تعزيزات أمنية مكثفة وتوافد كبير على كنائس جنوب سيناء للاحتفال بعيد الميلاد
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
شهدت كنائس جنوب سيناء، مساء اليوم السبت، تأمينًا مكثفًا من رجال الجيش والشرطة، لتأدية صلاة قداس عيد الميلاد المجيد، حيث شددت قوات الأمن وجودها على جميع مداخل ومخارج الكنائس.
وجرى غلق جميع الطرق المؤدية إلى الكنيسة، وعمل حرم أمني يبعد عن الكنيسة نحو 200 متر واتجاه واحد والسماح للمواطنين بالمرور عبر البوابة الإلكترونية بعد التحقق من هوية الزائر، والتي جرى وضعها خارج بوابات الكنائس الرئيسية.
وفي مدينة شرم الشيخ تزينت كاتدرائية السمائيين بالأنوار الليلية التي تلألأت في سماء المدينة، وشهد محيط الكاتدرائية إجراءات أمنية مشددة ووجود بوابات إلكترونية وانتشار الأقوال الأمنية وغلق الطرق المؤدية للكاتدرائية والدخول من خلال البوابات الإلكترونية.
وترأس نيافة الحبر الجليل الأنبا أبوللو، أسقف سيناء الجنوبية، ورئيس دير موسى النبي بسيناء، قداس عيد الميلاد المجيد، في كاتدرائية السمائيين بشرم الشيخ، مع لفيف من الآباء الكهنة.
وتعد كنيسة السمائيين بشرم الشيخ تحفة معمارية تضاهي كنائس الفاتيكان والقدس حيث تتمتع سقوفها بالعديد من الرسومات والنقوشات الجميلة لأحداث هامة في التاريخ المسيحي مثل العشاء الاخير وايضا عدد من معجزات السيد المسيح، وتعد الكنيسة من الوجهات السياحية الشهيرة والتي ذاع صيتها مؤخرا واجتذبت العديد من السياح لزيارتها والتمتع بالتقاط الصور داخلها، والذي جعل العديد من زوارها يطلقون عليها اجمل كنائس العالم.
وفي العاصمة طور سيناء، اكتظت كنيسة موسى النبي وماري مرقس بالمشاركين من الأخوة المسيحيين في قداس عيد الميلاد المجيد المستمر حتى بعد الثانية عشر مساء اليوم السبت، وحرص المشاركون على اصطحاب الأطفال للمشاركة في القداس وارتدوا الملابس الثقيلة؛ نظرًا لبرودة الجو ليلًا.
وترأس القس ميناء سعد لوندي، كاهن وراعي الكنيسة، صلاة قداس، وسط تواجد جمع غفير من الأقباط بمقر الكنيسة لتأدية طقوس القداس والصلاة.
كان صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أبوللو، أسقف سيناء الجنوبية ورئيس دير القديس العظيم موسى النبي العامر، قد جاب مدن محافظة جنوب سيناء؛ بمناسبة شهر كيهك، ورأس السنة الميلادية، وتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم الميلاد والذي يستمر لمدة ٤٣ يومًا ينتهي يوم ٧ يناير يوم عيد الميلاد المجيد وقبل احتفال الكنائس بمولد السيد المسيح، تقيم الكنائس صلوات على مدار شهر وتسمى باسم “شهر كيهك”، وهو شهر مقدس تهتم به الكنيسة، حيث تقيم الكنائس صلوات تسبحة خاصة تسمى بعدة أسماء منها: “شهر التسبحة، والتسبحة الكيهكية، وتسبحة سبعة وأربعة، وتسبيح الشهر المريمي”.
1 موسى النبي 5 4 3 2المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صلاة قداس عيد الميلاد المجيد عید المیلاد المجید موسى النبی
إقرأ أيضاً:
كيف اختفت أعياد الميلاد في غزة؟
في الحرب، لا تشبه الحياة شكلها المعتاد؛ يصبح كل يوم يمر دون فقدان أو إصابة إنجازًا صامتًا. في قطاع غزة ، لا تأتي أعياد الميلاد كبقية العالم. لا حفلات، لا هدايا، لا كعك، بل لحظات قصيرة من التنفّس وسط الخوف، ومحاولة بسيطة لإثبات أن الحياة ما زالت ممكنة، ولو على الهامش.
في غزة، لا تأتي أعياد الميلاد على هيئة حفلة، بل تهبط مثقلة بأسئلة وجودية أليمة: هل سننجو حتى الغد؟ هل سنعيش لنطفئ شمعة؟ ماذا لو لم نحتفل بحياتنا؟
"أنا انولدت مرتين"، تقول الطفلة "مِنّة" ذات العشرة أعوام، وهي تعرج على رجلها إثر إصابة سابقة في قصف إسرائيلي قبل عام لبيتها، فقدت فيه أخاها.
"أنا انخلقت مرتين، مرة لما انولدت، ومرة يوم طلعوني من تحت الركام لما قصفوا البيت علينا واستشهد أخويا الصغير فتحي. بس رح أحتفل بعيد ميلادي عشان أحكي للعالم إنو إحنا أقوياء".
في تلك اللحظة، لم تعد لها أمنية سوى أن قالت: "أمنيتي إنو ما أموت الليلة".
على بلاط مدرسة "النصر" غرب مدينة غزة، والتي تحوّلت إلى مركز إيواء، كانت "رهف"، في عامها الثاني عشر، تنتظر أن تهمس لها أمها بجملة تشبه الاحتفال. كانت تحلم بكعكة صغيرة، أو حتى شمعة منسية.
