هل تنتهي الحرب في السودان خلال العام القادم؟.. تفاؤل حذر
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
لم يكن كافيا انتعاش الدراما السودانية مع مطلع العام الجديد قبل 12 شهرا، حينما اندمج نجوم السوشيال ميديا في الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى اختيار السودانية دعاء طارق ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم، لجعل أخبار السودان سارة طيلة السنة.
كما أن الترشح الذي يعد الأول من نوعه للسودان لمسابقة ملكة جمال العالم، لم يمنع من الارتفاع الجنوني لأسعار العقارات، وأكبر نزوح للأطفال في تاريخ البلاد.
عام "الفشل والحرب"
في عام 2023، فشلت آمال الاستقرار في البلد الأفريقي الذي يأوي أكثر من 48 مليون نسمة، بعد انزلاق البلاد إلى حرب عسكرية غير متوقعة، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية ونزوح ملايين السكان.
انطلقت هذه الأحداث بعد تصاعد الأزمة السياسية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حين قام قائد الجيش السوداني بحل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ.
في نهاية 2022، فشل اتفاق إطاري مرتقب بين تحالف قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري في تحقيق التوافق، مما أدى إلى انقسام كبير بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتسبب في تعثر التوقيع النهائي على الاتفاق في أبريل 2023.
في 15 نيسان/ أبريل 2023، اشتعلت الحرب في الخرطوم، ممتدة إلى مناطق أخرى بما في ذلك إقليمي كردفان ودارفور والجزيرة وسنار. أسفرت هذه النزاعات عن نزوح كبير، حيث فرّ ما يقرب من 7 مليون شخص في أكبر موجة نزوح داخلي في العالم.
وتتسارع الآثار الاقتصادية السلبية، حيث تراجعت الإيرادات وشهد الجنيه السوداني تدهورا هائلا، وارتفعت معدلات التضخم إلى أكثر من 300 في المئة. فقد أدى تأثير الحرب إلى فقدان الوظائف، مما تسبب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وزيادة في الديون.
في ظل هذا السياق المعقد، تسعى المنظمة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد) للوساطة في لقاء نادر بين قادة الجيش وقوات الدعم السريع في ديسمبر 2023، بهدف تحقيق تسوية سلمية.
ومع أمل السودانيين في نهاية إيجابية لهذه الأزمة المستمرة منذ 9 أشهر، يعلو الترقب للقاء المنتظر بين قادة الجيش وقوات الدعم السريع، والذي يُرجى أن يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلمي.
يشير المحللون إلى أن هذا اللقاء يمكن أن يكون نقطة تحول حاسمة في تسوية النزاع المسلح الذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد وحياة المدنيين.
على الساحة الدولية، تستمر منظمة إيغاد في جهودها لتعزيز المفاوضات بين الأطراف المتحاربة، في حين تسعى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لتقديم الدعم والوساطة.
في ظل هذه التطورات السياسية والاقتصادية، يتساءل العالم ككل عما إذا كانت القادمة أيام ستشهد تطورات إيجابية أم ستظل الأزمة الراهنة تلقي بظلالها على مستقبل السودان.
"الواقع يشير لقرب انتهاء الحرب في 2024"
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الحسين، أنه "استنادا لمجريات حالية، فالواقع الميداني يشير إلى قرب انتهاء هذه الحرب، مبيناً أن "المآلات سيكون في ما بعد الحرب ليست كما كانت قبلها.
وتابع لـ "عربي21": "المسرح السياسي كله سيتغير ويصار إلى تفكير سياسي جديد يتجاوز الأخطاء التي أفضت إلى الحرب".
المحلل السياسي السوداني، ذكر أنه "لعل فظاعة الحرب وآثارها قد تفرض فترة يلتقط فيها الناس أنفاسهم قبل أن تعود عجلة الحياة، لا سيما في جانبها السياسي المدني، لطبيعتها وتفاعلاتها مع الحياة في البلاد".
وأشار إلى أن "الكلمة والسلطة كاملة والترتيبات الأولى ستكون بيد السلطات العسكرية والأمنية واجتراح خطة لسحب السلاح من أيدي الناس واقتصاره على الدولة ومؤسساتها الأمنية".
وبيّن أنه "لن تكون نتائج أي اتفاق بأن تعود ميليشيا الدعم السريع لتضطلع بأي دور سياسي أو عسكري"، مرجحا أن "قد يكون حينها تم الاتفاق دوليا على تصنيفها منظمة إرهابية".
ولفت إلى أن "التحدي الأكبر للدولة بكل مؤسساتها رسمية وشعبية هو اعادة تعمير ما دمرته الحرب من مؤسسات وبني تحتية".
