عاشور: مصر لا تدخر جُهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة لتحقيق التنمية والنهضة للدول
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر لا تدخر جُهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائمًا تُقدم يد العون والمساعدة لأشقائها من أجل تحقيق التنمية والنهضة لجميع دول القارة.
وأشار وزير التعلم العالي، إلى حرص مصر على تعزيز التعاون المُشترك مع الاتحاد الإفريقي وجميع الدول الإفريقية في جميع المجالات وخصوصًا في التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، نظرًا لأنهما يُمثلان قاطرة التنمية والنهوض الاجتماعي والاقتصادي للقارة الإفريقية.
وأوضح أن القيادة السياسية تُولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الذي حظى باهتمام بالغ من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والتى شهدت ازدهارًا وعودة للريادة المصرية بالقارة الإفريقية.
وأضاف الوزير، أن مصر تقدم منحًا سنويًا للقارة الافريقية لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في جميع التخصصات العلمية والطبية والهندسية، لافتًا إلى أن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية خلال العام الدراسي 2023/2024، قد تجاوزت 713 منحة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وفي التخصصات المختلفة، وتشمل (منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية).
وأشار د. أيمن عاشور ، إلى أن مصر تُقدم دعمها لمختلف دول القارة، حيث تستضيف مصر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، والذى يقوم بالعديد من الأنشطة خصوصًا التدريب والتوعية من خلال برامج مشتركة من الاتحاد العام للجامعات الافريقية، لافتًا إلى أن الوزارة تقدم الدعم للاتحاد العام للجامعات الإفريقية، من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية.
واسترسل: كما استضافت مصر المؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الثانية تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما يتم تقديم الدعم للدول الإفريقية في هذا القطاع الهام من خلال كليات الطب والمستشفيات الجامعية خاصة وأن مصر تقدم العديد من المنح لأكثر من 27 دولة في العلوم الطبية والصيدلانية، والتي تخطت 228 منحة في الطب البشرى، و28 منحة لطب الفم والأسنان، و22 منحة في العلوم الصيدلانية، و42 منحة في العلوم الهندسية و26 منحة في الحاسبات والمعلومات والذكاء الإصطناعي، بالإضافة إلى 333 منحة في باقي التخصصات التي تخدم تحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
كما تقوم الوزارة بتفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وجنوب السودان وتشاد، موضحًا أن الوزارة تسعى لربط الجامعات المصرية بنظيرتها الإفريقية، من خلال مذكرات التفاهم والتوأمة مع الجامعات وبصفة خاصة جامعات عموم إفريقيا الأربع في(الجزائر والكاميرون ونيجيريا وكينيا)، كما تقوم الوزارة بدعم وتشجيع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مُشتركة خاصة في مجالات (الزراعة الذكية وإدارة الموارد الطبيعية ودراسات الثروة المعدنية والطاقة الجديدة والمُتجددة والمياه والصحة وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار من البُعد).
واستعرض الوزير جهود الوزارة في دعم أشقائها، من خلال تخصيص منح تدريب قصيرة الأمد لشباب الدول الإفريقية من خلال دورات تدريبية قصيرة في العديد من مجالات البحث العلمي، ومنها (الفضاء والاستشعار من البُعد، والبحوث الصحية والأوبئة والذكاء الاصطناعي والحوكمة والتغيرات المناخية والهندسة)، كما تعمل الوزارة على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح، حيث تم تقديم تدريب لنحو 70 متدربًا إفريقيًا ممثلين عن 22 دول إفريقية في مجالات الاستشعار من البُعد وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والغذاء والتربة باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية، كما شاركت الوزارة مع أكاديمية ناصر العسكرية في تدريب 20 من قيادات دول الصحراء والساحل.
