دراسة: أعداد الطيور الآكلة للحشرات تزداد في فرنسا بعد حظر المبيدات
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
حلّل الفريق بيانات 57 نوعًا من الطيور ووجد أن أعداد الطيور آكلة الحشرات كانت أقل 12% في المواقع التي استُخدمت فيها المبيدات.
أظهرت دراسة جديدة أن أعداد الطيور آكلة الحشرات في فرنسا، مثل الشحرور، والسنونو، والشرشور بدأت تتزايد بعد حظر مبيدات النيونيكوتينويد الضارة بالنحل، وهي أكثر فئة مبيدات حشرية استخدامًا في العالم، وتستعمل في الزراعة وفي مكافحة البراغيث لدى الحيوانات الأليفة.
وقد شهدت أعداد الطيور تراجعًا حادًا في العديد من دول العالم، وتشير دراسات متعددة إلى أن تناقص أعداد الحشرات يُعد من العوامل الرئيسية وراء هذا الانخفاض.
وكانت أولى حالات الموت الجماعي للنحل قد سجلت في فرنسا وألمانيا مطلع الألفية الجديدة، حيث أظهرت الأبحاث أن هذه المواد الكيميائية، حتى عند استخدامها بجرعات ضئيلة، تؤثر سلبًا في قدرة النحل على الملاحة والبحث عن الغذاء.
ومع مرور السنوات، وتأثيرها على الطيور، تحولت المسألة إلى قضية رأي عام، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى حظر استخدامها في الهواء الطلق عام 2018 بشكل شبه كامل، رغم المقاومة الشديدة من جانب الشركات الزراعية والكيميائية.
ورغم تطبيق الحظر داخل منطقة اليورو، لا تزال هذه المبيدات تُستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة، التي فقدت ما يقرب من 3 مليارات طائر آكل للحشرات منذ سبعينيات القرن الماضي.
منهجية الدراسةاعتمدت الدراسة، المنشورة في مجلة "التلوث البيئي"، على بيانات جُمعت من أكثر من 1900 موقع في فرنسا بواسطة خبراء متطوعين وقُسمت البيانات إلى فترتين زمنيتين: فترة ما قبل الحظر (2013–2018)، وفترة ما بعد الحظر (2019–2022).
وحلّل الفريق البحثي بيانات 57 نوعًا من الطيور، وتوصل إلى أن أعداد تلك الآكلة للحشرات كانت أقل بنسبة 12% في المواقع التي استخدمت فيها المبيدات.
وفي عام 2022، لاحظ الباحثون ارتفاعًا في الأعداد بنسبة تراوحت بين 2% و3%. وقال الباحث الرئيسي، توماس بيرو، من مؤسسة الأبحاث حول التنوع البيولوجي في باريس: "حتى الارتفاع الطفيف بنسبة بضع نقاط مئوية يُعد مؤشرًا مهمًا، فهو يدلّ على أن الحظر أحدث تأثيرًا إيجابيًا. وتشير نتائجنا بوضوح إلى أن حظر النيونيكوتينويدات إجراء فعّال لحماية الطيور آكلة الحشرات".
ورجّح بيرو أن تكون كائنات أخرى آكلة للحشرات، مثل الثدييات الصغيرة والخفافيش وحتى الأسماك، قد استفادت بدورها من هذا التحسن. بينما بدت الطيور ذات الأنماط الغذائية المتنوعة، كالحمام البري والدوري أقل تأثرًا، نظرًا لاعتمادها المحدود على الحشرات في الغداء.
