لوفيغارو: إطالة حرب غزة إستراتيجية انتحار لإسرائيل وللغرب
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
إن إطالة أمد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دون تحرك من أجل مستقبل القضية الفلسطينية تشكل إستراتيجية انتحار بالنسبة لإسرائيل وللغرب كذلك، مما يحمل كل الفرص لزيادة شعبية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين السكان الفلسطينيين خاصة وجميع الدول الإسلامية عامة.
هكذا افتتحت صحيفة "ليبراسيون" عمود الصحفي رينو جيرار، والذي يبدأه متسائلا: هل إذا كان ما تكرره الحكومة الإسرائيلية بأن سكان قطاع غزة رهائن لدى حماس صحيح، يمكن أن يكون مبررا لتدمير البنية التحتية والمباني السكنية بشكل منهجي في هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 365 كيلومترا مربعا، والتي يسكنها مليونا فلسطيني وتحتلها إسرائيل منذ عام 1967؟
وأشار الكاتب إلى أن الأضرار البشرية والمادية (22 ألف قتيل) كبيرة للغاية في غزة، بحيث أصبحت حياة السكان الفلسطينيين، الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، محفوفة بالمخاطر لدرجة أنه من الحق التساؤل عما إذا كانت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلقت، بوعي أو بغير وعي، العنان لرغبتها في الانتقام من سكان محبوسين داخل سياج آلي.
عقاب جماعي
ومع انتهاء الإستراتيجية التي عملت عليها حكومة إسرائيل بالفشل الأمني الذريع يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سمحت الحكومة الإسرائيلية المحبطة سياسيا، والتي شعرت بأنها قريبة من باب الخروج، لنفسها بإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين، ومتى نجح العقاب الجماعي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية؟ يتساءل الكاتب.
وإذا كانت أهداف نتنياهو الثلاثة، المتمثلة في تدمير حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، واستئصال "التطرف" بين سكان قطاع غزة، تبدو مشروعة بعد هجوم حماس، فإن الفحص الدقيق يبين أن الهدف الثاني وحده هو الذي يمكن تحقيقه، لأن الجيش الإسرائيلي قادر عسكريا على تحويل القطاع إلى حقل من الخراب يكون منزوع السلاح لفترة من الوقت على الأقل.
أما حماس فتجسد إيديولوجية لا تستطيع قوة القنابل مواجهتها، كما أن "إزالة التطرف" من سكان قطاع غزة ليست بديهية -كما يقول الكاتب- فمن ذا يصدق أن آلاف الأيتام الذين خلفهم قصف الجيش الإسرائيلي سيتوقفون عن الانتقام لآبائهم الذين ماتوا تحت الأنقاض؟
وخلص رينو جيرار إلى أن هذا الغزو المتصهين يشكل انتحارا لإسرائيل وللغرب الذي يدعمها، لأن الأمن الحقيقي يأتي من انسجام الدولة مع جميع جيرانها، أما إستراتيجية الطرد القسري للسكان الذين عاشوا لعدة قرون في فلسطين، فلن تنال قبول الجيران وهي الوصفة المثالية للحرب الأبدية.
كما أن إطالة أمد الحرب تعد انتحارا بالنسبة للغرب لأنه يقدم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على طبق من فضة، هدية مزدوجة لم يكن يحلم بها، وهي الدليل على ازدواجية المعايير في الدروس الأخلاقية الغربية، وبالتالي حشد "الجنوب" نحو "محور الاستبداد" الذي تشكله روسيا وإيران والصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: نتحدث لإسرائيل لوقف حرب غزة ونتوقع أخبارا سارة مع حماس
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته تجري اتصالات مع إسرائيل حول وقف الحرب في غزة، وتوقع حصول أخبار سارة "مع حركة حماس".
وقال ترامب إن الحديث جار مع إسرائيل بشأن إمكانية إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لافتا إلى أنه يعتقد أنه قد تكون هناك أخبار سارة فيما يخص التفاوض مع حماس بشأن وقف إطلاق النار.
وجاء في تصريحات ترامب "أعتقد أننا قد نتلقى أخبارا سارة مع حماس في غزة".
وأضاف "أما إسرائيل، فقد تحدثنا إليهم، ونريد أن نرى إن كنا نستطيع إنهاء ذلك الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
دعم ثابتويأتي حديث ترامب حول وقف الحرب في غزة في الوقت الذي تقدم فيه إدارته دعما مطلقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
وفي وقت سابق استقبل نتنياهو في القدس المحتلة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نوم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية أن الرئيس دونالد ترامب أرسل نوم إلى القدس عقب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن الأسبوع الماضي.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان أن نوم أعربت خلال الاجتماع عن "دعمها الثابت لرئيس الوزراء وإسرائيل"، وعن تقديرها "لإدارته للحرب" في غزة.
إعلان
تصاعد الإدانات
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تصعّد فيه إسرائيل هجومها على حرب غزة.
وتزامنت تصريحات ترامب بشأن وقف الحرب، مع تصاعد الإدانات الأوروبية والدولية لإسرائيل.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الإبادة أكثر من 176 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.