سلام أمريكي في سوريا يضمن استقرارها والحفاظ على سيادتها وانعاش اقتصادها
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
آخر تحديث: 18 نونبر 2025 - 1:15 م بغداد/شبكة أخبار العراق- تتجه الولايات المتحدة بخطى محسوبة نحو صياغة «سلام أمريكي» جديد في سوريا، يقوم على انتقال سياسي نحو دولة مستقرة، ومسار تهدئة مع إسرائيل، وترتيبات دقيقة لتحييد التوتر بين أنقرة وتل أبيب. هذا المسار يكتمل بمصالحة وطنية، واقتصاد شفاف يقوده الإنتاج، وهي عناصر باتت واشنطن تعدها شروطاً لازمة لاستقرار سوريا وقدرتها على أداء دورها الإقليمي المقبل.
وفي موازاة هذا الإطار، برزت تطورات مهمة تخص الجنوب السوري. فقد طُرحت أحاديث عن تقدم في اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل يرتبط بالمنطقة المتاخمة للحدود الشمالية لإسرائيل، وبالهواجس التقليدية حول نشاط المجموعات المسلحة.ومن شأن الوصول إلى تسوية هناك أن يرسّخ استقراراً عميقاً، ويمنح سوريا دوراً مختلفاً، ليس فقط عبر كبح تنظيم داعش، بل بتحويلها إلى منطقة هدوء بين تركيا وإسرائيل، وفق تعبير بارّاك، في لحظة إقليمية لا يستبعد فيها مراقبون احتمال وقوع صدام بين القوتين إذا بقي المجال بينهما مفتوحاً للتوتر. وبالتالي، وجود سوريا كونها حاجزاً، وليست ساحة مواجهة، هو الهدف الذي تراه واشنطن مناسباً للجميع.هذه التحولات تزامنت مع الزيارة التاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، وهي لحظة انعطاف حاسمة أعادت دمشق من حالة العزلة إلى موقع الشراكة.ومنذ 13 مايو، حين أعلن الرئيس ترامب أنه سيزيل جميع العقوبات الأمريكية «لمنح سوريا فرصة»، بدت واشنطن عازمة على إدارة مقاربة جديدة بالكامل. وفي الاجتماع بين ترامب والشرع هذا الأسبوع، برزت قناعة مشتركة بأن الوقت قد حان لإنهاء القطيعة وفتح نافذة لتجديد سياسي واقتصادي.وقد التزمت دمشق بالعمل النشط مع واشنطن لمواجهة ما تبقى من تنظيم داعش والحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله وشبكات أخرى، بما يعيد سوريا إلى قلب الجهد الدولي لضمان الأمن الإقليمي.لاحقاً، جاء اللقاء الثلاثي الذي جمع الوزير روبيو ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره السوري أسعد الشيباني ليضع خريطة عملية للمرحلة المقبلة في الإطار الأمريكي – التركي – السوري.الخريطة تشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية في الهياكل الاقتصادية والدفاعية والمدنية الجديدة للدولة السورية، وإعادة تعريف العلاقات التركية – السورية – الإسرائيلية.ودعم التفاهمات التي تستند إليها هدنة إسرائيل – حماس، والتعامل مع الملفات الحدودية اللبنانية العالقة. وقد برز في هذا السياق الدور المتواصل لتركيا، الذي اعتُبر نموذجاً لدبلوماسية هادئة تبني الجسور بعد سنوات من الجدران.وفي هذا السياق، تُطرح القيادة الأمريكية كونها محركاً لإعادة تموضع يقوم على «الأمن أولاً، فالازدهار تالياً»، في مقاربة تحاول تجاوز ظلال الماضي نحو مستقبل جديد تعاد صياغته بمشاركة إقليمية بنّاءة.إلى ذلك، عد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس، زيارته المتواصلة إلى الصين «خطوة مهمة»، وأشار إلى فتحها «آفاقاً واسعة لدعم جهود إعادة الإعمار» في بلاده. وأضاف: «نقدر مواقف الصين الثابتة في دعم وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها».وفي خلاصة هذا المسار، تبدو «الخطوة الآتية» اللازمة لمنح سوريا فرصة حقيقية هي الإلغاء الكامل لقانون قيصر، بوصفه الممر الذي يحول الانفتاح السياسي الراهن إلى عملية إعادة إعمار واسعة، ويمنح الاقتصاد السوري القدرة على التحرك ضمن النموذج الجديد الذي يفترض أن يقوده الإنتاج والشفافية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
السنغال تعتمد استهلاك الأرز المحلي في اقتصادها
وقّعت وزارة الصناعة والتجارة السنغالية بروتوكول اتفاق مع الفاعلين في قطاع الأرز والمنظمات التجارية، بهدف تعزيز استهلاك الأرز المحلي وضمان دعم أكبر للمزارعين.
ونصّ الاتفاق على تحديد سعر الأرز الأبيض عند مستوى 350 فرنكا أفريقيا للكيلوغرام الواحد، بما يضمن عائدا منصفا للمزارعين ويعزز سياسة "استهلكوا المحلي".
كما التزم التجار باستيعاب كامل الكميات المتاحة في مواقع الإنتاج، وهو ما يوفّر مسارا آمنا لتسويق المحصول الوطني.
ولتقليص الاعتماد على الواردات، أقرّت الحكومة آلية تربط حجم الاستيراد بمستوى شراء الإنتاج المحلي، في محاولة لدفع الفاعلين الاقتصاديين إلى إعطاء الأولوية للأرز السنغالي قبل اللجوء إلى الأسواق الخارجية.
وتأتي هذه الخطوة بعد توجيه الرئيس السنغالي خلال مجلس الوزراء في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 بضرورة وضع إستراتيجية شاملة لتثمين الأرز المحلي، باعتباره جزءا من رؤية وطنية لتعزيز السيادة الغذائية وتقليص فاتورة الاستيراد، في بلد يُعدّ الأرز فيه مادة أساسية على موائد المواطنين.