عربي21:
2025-05-21@03:00:13 GMT

جدول أمريكي واقعي بهدن متعددة

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

استبق عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي وصول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، بالقول: "أقترح على جيك سوليفان أن يساعدنا مع الدول التي تدعمها الولايات المتحدة"، وأن يطلب من هذه الدول استقبال 5000 أسرة، في حين أن وزير الاتصالات الإسرائيلي وعضو حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو قال: "لن تكون هناك دولة فلسطينية هنا.

لن نسمح أبدا بإقامة دولة أخرى بين الأردن والبحر".

التصريحات التي اشتبكت مع زيارة سوليفان هددت بإفشال مهمته بتصدر نتنياهو المشهد وإضافته شرطا جديدا؛ رفض فيه أي دور لسلطة رام الله في الضفة الغربية قبل قطاع غزة؛ فضلا عن رفضه وقف الحرب، في إشارة إلى مقاومته للضغوط الأمريكية المفترضة على حكومته لتحديد موعد زمني للحرب، أو لتقديم تنازلات في الضفة الغربية تغضب شركاءه وحلفاءه الأكثر موثوقية في الائتلاف (وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي بن غفير)، لينتهي بتصريح أخير تبع لقاءه مع سوليفان أعلن فيه أن الحرب لن تتوقف حتى يتم القضاء على حماس وتحقيق النصر، وهو ما أوحى بأن نتنياهو يدير حملة انتخابية مبكرة.

يتلخص كل ذلك الجدل وعمليات الاسترضاء والمناورات والنقاشات الداخلية بين إدارة بايدن وقادة الكيان الإسرائيلي بثلاث كلمات: "جدول زمني واقعي" يمكن لكل من إسرائيل والولايات المتحدة التوافق عليه للانتهاء من مرحلة القتال العنيف
وشملت التصريحات مستويات عدة وأجنحة مختلفة في الحكومة؛ كان أبرزها من بيني غانتس، الوزير في حكومة الطوارئ والعضو الأبرز في المعارضة الإسرائيلية، بطلبه من الإدارة الأمريكية الضغط على لبنان وحزب الله لوقف العمليات العسكرية قبل أن يطلق جيش الاحتلال عملية واسعة في لبنان. وقد سبقه قائد الجبهة الداخلية الجنرال رافي ميلو في حديث مع أعضاء كيبوتس ياد مردخاي في شمال فلسطين بالقول: هناك موعد للحرب في الشمال؛ ناقلا الضغوط إلى ساحة الولايات المتحدة التي أعلنت إرسال وزير الدفاع لويد أوستن إلى المنطقة للتعامل مع الملفات الأمنية الإقليمية؛ التي كان أبرزها دعوته لإنشاء تحالف بحري في البحر الأحمر لحماية المصالح الإسرائيلية المتضررة من حصار الحوثيين وحكومة صنعاء للتجارة الإسرائيلية؛ عبر استهداف السفن التجارية المتوجهة إلى موانئ الكيان والناقلة لبضائع موجهة إلى أسواقه.

يتلخص كل ذلك الجدل وعمليات الاسترضاء والمناورات والنقاشات الداخلية بين إدارة بايدن وقادة الكيان الإسرائيلي بثلاث كلمات: "جدول زمني واقعي" يمكن لكل من إسرائيل والولايات المتحدة التوافق عليه للانتهاء من مرحلة القتال العنيف بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن تقدير موقف داخلي؛ وهو جدول زمني يمتد إلى نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل كبديل لموعد عيد الميلاد بنهاية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، الذي اقترحته واشنطن لتخفيف كثافة العمليات العسكرية، وذلك بحجة استكمال انسحاب القوات من قلب غزة، وإعادة نشرها في الخطوط الدفاعية، بعضها داخل القطاع وبعضها خارجه؛ لتواصل بعدها تنفيذ عمليات محدودة لتدمير قدرات المقاومة العسكرية عبر عمليات وغارات لجيش الاحتلال تمتد على طول العام 2024 بحسب القناة 12.

وتشير التكهنات إلى مدى زمني يمتد بين 3 إلى 9 أشهر يمكن أن تتقلص إلى أسبوع، طبعا في حال انهيار حكومة نتنياهو أو بدء تحقيقات جدية حول عملية طوفان الأقصى ومسار الحرب ونتائجها.

