عربي21:
2025-05-19@12:19:54 GMT

المقاومة العراقية.. تزييف الحاضر أم تزييف الماضي

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

بقدر ما هالني جرأة زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله في حديثه لقناة الميادين يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ بأن أبو مهدي المهندس كان وراء المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، بقدر ما أسعدني تزامن ذلك مع توزيع كتاب للعقيد حاتم الفلاحي بعنوان "المقاومة العراقية تاريخ لا يُسرق ولا يُزوّر". وهو بالمناسبة مُتاح على الإنترنت، ومن إصدارات هيئة علماء المسلمين في العراق، التي تقف على ثغرة مهمة في العراق منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم لبغداد، وحتى الآن، ورحم الله مؤسسها فضيلة الشيخ العلامة الدكتور حارث الضاري.



قرأنا في الماضي عن تزوير التاريخ وسرقة جهود الآخرين، ولكن عشنا اليوم لنرى بأمّ العين سرقة الحاضر الذي نعيشه، ورأيناه وتابعناه لحظة بلحظة، كنا نسمع من آبائنا وأجدادنا مقولة بغض النظر عن إمكانية التسليم بها دائما؛ وهي أن لا تصدق شيخا ماتت أجياله، لكن اليوم سيسمع أولادنا وأحفادنا منّا تحذيرنا لهم من حديث الشيخ الذي لا تزال أجياله وحاضرة، فلربما لديه من الجرأة أن يروج للتضليل، ظانا منه أن يجعل منه حقيقة كما في خياله.

يبدو أن الأكاذيب والافتراءات الأمريكية التي ساقتها كمبرر لعدوانها الظالم على العراق عام 2003، تعلمتها أيضا القوى التي أتت بها أمريكا للسلطة، فكانت مقابلة حسن نصر الله الداعم لهذه القوى الشيعية التي تعاملت مع الاحتلال الأمريكي؛ وهو ينسب كثيرا من عمليات المقاومة السنية للاحتلال الأمريكي إلى جماعات شيعية، في حين لا يزال منفذو هذه العمليات أحياء، ومن عايشها والقنوات التي بثتها لا يزالون أحياء، والكل يعلم أن هذه الفصائل كانت عميلة للمحتل الأمريكي ومنهمكة في نهب مقدرات الدولة العراقية.

أحسن المؤلف في الحديث عن العمليات، وتفاصيلها، وعن علاقة مرجعية النجف مع الاحتلال الأمريكي، وكيف ضمن الأخير تأييد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني للاحتلال، لكن كل هذا لا يُغني القارئ الكريم عن العودة إلى الكتاب لقراءة تلك المسيرة المنيرة من تاريخ المقاومة العراقية، التي استمرت بجهود أهلها بلا غطاء عربي ولا إسلامي ولا إقليمي، بل على العكس كان التآمر عليها من كل حدب وصوب، ومع هذا فقد أقضّت مضاجع المحتلين.

يقول المؤلف حاتم الفلاحي في ص11: ".. كما أن المقاومة العراقية لم تنتظر المجرم سليماني ليقودها، أو يقدم الدعم لها، لأنها انطلقت في اليوم التالي للاحتلال مباشرة، حيث بدأت بتنفيذ أولى عملياتها العسكرية فعليا ضد القوات المحتلة في مدينة بغداد في اليوم العاشر من نيسان/ أبريل 2003، أي بعد أقل من 24 ساعة، حيث شهد اليوم الأول للاحتلال الأمريكي مقتل اثنين من الجنود الأمريكيين وجرح 13 آخرين حسب اعتراف قادة الجيش الأمريكي".

القوى الشيعية العراقية كانت يومها كلها متلطية خلف الاحتلال الأمريكي، ولا تزال وثائق نشرتها مجلة نيويوركر موجودة على الإنترنت، وهي تتحدث عن لقاءات الأحد في جنيف بين قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وبين رايان كروكر، نائب وزير خارجية أمريكا وسفيرها اللاحق إلى بغداد، والتي وُضعت فيها أسس العلاقة بين الطرفين في احتلال العراق وأفغانستان، والتعاون بينهما، ولكن للأسف ثمة أطراف كثيرة لا تريد أن ترى ذلك.

