مجلة الأوقاف… خالد عرفان يكتب: كيف نُربي أبناءنا في زمن "الترند"؟
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
في عددٍ جديد من مجلة «وقاية» الصادرة عن وزارة الأوقاف المصرية، كتب الأستاذ الدكتور خالد عرفان، العميد السابق لكلية التربية بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، مقالًا بعنوان «تربية الأبناء في عصر الترند»، تناول فيه التحديات التربوية والأخلاقية التي يواجهها الآباء والمربّون في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة السريعة و«الترند» هدفًا يسعى إليه كثير من الشباب دون وعيٍ كافٍ بعواقبه.
وأوضح الدكتور عرفان أن المجتمعين المحلي والدولي شهدا في السنوات الأخيرة تغيرات تكنولوجية متسارعة أثّرت على مختلف مجالات الحياة، وفرضت على الأسر واقعًا جديدًا يتطلّب تربية نوعية واعية تتماشى مع التقدم التقني، دون أن تفرّط في القيم الدينية والأخلاقية التي تُشكّل هوية المجتمع.
ظاهرة الترند بين الترفيه والخطر
أشار الكاتب إلى أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وما يصاحبها من تبادلٍ سريعٍ للمعلومات والمقاطع المرئية جعل من السهل انتشار أي محتوى تحت وسمٍ (هاشتاج) يجذب الانتباه، وهو ما يُعرف بـ"الترند".
وبيّن أن الترند قد يحمل جوانب إيجابية حين يُستخدم لنشر الوعي أو دعم المبادرات الإنسانية، لكنه يتحوّل إلى أداةٍ مدمّرةٍ إذا ارتبط بمحتوى مخالفٍ للدين أو القيم، أو كان هدفه فقط تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة دون مراعاة أثره النفسي والاجتماعي على المتابعين.
وأكد الدكتور خالد عرفان أن الترند أصبح ميدانًا تنافسيًا للشهرة بين الأفراد والمؤسسات، يسعى فيه البعض إلى تحقيق مكاسب مادية أو معنوية سريعة، مما يفرض على الآباء دورًا أكبر في توجيه أبنائهم نحو الاستخدام المسؤول للتقنية، وفهم طبيعة ما يتداولونه من محتوى.
مسؤولية الأسرة والمجتمع
وحذّر الكاتب من خطورة أن يتحول الآباء إلى متفرجين على سلوك أبنائهم الرقمي، داعيًا إلى الانخراط الواعي في العالم الافتراضي، ومتابعة ما ينشره الأبناء أو يتابعونه عبر المنصات المختلفة.
وشدّد على أهمية غرس الرقابة الذاتية في نفوس الشباب منذ الصغر، وتنمية وعيهم الديني والتربوي، بحيث يكون معيار التفاعل الرقمي لديهم قائمًا على الحق والصدق واحترام الآخر.
وأوضح أن التربية في عصر الترند لا تعني المنع أو الانعزال، بل القدرة على التوازن بين الانفتاح على التكنولوجيا والالتزام بالقيم الإسلامية، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون القدوة الحسنة داخل الأسرة هي المنطلق الأول في تعليم الأبناء كيف يميزون بين المفيد والضار في المحتوى الرقمي.
انضباط المحتوى المنشور
وتحت عنوانٍ آخر ضمن صفحات العدد، تناولت مجلة «وقاية» محورًا تكميليًا بعنوان:«من الضروري اتساق المحتوى مع تعاليم الدين وقيم المجتمع»
وجاء فيه مجموعة من الضوابط التي ينبغي أن يلتزم بها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، من أبرزها:
توافق المحتوى المنشور مع تعاليم الدين الإسلامي وقيم المجتمع.
احترام خصوصية الأفراد وعدم انتهاك الحرمات.
التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، وعدم نشر الأكاذيب أو ما يثير الفتن.
حفظ الحقوق الفكرية للمحتوى المنشور.
نشر الوعي التقني لدى الأبناء لمساعدتهم على الاستخدام السليم للتكنولوجيا.
تعريف الأبناء بالمسؤولية القانونية لما ينشر عبر المنصات.
إعداد محتوى هادف يُفيد المتابعين ويسهم في بناء مجتمع متماسك.
توظيف وسائل التواصل لخدمة القيم الدينية والإنسانية.