Related تفسير علمي: لماذا تفضّل الطيور التبرّز على سياراتنا؟انفلونزا الطيور في الجبن.. دراسة صادمة تكشف مخاطر الحليب الخام على المستهلكينمن مدغشقر إلى القطب الشمالي.. الطيور تدفع ثمن تمدد الإنسان وتغير المناخ ممارسة ضغط أكبرمن جانبه، قال فرانس فان ألابيك، مسؤول السياسات في منظمة "بيردلايف هولندا"، لصحيفة الغارديان: "كان من الضروري ممارسة ضغط كبير لإجبار الحكومات على إقرار هذا الحظر. لقد واجه البرلمان الأوروبي ضغطًا شعبيًا هائلًا. وقد فوجئت بأن مؤشرات التعافي بدأت تظهر بالفعل. فدراسة هذا النوع من الظواهر أمر بالغ الصعوبة، وهذا ما يضفي على الدراسة أهمية خاصة. الرسالة الإيجابية هنا هي أن حظر المبيدات يُحدث فرقًا ملموسًا، ويساهم في استعادة الحياة البرية".
في المقابل، تعامل باحثون آخرون مع النتائج بتفاؤل أقل، وقال جيمس بيرس-هيغنز، مدير العلوم في "الصندوق البريطاني لعلم الطيور": "تُظهر الدراسة مؤشرات مبكرة على تعافٍ محدود في أعداد الطيور، لكنه غير مؤكد وقد يُعزى إلى عوامل أخرى مترابطة"، مشيرًا إلى أن تغيّر المناخ واختلاف الموائل من بين العوامل التي تُصعّب تفسير النتائج بشكل قاطع. وأضاف: "تبرز الدراسة أهمية برامج الرصد طويلة المدى لفهم هذه الاتجاهات مستقبلاً".
من ناحية أخرى، يرى بيرو، مؤلف الدراسة، أن "التعافي المحدود بعد الحظر أمر منطقي"، موضحًا أن مبيدات النيونيكوتينويد تبقى في التربة لسنوات طويلة وقد تستمر في التأثير على الحشرات.
ويضيف: "تشير نتائجنا إلى أن تعافي أعداد الطيور آكلة الحشرات بالكامل سيستغرق عقودًا، وهذا أمر طبيعي، إذ تُظهر الدراسات المتعلقة بمبيدات أخرى مثل الـDDT أن معظم الطيور تحتاج إلى فترة تتراوح بين 10 و25 عامًا لتستعيد أعدادها بشكل كامل".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس علم الطيور البيئة فرنسا أوروبا الحشرات دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الذكاء الاصطناعي حركة حماس الصحة فرنسا ألمانيا السعودية بنيامين نتنياهو أعداد الطیور فی فرنسا إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها ونظمها البيئية معرضة للانهيار
أظهرت دراسة جديدة أن تركيز الكلوروفيل في المحيط -وهو أساس الكتلة الحيوية للعوالق النباتية- قد انخفض خلال العقدين الماضيين، خاصة في المناطق الساحلية، وهو يشكل خطرا على النظم البيئية للمحيطات والمناطق الساحلية.
ويقول الخبراء إن العوالق النباتية تشكل قاعدة شبكة الغذاء البحرية، وتدعم مصائد الأسماك والنظم البيئية الأوسع، وبالتالي فإن انحدارها قد تكون له آثار بعيدة المدى.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حرارة المحيطات العميقة تحدد تعافي كوكبنا من الاحتباس الحراريlist 2 of 4علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسيةlist 3 of 4دراسة: درجة احترار المحيطات أسوأ مما كان يعتقدlist 4 of 4احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيويةend of listوالكلوروفيل هو الصبغة الخضراء الموجودة في العوالق النباتية، والتي تمكّن الكائنات الحية من تحويل ضوء الشمس إلى طاقة.
واستخدم فريق الدراسة ملاحظات الأقمار الصناعية وبيانات بيئية مبنية على النماذج، بما في ذلك على سبيل المثال بيانات عن الملوحة وضغط سطح البحر، ووضعوا هذه البيانات في نموذج طوروه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة (موضوع الدراسة) انخفضت تركيزات الكلوروفيل بمعدل متوسط بلغ نحو 0.00035 مليغرام لكل متر مكعب سنويا بين عامي 2001 و2023، في حين بلغ متوسط معدل الفقد في المناطق الساحلية ضعف هذا المعدل تقريبا.