ما نقلته القناة تم تداوله على مدار أسبوع كامل، إلا أنه بعد ساعات قليلة من لقاءات سوليفان بنتنياهو وغانتس خرج الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريحات لقناة الجزيرة قال فيها: "لا نعد وقفا لإطلاق النار بل مزيدا من الهدن الإنسانية؛ والانتقال من المعارك الأكثر كثافة إلى العمليات الأقل كثافة؛ معلنا بذلك وبشكل غير مباشر ما تم التوافق عليه مرحليا بين مستشار الأمن القومي الذي لم يعقد مؤتمر صحفيا وقادة الكيان الإسرائيلي؛ الذين لم يعلقوا على المقترح بل أكدوه بضرورة منحهم أسبوعين إضافيين، وهي صيغة توافقية تجنب بايدن ونتنياهو الصدام المباشر وتوفر هامش من المناورة لكليهما داخليا في أمريكا وفي الساحة الإسرائيلية.

رغم المناورات السياسية التي تجريها إدارة بايدن للتخفف من أعباء الحرب ومخاطرها التي تتعاظم بفعل الاستنزاف الاقتصادي والعسكري والسياسي والدبلوماسي لطاقة كل من إسرائيل وأمريكا وعزلهما دوليا؛ فإن الهبوط سيكون مؤلما مهما حاول الطرفان التخفيف من وطأته، فالمقاومة ستبقى الرقم الصعب القادر على إرباك الجدول الزمني الأمريكي الإسرائيلي
قادة الكيان وإدارة بايدن أقرب إلى تحديد "جدول زمني توافقي" للنزول عن الشجرة ويمتد إلى شهرين في حده الأدنى؛ يبدأ بتخفيف الهجمات على قطاع غزة وينتهي بوقفها. وهي عملية تتخللها هدن إنسانية تخفف من حدة الضغوط السياسية الداخلية والخارجية على إدارة بايدن، وفي الآن ذاته تفتح الباب لهبوط أمن لقادة الكيان والمجتمع الصهيوني عن شجرة الحرب، وبما يقود إلى تجنب الإدارة الأمريكية وقادة الكيان وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو الدخول في مواجهة مؤذية للطرفين؛ تحرمهما من صورة نجاح سياسي أو عسكري يدعون فيه تحييد عناصر الخطر والحد من تأثيره على الكيان الإسرائيلي؛ وهي صيغة لا يمكن أن تتحقق دون حركة حماس، ففي لمسة سحرية خفية أشار كيربي إلى عقد "هدن إنسانية متعددة" يتم التفاهم عليها مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء وعلى رأسهم قطر على الأرجح.

ختاما.. رغم المناورات السياسية التي تجريها إدارة بايدن للتخفف من أعباء الحرب ومخاطرها التي تتعاظم بفعل الاستنزاف الاقتصادي والعسكري والسياسي والدبلوماسي لطاقة كل من إسرائيل وأمريكا وعزلهما دوليا؛ فإن الهبوط سيكون مؤلما مهما حاول الطرفان التخفيف من وطأته، فالمقاومة ستبقى الرقم الصعب القادر على إرباك الجدول الزمني الأمريكي الإسرائيلي، الأمر الذي تأمل أمريكا بمعالجته عبر إطلاق مسار الهدن الإنسانية والأسرى لإشراك حركة حماس في عملية الانسحاب والتقهقر الإسرائيلي المتدرج؛ فحركة حماس أمر واقع لا بد من التواصل معها عبر الهدن ليصبح الجدول الزمني أكثر واقعية.

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي نتنياهو غزة حماس إسرائيل امريكا حماس غزة نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الإسرائیلی کل من إسرائیل الأمن القومی إدارة بایدن جدول زمنی

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن نظام "القبة الذهبية" والقادر على التعامل مع أي هجوم صاروخي، حتى لو كان من الفضاء.

وقال ترامب خلال تصريحات صحفية: "وعدت خلال حملتي الانتخابية ببناء درع يحمي سماءنا من الصواريخ الباليستية وسوف أفعل"، مشيرا إلى أن "تكلفة القبة الذهبية تبلغ 175 مليار دولار".

وذكر أن "القبة ستحمينا بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ بما فيها الفرط صوتية".

وفي وقت سابق، كشفت شبكة "سي إن إن" نقلًا عن مصادر مطلعة، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدمت للبيت الأبيض مقترحات متعددة لتطوير نظام دفاعي صاروخي متقدم يحمل اسم "القبة الذهبية"، استجابةً لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنشاء درع يحمي الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية البعيدة المدى. 

وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة المشروع قد تتجاوز 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس، رغم تخصيص 25 مليار دولار فقط في الميزانية الدفاعية للعام القادم.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن خياره المفضل بشأن التصميم والتكلفة خلال الأيام المقبلة، وسط دراسة ترشيح الجنرال مايكل جيتلين، نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأمريكية، لتولي إدارة البرنامج. ويُنظر إلى هذا المنصب على أنه مفتاح لنجاح المشروع نظراً لتعقيده وتعدد مراحله.

سباق شركات التكنولوجيا والدفاع
ويُعد المشروع فرصة استثمارية هائلة لشركات القطاع الخاص، إذ يُنتظر أن تلعب دوراً محورياً في تصميم النظام وتنفيذه. 

وتتنافس شركات كبرى، على رأسها "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، إلى جانب "أندوريل" و"بالانتير"، على الفوز بعقود التطوير. 


وأكدت مصادر أن الشركات الثلاث قدّمت عروضًا مباشرة لوزير الدفاع بيت هيغسيث، وسط جدل سياسي بشأن علاقة ماسك بالإدارة الأمريكية.

تباين جوهري عن "القبة الحديدية" 
ورغم إصرار ترامب على وصف النظام المرتقب بـ"القبة الذهبية"، فإن الخبراء يشيرون إلى اختلاف جوهري بينه وبين "القبة الحديدية" الإسرائيلية. فالأخيرة صُممت لاعتراض صواريخ قصيرة المدى في نطاق جغرافي صغير، بينما يسعى ترامب إلى تطوير درع فضائي يغطي كامل الأراضي الأمريكية ضد صواريخ باليستية وصواريخ كروز فائقة السرعة.

وتاريخيًا، واجهت الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إنشاء نظام دفاع صاروخي شامل، بسبب تعقيد التكنولوجيا المطلوبة والتكلفة الهائلة. 

وتُشير التقارير الاستخباراتية إلى تصاعد التهديدات من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، ما يزيد من إلحاح المشروع رغم التحديات الفنية والمالية.

ويتضمن المشروع أكثر من 100 برنامج فرعي، معظمها قائم أو قيد التطوير داخل وزارة الدفاع، في حين يُعد مكوّن القيادة والسيطرة والتكامل هو العنصر الجديد كليًا. 

كما يشمل المخطط بنية تحتية واسعة تتضمن أقمارًا صناعية، وأجهزة استشعار، وصواريخ اعتراضية، ومنصات إطلاق فضائية.


ضغط زمني وتمويل محدود
أمرت إدارة ترامب وزارة الدفاع بعكس خطط "القبة الذهبية" في ميزانية عام 2026، بينما التزم الكونغرس مبدئيًا بتوفير تمويل أولي بقيمة 25 مليار دولار. ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا الرقم لا يمثل سوى بداية رمزية لتكلفة ضخمة متوقعة.

ورغم الحماسة السياسية، شهد المشروع تأخيرًا مبكرًا في تسليم خطط التنفيذ للبيت الأبيض، بعد أن تجاوز وزير الدفاع الموعد النهائي الذي حدده ترامب بأكثر من شهر. 

كما أدى ضعف التواصل داخل الدائرة المقربة من الوزير هيغسيث إلى إثارة تساؤلات حول قدرته على إدارة مشروع بهذا الحجم.

أثار التقارب بين ماسك وترامب غضب الديمقراطيين، الذين دعوا إلى تحقيق في مدى تأثير علاقات ماسك على عمليات منح العقود. في المقابل، دافع مسؤولون في البنتاغون وخبراء دفاع عن مشاركة "سبيس إكس"، مؤكدين أنها تمتلك قدرات متقدمة في مجال الاستشعار الفضائي.

وعلى الرغم من الزخم السياسي والإعلامي، فإن السيناتور الديمقراطي جاك ريد شدد على أن مشروع "القبة الذهبية" لا يزال في مراحله الأولية، واصفًا إياه بأنه "أشبه بفكرة طموحة أكثر من كونه مشروعًا قيد التنفيذ".

وفي ظل التحديات التكنولوجية، والتعقيدات البيروقراطية، والتكلفة الباهظة، تبقى قدرة إدارة ترامب على تحويل "القبة الذهبية" من حلم سياسي إلى واقع عسكري فعال، محل تساؤل واسع النطاق داخل أروقة الكونغرس وخارجها.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • غضب أمريكي من نتنياهو.. وبريطانيا تستدعي السفيرة الإسرائيلية وتفرض عقوبات
  • موقع أمريكي يتحدث عن القدرات اليمنية والتهديد لعمق الكيان
  • شبّه إسرائيل بالنازية.. تصريحات غولان تثير غضب الحكومة والمعارضة الإسرائيلية
  • تصريحات غولان تثير غضب الحكومة والمعارضة الإسرائيلية
  • جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض
  • حرب غزة تمنع زيادة توزيعات أرباح البنوك الإسرائيلية
  • محافظ الأقصر يشهد توقيع عقد المزرعة النموذجية متعددة الأنشطة بأرمنت
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس