بايدن يواجه اختبارات صعبة في 2024
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أكد دانيال دو بتريس، زميل في مؤسسة الرأي الأمريكية ديفنس برايوريتيز، أنه في الولايات المتحدة، نادراً ما يتم الفوز بالانتخابات الرئاسية أو خسارتها بسبب السياسة الخارجية.
مسؤولياته كقائد أعلى للقوات المسلحة ستتداخل مع تجمعاته وخطبه واجتماعات المانحين
تعد الأمور المحلية مثل الاقتصاد والجريمة والحالة العامة للبلاد أكثر أهمية بالنسبة للمرشحين.
وكتب دوبتريس في مجلة "سبكتيتور" أنه بينما يتطلع جو بايدن إلى سنة 2024، تواجه إدارته وفرة من الصراعات والتحديات والأزمات. لا أحد يستطيع أن يخمن ما إذا كانت الأحداث خارج حدود أمريكا ستساعده أو تضره في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولكن هناك شعور بأن السنة المقبلة يمكن أن تكون محورية بالنسبة إلى حالة هذه الصراعات وكذلك بالنسبة إلى قدرة بايدن على المساعدة في حلها.
غزة
الصراع الأكثر إلحاحاً حسب الكاتب هو الصراع الذي يغلي حالياً في غزة. تمر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس بمراحلها الأكثر دموية منذ بدء الحرب قبل 11 أسبوعاً. وحتى وقت كتابة هذه السطور، قُتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ولم تفعل أوامر الإخلاء الإسرائيلية سوى القليل لتخفيف الخسائر في صفوف المدنيين، حيث يموت العشرات وأحياناً أكثر من 100 مدني يومياً.
Why 2024 will be tough on Joe Biden https://t.co/Z2kaRKKID6
— Sally Jane (@SallyPresto) December 29, 2023
ويبدو أن بنيامين نتنياهو، السياسي الممتهن للنجاة، توصل إلى نتيجة مفادها أن الطريقة الوحيدة التي تمكنه من التشبث بالسلطة هي مواصلة الحرب بكل قوة. إن المناشدات الأمريكية لنتنياهو، سواء كانت تتعلق بتخفيف الخسائر أو بترتيبات ما بعد الصراع في غزة، لم تلق آذاناً صاغية إلى حد كبير. لقد استغرق الأمر أكثر من شهرين ونصف من المناشدات الأمريكية، قبل أن تعيد إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة، لتسريع المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين في منطقة الحرب.
هدفان لبايدن
من خلال كل ذلك، سعى بايدن إلى تحقيق التوازن بين هدفين في وقت واحد: دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وحماية المدنيين الفلسطينيين إلى أقصى حد ممكن. في الهدف الأول، لا يمكن لأحد أن يتهمه بالمماطلة. لكن سجل بايدن في الهدف الثاني ضعيف. فهو لم يفعل الكثير لتوبيخ إسرائيل على تكتيكاتها في غزة والتي أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين أكبر بكثير من قتلى عناصر حماس، وحولت النصف الشمالي من القطاع إلى بحر من الحطام، كما ساعدت في توليد ما يُعد بلا أدنى شك حالة الطوارئ الإنسانية الأكثر إلحاحاً في العالم.
Why 2024 will be tough on Joe Biden...
As Joe Biden looks to 2024, his administration is juggling a cornucopia of conflicts, challenges and crises. Whether events outside America’s borders will help or hurt him at the polls next November is anyone’s guess.… pic.twitter.com/A3FobkvpUc
واعترف بايدن نفسه بأن حملة القصف الإسرائيلية كانت "عشوائية"، لكنه ظل غير راغب بفرض شروط على المساعدة العسكرية الأمريكية لتل أبيب. وهذا أمر مزعج للحزب الديمقراطي، الذي لا يوافق أعضاؤه الأصغر سناً على طريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب، وهو يقود الناخبين العرب الأمريكيين في ولاية رئيسية متأرجحة إلى إعادة تقييم دعمهم السابق للرئيس.
أوكرانيا والسيناريو المتفائل
تعد الحرب في أوكرانيا نقطة اشتعال أخرى في جدول أعمال بايدن، مع اقتراب السنة الجديدة. إذا كانت سنة 2022 ناجحة بالنسبة للأوكرانيين، فإن 2023 كانت على العكس تماماً: جهداً طويلاً شاقاً أدى إلى نتائج صغيرة بتكلفة كبيرة. لا يزال الجيش الأوكراني مستعداً وحازماً، لكن ساحة المعركة بالكاد تحركت منذ يونيو (حزيران)، عندما شنت كييف هجومها المضاد، الذي كثر الحديث عنه ضد الأراضي التي تحتلها روسيا.
وبينما تحافظ أوكرانيا على سرية خسائرها، ليس غير منطقي افتراض أن عشرات الآلاف قتلوا وجرحوا في الأشهر الستة الماضية. يتسلل الشعور باليأس إلى داخل المؤسسة السياسية الأوكرانية التي روجت لناخبيها السيناريو الأكثر تفاؤلاً: هروب المضطهدين الروس مذعورين نحو التلال وعائدين إلى الوطن الأم. ولم يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبهراً بالنسبة إلى الجماهير الأجنبية. وواشنطن ليست استثناء.
على بايدن أن يغضب من نفسه
في الماضي، كان بوسع زيلينسكي وكبار مستشاريه الاعتماد على واقع مفاده أن طلبات المساعدة العسكرية ستُمنح، حتى ولو كانوا يشتكون باستمرار من عدم إفراج الولايات المتحدة عن أسلحة معينة. لم يعد هذا هو الحال. ولم تقم زيارة زيلينسكي القصيرة إلى العاصمة الأمريكية في ديسمبر (كانون الأول) بالكثير لتغيير الأجواء. يرى المشرعون الجمهوريون أن البيت الأبيض يائس بشكل متزايد للحصول على حزمة مساعدات أخرى لأوكرانيا ويستغلونها للضغط على بايدن، من أجل التوقيع على قوانين هجرة أكثر صرامة، كان سيندد بها خلال حملته سنة 2020.
أضاف الكاتب أنه إذا كان بايدن غاضباً من الطريقة التي تصرف بها الجمهوريون فيجب أن يكون غاضباً من نفسه أيضاً لإصراره مراراً على أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر"، ولم يكن هذا وعداً يمكن لبايدن أن يفي به. فالجمهورية الأمريكية تعمل على أساس فصل بين سلطات مستقلة ومتساوية تختلف في أكثر الأحيان. في وقت لم تعد المساعدات العسكرية أمراً مؤكداً بينما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل الاقتصاد الروسي إلى اقتصاد يعطي الأولوية لهوسه بأوكرانيا، يمكن أن تجعل سنة 2024 السنة الحالية تبدو معتدلة عند المقارنة.
عودة إلى مشاكل الشرق الأوسط
يواجه بايدن أيضاً مشاكل أخرى تختمر تحت السطح. شنت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا أكثر من 100 هجوم ضد القوات الأمريكية المتمركزة في كلا البلدين منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، وهي ضربات لا تظهر أي علامات على التراجع. خلال عطلة نهاية الأسبوع، تم إطلاق وابل آخر من الصواريخ على القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة أربيل الجوية في شمال العراق، ما أدى إلى إصابة 3 جنود أمريكيين.
وأذن بايدن بضربات جوية دقيقة محدودة ضد منشآت للميليشيات بعد أكثر من 24 ساعة. مع ذلك، وبما أن الضربات الأمريكية السابقة لم تردع المزيد من هجمات الميليشيات، فمن غير المنطقي تماماً الاعتقاد بأن الضربة الانتقامية يوم عيد الميلاد ستنجح حيث فشلت الضربات الأخرى. إن الحظ، في جوهره، يفصل الولايات المتحدة عن المواجهة الإقليمية التي يدعي بايدن نفسه أنه لا يريدها.
سيقضي بايدن معظم السنة المقبلة في حملات انتخابية. من الواضح أن مسؤولياته كقائد أعلى للقوات المسلحة ستتداخل مع تجمعاته وخطبه واجتماعات المانحين. "للأفضل أو للأسوأ، سنرى"، ختم دوبتريس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حصاد 2023 غزة وإسرائيل الولایات المتحدة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور
المناطق_واس
تشكل وثائق ومذكّرات المستشرق الأمريكي جورج رينتز مساحة في التوثيق لتاريخ العلاقات السعودية – الأمريكية الوطيدة، التي بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.
وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة الوثائق والمذكرات والصور واليوميات النادرة لجورج رينتز، الذي قدم جملة من الأعمال العلمية والبحثية الراقية التي كتبها وهو يعمل مترجمًا وباحثًا بشركة الزيت العربية الأمريكية “أرامكو”، حيث قدم إنتاجًا معرفيًّا في قراءة ورصد التاريخ السعودي المعاصر، وبدايات العلاقات السعودية – الأمريكية المميزة، خلال فترة عمله التي استمرت (17) عامًا ما بين (1946) – (1963)م.
أخبار قد تهمك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم في مجالات التراث الثقافي الوطني 10 أبريل 2025 - 11:00 مساءً مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقيم ندوة عن الأزياء التراثية السعودية 12 يناير 2023 - 5:24 مساءًوتكشف مجموعة جورج رينتز الخاصة التي تقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عن بدايات العلاقات المميزة بين المملكة وأمريكا، إذ تتناول بدايات إنتاج النفط بالمملكة، وأشهر الحقول النفطية، وتاريخية شركة أرامكو التي تمثل أكبر قلعة اقتصادية في الشرق الأوسط تمثل واجهة العلاقات السعودية – الأمريكية في مجال البترول، وكشوفاته، وإنتاجه، وتكريره، كما تكشف المجموعة عن تحولات هذه العلاقات مدفوعة بعددٍ كبيرٍ من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
وقام “جورج رينتز” أثناء عمله بتوثيق التاريخ الشفوي للقبائل، ونشر سلسلة من كتيبات “أرامكو”.
وتشتمل مكتبة جورج رينتز على (8948) وثيقة نادرة منها (1175) وثيقةً باللغة العربية، و(6224) وثيقةً باللغة الإنجليزية، كما تضم (1367) قصاصةً صحافيةً، و(182) مذكرةً وتقريرًا وأغلبها له صلة وثيقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط، وتبرز الوثائق تاريخية العلاقات السعودية – الأمريكية حيث تضم: وثائق عن اتفاقيات النفط بين المملكة وبعض الشركات الأمريكية.
ووثق المستشرق أقوال الصحف الأمريكية عن زيارة الملك سعود للولايات المتحدة الأمريكية.
وتضم المكتبة عددًا كبيرًا من الكتب باللغات الأجنبية، وترصد أهم الأحداث السياسية والوقائع التاريخية في المملكة ومنطقة الخليج العربي، ومنها: وثيقة عن أول مؤتمر وطني لدراسة أوضاع الطيران في المملكة الذي عقد يوم الأحد 16 / 9 / 1382هـ، وعرض لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني، كما توجد وثائق حول تطورات شركة الزيت العربية – الأمريكية، ومشروع التابلاين، ومشاريع التنمية الاقتصادية، واستثمارات البترول والمعادن بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ومقترحان بشأن نظام العمل في شركة “أرامكو” والثروات المعدنية في المملكة في شرق المملكة وجنوبها، وخطاب موجه من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى رئيس شركة الزيت العربية الأمريكية بخصوص تحديد سعر الجنيه الذهب والبترول.