كلام الناس
* استمتعت وسط مشاعر الحزن والأسى بمشاهدة الفيلم الوثائقي (بروق الحنين) الذي أعدّه وأخرجه الدكتور وجدي كامل عن انفصال الجنوب وتداعياته الإنسانية.
* الفيلم الوثائقي تضمن إفادات عدد من الرموز السياسية البارزة في الشمال وفي الجنوب، أي في دولتي السودان بعد الانفصال.
* لن أتوقف كثيراً عند إفادات الرموز السياسية التي حملت وجهات النظر المختلفة، المؤيدة للانفصال والمبررة له، والرافضة للانفصال رغم المبررات التأريخية والآنية التي رجحت اختياره، عند الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.
* شدّتني أكثر الإفادات التي جاءت من السودانيات اللاتي تمزق نسيجهن الاجتماعي بين السودان ودولة جنوب السودان، وتأثرت كثيراً عندما قالت إحداهن بمرارة وحب وهي تغادر إلى وطنها الجديد: "بحس أنه في حاجة ناقصاني".
* وردت إفادة معبّرة على لسان مواطن أثيوبي قال فيها: كيف تفعلون ذلك ضد بعضكم والأدهى من ذلك أنكم انفصلتم إلى دولتين!!، وكان مشهد اللقاء الجماهيري الحاشد للراحل المقيم الدكتور جون قرنق في الساحة الخضراء شهادة حية على وحدة شعب السودان في الشمال والجنوب، لذلك فإن غيابه اللغز أحدث شرخاً كبيراً في جدار الوحدة المنشودة، وأعطى فرصة للانفصاليين هنا وهناك لأن ينتصروا لخيار الانفصال.
* من المشاهد اللافتة للانتباه إفادة الكاتبة الروائية القامة إستيلا قاتيانو التي كتبتها عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، وقالت فيها: إنها أفاقت ذات صباح لتجد نفسها أجنبية!!، وإفادة الأم الجنوبية المتزوجة من شمالي التي حكت فيها تضارب مشاعرها وهي تزور السودان بعد انفصال الجنوب، وكيف أنها دخلت من طريق وأبناءها دخلوا من طريق آخر لأنها أجنبية وأولادها سودانيون!!.
* هناك إفادات أخرى معبّرة عن هذا الحنين الذي ما زال في حنايا أبناء وبنات جنوب السودان، خاصة الذين تختلط فيهم الدماء الشمالية بالدماء الجنوبية ـ إذا صح التعبير ـ ممن أطلق عليهم منتج الفيلم "شماليو" الجنوب الجدد الذين هم ثمرة الزواج الشمالي الجنوبي.
* تخللت هذه المشاهد المؤثرة، خاصة تلك التي صورت مشهد بعض العالقين من أهل الجنوب - على مخارج السودان وعند مداخل جنوب السودان - بعض الأغاني السودانية التي تجسد العلاقة الحميمة التي تربط بين أهل الشمال وأهل الجنوب .. خاصة المقطع الأشهر الذي يقول فيه الشاعر الراحل المقيم محمد عوض الكريم القرشي: يا الفي الجنوب حيي الشمال.
* البروفسير علي شمو الخبير الإعلامي الشاهد على جانب كبير من تأريخ السودان الحديث قال بحزن معبر: عندما شاهدت الخارطة الجديدة للسودان بعد الانفصال أحسست وكأن جزءاً من جسمي قد اقتطع.
* التحية للدكتور وجدي كامل ولكل الفريق الفني من المبدعين في الشمال والجنوب الذين أنجزوا هذا الفيلم الوثائقي الذي نجح في التعبير عن "بروق الحنين" للعودة إلى السودان رغم الخلافات السياسية والنزاعات والمرارات الإنسانية القديمة.
///////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كامل إدريس يودع رسائل عاجلة في بريد “الأمم المتحدة”
بورتسودان- متابعات تاق برس- أجرى رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، اليوم الاثنين، اتصالًا هاتفيًا مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رمضان لعمامرة. تضمن مناقشة عدد من الملفات الراهنة والأوضاع الإنسانية في البلاد.
وأكد رئيس الوزراء خلال اتصاله التزام حكومته المرتقبة بقضايا السلام، والعودة الطوعية للنازحين، والاستشفاء الوطني، وتحقيق معاش وأمن المواطنين، وتهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
بدوره أعرب رمضان لعمامرة عن تقديره لجهود رئيس الوزراء بشأن العملية السلمية في السودان، مشيدا بالتزام الحكومة الانتقالية بالسلام والاستقرار والتحول المدني.
وكشف المبعوث الأممي أنه بصدد تقديم تنوير شامل لمجلس الأمن الدولي الجمعة المقبل، يتناول من خلاله آخر المستجدات السياسية في السودان، بالإضافة إلى استعراض الوضع الإنساني المتدهور في عدد من المناطق المتأثرة بالصراع.
الأمم المتحدةد. كامل إدريسرمضان لعمامرة