صحيفة أثير:
2025-05-08@10:39:27 GMT

جريمة إساءة الأمانة: 3 شروط لتحريك قضيتها

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

جريمة إساءة الأمانة: 3 شروط لتحريك قضيتها

أثير- م.صلاح بن خليفة المقبالي

جريمة إساءة الأمانة شأنها شأن الجرائم الأخرى مثل الاحتيال والسرقة التي جرمتها جموع الأنظمة القوانين العربية والأجنبية ومن قبلها جرمها القرآن والسنة النبوية الشريفة، حيث قال رسُول اللَّه ﷺ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر في حجَّةِ الودَاعِ: إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت “صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا المنطلق تواترت القوانين على تجريم كل اعتداء يقع على مال الإنسان حيث نص قانون الجزاء العماني في مادته (360) على أنه ( يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ( 3 ) ثلاثة أشهر، ولا تزيد على ( 3 ) ثلاث سنوات ، وبغرامة لا تقل عن ( 300 ) ثلاثمائة ريال عماني ، ولا تزيد على ( 1000 ) ألف ريال عماني ، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من سلم إليه نقد أو أي منقول آخر على وجه الإعارة أو الوديعة أو الوكالة أو الإجارة أو الرهن أو اؤتمن عليه بأي وجه كان ، فأقدم على كتمه أو إنكاره أو اختلاسه أو تبديده أو إتلافه”.

وتُعد جريمة إساءة الأمانة من الجرائم التي لا يجوز تحريكها إلا بناء على شكوى من المجني عليه أو وكيله الخاص طبقا لنص المادة (5) من قانون الإجراءات الجزائية، ولابد أن تتوافر فيها ثلاثة شروط هي كالآتي:
الشرط الأول : أن يكون مالا منقولا مملوكا للغير: يشترط أن يكون محل جريمة إساءة الأمانة مالا، وهو الشيء الذي يكون محلا لحق مـن الحقوق الماليـة، ويكون قابلا للتملك، وله قيمة سواء كانت قيمة المال كبيرة أو قليلة، مادية أو معنوية، ويشترط كذلك أن يكون المال منقولا فإساءة الأمانة لا تقع على العقار، فلو تصرف المسـتأجر بالعقـار الذي أجر إليه هنا لا يسأل عن جريمة إساءة الأمانة ويمكن أن نقوم بفعله جريمة احتيال إذا توافرت شروطها،
الشرط الثاني : أن يكون هذا المال سلم إلى الجاني: فلا بد من حصول تسليم للمال إلى الشخص الذي يثق به صاحب المال، وهذا التسليم من النوع الذي تنتقل به الحيازة فلا ترتكب الجريمة إذا لم يحدث التسليم،
الشرط الثالث: أن يكون التسليم قد تم بناء على عقد من عقود الأمانة.

واشترط القانون لقيام جريمة إساءة الأمانة في حق المتهم أن يتم تسليم المال من المجني عليه للمتهم بموجب عقد من عقود الأمانة التي ذكرتها المادة (360) من قانون الجزاء عليها، وهذا ما أكدت عليه المحكمة العليا على أن :” لا تقوم جريمة إساءة الأمانة إلا إذا كان تسليم المال قد تم بناء على عقد من عقود الائتمان الواردة على سبيل الحصر في المادة (360) من قانون الجزاء السالفة بيانه، وكانت العبرة في تحديد ماهية العقد هي بحقيقة الواقع، وكما أن القصد الجنائي في جريمة إساءة الأمانة يتحقق بانصراف نية الجاني إلى إضافة المال الذي تسلمه إلى ملكه واختلاسه لنفسه والبحث في توافره أو عدم توافره يدخل في سلطة محكمة التقديرية التي تنأى عن رقابة المحكمة العليا متى كان استخلاصها سليما مستمدا من أوراق الدعوى. كما أنه يشترط في المال موضوع إساءة الأمانة أن يكون قد سلم إلى الجاني تسليما ناقلا للحيازة الناقصة بناء على عقد من العقود التي حددها المشرع على سبيل الحصر.( الطعن رقم ٢٠١٩/٢٥٥/أ- جلسة ٢٣ / ٢٠١٩/٤م)،

وحتى تقوم جريمة إساءة الأمانة يجب أن تتوافر بركنيها المادي والمعنوي، وهى من الجرائم العمدية التي يجـب أن يتوافر فيها القصد الجنائي، ويستفاد ذلك من نص المادة 360 من قانون الجزاء التي وردت فيها عبارات تدل على ذلك كذكر القانـون الكتم والاختلاس والتبديد والإتلاف قصدا، ولأجل توافر القصد الجنائي فإنه لا يكفـي القصد العام وإنما لا بد من تحقق القصد الخاص أيضا.

ويجب أيضا أن يتوافر القصد العام بعنصـريه؛ العلم والإرادة، لذا يجب أن يعلـم الجانـي بعناصر الجريمـة وأن تتجـه إرادته إلى ارتكاب الفعـل وتحقيق النتيجة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: قانون الجزاء بناء على من قانون أن یکون عقد من

إقرأ أيضاً:

بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟

في قلب مدينة الفاتيكان، وتحديدًا داخل جدران كنيسة سيستين، يحتشد كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في طقس مغلق يحمل من الرمز والدلالة أكثر مما يحمله من السياسة والإدارة.

فالمجمع البابوي، الذي يُعقد لاختيار البابا الجديد، لا يتمحور فقط حول تحديد شخصية الزعيم الروحي لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، بل يتعلق جوهريًا بإرث لاهوتي وروحي متجذّر في عمق التاريخ المسيحي.

"مفاتيح ملكوت السماوات"، التي سلّمها يسوع لبطرس كما ورد في إنجيل متى، تعود اليوم إلى الواجهة، لا كمجرد رمز، بل كمعيار لمهمة كونية ترتكز على الإيمان والتفويض والسلطة الأخلاقية.

قرار روحي سياسي

حسب صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 8 مايو 2025، في كل مرة يجتمع فيها الكرادلة، كما هو الحال في هذه الأيام بعد وفاة البابا فرنسيس، فإنهم لا يختارون فقط رئيس دولة الفاتيكان، بل أيضًا الخليفة رقم 267 للقديس بطرس، الذي يُنظر إليه بحسب التقاليد الكنسية كأول قائد للكنيسة.

وشدد الكاردينال تيموثي دولان من نيويورك على أن السؤال الحقيقي في هذه اللحظة ليس فقط عن طبيعة المنصب، بل عن هوية من سيحمل هذا الإرث: "إنه ليس رئيسًا تنفيذيًا أو رئيس مجلس إدارة"، قال، "بل هو خليفة القديس بطرس، وأسقف روما".

خيارات الكرادلة بين التقاليد والتجديد

في لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ومع انتهاء بابوية وبدء أخرى، تتجه أنظار العالم نحو قلب الفاتيكان، حيث ينعقد المجمع المغلق (الكونكلاف) لاختيار البابا الجديد.

ويتجاوز هذا الحدث كونه مجرد انتقال في القيادة الروحية، بل يحمل في طياته أبعادًا دينية وسياسية وإنسانية في آن واحد، إذ يشكّل منصب البابا سلطة أخلاقية وروحية مؤثرة على الساحة العالمية، ويعكس مواقف الكنيسة تجاه قضايا العدالة والسلام وحقوق الإنسان في عالم متغيّر وسريع الإيقاع.

يبرز الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تيبل كأحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة لتولّي المنصب البابوي، مستندًا إلى سجله الإنساني ونشاطه الفاعل في ميادين العدالة الاجتماعية.

ويمثّل تيبل صوتًا صادقًا للعالم النامي، وقد عُرف بدعواته المتكررة لاحتضان المهمشين والدفاع عن الفقراء، ما جعله محل تقدير داخل أوساط الكنيسة الكاثوليكية وخارجها، خاصةً في القارة الآسيوية التي تشهد تزايدًا في عدد المؤمنين الكاثوليك.

إلى جانبه، يحظى الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، بمكانة مرموقة لما له من خبرة واسعة في إدارة العلاقات الدبلوماسية للكرسي الرسولي، وقد لعب دورًا حاسمًا في عدد من الاتفاقيات والحوارات بين الفاتيكان ودول عدة.

ويُنظر إليه كشخصية توازن بين البعد اللاهوتي والبُعد السياسي، ويُمكن أن يُمثّل استمرارًا للاستراتيجية البابوية الهادئة والدبلوماسية التي طبعت السنوات الماضية.