تقول أمها: "كنتُ أتمنى أن أصنع كعكة لابنتي في عيد ميلادها، ولكن الدقيق الذي لدينا بالكاد يكفينا لصنع خبز، وسط شبح المجاعة الذي يسود في قطاع غزة".
رهف لم تطلب شيئًا سوى "كعكة حلوة"، لكنها حين نظرت حولها إلى الأطفال الآخرين الذين خسروا أمهاتهم، قالت: "أنا أحسن... ماما وأخواتي جنبي".
في خيمةٍ قماشها لا يقي من حر أو برد أو رصاصة طائشة، جلست "فرح" تحضن طفلتها التي حملت بها وأكملت عامها الأول أيضًا في الحرب. لم يكن هناك غطاء جيد، ولا حليب، ولا حتى لحظة آمنة واحدة. ومع ذلك، غنّت لها بصوتٍ خافت:
"سنة حلوة يا جميل... سنة صامدة يا صغيرتي". ثم همست وهي تبتسم:" بنتي وُلدت في عزّ الحرب، اسمها شام، أتمنى لها حياة بعيدة .عن الحرب والدمار ..".
الأمهات في غزة لا يحتفلن، بل يُقدّسن يومًا لم يُصب فيه أطفالهن بشظايا صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ويومًا لم تُكتب فيه أسماؤهم في قوائم الشهداء.
"إسلام"، أمّ لأربعة أطفال وزوجة شهيد، تقول إن عيد ميلاد ابنها ذي العامين جاء بعد يومٍ واحد من مجزرة في الحي المجاور:"في يوم ميلاده، بس حضنته وقلت له: كل سنة وإنت عايش يا حبيبي... لأنه العيش صار إنجاز".
ثم أضافت: "طفلي، والذي فقد والده في الحرب، ومشى أول خطواته، ونطق أول كلماته في الحرب، صار يعرف أن عيده سيبقى ناقصًا إلى الأبد".
في وصفٍ دقيق لما تعنيه أعياد الميلاد في زمن الحرب، ترى الأخصائية النفسية في شؤون المرأة، حنين زيدية، أن هذه المناسبات لا تمرّ كأيام احتفال عادية، بل تتحوّل إلى "ندوب داخلية وعلامات زمنية مشوّهة".
يصبح يوم الميلاد أثقل من أن يُحتفل به ببراءة، مثقلًا بما يحمله من وجع وخسارات. ورغم ذلك، يُصرّ الناس، خاصة النساء والأطفال، على التمسّك بهذه اللحظة – حتى لو كانت مكسورة. ليس لأنهم بخير، أو لأن الفرح حاضر، بل لأنهم في أمسّ الحاجة للتشبّث بأي لحظة تُشبه الحياة، حتى لو كانت تُعاش في خيمة، بلا كهرباء، وتحت أصوات القصف.
وفي التجربة النفسية التي ترصدها "زيدية"، يتكوّن لدى النساء والأطفال نوعٌ خاص من الذاكرة العاطفية، حيث تُصبح أعياد الميلاد ذكرى مزدوجة تحمل وجع الفقد، لكنها أيضًا دليل على النجاة.
وكأنهم يُعيدون بناء الصلابة من تحت الركام، يلتقطون من تحت الرماد ما يمكن أن يُعينهم على الاستمرار. إنها المقاومة النفسية التي تولد من لحظةٍ موجوعة، فتتحوّل إلى ما يُدفئ القلب ويُبقي على الأمل حيًا، مهما كانت الحياة منزوعة من ملامحها المعتادة.
نزح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، أي نحو 85% من سكانه، بحسب تقارير الأمم المتحدة، ومع تهدّم البنية التحتية وتوقّف الإمدادات، يهدّد شبح المجاعة أرواحًا لا تعرف سوى الانتظار.
ورغم ذلك، تقرّر "صابرين"، 30 عامًا، الاحتفال بيوم ميلادها بعد أن نزحت مرارًا وقُصف منزلها.
تقول: "قررت أزور البحر وما أخلي شي ببالي... يمكن أموت بكرة، بس حبيت أقول لنفسي: أنا عايشة".
لا تأتي الأعياد في غزة محمولة على تقويم، بل تأتي محمولة على لحظات النجاة: حين لا يقع صاروخ على رأسك، حين تجد ما تأكله في وجبة واحدة، حين تبقى أمك حيّة رغم كل القصف، فذلك يومٌ تستحق أن تحتفل به.
كل يوم لا يُقتل فيه طفل وامرأة في غزة هو عيد ميلاد. كل ليلة تمرّ دون أن يفقد شخصٌ أطرافه أو أحبّته، هي شمعة تُضاء في صمت. وكل امرأة تحضن طفلها بعد القصف، تكون قد منحت هذا العالم ميلادًا جديدًا، رغم كل شيء. فهل ستظل ذكرى الميلاد في غزة شبحًا ثقيلًا؟ أم تتحوّل، رغم كل شيء، إلى نشيد حياة؟
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - لمى أبو عاصي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عن تجربة معالجة نفسية في غزة حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف الأحمد: الذكرى الـ61 لتأسيس منظمة التحرير محطة مفصلية وتجسيد لإرادة التحرر الأكثر قراءة سفارة فلسطين بالقاهرة تعلن استئناف معاملات تقديم طلبات جوازات السفر البيومترية سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب إدانات دولية واسعة لاستهداف الاحتلال وفدا دبلوماسيا في جنين العليا الإسرائيلية: قرار إقالة رئيس الشاباك غير قانوني وشابه تضارب مصالح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025