واستطرد: "لن ينجح إعادة الإعمار إذا ما تم التعويل على الخارج وانتظار الايفاء بعود يمكن أن يقطع بها بعض المانحين".
إلى ذلك، يعتقد الحسين، أن على الصعيد السياسي، يجب أن "تقتنع القوى السياسية بعبثية عزل قوى سياسية ومجتمعية تحت أي مسوغ، فالمعادلة الصفرية (إما نحن أو هم) أثبتت خطرها وكلفتها الباهظة على أمن واستقرار البلاد"، حسب قوله.
وخلص إلى أن مؤسسات الدولة الاجتماعية والدينية والاعلامية "ستجد أمام تحد التعافي الاجتماعي وإزالة آثار البغضاء والكره الذي وقر في القلوب نتيجة لممارسات ميليشيا الدعم السريع الاجرامية".
وأوضح أن ذلك "يتضمن محاولة إعادة إدماج أفراد تلك الميليشيا المغرر بهم (الدعم السريع) وكل من ساندها من طرف عصبية أو جهوية أو قبلية، في المجتمع ليعودوا أفراداً صالحين يعملون بايجابية ضمن المجتمع".
وانتقلت المعارك في العاصمة الخرطوم إلى غرب البلاد، حيث سيطرة قوات الدعم السريع بعد معارك ضارية، على معظم ولايات غرب ووسط وجنوب دارفور، كما تمددت في تطور سريع إلى شرق ولاية الخرطوم عبر ولاية الجزيرة حتى تمكنت من دخول "ود مدني" عاصمة الولاية، والتي يعيش فيها ما يقارب الـ 5 ملايين و900 ألف شخص، معظمهم نازحون من ولايات الخرطوم وغرب السودان.
وقتل مالا يقل عن 9 آلاف شخص جراء العنف القائم، وانتشار حالات النهب والسرقة والاغتصاب، وسط معاناة الأنظمة الصحية، التي تناشد لتلقي الدعم بالأدوية والإمدادات المنقذة لحياة السودانيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودانية الدعم السريع السودان حميدتي الدعم السريع البرهان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدعم السریع إلى أن
إقرأ أيضاً:
شبكة أطباء السودان: 233 كادر طبي ضحايا للحرب عقب مقتل الطبيب صديق عثمان
الشبكة أكدت أن هذا الحادث يمثل استمرارًا لما وصفته بـ”الاستهداف المنهجي للأطباء والمنشآت المدنية”، مشيرة إلى أن عدد الكوادر الطبية الذين قُتلوا منذ اندلاع الحرب بلغ 233 طبيبًا.
الخرطوم: التغيير
أدانت شبكة أطباء السودان بأشد العبارات مقتل الطبيب صديق عثمان الفكي داخل منزله في منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم، جراء قصف شنّته قوات الدعم السريع صباح اليوم عبر طائرات مسيّرة.
وأوضحت الشبكة في بيان اليوم الثلاثاء، أن الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة ابني الطبيب اللذين نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكدت الشبكة أن هذا الحادث يمثل استمرارًا لما وصفته بـ”الاستهداف المنهجي للأطباء والمنشآت المدنية”، مشيرة إلى أن عدد الكوادر الطبية الذين قُتلوا منذ اندلاع الحرب بلغ 233 طبيبًا.
وأضاف البيان أن استهداف المدنيين والأطقم الطبية “يعكس طبيعة قوات الدعم السريع التي جعلت من القتل والترويع وسيلة لبسط نفوذها”، مؤكدة أن دماء الضحايا “لن تذهب هدراً”.
وطالبت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها في إدانة ومحاسبة قوات الدعم السريع على ما ترتكبه من انتهاكات متواصلة ضد المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.
وكان سرب من الطائرات المسيّرة قد استهدف فجر اليوم الثلاثاء ولايتي الخرطوم والشمالية، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في شرق النيل والدبة.
وأفادت مصادر محلية بأن المسيرات حاولت استهداف محطة عد بابكر التحويلية في شرق الخرطوم، وعدد من المواقع التي يتواجد بها قيادات من قوات درع السودان.
وقالت المصادر لـ (التغيير) إن إحدى المسيرات الانتحارية استهدفت الاستراحة التي يُعتقد وجود قائد قوات درع السودان، اللواء أبوعاقلة كيكل فيها.
وأوضحت أن طائرة مسيرة سقطت في منزل الطبيب صديق عثمان الفكي، مالك مجموعة صيدليات الفاروق، ما أدى إلى مقتله هو وابنه، وإصابة اثنين من أبنائه.
الوسومآثار الحرب في السودان الكوادر الطبية حرب الجيش والدعم السريع شبكة أطباء السودان