معاينة وتعديل منشورات “إنستغرام”
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
المناطق_متابعات
أطلق تطبيق “إنستغرام” لتبادل الصور، ميزة جديدة تمكّن المستخدمين من معاينة المنشورات وإجراء التعديلات اللازمة عليها قبل نشرها في شكلها النهائي.
وأوضحت شركة “ميتا- بلاتفورمز” المالكة للتطبيق، أن الميزة (قيد الاختبار) ستساعد المستخدمين على القيام بذلك مباشرة من التطبيق دون الحاجة إلى أي تطبيقات خارجية أو أدوات إضافية.
وللاستفادة من الميزة، يجب على المستخدم أولاً تحديث التطبيق لآخر إصدار من المتجر، ثم فتح نافذة لإنشاء منشور حيث سيظهر خيار يحمل اسم “post-preview” وبالضغط عليه يتم استعراض المنشور قبل نشره.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إنستغرام
إقرأ أيضاً:
الجمال المزيف والنجاح الوهمي.. كيف تصنع الشاشات مراهقين غير راضين عن أنفسهم؟
أصبحت برامج الواقع ومنصات مثل إنستغرام جزءا لا يتجزأ من حياة المراهقين، تؤثر بشكل مباشر في نظرتهم إلى الجمال والنجاح والعلاقات.
ورغم طبيعتها الترفيهية، فإنها تفرض ضغطا نفسيا متزايدا على الشباب، الذين يجدون صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع. وتتأثر الفتيات بشكل خاص بالصور المثالية والمحتوى المنمق، ما يدفع كثيرات منهن إلى تقليد أنماط حياة غير واقعية، ويجعلهن أكثر عرضة لتكوين تصورات مشوهة عن الذات والعالم من حولهن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نانسي فقدت توأميها على طريق النزوح وتخشى أن تفقد ابنتها الأخيرة في غزةlist 2 of 2لغة الحب الأولى.. كيف يعبر الرضع عن مشاعرهم قبل الكلمات؟end of listهذا التعرض المستمر لمعايير الجمال والمكانة المصطنعة يزرع شعورا دائما بعدم الرضا عن النفس، ويغذي روح المقارنة والغيرة بين المراهقات، كما يعزز فكرة أن القبول الاجتماعي والنجاح مرتبطان بالمظهر الخارجي لا بالقيم الحقيقية أو الإنجازات الشخصية.
ماذا تقدم برامج الواقع وإنستغرام؟تكرس برامج الواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أنماطا معينة من القيم والصور الذهنية، وتؤثر بعمق على تصورات المراهقين لأنفسهم وللعالم المحيط بهم.
تعرض برامج الواقع ومنصات مثل إنستغرام النساء بوصفهن رموزا للجمال والنحافة ضمن قوالب ضيقة لا تراعي الاختلافات الفردية أو التنوع الطبيعي في الملامح والأجسام، كما تربط قيمتهن إلى حد كبير بجاذبيتهن الخارجية.
التركيز المفرط على العارضات وعمليات التجميل يجعل من المظهر مدخلا للشهرة والقبول الاجتماعي، بينما تقدم بعض عائلات المشاهير أنماطا تقوم على الاستعراض الجسدي المبكر، مما يرسخ هذه المفاهيم منذ الطفولة.
هذا التوجه يغذي لدى المراهقين والمراهقات قناعة خاطئة بأن النجاح يقاس بالمظهر لا بالقدرات أو القيم، فيُضعف ثقتهم بأنفسهم ويشوّه إدراكهم لمعنى القيمة الحقيقية والتميز الشخصي.
المادية المفرطةتعكس هذه البرامج نمط حياة استهلاكيا قائما على الترف والبذخ، حيث يظهر الشباب وكأنهم يعيشون بلا مسؤوليات حقيقية سوى السفر، التسوق.
إعلانهذا التصوير المبالغ فيه يضفي طابعا مثاليا على المادية، ويشجع المراهقين على محاكاة هذه القيم حتى وإن كانت بعيدة عن واقعهم. في بعض الحالات، يؤدي هذا التقليد إلى ممارسات خطرة أو غير قانونية، مثل الإسراف في الإنفاق أو تجريب الممنوعات. كل ذلك يوضح مدى قوة التأثير في دفع الشباب لتبني سلوكيات غير صحية.
العدوان والتنمرتعرض العديد من برامج الواقع العلاقات بين النساء في إطار يقوم على الصراع الدائم والنميمة والعداء العلني، مما يغرس في أذهان المراهقين، وخصوصا الفتيات، فكرة أن العدوانية اللفظية والسلوكية جزء طبيعي من العلاقات الاجتماعية.
وبدلا من أن تسهم هذه البرامج في مواجهة ظاهرة التنمر، فإنها تقدّمه أحيانا كوسيلة فعالة لفرض الذات وكسب القبول أو الشهرة.
وهكذا يتحول السلوك العدواني إلى نموذج يُقلّد، ما يعزز انتشار أنماط سلوكية سلبية بين الشباب، ويزيد من مظاهر العنف اللفظي والاجتماعي.
تركّز برامج الواقع على الجوانب الشخصية والصراعات بين المشاركات، متجاهلة نجاحاتهن المهنية أو ذكاءهن في إدارة أعمالهن، لتستبدل صورة المرأة المتوازنة بنموذج سطحي يعتمد على المظهر والدراما. هذا التوجه يحرم المراهقين من رؤية نماذج واقعية تجمع بين الجمال والإنجاز.
