عربي21:
2025-11-08@23:56:13 GMT

خلاف الحكومة والمصرف المركزي في ليبيا والتداعيات

تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT

في ندوة حوار علمية حول المصارف الليبية، ظهر ما يبدو أنه خلاف بين رئس حكومة الوحدة الوطنية ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، فقد انتقد رئيس الحكومة أداء المصارف، في إشارة غير مباشرة إلى تحملها جزء من الأزمة المالية والنقدية التي تواجهها البلاد، ومعلوم ان المصرف المركزي هو مصرف المصارف، وبالتالي فهو مسؤول عن الاداء المتدني للمصارف.



الدبيبة الذي صرح بان الدين العام بلغ نحو 300 مليار دينار ليبي، تساءل عن المسؤولية في مراكمة هذا العجز الحكومي الكبير، في إشارة إلى الحكومة الموازية في الشرق، وبالقطع قصد المصرف المركزي باعتباره خزنة الدولة وهو من يسيل الأموال للأجهزة التنفيذية.

فيما دافع المحافظ عن المصرف المركزي محملا المسؤولية للسلطة التنفيذية والانقسام في مؤسسات الدولة الذي يستحيل معه تصحيح الأوضاع الاقتصادية، ووإلى المعادلة المالية المخلتة، حيث تبلغ المصروفات الشهرية نحو 3 مليار دولار، ولا يصل المصرف المركزي إلى نصف هذا المبلغ كإيراد، حسب كلام المحافظ.

الحوار الذي قيل أنه يجري بين القوى النافذة في الغرب والشرق يدور حول فكرة تقاسم السلطة والنفوذ وتكرسيهما، كل في مناطقه التي يسيطر عليها، والفارق الجوهري هو أن سلطة الغرب تبحث عن سبيل للبقاء والمحافظة على الاعتراف الدولي، فيما عين جبهة الشرق على الاستحواذ على كافة السلطات والسيطرة على كل ربوع البلاد. وتعليقا على هذا التراشق، فإن الوضع العام لا يمكن إلا أن يصل بالاقتصاد إلى هذا المأزق المعقد، فحتى مع تحول التدافع من ميدان القتال إلى ساحة البناء والتشييد، فإن الانقسام ماضي في التجذر وتبعاته تزداد سوءا، ذلك أن المنافسة ليست اقتصادية بحثة، بل هي في الجوهر توظيف للمقدرات المالية لتحقيق التفوق السياسي، وهنا يكمن الخلل الأكبر في مسألة البناء والتشييد. وينطبق الوضع على الاقتصاد الذي تهيكل بشكل يعظم من النفقات ولا يفتح طريقا لتعظيم الإيرادات وتنويعها.

الدبيبة تنصل من الإشكاليات المالية والنقدية على مستوى البلاد، فالإشارة إلى الأداء المتدني للمصارف وارتفاع الدين العام وما ينجم عنهما من اختلالات كبيرة هو تصدير للأزمة إلى أطراف أخرى، إذ يفهم من كلام الدبيبة أن من يتحمل هذه الانحرافات الخطيرة هما المصرف المركزي والحكومة الموازية.

قد يكون في كلام الدبيبة شيئ من المنطق، خصوصا نقطة الفساد الذي تتحمل جزء غير قليل منه المصارف، إلا إن أن موقفه يشوبه وهن كونه بشكل أو آخر يعترف بسلطة جبهة الشرق بل ويتعامل معها، كما أن الحجة في تعامل المركزي مع الحكومة الموازية جاهزة، وهو تابع لمجلس النواب، وربما قد يكون قد تلقى ضوء أخضر من قوى دولية فاعلة تمنحه قدرا من الشرعية والنفوذ.

المشكل السياسي شديد التعقيد يلقي بظلاله على الوضع المالي والنقدي، وإزاء الوضع الاقتصادي شديد الاختلال، فإن النتيجة تكون الانزلاق إلى مزيد من التأزيم الذي لا سبيل للفكاك منه، وبالنظر إلى الميزاينة العامة وقيم المصروفات والإيرادات (بالعملة الصعبة) خلال الأعوام الأربع الماضية، حسب تقارير المصرف المركزي، تتجلى الأزمة الاقتصادية بوضوح.