وأكدت المجلة أن هذه المبادئ تمثل أساس التربية الرقمية، التي يجب أن ترافق التربية الأخلاقية والتعليمية داخل الأسرة والمدرسة والمسجد، حتى يخرج جيلٌ قادر على التعامل بوعيٍ مع بيئةٍ رقميةٍ متغيّرةٍ باستمرار.
نحو جيلٍ رقمي متوازن
اختتم الدكتور خالد عرفان مقاله بالتأكيد على أن تربية الأبناء في عصر «الترند» تحتاج إلى تكاتفٍ بين الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسات الدينية، لتنشئة جيلٍ يدرك مسؤوليته في العالم الرقمي، ويتعامل مع التقنية بأخلاقٍ راقية وفكرٍ ناقد.
وقال:"واجبنا جميعًا أن نُربي أبناءنا تربيةً واعية تجمع بين العلم والإيمان، والفكر والانضباط، حتى لا يكونوا أتباعًا لكل ما يُعرض، بل قادةً في التفاعل الإيجابي مع العالم الرقمي الحديث."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وقاية الأوقاف وزارة الأوقاف الترند عرفان تغيرات تكنولوجية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: مصر تحصد إنجازًا دوليًا جديدًا بفوز الدكتور خالد العناني برئاسة منظمة اليونسكو
هنأ الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بمناسبة فوزه بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك عقب التصويت الذي جرى اليوم ضمن أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام للمنظمة بمدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، حيث حصل المرشح المصري على 172 صوتًا من إجمالي 175 صوتًا.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن هذا الفوز يُعد إنجازًا وطنيًا جديدًا يُضاف إلى سجل النجاحات الدولية لمصر، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في قيادة المؤسسات الأممية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم.
وأشار الوزير إلى أن انتخاب الدكتور العناني يجسد التقدير الدولي لمسيرته الأكاديمية والمهنية المتميزة، وجهوده البارزة في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.
وأوضح وزير التعليم العالي أن ترشيح الدكتور خالد العناني جاء بعد حصوله في السادس من أكتوبر الماضي على 55 صوتًا من أصل 58 دولة عضوًا بالمجلس التنفيذي لليونسكو، وهو ما عكس الإجماع الدولي الواسع على دعم المرشح المصري ومهّد لاعتماده رسميًا خلال المؤتمر العام المنعقد في سمرقند.
واختتم الدكتور عاشور تصريحاته بتقديم خالص التهاني والتقدير للدكتور خالد العناني، متمنيًا له التوفيق والنجاح في قيادة المنظمة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن هذا الفوز يجسد نجاح جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والدبلوماسية المصرية ومؤسسات الدولة في تعزيز حضور مصر داخل المنظمات الدولية وترسيخ دورها الريادي عالميًا في مجالات التعليم والثقافة والبحث العلمي.
يُذكر أن الدكتور أيمن عاشور كان قد ألقى بيان مصر الرسمي أمام المؤتمر العام يوم الخميس الموافق 31 أكتوبر 2025، استعرض خلاله جهود الدولة في دعم التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الثقافة والتنمية المستدامة وحماية التراث الثقافي. كما دعا الدول الأعضاء إلى دعم ترشيح الدكتور خالد العناني، مؤكدًا ثقة مصر في قدرته على تعزيز دور المنظمة وتحقيق أهدافها السامية.
ويشارك في الدورة الحالية للمؤتمر العام وفدان من وزارتي التعليم العالي والخارجية، برئاسة السفير علاء يوسف، سفير مصر في فرنسا والمندوب الدائم لدى اليونسكو، وذلك في إطار التنسيق المشترك بين الوزارتين لدعم الرؤية الوطنية وتعزيز الدور المصري الفاعل في المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونسكو.
ويضم وفد وزارة التعليم العالي الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية لليونسكو، والدكتورة هالة عبد الجواد، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، والدكتور طارق أبو الفتوح، الملحق الثقافي بالمكتب الثقافي المصري في باكو - أذربيجان
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يهنئ كمبوديا بذكرى يوم الاستقلال
رئيس «الوطنية للانتخابات»: جاهزون لتصويت المصريين في الخارج بالمرحلة الأولى من انتخابات النواب 2025