مسقط ـ «الوطن»:
ناقش مجلس الدولة تقرير اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة حول مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م، تمهيدا لإعادته إلى مجلس الوزراء مشفوعا بتوصيات مجلس الدولة ومجلس الشورى، جاء ذلك في الجلسة الثانية لدور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة التي عقدت أمس برئاسة معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة، وبحضور المكرمين الأعضاء، وسعادة أمين عام المجلس.


وقال معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة: هذه الجلسة سرية وفقاً لأحكام المادة (52) من قانون مجلس عمان، وهي بطبيعتها تختلف عن الجلسات العامة الأخرى، لما فيها من معلومات وبيانات تحمل تصنيفاً سرياً، وتبقى كذلك حتى اعتماد الميزانية من المقام السامي –أيده الله-، فهذه الجلسة مخصصة لمناقشة مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م المحال من مجلس الشورى مشفوعًا بملاحظاته، وتقرير اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة بالاشتراك مع رؤساء اللجان الدائمة، آخذين في اعتبارنا أننا نناقش مشروع الميزانية في ظل النهج الحكيم لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله – نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية عمان 2040، والبرامج والخطط الوطنية في سبيل تحفيز تعافي الاقتصاد الوطني، وتعزيز الأداء المالي، وذلك من خلال الإجراءات المالية المتخذة لتحقيق الاستدامة المالية، وتخفيف آثارها على الاقتصاد الوطني، ورفع التصنيف الائتماني.
وأضاف معاليه: عند مراجعة مشروع الميزانية؛ تجدون أن الجهات المعنية في الحكومة قد بذلت جهدًا كبيرًا في إعداده، بالإضافة إلى ذلك؛ نلاحظ أيضًا المجهود القيم الذي بذله مجلس الشورى، ولذلك يتعين علينا أن نخرج هذا المشروع من مجلسنا محسّنًا بالمقترحات والتوصيات التي تعكس حس المسؤولية الوطنية العالية لأعضاء المجلس، والاستفادة من المعارف والخبرات الاقتصادية والمالية والقانونية التي يتمتع بها الأعضاء المكرمون، كما نثق بأنكم ستضيفون ما يلزم وتسدون أي ثغرات محتملة بثقة كبيرة، ليكون لتوصياتكم أثر اقتصادي قوي بناء، يخدم مصالح الوطن ويسهم في جهود البناء والتنمية في مجال التنويع الاقتصادي.
بدوره ألقى المكرم الدكتور ظافر بن عوض الشنفري رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس بيان اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة حول مشروع الميزانية العامة للسنة المالية 2024م، مشيراً إلى أن اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة استندت في مراجعة مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م على منهجية المجلس في هذا الجانب، حيث اعتمدت على النظر في الملاحظات والمرئيات المقدمة من المكرمين الأعضاء، وتضمينها في التقرير وفق نهج الصياغة القائم على تناسق الأفكار وانسيابيتها واختصارها وعدم تكرارها، مؤكدا في هذا الاطار أن اللجنة أولت العناية البالغة بتلك الملاحظات والمرئيات. وأوضح رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة أن اللجنة خلال إعداد تقريرها ارتأت أهمية التركيز على مشروع الميزانية في إطار سياسات الاقتصاد الكلي من جهة، وأهداف الخطة الخمسية العاشرة ورؤية عمان 2040 من جهةٍ أخرى، وخلصت إلى تقديم العديد من التوصيات والمرئيات مُفصلةً في محاور التقرير الستة المعروضة في الجلسة.
وأضاف: بأن اللجنة قدمت في كل محور العديد من المرئيات والتوصيات، والتي بلاشك سوف تُسهم في تعزيز مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م، والتأكيد على الإسراع في تفعيل وتنفيذ المبادرات، والسياسات التي تُعزّز نتائج التنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي للأنشطة غير النفطية، والدفع باتجاه الإنفاق الاستثماري نحو دعم الأنشطة والمشاريع الكبيرة، والبرامج التي تعمل على توسعة الاقتصاد العُماني لإيجاد مزيدٍ من فرص العمل، والإسهام مع جهود الحكومة في تحقيق الاستدامة المالية والأهداف الاجتماعية والاقتصادية التي يستهدفها مشروع الميزانية.
واطلعت الجلسة على تقرير الأمانة العامة حول أنشطة أجهزة المجلس.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس الدولة أن اللجنة

إقرأ أيضاً:

مراجعة تقرير اللجنة الاستشارية الليبية حول القضايا الخلافية

صُدِر في 5 مايو 2025 بطرابلس تقرير اللجنة الاستشارية لمعالجة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي والتي تشكلت بقرار من البعثة الأممية في ليبيا بتاريخ 4 فبراير 2025، وكان الهدف من تشكيل اللجنة تقديم مقترحات وخيارات فنية قابلة للتطبيق تهدف إلى معالجة القضايا الخلافية التي تُعيق إجراء الانتخابات، مع تحديد مهام وأولويات حكومة جديدة يتم التوافق على تشكيلها، والجذير بالذكر أن طابع اللجنة استشاري غير ملزم بل لمقرراتها أهمية في دفع حوار الأمم المتحدة قدما مع الأجسام الحالية: مجلس النواب ومجلس الدولة، لفترة محددة لا تزيد عن شهرين، يكون بعدها تجاهل لتلك الأجسام إن لم تصل إلى توافق.

البعثة الأممية اتخذت القرارات السابقة مرجعية لها والأجسام الصادرة منها لازالت تمثل الليبيين في الوقت الراهن، مثل الاتفاق السياسي والقوانين التي أعدتها لجنة 6+6، والتعديل الثاني والثالث عشر للإعلان الدستوري من مجلس النواب، وبذلك تواجه تلك الاقتراحات مشاكل عديدة وخلط عجيب ثم مناقشته خلال جلسات اللجنة التي تزيد عن 20 اجتماع في ثلاث أشهر، خلال الجلسات تم تقسيم القضايا الخلافية إلى ثلاثة أصناف:

قضايا مرتبطة بنص التعديل الدستوري الثالث عشر. قضايا مرتبطة بالقانونين الانتخابيين رقم (27) و(28) لسنة 2023. قضايا من خارج الإطارين الدستوري والقانوني.

نتائج التقرير تتحدث أولا عن الأسباب التي عرقلت قيام الانتخابات وإمكانية التغلب عليها، ثم اقتراح خارطة طريق للخروج من مختنقات المشهد الليبي، ويشير التقرير إلى القرارات المعيبة التي أصدرها مجلس النواب والتي تُعيق الانتخابات وتحول دون أي توافق وطني لتغيير الفاعلين الخمسة في المشهد الليبي، وهم المجلسين والحكومتين والرئاسي، ناهيك عن قيادة الكرامة التي هي ضمن تلك الأجسام، وكما هو واضح من عنوان التقرير أنه ليس اقتراح حلول للقضية الليبية، بل مراجعة أسباب تعطل الانتخابات، والفرق كبير بينهما.

من قراءة التقرير يتبين مدى التدليس والتزوير في القوانين الصادرة من مجلس النواب التي ساهمت في عرقلة الانتخابات والتي أفادت اللجنة بأهمية تعديلها وإلغاء البعض منها، وخاصة التعديل الثاني والثالث عشر للدستور، من هذه المواد التي لها تأثير سيء على الانتخابات ما يأتي:

التزامن بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية تبعا للمادة 30 للتعديل الثالث عشر، تقول اللجنة لا لزوم لذلك، بل أن التزامن يسبب عرقلة لوجستية واضحة، وأنه تزامن لشيئين مختلفين لا علاقة لهم ببعضهم في المضمون. إقامة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية حتى وإن حصل أحدهم على 50+1 هذا البند تم تصميمه خصيصا لمزدوجي الجنسية، لأجل تنازلهم عن جنسيتهم الأجنبية بعد الجولة الأولى للانتخابات، وهو لا لزوم لذلك عند الفوز بأغلبية. قانون الانتخابات قام بتقسيم عدد النواب على الدوائر الانتخابية بطريقة مجحفة في بعض الدوائر خلافا للقاعدة نائب عن كل 30 ألف مواطن، تحتاج إلى مراجعة شاملة. تمثيل المكونات الثقافية بعدد 2 لكل منها قليل جدا، وكذلك تمثيل المرأة بـ20%، الأمر الذي يتوجب رفع تمثيل المكونات الثقافية إلى 15% والمرأة إلى 30%. يشترط فيمن يتقدم للانتخابات البرلمانية والرئاسية أن يكون مستقيلا من منصبه العسكري، ولمن لم يحالفه الحظ تقديم طلب بالعودة إلى عمله مرة أخرى بعد الانتخابات. يُعطى مجلس النواب ومجلس الدولة مهلة 6 أشهر من تاريخ تسلم تقرير اللجنة لتنفيذ التعديلات المقترجة والتوافق على حكومة جديدة لفترة 24 شهرا تكون مهامها محددة، وهي التحضير للانتخابات وإدارة مرافق الدولة. إن أخفق المجلسين في وضع التعديلات وتشكيل الحكومة ينتهي التعامل معهم وتبدأ مرحلة جديدة بحوار سياسي جديد من خلال تفعيل المادة 4 من الإعلان الدستوري وتطبيقا للمادة 64 من الاتفاق السياسي وبذلك يتم تشكيل لجنة حوار سياسي يوكل إليها إنشاء (مجلس تأسيسي) يضع دستور مؤقت وحكومة مصغرة وتوقيتات للانتخابات.

أخيرا من الواضح أن الأمم المتحدة لازالت تصر على إدارة الصراع بدلا عن صناعة السلام، فتغيير تلك النقاط سيواجه الكثير من الرفض من مجلس النواب برئاسة عقيلة، والتنازل عن حكومة توفر الأموال بالإقراض من المصارف وزيادة الدين العام أمر بعيد المنال إلا بتعيين دمية أخرى، أما إنشاء مجلس تأسيسي فهو البداية من الصفر الأمر الذي يُنذر بجولات من الاحتراب لا تنتهي لشعب تتحكم فيه القبلية والمناطقية وسيادة ثقافة ما قبل الدولة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: زيادة المرتبات والعلاوات الأضخم في تاريخ الموازنات العامة
  • يناقش زيادة الحافز الإضافي.. مجلس النواب يبدأ جلسته العامة اليوم الثلاثاء
  • الأكاديمية المالية" و"معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية" يوقعان شراكة استراتيجية لتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في قطاع التأمين بالمملكة
  • بلدي ظفار يناقش تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • السوداني يوجّه المالية بإعداد جداول الموازنة لإقراراها
  • «المالية» تنظم ورشة عمل حول إعداد الميزانية العمومية الحكومية
  • مراجعة تقرير اللجنة الاستشارية الليبية حول القضايا الخلافية
  • وزير الشئون النيابية: الحكومة تشهد انسجامًا كاملا بين وزراء المجموعة الاقتصادية
  • وزارة المالية تنظم ورشة حول إعداد الميزانية العمومية الحكومية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي
  • الدولة والشورى يناقشان المواد محل التباين في خمسة مشروعات قوانين