وأكد د. عاشور على أهمية ما تقوم به مصر من إنشاء وكالة الفضاء الإفريقية، فقد تم توقيع اتفاقية المقر مع مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي وذلك تمهيدًا لتشغيل وكالة الفضاء الإفريقية، حيث تم الانتهاء من إنشاء مبنى الوكالة تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، وقد رشحت الوزارة مُمثليها في لجنة الحوكمة للفضاء في إفريقيا للقيام بالدور الفعال في تشغيل الوكالة وتحقيق العائد المُتوقع منها في النهوض بتكنولوجيا الفضاء بالقارة الإفريقية وفتح آفاق التعاون العلمي والتعليمي للفضاء والاستشعار من البُعد بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى تعاون الوزارة في مجال تكنولوجيا الفضاء مع وكالتي الفضاء بدولتي السنغال ومالاوى للتعاون المُشترك في التدريب وتصميم الأقمار الصناعية الصغيرة مع الدعم الفني والتقني لإعداد كوادر من الدولتين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشاد الوزير باستضافة مصر للعديد من المؤتمرات والمنتديات الإفريقية بالتنسيق مع الاتحاد الافريقيى ومنها منتدى جيمس وأفريقيا بحضور 250 عالمًا إفريقيًا من 55 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي والأوروبي، والذي ناقش دور التقنيات المُتطورة للاستشعار من البُعد في الزراعة والأراضي والمياه والبيئة البحرية والساحلية، مشيرًا إلى استضافة مصر لاجتماعات تشاورية وطنية وإقليمية لمنظمة النيباد لدعم الابتكار والشركات الناشئة في ظل اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية لدعم الصناعة والتجارة، وذلك بالشراكة والتعاون بين المراكز والمعاهد البحثية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع منظمة النيباد وشركائهم من الدول الافريقية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار رئاسة مصر برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنظمة النيباد في العامين القادمين، مضيفًا أن تم تقديم مبادرة مصرية لإعداد استراتيجية الذكاء الاصطناعي في إفريقيا للتنفيذ بالتعاون مع منظمة النبياد، وستقوم الجامعات المصرية والمراكز البحثية بتقديم كافة التسهيلات والعون للمنظمة كى تحقق أهدافها وتعظيم العائد على تحقيق أجندة أفريقيا 2063.
ومن جانبه، أشار د. إسلام أبوالمجد مستشار الوزير للشئون الإفريقية، إلى المشاركة في العديد من الاجتماعات الوزارية والتنفيذية الفعلية والافتراضية، كما شاركت الوزارة في اجتماع الخبراء والاجتماع الوزاري للجنة المُتخصصة للتعليم والتكنولوجيا والابتكار، والتى تناقش كافة خطط التعليم والتكنولوجيا والابتكار، حيث عرضت مصر خلال هذا الاجتماع، إمكانية تقديم خبراتها للقارة الإفريقية في التعليم التكنولوجي من خلال الجامعات التكنولوجية لسد الفجوة فى التعليم الفني المُتقدم، والذي يحقق مُتطلبات وظائف المستقبل واحتياجات سوق العمل، وتم عرض المُقترح على مفوضية الاتحاد الإفريقي والتى ستقوم بدراسته وكيفية تنفيذه بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة.
ولفت د. إسلام أبوالمجد إلى مشاركة الوزارة في إعداد أجندة الابتكار للتعاون "الإفريقي - الأوروبي" والتي تم التوافق عليها في الاجتماع الوزاري للجنة المُتخصصة للتعليم والتكنولوجيا والابتكار، والتي تم إطلاقها في أكتوبر، بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة، موضحًا أنه سيكون لمصر دورًا فعالًا في هذه الأجندة من خلال الجامعات التكنولوجية، واستضافة مصر لمنصة العلم المفتوح بالقارة الإفريقية بالتعاون مع دولة جنوب إفريقيا، والذى يكون له دور فعال في بناء القدرات ومشاركة التجارب والأبحاث والموارد لخدمة التعليم العالي والبحث العلمي بالقارة الإفريقية.
وصرح د. عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للتعاون الإفريقي والذي يأتي ضمن أهم أولوياتها، وذلك من خلال تقديم الدعم لأشقائها في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم الأشقاء الأفارقة في مرحلتي (البكالوريوس والدراسات العليا) من خلال كافة الجامعات المصرية، فضلًا عن توفير المزيد من المنح الدراسية، وتبادل الخبرات المُشتركة في شتى المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی والتکنولوجیا والابتکار بالقارة الإفریقیة الجامعات المصریة الوزارة فی ا إلى أن من خلال منحة فی أن مصر
إقرأ أيضاً:
نزاهة البحث العلمي في جامعات الأردن: التحديات والحلول المقترحة
#سواليف
#نزاهة_البحث_العلمي في #جامعات_الأردن: التحديات والحلول المقترحة
د. #مازن_الزعبي
في الآونه الأخيرة، أصبحت قضية نزاهة البحث العلمي في الجامعات الأردنية محل اهتمام متزايد من قبل الباحثين، الأكاديميين، والمجتمع بشكل عام. تقرير حديث استند إلى “مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي” كشف عن وجود تحديات جوهرية تتعلق بجودة ما يُنشر في المؤسسات الأكاديمية الأردنية.
مقالات ذات صلةالتقرير أوضح أن:
* جامعة الشرق الأوسط وجامعة البلقاء التطبيقية وقعتا في فئة الراية الحمراء، ما يعكس وجود اختلالات منهجية ومخاطر عالية تتعلق بالنزاهة الأكاديمية.
* جامعة اليرموك والجامعة الهاشمية صنفتا ضمن فئة عالية المخاطر، في إشارة إلى انحراف ملحوظ عن المعايير الدولية.
* الجامعة الأردنية أُدرجت ضمن قائمة المتابعة، ما يعكس الحاجة لتحسين السياسات الحالية.
لكن بدلًا من الاكتفاء بعرض الأرقام والحقائق، من الضروري الانتقال إلى مرحلة البحث عن حلول قابلة للتطبيق.
ما هي الأسباب الكامنة خلف المشكلة؟
* الاعتماد على الكمّ بدلًا من الكيف في تقييم الأداء الأكاديمي.
* ضعف آليات الرقابة والمراجعة الداخلية.
* غياب سياسات واضحة لضبط أخلاقيات البحث العلمي.
* وجود ضغوط مؤسسية على الباحثين للنشر بأي وسيلة.
حلول مقترحة لتعزيز نزاهة البحث العلمي في الجامعات الأردنية
1. تأسيس وحدات رقابة مستقلة داخل كل جامعة
وحدات متخصصة تشرف على تقييم الأبحاث قبل وأثناء وبعد النشر، بعيدًا عن التبعية الإدارية المباشرة للأقسام الأكاديمية.
2. وضع سياسات نشر شفافة ومُلزمة
مثل إلزام الباحثين بإرفاق تقارير فحص الانتحال وإثبات خضوع الأبحاث للمراجعة الأخلاقية.
3. تفعيل برامج تدريب إلزامية
دورات منتظمة لجميع الباحثين وطلبة الدراسات العليا حول مواضيع مثل:
* النزاهة العلمية
* كيفية اختيار المجلات المناسبة
* آليات تجنب الانتحال وتزوير البيانات.
4. تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم الأبحاث
عبر منصات مثل Turnitin وiThenticate، مع تعزيز دور التكنولوجيا في كشف التجاوزات.
5. إطلاق تقارير شفافة سنوية
تقوم كل جامعة بنشر تقرير سنوي عن وضع الأبحاث داخلها: عدد الأبحاث، تصنيف المجلات، حالات النزاهة، والشكاوى التي تم التعامل معها.
6. تفعيل لجان تأديبية صارمة
لجان مستقلة مخولة بمراجعة قضايا النزاهة واتخاذ قرارات عقابية واضحة وشفافة.
7. تعزيز التعاون البحثي الدولي
توقيع اتفاقيات شراكة مع جامعات عالمية مرموقة لضمان تبادل المعرفة والالتزام بأعلى المعايير.
ختامًا
ضمان نزاهة البحث العلمي ليس مسؤولية الجامعات وحدها، بل هو مسؤولية مجتمعية مشتركة تشمل الباحثين، الإدارات الجامعية، الجهات الرقابية، وحتى الطلبة. الجامعات التي تبني سمعتها على أسس أخلاقية قوية هي الجامعات التي تساهم بفعالية في تطوير المجتمع وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
ندعو جميع المعنيين إلى فتح حوار بناء حول هذه التحديات والحلول، لنرتقي بمستوى البحث العلمي في الأردن إلى المكانة التي يستحقها.