الأزمة الاقتصادية المستحكمة تتغذى على هذين الخللين الكبيرين، الانقسام السياسي والازدواج الحكومي وما يترتب عليه من تضخم مستمر في فاتورة المصروفات، في مقابل إيردات لم تشهد زيادة، بل هي تواجه تراجع لأسباب محلية وخارجية.

وأما هذا المنعطف الحاد لا تظهر في الأفق بوادر احتواء لأسباب التأزيم، والمؤشرات عسكية الاتجاه، بمعنى أن الاختلالات قائمة وقابلة للتجذر، وما يزيد الطين بلة هو أن الحلول المقترحة لا تغادر ساحة التأزيم، بمعنى أن الحلول المنوط بالإشراف على وضعها المنتظم الدولي غير مجدية، والإفكار التي تدور ضمن المنتظم المحلي لا تخرج عن الانقسام بل تنسج على منواله وتعمقه.

خارطة طريق البعثة الأممية تواجه أزمة وليس من المتوقع أن تنتج حلا يفضي إلى استقرار ولم شمل، والعائق أمامها هو نهج الغلبة والتمترس حول المصالح، والحوار الذي قيل أنه يجري بين القوى النافذة في الغرب والشرق يدور حول فكرة تقاسم السلطة والنفوذ وتكرسيهما، كل في مناطقه التي يسيطر عليها، والفارق الجوهري هو أن سلطة الغرب تبحث عن سبيل للبقاء والمحافظة على الاعتراف الدولي، فيما عين جبهة الشرق على الاستحواذ على كافة السلطات والسيطرة على كل ربوع البلاد.

طرحت في الندوة بعض الأفكار كحل للوضع المالي والنقدي المأزوم، ودار جدل هو الأفكار المطروحة، إلا إن الحقيقة أن كل ما يمكن أن يطرح لن يكون حلا جذريا ومستداما في ظل الوضع السياسي البائس القابل للتطور بشكل قد يكون أكثر بؤسا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه حكومة مصرف ليبيا ليبيا حكومة مصرف رأي خلافات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی

إقرأ أيضاً:

الحكومة السودانية تكشف عن خطة شاملة لمواجهة عدوان من 18 دولة وفتح المعسكرات ودعوة لحمل السلاح

متابعات تاق برس- أكد وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر أن عملية الاستنفار والمقاومة الشعبية ليست بدعة، بل هي سمة ثابتة لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد حياة الشعوب في أي مكان بالعالم.

وقال الإعيسر، خلال مخاطبته المنبر التنويري رقم (40) لوكالة السودان للأنباء، الذي استضاف اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية برئاسة الفريق الركن بشير مكي الباهي، إن الحرب الدائرة في السودان ليست صراعًا داخليًا كما يروّج البعض، بل هي عدوان وغزو يستهدف الشعب السوداني.

 

وتساءل الوزير عن علاقة دول مثل كولومبيا وبعض دول الجوار ودول إفريقيا جنوب الصحراء بالقرار السياسي والسيادي والاقتصادي في السودان، مشيرًا إلى أن تدخل هذه الأطراف يؤكد طبيعة العدوان الخارجي على البلاد.

ودعا الإعيسر كل من يريد الدفاع عن الشعب السوداني إلى الانضمام لصفوف المقاومة الشعبية والقوات المسلحة في مواجهة الغزو الخارجي، مؤكدًا أن السودان سيظل صامدًا رغم كل التحديات.

وأوضح أن البلاد تواجه مرحلة دقيقة تتطلب وحدة الصف الوطني والتكاتف بين القوى العسكرية والمدنية وتفعيل كل إمكانيات الدولة لمجابهة العدوان.

وتقدم الوزير بتعازي الحكومة لأسر الشهداء في الفاشر وبارا، مشيدًا بالدول والشعوب التي ساندت السودان في دفاعه عن أرضه، ومثمنًا دور الإعلام المحلي والدولي في دعم القضية السودانية.

 

في الاثتاء أكد رئيس اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية الفريق بشير مكي الباهي، استمرار التدريب وفتح المعسكرات والدفع بالمستنفرين إلى الخطوط الأمامية دحرًا للعدوان ودفاعًا عن الأرض والعرض، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي ضرورة أو اتجاه لإطلاق حملات تجنيد إلزامي، نظرًا للتدافع الطوعي الكبير من الشباب نحو المعسكرات دعماً للقوات المسلحة في معركة تحرير الوطن من التمرد.

وقال الباهي خلال حديثه في المنبر الدوري رقم (40) لوكالة السودان للأنباء بمدينة بورتسودان، إن المقاومة الشعبية أصبحت ضرورة وطنية لمواجهة العدوان الخارجي الذي يتعرض له السودان ويستهدف وحدته وسيادته من 18 دولة خارجية.

وأوضح أن الاستنفار والمقاومة الشعبية يمثلان كيانًا وطنيًا جامعًا للدفاع عن العقيدة والأرض وحماية سيادة البلاد، مبينًا أن انطلاق مسار الاستنفار جاء تلقائيًا نتيجة ممارسات المليشيات المتمردة، وتطور لاحقًا بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حالة الاستنفار العام، حيث تم تنظيم وهيكلة المقاومة الشعبية على المستويات الاتحادية والولائية والمحلية.

وبيّن الباهي أن الاستنفار يشمل جانبين، أولهما يخص القادرين على حمل السلاح لدعم القوات المسلحة في جميع المحاور حتى تحرير آخر شبر من الوطن، والثاني يتعلق بالإسناد المدني في مجالات إعادة البناء والإعمار وتوفير الخدمات بالمناطق المحررة.

وأشاد رئيس اللجنة العليا بالمستنفرين والمقاتلين وبجهود الفاعلين في مختلف قطاعات المجتمع، الذين ساهموا في التعبئة المجتمعية والإعلامية.

 

وكشف عن ترتيبات لانعقاد المؤتمر العام الأول للجنة العليا قريبًا، للوقوف على حجم الإنجازات ووضع توصيات لتطوير العمل مستقبلًا.

وأكد الباهي أن الخطة الحالية تستهدف تجهيز المستنفرين لتحرير عدد من المناطق وتأمين الولاية الشمالية، موجهًا اللجان في مختلف الولايات بإعلان التعبئة العامة وفتح المعسكرات دعمًا للقوات المسلحة.

وأشار إلى أن البلاد تتعرض لعدوان دولي تشارك فيه أكثر من عشر دول، على رأسها دولة الإمارات، مما يستوجب الاستعداد التام واستمرار التدريب لكافة فئات المجتمع دفاعًا عن الأرض والعرض وسيادة السودان، في ظل الصمت الدولي تجاه الانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكبها المليشيا المتمردة ضد المدنيين العزل على حد قوله.

 

الإعيسرالحكومة السودانيةالمقاومة الشعبية

مقالات مشابهة

  • بوبريق: تصريحات محافظ المصرف المركزي تكشف معاناة مؤسسات الدولة بسبب الانقسام
  • الوطنية للنفط تكشف عن خطة لزيادة الإنتاج بتمويل من المصرف المركزي
  • الإطار:الخيانة وراء شحة المياه في العراق
  • فرنسا تدعو رعاياها إلى مغادرة مالي فوراً بسبب تدهور الأوضاع الأمنية
  • المسوري: تصريحات محافظ المركزي لا تعفيه من المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي
  • تفاهم بين حاكم المركزي وجمعية المصارف وواشنطن تدعو للحدِّ من اقتصاد الكاش
  • الحكومة السودانية تكشف عن خطة شاملة لمواجهة عدوان من 18 دولة وفتح المعسكرات ودعوة لحمل السلاح
  • محافظ المركزي: تراجع النفط قد يعجز الدولة عن دفع المرتبات
  • المدغيو: نأمل أن يكون الحوار المهيكل الذي أعلنته البعثة نقطة تحول نحو توحيد البلاد