موقع 24:
2025-08-12@01:27:06 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

اليوم التالي هو فكرة إسرائيلية تنطوي على التخلص من التربية الوطنية الفلسطينية

"ما بعد غزة. ما بعد حماس. ما بعد الحرب"، عبارات لا تضعنا في صورة الحل الذي يمكن أن ينهي مأساة شعب يتعرض للإبادة لأنه يقيم على أرضه وبشبهة انتمائه أو تأييده لحركة حماس. فكل ما يتم تداوله من اقتراحات لا يقترب من الهدف الذي ترغب إسرائيل في أن يكون بعيدا.


ما صار معروفا أن كل التفاهمات الممكنة والمستندة إلى القانون الدولي فات أوانها وصارت جزءا من الماضي. ولكن ماضي مَن؟ الشعب الفلسطيني أم إسرائيل؟
ربما أخطأ الفلسطينيون حين انقسموا على أنفسهم، خارج وداخل منظمة التحرير الفلسطينية فتشظت الشرعية وصار الفلسطينيون كمَن يكلم نفسه أكثر مما يكلم الآخرين. ربما أيضا أفسدت العقائد قضيتهم فلم يعد في الإمكان العثور بيسر على العامل الوطني المشترك من غير الدخول في تفاصيل تصغر أمامها القضية. هناك فشل في التعاطي مع منطلقات القضية التي يتوزع الكثيرون في محاور عديدة وهم يسعون إلى تفسير ارتباطهم بها.

ولكن إسرائيل من جهتها لم تسع إلى أن تضع حلا لمشكلتها. صنعت تلك المشكلة بنفسها وصارت أسيرة لها. لم تتعلم الدولة العبرية من الشعب الذي اغتصبت أرضه شيئا. فشلت كل محاولاتها في إنهاء تفكير الفلسطيني في مستقبله الوطني، على أرضه وبين شعبه.
صحيح أن أكثر من سبعين سنة من اللجوء والتشرد والشتات قد أنهى أجيالا من الفلسطينيين الذين كان حلم العودة عنوان حياتهم المؤجلة، غير أن الصحيح أيضا أن ذلك الحلم لم يأفل ولم يتفتت، بل صار بمرور الزمن أكثر سطوعا وأشد قوة. لم تنجح إسرائيل في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من الهنود الحمر، ذلك لأن الفلسطيني لم يكتف بالحد الأدنى من سبل العيش الذي تفرضه حياة اللجوء.
لقد فرض الشعب الفلسطيني شخصيته على العالم من خلال هوية سياسية وثقافية واجتماعية أكثر وضوحا وتميزا من هويات شعوب لم تتعرض لما تعرض له من محن ومآس. مقاومته كانت هي الأساس وهي أيضا الطريق التي مشى عليها وصولا إلى هدفه.
ولكن ألا يزال ذلك الهدف واضحا؟
في الخطوط العامة يمكن الإجابة بـ"نعم"، ولكن التفاصيل تحمل ألغاما من شأنها أن تفجر كل القناعات. فشلت إسرائيل في محاولتها محو الشخصية والهوية الفلسطينيتين، ولكنها نجحت في تمزيق المسار وتشتيت وحدة الصف وقطع الخيوط التي تصل بين الفلسطيني وقضيته في جوهرها من جهة، ومن جهة أخرى نجحت في إرباك علاقة العرب بالقضية الفلسطينية.
فإذا كان بعض العرب في حاجة إلى حدود مستقرة مع الدولة العبرية فإن التطبيع معها ظل غائما وضبابيا بالنسبة إلى الكثيرين ممَن لا تشكل إسرائيل خطرا مباشرا على استقرارهم.
لقد أعطى العرب إسرائيل أكثر مما تستحقه. فهي ليست دولة مركزية في الشرق الأوسط ولا تملك مشروعا لبناء علاقات إيجابية مع محيطها وهي أخيرا غير راغبة في إقامة سلام عادل يستند إلى القانون الدولي الذي لم تنفذ فقرة منه.

لا تزال إسرائيل دولة عدوانية توسعية، يشكل الاستيطان هاجسها الدائم وهي لا ترى في الفلسطينيين شعبا يستحق التفاوض. ولطالما عملت على استضعاف السلطة الفلسطينية التي قدمت الكثير من التنازلات مقابل لا شيء.
في حربها الهمجية على غزة كشفت إسرائيل عن مضيها في مشروعها العدواني القائم على نظرتها غير الإنسانية للشعب الفلسطيني. صار واضحا أن جنونها الذي اشتعل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي ليس رد فعل مؤقتا بل هو برنامج وجد له مناسبة لإعادة التحديث من خلال حرب لا نهاية لها إلا حين يحين موعد اليوم التالي.
واليوم التالي هو فكرة إسرائيلية لا تنطوي فقط على التخلص مما يُسمى بـ"شرور حماس" بل وأيضا من التربية الوطنية الفلسطينية التي تحث على أن فلسطين وطن قائم وأن دولة فلسطينية ينبغي أن تحل بحدودها المعترف بها على خرائط العالم.
ما يفكر به بنيامين نتنياهو اليوم هو استعادة لمنهج إسرائيلي قديم أثبت الزمن خطأه. لا يمكن لإسرائيل أن تحل مشكلتها ما لم تتفهم مشكلة الفلسطينيين. ليس المطلوب منها أن تخرج الفلسطينيين من خلافاتهم غير أن في إمكانها أن تحمي نفسها من خلال عدم التدخل في شؤونهم وخلق بيئة يكون فيها الحوار معهم نافعا لها.
لا ينفع إسرائيل أن تستمر في حرب إبادة؛ فاليوم التالي سيحل غير أنه سيكون أسوأ من أيامها الماضية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

السيسي وفيدان يرفضان قرار إسرائيل احتلال غزة وتهجير الفلسطينيين

أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، اليوم السبت، رفضهما قرار إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي الوزير التركي بحضور وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، وفق المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي وفيدان بحثا "مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة".

وشدد البيان على "رفض إعادة الاحتلال العسكري (الإسرائيلي) للقطاع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى (الفلسطينيين والإسرائيليين) مع التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين".

وأشار السيسي، حسب البيان، إلى "التطور النوعي في العلاقات المصرية التركية، لا سيما بعد توقيع الإعلان المشترك في فبراير/شباط 2024 لإعادة تفعيل اجتماعات مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى، ورفعها إلى مستوى رئيسي البلدين".

ولفت البيان إلى "ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، والسعي للوصول إلى حجم تبادل تجاري يبلغ 15 مليار دولار، وتوسيع مشاركة الشركات التركية في المشروعات الاستثمارية داخل مصر".

كما ناقشا "تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان"، مؤكدين على أهمية احترام الدول والحفاظ على وحدة أراضيها ومقدرات شعوبها.

ونبّه السيسي إلى أهمية "تحقيق السلام والاستقرار في تلك الدول الشقيقة، وجهودها في هذا الإطار".

وفجر الجمعة، أقر "الكابينت" الإسرائيلي خطة "تدريجية" عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة لقيت معارضة دولية واسعة وتهديدا بوقف دول أوروبية تصدير معدات عسكرية إلى تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • حمامة السلام الترامبية.. العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب (5)
  • هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسها
  • الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل
  • المجاعة في غزة تُعمّق خسائر (إسرائيل) الإعلامية وتصاعد المقاطعة الأوروبية مع تحريض على السفير الفلسطيني بلندن
  • تحقيق فرنسي مع حاخام متهم بالتحريض ضد ماكرون.. فليُجهّز النعش
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 10 أغسطس 2025.. «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء»
  • السيسي وفيدان يرفضان قرار إسرائيل احتلال غزة وتهجير الفلسطينيين
  • ارتدي فستان زفافك في اليوم التالي.. قصة مصممة غيّرت قواعد فساتين الزفاف
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