انطلاقة لتحرير الأرض والإنسان.. تعرف إلى نشأة وتأسيس حماس
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
في كانون الأول من عام 1987 انطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تبلورت عن جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وجاءت انطلاقتها تزامنا مع الانتفاضة الأولى.
الحركة التي بدأت على الورق أواخر السبعينات من القرن الماضي، حملت على عاتقها تحرير فلسطين وعودة اللاجئين الذين هُجّروا من أراضيهم إليها.
وفي منزل الشيخ أحمد ياسين في قطاع غزة، وتحديدا في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1987، عقد الاجتماع الأول لقيادات حماس، وجرى الإجماع على أن حالة الانتفاضة فرصة للانطلاق عمليا للعمل المسلح ضد الاحتلال، والدخول إلى مرحلة جديدة للاشتباك وإلقاء الحجارة وإقامة المظاهرات.
وفي حينها جرى صياغة البيان الأول للحركة، حيث أوكل ليحيى السنوار الذي كان وقتها قائدا للجهاز الأمني للحركة (مجد) بطباعة ونشر البيان وتعميمه كذلك؛ وفي مثل هذا اليوم من العام 1987 جرى نشر البيان ووصل بعدها إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
أصدرت حركة حماس في العام 1988 ميثاقها الأول، وفي آب/أغسطس 1991 جرى تشكيل أول مجلس شورى.
حركة حماس لا يخرج فكرها عما تتبناه وتطرحه جماعة الإخوان المسلمين، مع وجود خصوصية للحركة بسبب عيشها تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تعد حركة مقاومة، فهي تتخذ الإسلام منهجا لها.
ومن بين التوجهات التي تؤمن بها حماس أن صراعها مع الاحتلال هو صراع وجودي لا حدودي، وأن المقاومة والجهاد هما السبيل لتحرير فلسطين، وتعتبر مفاوضات السلام مضيعة للوقت وتفريطا في الحقوق.
قادة حركة حماسيعتبر الشهيد الشيخ أحمد ياسين أول مؤسسي الحركة وأبرز قادتها، ومعه مجموعة من القادة المؤسسين، منهم: عبد العزيز الرنتيسي، وعبد الفتاح دخان (المنطقة الوسطى)، محمد شمعة (مخيم الشاطئ)، وإبراهيم اليازوري (غزة)، وصلاح شحادة (الشمال)، وعيسى النشار (رفح).
في العام 2004 تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ليخلفه الرنتيسي الذي اغتاله الاحتلال كذلك هو الآخر بعد شهر واحد من اغتيال ياسين.
وشارك في تأسيس حركة حماس موسى أبو مرزوق الذي كان مسؤولا عن إعادة بناء التنظيم في الأرض المحتلة بعد عمليات الاعتقال التي شنها الاحتلال بحق قيادات وكوادر الحركة، وتولى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس بين عامي 1993-1995.
وأيضا يعتبر خالد مشعل أحد مؤسسي الحركة إذ انضم للجناح الفلسطيني من تنظيم الإخوان المسلمين عام 1971، وقاد التيار الإخواني الفلسطيني في جامعة الكويت تحت اسم "كتلة الحق الإسلامية"، وترأس المكتب السياسي للحركة ما بين عامي 1996-2017. تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في الأردن عام 1997.
انتخب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة في 2017 خلفا لخالد مشعل. وكان رئيسا لحكومة السلطة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس بتشريعات 2006، ولكن رئيس السلطة محمود عباس أقاله من منصبه في 2007. وكان ممن حكم عليهم بالنفي إلى منطقة مرج الزهور، ولكنه عاد إلى قطاع غزة إثر توقيع اتفاقية أوسلو، وأصبح رئيسا للكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
العمل العسكريأسست الحركة جناحا عسكريا أطلقت عليه اسم المجاهدون الفلسطينيون بقيادة صلاح شحادة عام 1986 وذلك قبل انطلاقها بشكل رسمي، وتمكن من تنفيذ عدد من العمليات المسلحة، مثل زرع العبوات الناسفة وإطلاق النار على دوريات الاحتلال.
ثم أصبح الجناح العسكري يحمل اسم كتائب عز الدين القسام عام 1992، وكان يترأسه صلاح شحادة الذي اغتاله الاحتلال، خلفه محمد الضيف الذي يعد من أبرز قادة الجناح.
تعززت قوة الحركة وعملها العسكري من خلال تنفيذ عمليات استشهادية نوعية بقيادة المهندس يحيى عياش في التسعينات، ثم تطورت خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، وخصوصا اقتحام المستوطنات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة الذي انسحب منه الاحتلال الإسرائيلي عام 2005.
