في الفضاء الرقمي، انقسمت المواقف بين من دعا إلى دعم هيكل ورفع أعلام لبنان والجيش على الشرفات تضامنًا، وبين من رأى أن تصريحاته تفتقر إلى الدبلوماسية المطلوبة وتظهر كأنها منساقَة خلف حزب الله بما قد يزجّ ببيروت في المجهول.

أفاد مصدر مسؤول في الجيش اللبناني لقناة "الجزيرة"، أنّ قائد الجيش رودولف هيكل ألغى زيارته المقررة اليوم إلى واشنطن، وذلك مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان.

في المقابل، قالت وسائل إعلام لبنانية إن واشنطن هي التي ألغت الزيارة، نتيجة عدم رضاها عن مواقف المؤسسة العسكرية التي اتّسمت بلهجة أكثر حدة تجاه إسرائيل، وما تعتبره تقاعسًا من جانب هيكل في ملف نزع سلاح حزب الله.

وأشارت تحديدًا إلى بيان أصدره الجيش اللبناني بشأن إطلاق النار الإسرائيلي على عنصرين من قوات حفظ السلام (اليونيفيل) التي وقعت يوم الأحد، والذي اتسم بلهجة حادة، حمّل الدولة العبرية وزر زعزعة الاستقرار والسيادة في البلد.

هجوم أمريكي

كان عضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي قد شنا هجومًا حادًا على هيكل، حيث قال ليندسي غراهام، على منصة "إكس": "من الواضح أن رئيس الأركان اللبناني، بسبب الإشارة إلى إسرائيل كعدو وجهوده الضعيفة التي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله، يمثل انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام". وأضاف: "هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية ليست استثمارًا جيدًا جدًا لأمريكا".

كما أدانت السيناتور عن ولاية أيوا، جوني إرنست، بيان الجيش اللبناني في منشور لها على "إكس" يوم الاثنين، ووصفته بـ"المخيب للآمال". وقالت: "القوات المسلحة اللبنانية شريك استراتيجي، وكما ناقشت مع رئيس الأركان في أغسطس، قدمت إسرائيل للبنان فرصة حقيقية لتحرير نفسه من إرهابيي حزب الله المدعومين من إيران".

وأضافت: "بدلًا من اغتنام هذه الفرصة والعمل معًا لنزع سلاح حزب الله، يوجّه رئيس الأركان اللوم بشكل مخزٍ إلى إسرائيل".

زيارة غراهام الماضية لبيروت

وكان غراهام قد زار بيروت في آب الماضي، ضمن وفد مرافق للمبعوث الأمريكي توماس برّاك، حيث كانت واشنطن تضغط في تلك الفترة على الحكومة اللبنانية للمضي في خطة نزع سلاح حزب الله، رغم المخاوف اللبنانية من احتمال اندلاع مواجهة بين الجيش والحزب الرافض لتسليم سلاحه، وما يمكن لذلك أن يُنتج من فوضى في بلد تمزقه الانقسامات السياسية والطائفية.

Related حزب الله يدعو الحكومة إلى وضع خطة تمكّن الجيش اللبناني من التصدي لإسرائيل: لن نستسلمالجيش اللبناني يرفع تقريره الأول حول "حصرية السلاح".. والحكومة تبقي المداولات سرّيةبري يرد على واشنطن: الجيش اللبناني لن يكون حرس حدود لإسرائيل

وعند سؤال غراهام في ذلك الوقت عن ربط نزع السلاح بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان، قال للصحفيين: "على بيروت أن تسلك هذا المسار بغض النظر عن انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان، وتساءل "لماذا على إسرائيل أن تطلب منكم نزع السلاح؟ سواء انسحبت تل أبيب أم لم تنسحب، لا يقول أحد في لبنان إننا نزيل سلاح حزب الله بانتظار خطوة متبادلة منها.. اذا كنتم تفكرون بهذه الطريقة سوف تفشلون، لأن نزع سلاح حزب الله هو في مصلحتكم ومصلحة للمنطقة برمتها".

واشنطن قررت معاقبة الجيش؟

ليس واضحًا حتى الآن ما إذا كان إلغاء زيارة هيكل سيستتبع خطوات "عقابية" إضافية ضد الجيش اللبناني، الذي يعاني أساسًا من ضعف التجهيزات وشحّ التمويل، غير أنّه بات مهدَّدًا اليوم بخسارة حزمة المساعدات الأميركية ــ وآخرها صفقة بقيمة تقدَّر بنحو 14.2 مليون دولار كانت وزارة الدفاع الأميركية قد وافقت عليها في سبتمبر الماضي، وتشمل معدات متخصصة، من بينها شحنات متفجرة موجهة، ومتفجرات للتدمير، ومولدات، ووسائل نقل.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وافقت، في مارس/آذار الماضي، على استثناء يتيح تحويل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصّصة للجيش اللبناني.

مسار الدبلوماسية أصبح أصعب؟

تأتي هذه الأحداث في بيروت لتزيد من التعقيدات، وتقلل من احتمال أن تنتهي الأزمة بالدبلوماسية، خاصة بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبره البعض محاولة للدفاع عن حزب الله حين قال: إنه من الطبيعي لأي حزب أو تنظيم أو مكون سياسي أن يعيد بناء نفسه وترتيب أوضاعه الداخلية والتنظيمية من وقت إلى آخر."

