علماء يحذرون.. الضوضاء تفاقم أعراض مرض باركنسون
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة أجريت في الصين أن التعرض لضوضاء مرتفعة لمدة ساعة يومياً قد يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض باركنسون.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، قام باحثون بإجراء تجارب مخبرية على فئران معدلة وراثياً لتكون في المراحل المبكرة من مرض باركنسون، وأظهرت النتائج أن منطقة الأُكْيَمَة السفلية، المسؤولة عن معالجة الصوت وإنتاج الدوبامين، تتعرض لتلف كبير نتيجة الإصابة بالمرض.
يُعد مرض باركنسون اضطراباً مستمراً يصيب الجهاز العصبي بسبب تلف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ.
في التجارب، تسببت الضوضاء في إصابة فئران بمرض باركنسون بشكل أولي، لكن أعراض المرض لم تظهر عليها بشكل واضح بعد.
يرى العلماء أن العوامل البيئية تلعب دوراً في زيادة نسب الإصابة بباركنسون. على سبيل المثال، أشارت دراسة أجريت في ولاية مينيسوتا إلى أن التعرض للجسيمات الملوثة الدقيقة (PM2.5) يرفع خطر الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 36%.
كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في وقت سابق هذا العام أن تناول 11 حصة أو أكثر يومياً من الأطعمة المعالجة بشكل مفرط يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور الأعراض المبكرة للمرض عن طريق إتلاف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
رغم أنه لا توجد علاجات نهائية لمرض باركنسون، إلا أن هناك أدوية وعلاجات يمكنها المساعدة في تعويض نقص الدوبامين والتخفيف من الأعراض الناتجة عنه.
يعتبر عقار ليفودوبا الأكثر شيوعاً للسيطرة على المرض، حيث يعبر الحاجز الدموي الدماغي ويتحول إلى دوبامين داخل الجسم، مما يساعد في التحكم في مشاكل مثل الارتعاش وعدم التوازن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرض باركنسون الدوبامين الحاجز الدموي الدماغي مرض بارکنسون
إقرأ أيضاً:
ملاحظة بسيطة تكشف مبكرا احتمالية الإصابة بالشلل الرعاش.. تعرف عليها
في اكتشاف طبي واعد قد يُحدث تحولاً في الكشف المبكر عن "مرض باركنسون" (الشلل الرعاش)، توصّل فريق من علماء الأعصاب في ألمانيا إلى اختبار بسيط يعتمد على مراقبة طريقة دوران الشخص أثناء المشي، يمكنه التنبؤ بخطر الإصابة بالمرض قبل ما يقرب من تسع سنوات من التشخيص الرسمي.
ويُعد هذا التطور، الذي نشرته مجلة Annals of Neurology ونقلته صحيفة Daily Mail البريطانية، أول دراسة طويلة الأمد تثبت وجود مؤشرات حركية دقيقة يمكن أن تُستخدم كعلامات تحذيرية مبكرة للمرض.
يستند الاكتشاف إلى ملاحظة أن الدوران أثناء المشي من أكثر الحركات تعقيدًا التي يقوم بها الإنسان، لأنها تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الدماغ والجهاز العصبي العضلي للحفاظ على التوازن والاتجاه.
وفي حين أن المشي المستقيم قد لا يُظهر اضطرابات مبكرة، فإن طريقة الالتفاف أو الدوران يمكن أن تكشف عن خلل عصبي دقيق في السيطرة على الحركة.
وفي الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة توبنغن الألمانية ضمن مشروع بحثي طويل الأمد يُعرف باسم TREND (اختصار لتقييم عوامل الخطر للكشف المبكر عن التنكس العصبي)، خضع 924 شخصًا تجاوزوا سن الخمسين للاختبار خمس مرات خلال فترة امتدت إلى عشر سنوات.
وارتدى كل مشارك جهاز استشعار صغيرا مثبتا على أسفل الظهر، أثناء السير في ممر طوله 20 مترًا لمدة دقيقة واحدة بوتيرته الطبيعية. وبعد تحليل البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين داروا ببطء وبزاوية أوسع من المعتاد كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بعد نحو 8.8 عام.
وقال الباحثون في ورقتهم العلمية إنّ "الدوران يتطلب تعديل المسار باستمرار أثناء المشي، وهو عملية تعتمد على توازن معقد بين القشرة الدماغية والجهاز الحركي والمخيخ".
وأضافوا: "عندما تبدأ الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في التراجع، كما يحدث في المراحل المبكرة من باركنسون، يفقد الدماغ قدرته على التنسيق المثالي، فيُبطئ الشخص دورانه دون أن يدرك ذلك".
ويعتقد العلماء أن تباطؤ الحركة والانحراف في زاوية الدوران هما نتيجة لآلية تعويضية مبكرة في الدماغ، حيث يسعى المريض من دون وعي إلى اختيار مسار أوسع وأكثر أماناً لتفادي السقوط، بسبب ضعف الاستقرار في الوقفة أو المشي.
من هم الأكثر عرضة؟
كشفت الدراسة أيضاً أن الرجال أكثر عرضة بأربع مرات من النساء لتطوير المرض، وأن خطر الإصابة يزيد بنسبة 15% مع كل سنة إضافية من العمر بعد الخمسين. وتشير هذه النتائج إلى أن العوامل البيولوجية والهرمونية قد تلعب دورًا في حماية النساء، على الأقل في المراحل المبكرة من المرض.
وبحلول نهاية فترة المتابعة، تم تشخيص 23 مشاركًا بمرض باركنسون، أي بعد نحو خمس سنوات من آخر اختبار أجري لهم، مما أتاح للباحثين مقارنة أنماط المشي المبكرة لديهم مع المجموعة السليمة.
ويُعد مرض باركنسون أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا في العالم، إذ يؤثر على أكثر من 500 ألف شخص في الولايات المتحدة ونحو 150 ألفًا في بريطانيا، مع ارتفاع مستمر في الحالات عالميًا.
ويحدث المرض بسبب موت الخلايا العصبية المنتجة لمادة الدوبامين، وهي الناقل الكيميائي المسؤول عن التحكم في الحركة. وتبدأ الأعراض عادة ببطء شديد وتشمل الرعشة، وبطء الحركة، وتصلب العضلات، وفقدان التوازن، إلى جانب أعراض غير حركية مثل الاكتئاب، واضطرابات النوم، وفقدان حاسة الشم.
لكن التحدي الأكبر هو أن الأعراض لا تظهر إلا بعد فقدان نحو 60 إلى 70% من الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، ما يجعل التشخيص في كثير من الأحيان متأخرًا جدًا لبدء العلاج الفعّال.
أهمية الكشف المبكر
وحتى الآن، لا يوجد اختبار دم أو فحص تصويري قاطع لتشخيص المرض قبل ظهوره سريريًا.
لذلك يُنظر إلى هذا الاكتشاف باعتباره خطوة ثورية في الطب الوقائي العصبي، إذ يمكن أن يتيح للأطباء تحديد الأشخاص المعرّضين للخطر قبل سنوات من ظهور الأعراض، وبدء العلاج أو التدخلات السلوكية في وقت مبكر.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور مانويل فارليه: "الاختبار بسيط، ويمكن تطبيقه على نطاق واسع باستخدام جهاز استشعار صغير وخوارزمية تحليل ذكية. هدفنا هو تطوير فحوص ميدانية روتينية للأشخاص فوق الخمسين لرصد مؤشرات المرض قبل فوات الأوان".
ويرى الخبراء أن هذه الطريقة تمثل نقلة عملية نحو إنشاء نظام فحص جماعي للأمراض العصبية عبر أجهزة قابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية أو أحزمة الحركة. وإذا تم تطوير الخوارزمية بشكل كافٍ، يمكن لأي شخص إجراء الاختبار في المنزل، مما يُحدث ثورة في طريقة رصد الأمراض التنكسية العصبية مثل باركنسون وألزهايمر.
ويؤكد الباحثون أن النتائج بحاجة إلى تجارب أوسع تشمل شرائح سكانية متعددة للتحقق من دقتها، لكنّ المؤشرات الأولية "مشجعة للغاية".