تأثير الصور المثالية على المراهقينيعرض المؤثرون والمشاهير عبر إنستغرام لحظات مصقولة ومعدّلة، ما يخلق معايير غير واقعية للحياة والمظهر. ومع المقارنة اليومية، يتراجع تقدير الذات لدى المراهقين؛ إذ أظهرت دراسة لفيسبوك، نشرتها وول ستريت جورنال عام 2021، أن 30% من المراهقات شعرن بمزيد من السلبية تجاه أجسادهن بسبب استخدام إنستغرام.
تدهور الصحة النفسيةأظهرت دراسة داخلية لشركة فيسبوك -نشرتها وول ستريت جورنال- وجود ارتباط مباشر بين استخدام إنستغرام وتزايد القلق والاكتئاب بين المراهقات؛ إذ أفادت 6% من الفتيات في الولايات المتحدة و13% في المملكة المتحدة اللواتي فكرن في الانتحار بأن المنصة كانت سببا مباشرا في تفاقم حالتهن. كما أكدت دراسة نُشرت في "مجلة صحة المراهقين الأميركية" أن قضاء وقت طويل على إنستغرام يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، خصوصا لدى الفتيات، ما يجعل الصحة النفسية للمراهقين قضية حرجة في عصر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.
تعزيز معايير جمال غير واقعيةتشير الأبحاث إلى أن التعرض المستمر للصور المعدلة يرسّخ معايير جمال مثالية وبعيدة عن الواقع، مما يزيد خطر الإصابة باضطرابات الأكل. وتوضح الدكتورة راشيل رودجرز، أستاذة علم النفس التطبيقي في جامعة نورث إيسترن الأميركية، أن المنصات البصرية مثل إنستغرام وتيك توك تمنح المظهر الخارجي قيمة اجتماعية مفرطة، ومع سعي المراهقين لتكوين هويتهم، يصبحون أكثر عرضة لربط قيمتهم الذاتية بصورة أجسادهم، حتى ولو كان ذلك على حساب صحتهم الجسدية والغذائية.
دور الأهل في التوجيه والتوعيةلا يقتصر دور الأهل على المراقبة أو المنع، بل يتعداهما إلى التوجيه الواعي عبر الحوار والمشاركة، ومن أهم الإستراتيجيات:
اختيار البرامج والمحتوى المناسبمن الضروري أن يتعامل الأهل بوعي مع نوعية البرامج والمحتوى الذي يتابعه الأبناء. قد تكون بعض البرامج أو الصفحات غير ملائمة لمراهق في الثالثة عشرة بينما قد يتقبلها شاب في السادسة عشرة. لذلك من المفيد أن يشاهد الأهل هذه البرامج أو الحسابات مسبقا قبل السماح بها.
إعلان المشاهدة المشتركة والتفاعلعند مشاهدة برامج الواقع أو تصفح إنستغرام مع المراهقين، من المهم أن تكون التجربة حوارية وتوعوية. يمكن للوالدين أن يشرحوا أن ما يُعرض في هذه البرامج أو الصور ليس واقعيا بالكامل، بل يتم تجهيزه وتضخيمه لأغراض ترفيهية أو تسويقية. هذا الوعي يساعد الأبناء على التمييز بين الحقيقة والتمثيل، ويحميهم من التأثر المفرط أو المقارنات السلبية التي قد تؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
من خلال النقاشات البسيطة يمكن للأهل معرفة كيف يرى المراهق تصرفات الشخصيات أو الصور التي يشاهدها. هذه الحوارات تكشف مدى تأثره، وتمنحه فرصة للتفكير في الإيجابيات والسلبيات، بدلا من التقليد التلقائي.
صورة الذات والقيم الشخصيةيجب الانتباه إلى صورة المراهق عن نفسه. المقارنة المستمرة مع صور معدلة قد تجعله غير راض عن ذاته. دور الأهل هو طرح أسئلة مثل: ما القيم التي يروج لها المحتوى؟ وهل تتماشى مع قناعات الابن؟ كما يمكنهم النقاش حول سبب إعجاب المراهق بشخصيات معينة لتحديد ما إذا كان يراها قدوة حقيقية أم مجرد جاذبية سطحية.
تأثير الأصدقاءيشكل الأصدقاء جزءا محوريا في بناء قيم المراهقين وسلوكياتهم. فمتابعة المجموعة نفسها من الحسابات أو البرامج تمنحهم أرضية مشتركة للتفاعل، لكنها في الوقت نفسه قد تدفع بعضهم إلى تقليد سلوكيات غير مناسبة بدافع القبول أو الانتماء. لذلك، فإن ملاحظة الأهل لاهتمامات أصدقاء أبنائهم وردود أفعالهم تساعدهم على فهم حجم التأثير وتوجيهه بطريقة متوازنة.
يُعد التفكير النقدي أداة أساسية لحماية المراهقين من تأثير المحتوى المضلل. فحين يشارك الأهل أبناءهم مشاهدة البرامج أو تصفح إنستغرام، يمكنهم الإشارة إلى المبالغات وطرح أسئلة مثل "ما الرسالة وراء هذا المشهد؟ وهل يعكس الواقع فعلا؟". مثل هذه الحوارات تعزز الوعي وتدرب المراهق على التمييز بين الحقيقة والتزييف الإعلامي.
إن برامج الواقع ومنصات التواصل تقدم صورة براقة لكنها مشوهة عن الجمال والنجاح والعلاقات، ما يجعل التوجيه الأسري ضرورة لا ترفا. فالموازنة بين الترفيه والتحليل الواعي للمحتوى هي السبيل لحماية المراهقين من الانجراف وراء المقارنة السطحية، وترسيخ فهم أعمق للذات والواقع.