ويوم أمس، ذكرت مصادر لبنانية أن السفير الأمريكي المعيّن حديثًا في بيروت، ميشال عيسى، أبلغ المسؤولين رسالة حاسمة من البيت الأبيض، مفادها أن واشنطن سئمت من "الأعذار والتبريرات" بشأن نزع السلاح، واستغرب المماطلة سائلاً: ماذا تنتظرون؟".

وترافقت تصريحات عيسى، مع تهديد إسرائيلي بالحرب، حيث نقلت "القناة 13" الإسرائيلية أن المنظومة الأمنية توصي بحرب في لبنان يمتد القتال فيها لأيام.

ردود فعل مختلفة تجاه هيكل

في الفضاء الرقمي، تباينت ردود فعل اللبنانيين على الحادثة، فهناك من دعا إلى دعم هيكل ورفع أعلام لبنان والجيش على شرفات المنازل لإظهار التضامن.

وهناك من رأى أن مواقفه تفتقر إلى "الدبلوماسية التي يحتاجها البلد"، وأنها تبدو "منساقَة خلف حزب الله بما قد يدفع ببيروت نحو التهلكة"، ويبدّد على اللبنانيين "فرصة الخروج من العزلة الدولية"، ولا سيما في ظل تبدّل موازين القوى في المنطقة.

تخوفات هيكل من إراقة الدماء

تجدر الإشارة إلى أنه وقبل إقرار الحكومة اللبنانية لخطة نزع سلاح الحزب، أفادت مصادر لوسائل إعلام لبنانية أن هيكل كان متحفظًا منذ البداية عن الخطة، ولوّح بالاستقالة، ونقل عنه مسؤولون قوله إنه أبلغ "من يهمّه الأمر" بأنه يفضّل التنحي إذا كان هناك من يريد أن تُسفك دماء لبنانيين على يد الجيش.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل نزع الأسلحة حزب الله لبنان دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس الصحة فرنسا ألمانيا السعودية بنيامين نتنياهو نزع سلاح حزب الله الجیش اللبنانی

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني: سنعمل مع دول صديقة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية

قال الجيش اللبناني، اليوم الأحد، إنه يعمل بالتنسيق مع دول صديقة، لوقف الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية المتواصلة، معتبرا أنها تستلزم "تحركا فوريا" كونها تمثل "تصعيدا خطيرا".

وجاء بيان الجيش بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على دورية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وذكر الجيش أن "العدو الإسرائيلي يصرّ على انتهاك السيادة اللبنانية، مسببا زعزعة الاستقرار ومعرقلا استكمال انتشار الجيش في الجنوب"، معتبرا أن استهداف دورية اليونيفيل هو "آخر هذه الاعتداءات المدانة".

وأكد البيان أن لبنان "سيعمل بالتنسيق مع الدول الصديقة على وضع حد لهذه الخروقات المتواصلة"، مشددا على ضرورة تحرك فوري كونها تمثل تصعيدا خطيرا".

وقبل بيان الجيش، قالت "يونيفيل" في بيان، إن دبابة إسرائيلية أطلقت صباح الأحد، النار على قوات حفظ السلام التابعة لها قرب موقع أقامته تل أبيب داخل الأراضي اللبنانية.

وأكدت يونيفيل عدم وقوع إصابات جراء إطلاق النار، مشددة على أن هذا الحادث "يعد انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن رقم 1701".

ويدعو قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في 11 آب/ أغسطس 2006، إلى وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق.

ومنذ سريان وقف إطلاق النار بوساطة أميركية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل خرقه بوتيرة يومية لا سيما جنوبي لبنان.

وحاول ذلك الاتفاق وقف عدوان شنته إسرائيل على لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ثم تحول في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة، قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.

ولا تزال إسرائيل تتحدى الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية "اليونيفيل" تنشر تفاصيل ما جرى ظهر اليوم جنوب لبنان تفاصيل اتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو مجلس الأمن يصوّت الإثنين على خطة ترامب بشأن غزة الأكثر قراءة الحكومة تجري تعديلا وزاريا في المالية والنقل والمواصلات حسين الشيخ يجتمع مع وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي لبنان - شهيدان باستهداف مسيّرة إسرائيلية مركبتين اجتماع تحضيري لاحياء الذكرى الـ21 لاستشهاد ياسر عرفات عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش اللبناني يلغي زيارته إلى واشنطن
  • عن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن... إليكم آخر المعلومات
  • إجراء "عقابي".. إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن
  • إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني لواشنطن بسبب إسرائيل
  • إلغاء جميع الاجتماعات المقررة لقائد الجيش اللبناني في واشنطن اليوم
  • إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن.. الإدارة الأميركية مُستاءة!
  • مصادر الاحتلال .. واشنطن تدرس القفز عن نزع سلاح حماس والانتقال إلى إعادة الإعمار
  • كرامي بدأت زيارة لعُمان تعزيزا للتعاون التربوي
  • الجيش اللبناني: سنعمل مع دول صديقة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية