أعاد الكاتب الإسرائيلي المختص بشؤون الأمن والاستخبارات، يوسي ميلمان حادثة قتل الجيش الإسرائيلي 3 من محتجزيه "فروا من الأسر" في قطاع غزة إلى ما اعتاده هذا الجيش من ثقافة متجذرة وممارسات قتل وعنف على مدى عقود خلافا لتعليمات قواعد إطلاق النار.

وأوضح ميلمان -في تقرير بصحيفة هآرتس- أن تلك الممارسات تعود إلى ما يرافقها من "تستر" حيال التحقيقات وما سمّاه "العقاب المخفف"، وهو ما ينعكس على السلوك "العنيف" في أجزاء كثيرة من المجتمع الإسرائيلي، وفق قوله.

ويقول ميلمان إنه رغم اعتراف قيادة الجيش وعدم تقليلها من خطورة حادثة إطلاق النار التي أدت لمقتل المحتجزين الثلاثة وقبول رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحمل المسؤولية وقوله "ممنوع إطلاق النار على من يرفع الراية البيضاء ويطلب الاستسلام"، فإن الواقع يظل مختلفا، حسب قوله.

كما استعرض الكاتب ما وصفه بـ"العقيدة العسكرية" التي أعيد صياغتها عام 2000، وتنص على أن "الجندي لن يستخدم سلاحه وقوته إلا لتنفيذ المهمة، فقط بالقدر المطلوب لذلك"، إلى جانب الاتفاقيات الدولية التي تحظر قتل أو إيذاء الأسرى والأبرياء، إلا أن الواقع مختلف -وفق الكاتب- فقد اعتاد الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار لسنوات على الفلسطينيين رجالا ونساء في الضفة خلافا لتلك التعليمات.

ويؤكد ميلمان أن المشكلة تكمن في أن معظم الحالات لم يعاقب من أطلق النار فيها أو قادته، ولم يبرر الفعل فحسب كما يرى، بل نسقوا روايات للحيلولة دون تنفيذ أوامر الشرطة العسكرية بفتح تحقيقات ضد "المشتبه بهم"، أو تلك التحقيقات "النادرة" التي تغلق بدعوى "عدم كفاية الأدلة".

وكان تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مقتل 3 أسرى إسرائيليين في غزة من قبل جنوده بالخطأ، كشف أن القتلى كانوا يلوّحون بالرايات البيضاء، وأن أحدهم كان يستنجد باللغة العبرية قائلا "أنقذونا".

قبل يومين من الحادثة، عثرت قوات الاحتلال على مبنى مكتوب عليه "أنقذوا 3 رهائن" باللغة العبرية على بعد مئات الأمتار من مكان الحادث، وفقا لما أوردته الصحافة الإسرائيلية.

وغادر المحتجزون الثلاثة مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي تتمركز فيه قوة من جيش الاحتلال، عندها شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء، فصاح برفاقه "إرهابيون" وبدأ بإطلاق النار تجاههم، فقتل اثنين على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى الذي خرج منه مرة أخرى، وفقا للإعلام الإسرائيلي.

وما إن سمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري، وهو برتبة رائد، الأوامر بوقف إطلاق النار، خرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى، لكن جنديا أطلق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.

وبعد قتل المحتجزين الثلاثة، راودت الشكوك جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل، وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى حماس في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. ندرسه بمسؤولية

أكدت حركة حماس، الخميس، أنها استلمت مقترحا جديدا قدمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنها ستعمل على درساته والرد بشأنه.

وقالت الحركة في بيان، إن "قيادة حركة حماس استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، وتقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".

وكانت حركة حماس، أعلنت أنها تبذل جهودا كبيرة لوقف العدوان على قطاع غزة، وكان آخرها التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.


وقالت حماس في تصريح صحفي، الأربعاء، إن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الرد النهائي على هذا الإطار.

والثلاثاء، أعلن عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم، الموافقة على المقترح الذي قدمه ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة. 

وأوضح نعيم في تصريحات صحفية، أن المقترح يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.

وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، وأن حماس تنتظر ردا رسميا من جانب الاحتلال بشأن المبادرة. 


علام ينص مقترح ويتكوف؟
وكانت تقارير أشارت إلى أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما كمرحلة أولى، تتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين، إضافة إلى تبادل جثث مقابل أسرى فلسطينيين. 

ووفقا للمصادر، سيتم الإفراج عن 5 أسرى للاحتلال في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يتم الإفراج عن الخمسة الآخرين في اليوم الستين، فيما سيبدأ انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة استنادا إلى اتفاق تم التوصل إليه في كانون ثاني/ يناير الماضي. 

كما كشفت المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيكون الضامن لتنفيذ الاتفاق خلال فترة الستين يوما، على أن تتولى الوساطات الدولية ضمان استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المدة المحددة، ضمن رؤية سياسية طويلة الأمد لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • "هآرتس" العبرية: تغيير أماكن المختطفين بغزة يجعل الجيش الإسرائيلي أعمى
  • تسريب نص مبادرة مبعوث ترامب لوقف إطلاق النار في غزة
  • الاحتلال يعلن عن مناطق قتـ.ال خطيرة في غزة ويحذر السكان من البقاء
  • بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على كفركلا.. ماذا أعلنت الصحة؟
  • حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. ونتنياهو يعلن موافقته
  • حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. ندرسه بمسؤولية
  • ‏موقع "واللا" الإسرائيلي: الجيش يستعد لتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الكبرى في قطاع غزة
  • حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف
  • ‏وسائل إعلام فلسطينية: 3 قتلى برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء استلام مساعدات في منطقة قيزان رشوان جنوبي قطاع غزة
  • “الأمم المتحدة” تستنكر إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المدنيين خلال توزيع مساعدات في غزة