قال زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، إنّ بنيامين نتنياهو يريد أن يتوسع ويحتل كامل الأرض الفلسطينية، ويريد تحقيق طموحاته الإجرامية والتوسعية في المنطقة على حساب الدم الفلسطيني والوحدة والوجود الفلسطيني، متابعا: «نتنياهو لا يريد سلطة أو مقاومة أو شعب فلسطيني، هو عمليًا يرفض وجود السلطة الفلسطينية الممثلة في الرئيس محمود عباس».

وأضاف الشاعر، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أنّ قوات الاحتلال تواصل محاولاتها للقضاء على المقاومة الفلسطينية، لكن كل المحاولات حتى الآن باءت بالفشل، وما زال نتنياهو يحاول أن يحافظ على نفسه، ويسجل لنفسه انتصارًا حتى لو على حساب الهواء الذي يتنفسه أهل فلسطين.

وتابع: «على ما يبدو فإنّ نتنياهو يعيش في أزمة نفسية تجعله أسير حقد على ما حدث في الماضي وأسيرًا للخشية من المستقبل، وهو يعلم جيدًا أنّ هذه الحرب تبوء بالفشل ولم تحقق أي أرباح، وبالتالي هو يحاول حاليًا أن يخرج من الضغط الذي وضع نفسه به منذ بدء العدوان على غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال نتنياهو

إقرأ أيضاً:

الأبوذيَّة العراقيَّة وجذورها الريفيَّة

آخر تحديث: 19 يونيو 2025 - 10:22 صأ.د. صبري مسلم حمادي* من خلال استقراء أبيات أبوذية كثيرة استقيت معظمها من أفواه المطربين، رأيت أن بعضها يشي بأن مصدر نظمها هو البيئة الريفية (الفلاحية)، نظرا لورود ألفاظ وصيغ لها طابع فلّاحي، وهنا يمكن القول بأن الريف العراقي، هو الذي احتضن بدايات هذا الفن الغنائي الشائع. والأبيات التالية نماذج تدل على مصادر المضامين والصور الشعرية، التي يستمد منها شاعر الأبوذية أدواته، علما بأن الأبيات التالية قد ترد بصيغ أخرى مختلفة كثيرا أو قليلا. وهذه سمة من سمات الأدب الشعبي والتراث الشفاهي عامة، ومنه الغناء الشعبي الذي يخضع لوعي المتلقي الذي قد يغيّر فيه، وبما يتناسب مع الهم أو المضمون الذي يريد أن يعبر عنه. تأمّل البيت التالي: فقير وأملك من الله نخلتين (نخلتين ثنتين) نخلني العوز مو نخله نخلتين (من النخالة) أراضي الناس مزروعة نخل تين (نخل وتين) وأنا بس القهر مزروع بيه حيث تشي -النخلتان والنخالة والأراضي والثمار (النخل والتين) والزرع- بأجواء الريف، وينسج الشاعر الشعبي من هذا المعجم الشعري صوره الشعرية، التي تكرس أجواء الهم والفقر والحاجة، ويتكرر هذا المضمون كثيرا في الأبوذية العراقية.  ويشكو شاعر آخر من أن التال (صغار النخيل الذي ينمو حول النخلة) ومفرده تالة لا يريد أن ينمو في أرضه على الرغم من رعايته له وحرصه عليه، وما هذا التال إلا رمز لجهود الشاعر التي تذروها الرياح: أون ودري بونيني ماله تالي           (ليس له نهاية) أسقي وعيب يفرع ماله تالي؟ (ماله نخلي الصغير لا ينمو؟) تدري الما له أول ما له تالي (مثل شعبي معروف) يخون بصاحبه وذاته رديه والشاعر هنا ينتقل من الشكوى وسوء الحظ إلى الحكمة، حيث يستعين بمثل شعبي معروف يوحي بأن مصدر همه جاء من خيانة صديق. أو البيت الآخر الذي يرد فيه ذكر الأرض ونبات الخيزران: يهل تمشي خفيف القدم برضاي (على مهل) يريتك خيزران ونبت بارضاي    (في أرضي) حبيبي عشرتي وياك برضاي     (برغبتي) دخيلك لايخربونك عليه وهنا يخشى الشاعر الشعبي من الوشاة والحساد الذين قد ينفذون إلى قلب حبيبته فتتغير عليه، ولذلك فهو يتمنى لو أنها خيزرانة ـ هذه إشارة إلى قدها المعتدل ورشاقتها – تنبت في أرضه، وبما يؤكد بأنه فلاح يعتز بما ينبت في أرضه لأنه مصدر الحياة لجسمه وقلبه معا.  وفي البيت التالي ذكر لوسيلة الفلاح أو الريفي عامة في التنقل: ذلولي ما يجد السير يسعى (يسير) ثقل همي ولا لي صدر يسعه (يتسع) اليغص بالزاد أهو للماي يسعى (يطلب) وأنا بالماي أغص شلون بِيّهْ وكأن الحيوان الذي حمل شاعرنا يحس بثقل الهم الذي يحمله الشاعر ولذلك فإنه يبطئ في سيره، ثم ينتقل الشاعر بعد ذلك لصورة استعارية حين يجسّم الهم ثقلا لا طاقة له به، ويشفع صورته الاستعارية   بتشبيه تمثيلي مفيدا من الزاد والماء، الذي يسعف من يغص بما يأكل، ويتساءل تساؤل العارف بأن ما يحس به من شجن لا دواء له.  ومثله البيت التالي الذي يكرر ذكر الدابة، التي كان الشاعر يتنقل بواسطتها: ذلولي ما يجد السير ينحاش (هناك ما يعيقه) على اللي من خدوده الورد ينحاش (يقطف) لون كل التريده الروح ينحاش (يحصل عليه) أبد ما ظلت العلة خفيّه ومن الواضح أن مفردة ينحاش، التي تتكرر ثلاث مرات توحي بجني الورد ومثله جني التمر وكل أنواع الفاكهة أيضا، وهو يستذكر من خلال هذه الألفاظ مواسم الحصاد والجني، ولكنه يخطف المعنى إلى خد الحبيب المورّد وإلى الأمنيات التي ترتبط بما تشتهيه الروح ويتمناه القلب. ويستعين شاعر شعبي آخر بظل النخيل الوارف أيام القيظ كي يرسم صورة شعرية جميلة في قوله: مثل ظل النخل فوكاك (فوقك) ظلّيت ( من الظل) وعن دربك أبد ما يوم ضلّيت (من الضلال والتيه) أنا بدونك رسم عالكاع (على الأرض) ظليت (بقيت) ترد الروح من تسأل عليّه ونستنتج من هذا البيت أن الشاعر منتبه لدلالة الظاء والضاد اللتين تعطيان للمفردتين (ظليت / ضليت) معنيين متضادين. وثمة صورة تعبر عن نحافة الشاعر، بسبب غياب حبيبته وكأنه مجرد رسم فوق الأرض وبدون روح، ولكنه يعود حيا حين تسأل عنه حبيبته. وقد اكتفيت بالأبيات السابقة لكي لا أثقل على قارئ هذا المقال. وما ذكرته أعلاه لا يعني أن القرى والأرياف فقط هي التي تتداول أبيات الأبوذية ذات الطابع الريفي شكلا ومضمونا، إذ نجد المدينة تحتضن مثل هذه النماذج أيضا وعبر عشرات الأسماء، ممن جربوا نظمها أو أداء أطوارها الكثيرة، لا سيما من قرى وسط العراق وجنوبه، ومن الأسماء في هذا الشأن الحاج زاير الدويج والشيخ عبد الأمير الفتلاوي والشاعر حميد ملا سلمان وغيرهم. وقد أسهم مطربو الريف مثل سلمان المنكوب وعبادي العماري وحسن داود وخضير أبو ناصرية ومسعود العمارتلي وحضيري أبو عزيز وداخل حسن وعبد الجبار الدراجي وسعدي الحلي وسواهم بنقل أغاني الأبوذية من الريف إلى غناء المدن، فدخلت ضمن المقامات العراقية، كما عبّر الكاتب عبد الأمير جعفر، الذي كان من أوائل من كتبوا عن الأدب الشعبي في كتابه “الأغنية الفولكلورية في العراق” وكرّره في مقال له نشره في مجلة فنون العراقية تحت عنوان: الفن الغنائي في الخليج العربي، منشورات مجلة فنون، وزارة الثقافة بغداد ١٩٨٠ ص٢٧ *أستاذ اللغة العربية في قسم اللغات الأجنبية بكلية واشتناو- ميشيغان

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: نتنياهو يحاول دفع ترامب نحو الانخراط في الصراع
  • بيان من "الحرس الثوري": سنواصل قصف إسرائيل حتى "القصاص الكامل من العصابة الإجرامية"
  • بمشاركة يمنية فاعلة.. اختتام ورشة تعزيز قدرات الدول في مصادرة الأصول الإجرامية
  • بنفيكا البرتغالي يريد أنيس حاج موسى لخلافة دي ماريا !
  • بنفيكا البرتغالي يريد أنيس حج موسى لخلافة دي ماريا!
  • أطنان من المخدرات وأسلحة ثقيلة .. تصفية أخطر البؤر الإجرامية في أسوان
  • الأبوذيَّة العراقيَّة وجذورها الريفيَّة
  • «العبدي» ورتق «الممزّق»
  • الفينا مكفينا وزايد علينا: السودانيون المنسيون وجعجعة إثبات الوجود
  • باحث إسرائيلي يحذّر من مقامرة عسكرية بلا خطة: إيران ليست غزة