خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا نجاح لدبلوماسية الإمارات
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةردود فعل إيجابية واسعة لنجاح صفقة تبادل الأسرى التي تعد الأكبر بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الأزمة بوساطة من دولة الإمارات، حيث استرجعت خلالها روسيا نحو 248 عسكرياً بينما استعادت أوكرانيا حسب إعلان رسمي أكثر من 200 من الجنود والمدنيين الذين تم أسرهم على مدار الشهور الماضية من الجيش الروسي.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بجهود الإمارات في إتمام عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا تعد «الأكبر» من نوعها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان أمس الأول، عن أمل المنظمة الدولية في أن تتبع هذه الخطوة المهمة عمليات تبادل إضافية لأسرى الحرب وجهود أخرى لتهدئة التصعيد بين الجانبين، مثنياً على جهود الطرفين فضلاً عن جهود الإمارات كطرف ثالث والتي ساهمت في تحقيق هذا التطور الإيجابي. كما رحبت الكويت والبحرين والبرلمان العربي بنجاح الوساطة الإماراتية.
بدورهما، اعتبرت كل من أوكرانيا وروسيا أن صفقة تبادل الأسرى نجاح لدبلوماسية الإمارات التي قادت عدة جولات تفاوضية استثنائية، إلى جانب التأكيد على أنها دولة صديقة للجميع ومحايدة في الصراعات الإقليمية والدولية ما جعلها وسيطاً مقبولاً من جميع الأطراف على الدوام.
وأكد مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس استعادة 230 جندياً أوكرانياً بالضبط خلال «التبادل الـ49» بين كييف وموسكو منذ بدء الهجوم والأزمة في فبراير 2022، مشيراً إلى أن عدد العائدين منذ المعارك بلغ نحو 2828 أوكرانياً.
وقال مركز التنسيق الأوكراني المسؤول عن أسرى الحرب، إنه التبادل «الأكبر من حيث عدد المدافعين (الأوكرانيين) الذين أُعيدوا إلى وطنهم».
وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» قال رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية في العاصمة الروسية موسكو تيمور دويدار، إن الإدارة الروسية تقدر بشكل كبير المجهود الإماراتي في تحقيق السلام عالمياً، إلى جانب ثقل العلاقات الثنائية الرفيعة بين كل من الإمارات وروسيا.
وأضاف المحلل السياسي أن الإمارات لها دور عالمي فاعل وحقيقي في تحقيق التنمية والسلام ومن ثم يؤطر نجاحها في صفقة الأسرى لدورها الإقليمي والعالمي كدولة عاملة على السلام وتحقيق المصلحة العليا في حفظ الأمن الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه دور مهم وإنساني لدولة الإمارات التي تضع السلام العالمي كأساس لمبادئ الدولة. وتكمن صعوبة صفقة تبادل الأسرى الجديدة في أنها تأتي وسط تصعيد عسكري واسع بين أوكرانيا وروسيا مع بداية العام الجديد 2024، ما جعل من صفقة الوساطة الإماراتية استثنائية في ظل هذا التصعيد العسكري بين الطرفين.
من جهته، قال المحلل السياسي الروسي اندريه اونتيكوف، إن الإمارات من أهم البلدان في العالم العاملة على إقرار السلام حيث ساهمت كدولة محايدة في الصراع الدائر حالياً بين روسيا وأوكرانيا على التوسط لعدة صفقات خاصة بتبادل الأسرى بينما تعد الصفقة الأخيرة هي الأكبر من حيث عدد الأسرى المتبادلين بين الطرفين، وهو ما يحسب لدولة الإمارات.
وأضاف المحلل السياسي الروسي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الإمارات تؤكد من خلال صفقة الأسرى الهائلة بين روسيا وأوكرانيا على دورها كدولة محايدة في الصراعات الإقليمية والدولية وأن عملها الرئيسي هو إقرار السلام كأحد مبادئ الدولة، والتي تعمل على تحقيقه من خلال علاقاتها الدولية الواسعة إلى جانب كونها ممثلاً إقليمياً في مجلس الأمن خلال آخر عامين.
وأشار اندريه إلى أن الإمارات لم تتوقف عند هذه الصفقة حيث تعمل على جولات توسط جديدة بين الحكومتين الروسية والأوكرانية للعمل على مزيد من لم شمل العائلات خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه دور محوري يأتي من دولة موثوقة من كافة الأطراف، وقادة يسعون للحياد في كافة المشكلات الإقليمية وبالتالي يلعبون دور الوسيط المقبول من الجميع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدبلوماسية الإماراتية الإمارات تبادل الأسرى روسيا أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا بین روسیا وأوکرانیا تبادل الأسرى
إقرأ أيضاً:
أوروبا توافق على صفقة استحواذ مارس على كيلانوفا
وافق الاتحاد الأوروبي على صفقة استحواذ شركة الصناعات الغذائية مارس على شركة كيلانوفا، المصنعة لحبوب الإفطار ورقائق البطاطس برينجلز مقابل 36 مليار دولار، بعد أن تراجعت الجهات التنظيمية عن مخاوفها السابقة بشأن أكبر صفقة اندماج في قطاع الصناعات الغذائية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأكدت المفوضية الأوروبية، الجهة الرقابية على عمليات الاندماج في الاتحاد، أن الجهات التنظيمية تخلت عن مخاوفها السابقة بشأن كيفية استفادة مارس من نفوذها المتزايد في محفظتها الاستثمارية في مناقشاتها مع تجار التجزئة بعد عملية الشراء.
من جانبها، قالت تيريزا ريبيرا، مفوضة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "لقد درسنا هذه الصفقة بعناية فائقة للتأكد من أن مارس لن تكتسب نفوذا إضافيا على تجار التجزئة، نفوذا قد يؤدي، على سبيل المثال، إلى ارتفاع الأسعار على المتاجر، وفي نهاية المطاف، على المستهلكين"، مضيفة "لم يعثر مراجعتنا على أي دليل على وجود هذا الخطر".
وأشارت وكالة بلومبرغ نيوز، إلى أن هذه الصفقة التي تمت الموافقة عليها في الولايات المتحدة دون شروط ستدمج علامات مارس التجارية للحلوى وأغذية الحيوانات الأليفة والحلويات، بما في ذلك علامات مثل إم آند إمز وسنيكرز وويسكاس، مع مجموعة كيلانوفا للوجبات الخفيفة وحبوب الإفطار، والتي تضم أسماء شهيرة مثل برينجلز وبوب تارتس وحبوب إفطار كيلوجز.
وأعربت شركات تجزئة في أوروبا سابقا عن قلقها إزاء قوة مارس التفاوضية المعززة بعد الاندماج، مما قد يفرض شروطا سعرية أكثر صرامة.
و أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا معمقا بشأن الصفقة في يونيو الماضي، استجابةً لدعوات لتشديد التدقيق فيها.