلت على إثره على بنية القداس الإلهي، ولكسره عددًا وافرًا من التقاليد والعادات البابوية.
كان البابا واحدًا من أكثر قادة العالم سفرًا خلال التاريخ، إذ زار خلال تولّيه منصبه 129 بلدًا. ويكفيه أن التاريخ يحفظ له أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجدا في بلد مسلم إذ تم ذلك أثناء زيارة البابا لسوريا في ايار 2001. ولا ينسى اللبنانيون تلك الزيارة التاريخية، التي قام بها لبلدهم، الذي وصفه بـ "بلد الرسالة".
البابا بندكتوس السادس
أمّا البابا بندكتوس السادس، فقد اعتبر اللاهوتي الفيلسوف، الذي عقلن اللاهوت، وهو الذي طرح أكثر من سؤال عن معنى الحياة، وتحديات الأزمنة. وقد بدت الإنسانية في عيون البابا الراحل على مفترق طرق، ولذلك رفع صوته الخفيض، عبر كتاباته الفلسفية العميقة، مشدداً على أنه حان الوقت للتفكير والتغيير، وأكد غير مرة برباطة جأش على أن: "هناك الكثير من المشاكل يجب حلها".
وفي سنوات بحثه المعرفي العميق، وضع البابا بندكتوس العالم أمام العديد من التساؤلات المصيرية المضنية، ومن بينها قضية التقدم والمعرفة، وما إذا كانت البشرية تتقدم إلى الأمام أم تتراجع إلى الخلف. ولم يتوانَ عن تكرار تحذيره من من أن مستقبل البشرية، ومصير كوكب الأرض، قد صارا في خطر.
وأخيرً وليس آخرًا وضع البابا بندكتوس أصبعه عند موضع الجرح البشري، وذلك حين أعتبر أن قوة الإنسان الغربي المادية قد بلغت أبعاداً مخيفة، في وقت لم تواكبها فيه، صعوداً، قدرته الأخلاقية، ما من شأنه أن ينعكس في ثمار تقدم خال من أسس أخلاقية.
البابا فرنسيس
أمّا الحديث عن البابا فرنسيس فيطول، إذ شهدت حبريته عدداً من القضايا غير المسبوقة خلال سعيه المتواصل من أجل إجراء إصلاحات داخل الكنيسة الكاثوليكية، والحفاظ في ذات الوقت على مكانته بين المؤمنين المحافظين. فهو الآتي من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في سابقة لم تتكرر منذ أن أُسدل الستار على عهد البابا غريغوريوس الثالث، ذو الأصول السورية، عام 741 ميلادياً. كما كان أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية على كرسي القديس بطرس.
إلاّ أن رياح الإصلاح التي حملها البابا فرنسيس واجهت تيارات اتسمت بالمقاومة داخل أروقة الفاتيكان البيروقراطية، إذ أظهر، منذ أن تبوأ كرسي البابوية، إصراراً على انتهاج أسلوب مغاير، استهله باستقبال كرادلة الكنيسة بطريقة غير رسمية، واقفاً بين الحاضرين، متخلياً عن الجلوس على الكرسي البابوي، وهو الذي آثر التواضع على الفخامة ومظاهر البذخ، متخلياً عن استخدام عربات الليموزين البابوية، وحرصه على مشاركة الكرادلة في رحلاتهم بالحافلة، فرسم درباً أخلاقياً لرعيته قائلاً: "آه، كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء".
فالبابا الجديد سيكون حتمًا مكمّلًا لما تميّز به البابوات الثلاثة، الذين سبقوه على هذا الكرسي المقدس.
مواضيع ذات صلة رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم Lebanon 24 رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم