حذر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأحد، من أن إسرائيل تدفع المنطقة كلها نحو تصعيد إقليمي خطير باستمرارها في عدوانها الهمجي على قطاع غزة، الذي يقتل الأبرياء ويحرم مليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني من حقهم في الحياة والماء والغذاء والدواء، ويستهدف تهجيرهم من وطنهم.

وأكد الصفدي في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أن الأردن سيتصدى بكل إمكاناته لمحاولات الحكومة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين داخل وطنهم وإلى خارجه، ويدين ذلك جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة.

وشدد الصفدي على أن أي مقاربة مستقبلية أمنية لغزة لن تسهم إلا في تكريس حال القهر واليأس والبؤس التي أوجدتها إسرائيل عبر سياستها الاستعمارية قبل الحرب على غزة وخلالها، ما سيبقي الصراع مصيرا للمنطقة.

وأكد الصفدي أن الاحتلال هو أساس الشر كله، وأن أي مقاربة لا تستهدف إنهاء الاحتلال وتلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني لن تحقق الأمن والسلام العادل، وستفجر المزيد من الصراعات والحروب.

وقال الصفدي، في رد على سؤال، إن إنهاء العدوان وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها، وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وفوري، تمثل أولوية مرحلية تكرس المملكة جهودها لتحقيقها.

وأكد أن الأردن يرفض الحديث عن اليوم التالي لغزة، قبل وقف العدوان على غزة، وخارج سياق خطة شمولية لتلبية حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.

وأكد الهدف الأساس الذي يجب أن تتكاتف من أجله كل الجهود الآن، هو وقف العدوان الهمجي على القطاع وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يسببها.

وأضاف، الطرح الأردني هو أنه بعد وقف العدوان، يجب أن يكون التعامل مع الأوضاع في غزة في سياق خطة متكاملة، قائمة على ثابت وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتبدأ من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وفق حل الدولتين وتطلق خطوات عملية لتجسيدها وفق تواقيت زمنية محددة وبضمانات حقيقية.

وتابع، لا نريد عملية جديدة ستجعلها إسرائيل مضيعة للوقت، وستكرس خلالها احتلالها للأرض الفلسطينية، نعمل من أجل إطلاق خطة واضحة الهدف والتواقيت والخطوات لحل الصراع على أساس حل الدولتين، وننسق في ذلك مع أشقائنا في الدول العربية، وبحثناه مع عديد من شركائنا في المجتمع الدولي.

وأدان الصفدي السياسات والمواقف التحريضية العنصرية المتطرفة لوزراء إسرائيليين يشيطنون الفلسطينيين وينكرون حقهم في الحياة على ترابهم الوطني وأرض آبائهم وأجدادهم.

وحذر الصفدي من أجندة التطرف للحكومة الإسرائلية والتي يعبر عنها وزراء فيها بشكل علني تستهدف المضي في العدوان على غزة وتوسعته إلى الضفة الغربية ولبنان، بهدف إطالة عمر قيادتها السياسية وجر الغرب إلى مواجهات عسكرية مباشرة في المنطقة.

وقال الصفدي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراء متطرفين عنصريين في حكومته يقولون علنا إنهم يريدون تهجير الفلسطينيين من غزة، وإنهم يرفضون حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ويعملون على تكريس الاحتلال، ما سيجعل الصراع والمزيد من الحروب مستقبلا حتميا للمنطقة.

وأكد ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي مواقف واضحة ومباشرة في إدانة هذا التطرف ومواجهة الإرهاب الاستيطاني الذي ينتج.

وشدد على أن الأردن سيحمي مصالحه ومواقفه وثوابته لنصرة القضية الفلسطينية، وسيستمر في العمل على تعرية التطرف الإسرائيلي وجرائمه ومواجهته، والضغط من أجل اتخاذ مجلس الأمن القرارات الواجبة قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا لوقف العدوان والتصدي للخروقات الإسرائيلية للقانون الدولي.

وقال الصفدي في رد على سؤال، إن لا شيء يبرر عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار بوقف العدوان الهمجي على غزة، ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل هناك، وعجزه حتى عن فرض آلية لإدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يفاقمها عدوان تجاوز كل الخطوط القانونية والأخلاقية والإنسانية.

وأضاف أن هذا العجز عكس ازدواجية معايير وانتقائية خطيرتين في منظومة العمل الدولي متعدد الأطراف، وبدأ ينعكس بشكل خطير على صورة الكثير من الدول ومصالحها في المنطقة.

وأشار الصفدي في رد على سؤال، إلى أن بشاعة الجرائم الإسرائيلية في غزة وحجم الكارثة الإنسانية التي يسبّبها العدوان غيرت مواقف الكثير من الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار الذي قدمه الأردن باسم المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد أن القتل والدمار والمعاناة الإنسانية الذين سببهم العدوان أسقطوا ذريعة الدفاع عن النفس التي روجتها الحكومة الإسرائيلية، وكشفوا أن الحرب انتقامية فجة ووسيلة لترجمة أجندة العنصريين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية وسياسات رئيسها المستهدفة قتل حل الدولتين وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم وإطالة مدة حكمه.

وكشف الصفدي أن الأردن يؤيد الدعوة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وسيقدم مرافعة قانونية للمحكمة، التي ستبدأ النظر في القضية خلال أيام.

اقرأ أيضاًوزير خارجية الأردن يحذر من تداعيات استمرار غياب موقف دولي واضح في إدانة العدوان على غزة

وزير خارجية الأردن عن غزة: نركز حاليا على وقف الحرب والدمار والقتل

وزير خارجية الأردن يبحث هاتفيا مع نظيريه السعودي والقطري تطورات العدوان على غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل صراع اسرائيل ولبنان الکارثة الإنسانیة العدوان على غزة خارجیة الأردن وقف العدوان أن الأردن

إقرأ أيضاً:

خارجية النواب: الرئيس السيسي جدد تمسك مصر بحقوق الفلسطينيين ورفض التهجير القسري

أكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية ببغداد، عكست بوضوح الرؤية المصرية الشاملة تجاه قضايا المنطقة، موضحة أن الرئيس قدم موقفا متزنا ومسؤولا يجمع بين دعم الأشقاء في فلسطين، والسعي لحل شامل ومستدام لبقية الأزمات الإقليمية.
 

رفض التهجير 

أوضحت حارص، في تصريحات صحفية له اليوم، أن الرئيس السيسي جدّد رفض مصر التام لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدة تمسك الدولة المصرية بالحل العادل والشامل الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

عندنا بالدنيا كلها.. وزير العمل: الرئيس السيسي جعل لنا كرامةأبو العينين: الرئيس السيسي قائد جسور.. وقانون العمل أنصف العمال

وشددت على أن الرئيس لم يغفل باقي التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، فقد تناول الأزمة في السودان وضرورة وقف التصعيد، وكذلك الوضع في اليمن وليبيا، ورفض التدخلات الخارجية في الشأن العربي. 

وواصلت، كما أكد الرئيس السيسي دعم مصر لوحدة أراضي الدول العربية وسلامة مؤسساتها الوطنية، وضرورة تفعيل الإرادة العربية المشتركة لحل هذه الأزمات.

حماية الأمن القومي العربي

أوضحت حارص أن خطاب الرئيس السيسي عكس بجدارة دور مصر التاريخي في حماية الأمن القومي العربي، ومكانتها كركيزة للاستقرار والحوار في المنطقة.

وأشارت إلى أن هذا الخطاب يفتح الباب أمام تحرك عربي أكثر تنسيقًا وفاعلية في مواجهة التحديات المتزايدة، مؤكدة أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تواصل تحركاتها بحكمة وثبات، وتضع القضايا العربية في مقدمة أولوياتها، وفي القلب منها القضية الفلسطينية.

طباعة شارك السيسي الرئيس السيسي البرلمان مجلس النواب اخبار البرلمان

مقالات مشابهة

  • «وزير خارجية الأردن»: الجوع واقع لا إنساني في قطاع غزة
  • الصفدي: يجب على “إسرائيل” السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات
  • وزير خارجية العراق يصل طهران لتقديم إيجازا لإسياده في طهران عن مؤتمر قمة بغداد
  • كارثة الزلازل تدفع تركيا للتحرك.. 1.5 مليون مبنى خطير في إسطنبول
  • الصفدي يلتقي مطران البطريركية اللاتينية في الأردن
  • ما الملفات التي يحملها وزير خارجية أفغانستان في زيارته لإيران؟
  • "قمة بغداد": رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين وإدانة اعتداءات إسرائيل على سوريا ودعوة لحل سياسي في السودان
  • خارجية النواب: الرئيس السيسي جدد تمسك مصر بحقوق الفلسطينيين ورفض التهجير القسري
  • الصفدي: القيادة الهاشمية في صدارة المدافعين عن حقوق الإنسان
  • وزير خارجية لوكسمبورج لـ "الفجر": العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا تهديد مباشر للأمن الأوروبي