ومن خارج الدائرة الأوروبية والآسيوية، برز اسم الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست مؤخرًا كأحد الخيارات المحتملة. يتمتع بريفوست بخلفية رعوية وتعليمية قوية، وهو شخصية بارزة في الكنيسة الأمريكية، ويُعرف بانفتاحه الفكري وقدرته على التواصل مع الأجيال الجديدة من المؤمنين.

دخوله إلى قائمة المرشحين بقوة يعكس تحولات جديدة داخل الفاتيكان تجاه تعزيز الحضور العالمي للكنيسة.

سرية تامة وقرار مصيري

يتميّز انتخاب البابا بطقوس عريقة ودرجة عالية من السرية. إذ يدخل الكرادلة المؤهلون مجمعهم المغلق في كنيسة سيستين بعيدًا عن الإعلام وأي تأثير خارجي.

وتُراجع خلفيات المرشحين بعناية فائقة، وتُناقش رؤاهم بشأن مستقبل الكنيسة وتوجهاتها الفكرية والروحية. لا يُنتخب البابا إلا إذا حصل على ثلثي الأصوات، وهي نسبة تؤكّد ضرورة التوافق العميق بين الكرادلة.

قد تمتد جلسات التصويت لعدة أيام، يتخللها صلوات وتأملات، ويُشعل دخان أسود من مدخنة الكنيسة للإشارة إلى فشل التصويت، بينما يُشعل الدخان الأبيض عند انتخاب البابا الجديد، في لحظة ينتظرها ملايين الكاثوليك حول العالم بترقبٍ وخشوع.

سياق حساس وتحديات كبرى

يأتي هذا الانتخاب في لحظة حرجة للفاتيكان، حيث يواجه تحديات متعددة تتعلق بدور الكنيسة في قضايا حقوق الإنسان، والهجرة، وحماية البيئة، والعدالة الاجتماعية، فضلًا عن ملفات شائكة مثل العلاقة مع الأديان الأخرى.

كما تبرز الحاجة إلى قيادة روحية تمتلك الحكمة والجرأة في معالجة قضايا الشباب وتطورات العالم الرقمي، والتفاعل مع صعود التيارات اليمينية والشعبوية التي تشهدها مناطق عدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. في خضم هذه المتغيرات، تزداد الحاجة إلى بابا قادر على تجسيد القيم الإنجيلية بفعالية ومرونة مع الحفاظ على عمق العقيدة.

صوت للسلام ورمز للأمل

لا يقتصر تأثير البابا على الكاثوليك البالغ عددهم أكثر من مليار وربع حول العالم، بل يمتد إلى دوائر أوسع باعتباره شخصية رمزية تُمثّل صوتًا عالميًا في الدفاع عن كرامة الإنسان، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والدعوة إلى السلام والعدالة.

ومن هنا، تكتسب هوية البابا القادم أهمية بالغة: هل سيكون من العالم النامي مجددًا كما حدث مع البابا فرنسيس الأرجنتيني؟ أم يعود المنصب إلى أحد أبناء القارة الأوروبية ذات التاريخ العريق في الكرسي الرسولي؟

وبين تقاليد الكنيسة العريقة وتحديات الحاضر، يُعقد المجمع البابوي المغلق لاختيار خليفة القديس بطرس رقم 267، في مشهد يُلخّص عمق الروحانية المسيحية واتساع أثرها في العالم المعاصر، وقرار الكرادلة هذه المرة لا يُحدد فقط مَن سيحمل المفاتيح الرمزية لكنيسة المسيح، بل أيضًا من سيحمل آمال العالم في لحظة عطشى للسلام والتجديد والقيادة الروحية النزيهة.

طباعة شارك البابوية البابا فرنسيس الكنسية الكاثوليكية الفاتيكان

مقالات مشابهة

  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟
  • البطريرك ساكو: نأمل في أن يكون البابا الجديد قريباً من كنائس الشرق الأوسط
  • اللون الأحمر يغلب على أسواق المال العربية
  • لجنة المال: لا ثقة ولا إصلاح من دون استعادة الودائع ومحاسبة شاملة
  • لجنة المال والموازنة تجتمع لدرس مشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي
  • 387 % نمو الاستثمار الجرئ
  • الحجة التجارية لصالح اقتصاد أزرق مستدام
  • كيف يتصرف من اكتسب مالًا حرامًا ثم تاب؟.. علي جمعة يوضح
  • كاريكاتير| لن يكون هناك مكان للهبوط في مطار بن جوريون