علماء يقتربون من تطوير لقاح جديد لمكافحة مرض السل (تفاصيل)
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
يبدو أن العلماء يقتربون من تحقيق إنجاز كبير يتمثل في تطوير لقاح جديد لمكافحة مرض السل، الذي يُعد أحد أبرز أسباب الوفيات في العالم، خاصة في الدول النامية.
منذ أكثر من مئة عام، تم ابتكار لقاح بي سي جي (BCG)، الأمر الذي أدى إلى تقليص كبير في أعداد الإصابات، مثلما حدث في الولايات المتحدة، حيث انخفضت الحالات من أكثر من 80 ألف إصابة سنوياً إلى بضع مئات فقط بعد طرح اللقاح.
يجدر بالذكر أن لقاح بي سي جي الحالي يوفر حماية محدودة للبالغين، بالرغم من فعاليته للأطفال، خاصة في المناطق ذات الانتشار العالي للمرض.
في هذا الإطار، يعمل فريق من العلماء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على تطوير لقاح جديد يعتمد على الميكانيكية الفريدة للبروتينات التي تنتجها بكتيريا السل المتفطرة السلية.
قام الباحثون بدراسة استجابة الخلايا المناعية في الإنسان عبر تعريض خلايا دم بيضاء لنماذج من بكتيريا المرض، واستخلصوا بروتينات تسمى MHC-II من سطح هذه الخلايا. وقد تم تحديد 24 ببتيداً - وهي أجزاء صغيرة من البروتين - أثبتت قدرتها على تحفيز استجابة قوية من خلايا الجهاز المناعي.
تُظهر هذه النتائج واعدة كبيرة في مجال اللقاحات المستقبلية، حيث أشار الباحثون إلى أن استخدام خليط من هذه الببتيدات قد يؤدي إلى تطوير لقاح فعال يناسب معظم الناس.
برايان برايسون، الأستاذ المشارك بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو معهد راجون بمستشفى ماساتشوستس العام بريغهام، أكد أهمية التقدم في مكافحة هذا المرض، موضحاً أن اللقاح الجديد يركز على المستضدات التي أبرزت فعالية واضحة في تحفيز استجابة الجهاز المناعي حتى لدى الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالمرض.
حاليًا، لا يزال لقاح بي سي جي الذي طُوّر عام 1921 هو الوحيد المستخدم للوقاية من السل. وعلى مدار قرن من الزمن، لم يتم إنتاج أي لقاحات أخرى بسبب الطبيعة المعقدة للبكتيريا المسببة للمرض، والمتمثلة في إنتاجها لأكثر من 4 آلاف نوع من البروتينات، مما يعقّد عملية عزل العناصر التي تطلق استجابة مناعية فعالة.
تشير أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى إصابة نحو 10.8 مليون شخص بالسل في عام 2023 وحده، بينما تسبب المرض في وفاة 1.25 مليون شخص حول العالم. يمثل اللقاح الجديد بصيص أمل للقضاء على هذا المرض الفتّاك والحدّ من تأثيراته العالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرض السل الولايات المتحدة لقاح بي سي جي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الجهاز المناعي تطویر لقاح
إقرأ أيضاً:
باحثون يكشفون عن فائدة غير متوقعة للمشي
يشير العديد من الأطباء وخبراء الصحة إلى أن المشي اليومي يحمل فوائد كبيرة للجسم والقلب، بالإضافة إلى دوره في تقوية جهاز المناعة إلا أن دراسة حديثة أضافت فائدة جديدة لهذه العادة الصحية المهمة.
بحسب ما نشرته مجلة Neuroscience، قاد فريق بحثي مشترك من الصين وألمانيا، برئاسة لييو تساو من جامعة تشجيانغ وباربرا هاندل من جامعة فورتسبورغ، دراسة تهدف إلى استكشاف تأثير المشي على حاسة السمع وكيف يعالج الدماغ الأصوات خلال الحركة. وكشفت النتائج أن المشي يعزز قدرة الدماغ على الاستجابة للأصوات بصورة ملحوظة.
في إطار التجربة، تم تزويد المشاركين بأجهزة تخطيط كهربائي للدماغ وطلب منهم السير على مسار على شكل رقم 8 مع الاستماع إلى ترددات صوتية متنوعة عبر الأذنين. أظهرت البيانات أن الدماغ يتفاعل بشكل أفضل مع الأصوات أثناء المشي، حيث يحسن إدراك الأصوات القادمة من الاتجاه الذي يتحرك نحوه الجسم. على سبيل المثال، عند التوجه نحو اليمين، تزداد استجابة الدماغ للإشارات الصوتية في الأذن اليمنى.
في تجربة أخرى، عُرض المشاركون لموجات ضوضاء قصيرة ومفاجئة، ووجد الباحثون أن الدماغ يكون أكثر استجابة لهذه الأصوات عند المشي، خصوصاً إذا كانت قادمة من الجانب.
ويرى الخبراء أن الدماغ يعمل على ضبط حاسة السمع بصورة ديناميكية وفقاً للحركة بهدف تحسين التوجيه في البيئة المحيطة والاستجابة السريعة للأصوات غير المتوقعة. تُشير هذه النتائج إلى إمكانية استخدامها مستقبلاً في تطوير تقنيات حديثة تسهم في تحسين الملاحة والقدرات السمعية.