تعتمد الكتائب على التصنيع المحلي للصواريخ إذ يصنع مهندسوها صواريخ تجاوز مداها 15 كيلومترا. ومن أبرز ما صنعته نموذج طائرات أبابيل بنوعيها (الاستطلاعي والهجومي)، والتي حلقت في بدايات تشغيلها فوق وزارة الدفاع لدى الاحتلال، واستخدمت في معركة "طوفان الأقصى".
كما نفذت كتائب عز الدين القسام عددا من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي بمختلف أشكال المقاومة، وتبنت عددا من العمليات الاستشهادية وأسرت العديد من جنود الاحتلال.
واستهدفت تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونا بصواريخ، أيضا تمكنت من اقتحام معسكرات لقوات الاحتلال برا وجوا وبحرا عن طريق وحدات الكوماندوز البحرية (وحدة الضفادع).
حماس وفتحتوصلت حركتا حماس وفتح يوم في 2017 إلى اتفاق برعاية مصرية، يقضي بتمكين حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله من تولي كافة المسؤوليات في قطاع غزة، وأن يتولى الحرس الرئاسي الإشراف على المعابر ومعبر رفح الحدودي مع مصر.
وسبق هذه التطورات إعلان حركة حماس يوم 17 أيلول/سبتمبر 2017 حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع وممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا، إضافة إلى موافقتها على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: حماس حركة المقاومة الاسلامية حماس كتائب القسام المقاومة الفلسطينية فلسطين الاحتلال الإسرائیلی حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مقابل عفو إسرائيلي مشروط..واشنطن تقترح استسلام مقاتلي حماس في أنفاق رفح وتسليم الأسلحة
أفادت القناة 12 الإسرائيلية الأربعاء بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح أن تستسلم عناصر حركة «حماس» الموجودون داخل أنفاق رفح بقطاع غزة وتسلم أسلحة المجموعة إلى طرف ثالث، مقابل منحهم عفوًا إسرائيليًا مشروطًا. ونقلت القناة عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن تعتبر المقاتلين المختبئين في الأنفاق عقبة أمنية قد تقوّض أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وتسعى إلى إزالة هذا «التهديد الموقوت».
وأوضح المسؤولون أن إدارة ترامب طرحت الفكرة أيضًا كـ«مشروع تجريبي» لنزع سلاح حماس في غزة، يمكن تطبيق النموذج لاحقًا على مناطق أخرى داخل القطاع.
وفي ظل أنقاض المباني المدمرة في غزة، يتشكل فصل جديد من الصراع الإسرائيلي ضد حماس أُطلق عليه «معركة الأنفاق». وبعد أكثر من عامين من مواجهات دامية، أعادت تل أبيب هذا الملف إلى صدارة أولوياتها العسكرية باعتباره — بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس — الجوهر الذي تقوم عليه القدرات القتالية للحركة.
تصريحات كاتس، التي أشار فيها إلى بقاء نحو 60% من أنفاق حماس، أعادت إثارة تساؤلات حول مدى قدرة الحركة على الحفاظ على بنيتها التحتية تحت الأرض، وإمكانية نجاح إسرائيل في تدمير ما تصفه بـ«الشريان الخفي» الذي شكّل تهديدًا مستمرًا للقوات والمستوطنات.
وأشار الوزير إلى أن عملية «تجريد غزة من السلاح» لا تقتصر على تفكيك ترسانات الفصائل، بل تشمل أيضًا «القضاء التام على شبكة أنفاق حماس»، موضحًا أنه كلف الجيش بجعل هذا الملف أولوية قصوى في المنطقة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وتشير التقديرات العسكرية إلى وجود نحو 1300 نفق يمتد مجتمعة لمسافة تقارب 500 كيلومتر، يصل بعضها إلى أعماق تقارب 70 مترًا، ما يجعل مهمة تدميرها معقدة وتستدعي تقنيات متقدمة
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش استخدم «روبوتات مفخخة» وأجهزة استشعار متطورة لاختراق طبقات الأرض، إلى جانب نظم تجسّس جوية رسمت خرائط دقيقة لشبكة الأنفاق.
كما كشف موقع «إنسايد أوفر» الإيطالي عن توظيف تل أبيب لتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأنظمة استشعار متعددة الطبقات طورت خصيصًا لاستكشاف أعماق الأرض في غزة.