وتُظهر خريطة مرفقة بالدراسة اتجاهات تركيز الكلوروفيل في المحيطات المنخفضة والمتوسطة الارتفاع من عام 2001 إلى عام 2023.
وشهدت أكثر من 32% من مساحة المحيط انخفاضا ملحوظا في الكلوروفيل، في حين يُظهر أقل من 18% من المساحة زيادة ملحوظة في اخضرار المحيط.
كما وجد الباحثون أيضا انخفاضا كبيرا في تواتر حالات ارتفاع الكلوروفيل المعروفة باسم تكاثر الطحالب، وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى زيادة في التكاثر الضار، خاصة في بعض المياه الإقليمية أو المحلية.
وقال كورتيس دويتش أستاذ علوم الأرض بجامعة برينستون في الولايات المتحدة إن هذا يعني على الأرجح أن هناك إنتاجا أقل للمواد العضوية الجديدة والطحالب في المحيط، مع الإشارة إلى أن اتجاه فقدان العوالق النباتية كان بطيئا نسبيا ولا يتوقع انهيارا مفاجئا.
إعلانوأضاف دويتش أن النتائج لم تكن صادمة، إذ افترض العلماء احتمال حدوث فقدان للاخضرار، ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يزيد التفاوت، أي أنه يزيد الاختلاف في كثافة المياه السطحية والعميقة، مما يعطل صعود العناصر الغذائية التي تتغذى عليها العوالق النباتية.
وفي ختام الدراسة أكد الباحثون أن "هذه التغييرات في كتلة وتركيزات الكلوروفيل ستؤثر بشكل عميق على حجم وتوزيع عمل النظام البيئي البحري".
ويمكن أن يحدث اخضرار المحيطات نتيجة الصرف الزراعي أو التلوث البشري، كما يمكن لبعضها أن يُنتج سموما تؤدي إلى مناطق ميتة.
وأظهرت الدراسة وجود علاقة سببية بين درجة حرارة سطح البحر وتركيزات الكلوروفيل وازدهار الطحالب، حيث وجد أن الطحالب حساسة بشكل خاص لتغيرات درجات الحرارة كما يقول دي لونغ أستاذ في قسم الهندسة الهيدروليكية في جامعة تسينغهوا والمؤلف المشرف على الدراسة.
وأضاف لونغ أن نتائج الدراسة لا تبشر بالخير بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على إنتاجية المحيط، خاصة المجتمعات الساحلية التي تعيش على البحر، وقد يكون لذلك تأثير كبير جدا على صناعة صيد الأسماك.
وأشار لونغ إلى الساحل الغربي لأفريقيا كمكان مثير للقلق، حيث يشهد فقدانا للاخضرار بمعدلات تفوق المعدلات الطبيعية، مؤكدا أن مناطق مثل هذه ستكون أكثر عرضة للخطر لأسباب مختلفة.
وبالإضافة إلى تعطيل الشبكات الغذائية فإن فقدان الاخضرار قد يقلل أيضا قدرة المحيط على امتصاص الكربون وفقا لمؤلفي الدراسة.
وحتى الآن، امتص المحيط ما لا يقل عن ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، مشكلا حاجزا ضد تغير المناخ.
وأحد أسباب امتلاك المحيط هذه القدرة هو أن العوالق النباتية تحوّل الكربون إلى مواد عضوية، بعضها يغوص في أعماق البحار بعيدا عن الغلاف الجوي.
وقال لونغ إن التأثير المحتمل على حوض الكربون ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وعلى صناع القرار في هذا المجال على النظر بجدية في عامل الاحتباس الحراري العالمي، وتبني سياسات أكثر معقولية وأكثر استنارة بشأن الحد من انبعاثات الكربون.