لا يزال الجميع يتذكر التنسيق والتعاون الأمريكي- الإيراني في احتلال العراق، ولا زلنا نتذكر تنسيقهما في احتلال أفغانستان، وفي كلا البلدين تمكنت إيران من إيصال مؤيديها إلى السلطة تحت سمع وبصر الأمريكيين، لكن كانت حصتها في العراق أكبر بكثير من أفغانستان، حيث فازت بالكعكة كاملة من خلال تمكين فصائلها الموالية لها من الحكم، أما في أفغانستان فقد تعاون عملاؤها مع عملاء الاحتلال الأمريكي، ولكن مع مرور عشرين عاما على الغزو الأمريكي لأفغانستان نجحت إيران في التسلل بشكل كبير إلى عمق المجتمع الأفغاني تربويا وإعلاميا واجتماعيا، وغدا حتى اليوم من الصعب على الحكومة الأفغانية الحالية تصفية هذا الوجود المضر أولا وأخيرا بأفغانستان ككل، لأن امتداده وولاءه لطهران وليس لكابول وقندهار.

ولعل أكثر من عبر عن التنسيق الأمريكي- الإيراني والشيعي العراقي؛ الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر، في مقابلة لا تزال على الإنترنت، بأن واشنطن نجحت في إسقاط حكم سني في بغداد امتد لألف عام، وسلمته للشيعة، فهل ثمة وضوح أكثر من هذا، ليأتي اليوم من يقول لنا بأن المقاومة العراقية كانت بدعم المهندس وسليماني؟!

التأسيس الذي قامت به طهران في بغداد وكابول، عبر التنسيق مع الأمريكي، وصمت الأخير تماما عن كل نشاطاتها التخريبية في العالم العربي والإسلامي، هو ما نحصده اليوم في دمشق وصنعاء وبيروت وغيرها، فقد دعمت مليشيات طائفية في دول عدة بما فيها الدول المحتلة أمريكيا، كأفغانستان والعراق، كما حصل في مليشيات عراقية عدة تكونت وتدربت ودُعمت تحت أعين الأمريكيين، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب ونقل مليشيات "زينبيون" و"فاطميون" إلى سوريا، لاستخدامها اليوم في قتل السوريين، بعيدا كل البعد عن التورط الإيراني المباشر وهو الأمر المكلف ماليا وعسكريا وعلاقات دولية ومجتمعية.

مقاومتكم تمارسونها في قتل وتعذيب وتشريد ملايين السوريين، ولا تزال مقاومتكم اليوم مستمرة في إدلب من خلال الفوسفور الأبيض الذي ظن الكثيرون أنه حكر على الصهاينة وأهلنا في غزة الحبيبة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة العراقية الاحتلال الإيراني مليشيات العراق إيران الاحتلال مليشيات المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الأمریکی المقاومة العراقیة فی العراق لا تزال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: هذه مراحل عملية عربات جدعون بغزة وأبرز ملامحها

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العملية العسكرية الموسعة التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انطلاقها في قطاع غزة تتكون من 3 مراحل، مشيرا إلى أن كل مرحلة تعد أكثر ضراوة من سابقتها.

وأوضح الفلاحي -في تحليله المشهد العسكري بغزة- أن المرحلة الأولى تشمل عمليات قصف جوي متفرقة بهدف إجبار المدنيين على التهجير والنزوح من مناطقهم.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق بشمال قطاع غزة وجنوبه، ضمن عملية "عربات جدعون"، وذلك رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة وُصفت بالحاسمة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف 670 هدفا في قطاع غزة الأسبوع الماضي في إطار التمهيد للعملية البرية.

ووثقت المصادر الطبية بالقطاع -خلال هذه الفترة- استشهاد وإصابة مئات المدنيين الفلسطينيين، جراء القصف المكثف الذي شمل المنازل وخيام النازحين والمستشفيات.

أما المرحلة الثانية -حسب الخبير العسكري- فتشمل قصفا جويا وبريا إسرائيليا مكثفا يتزامن مع تحركات برية إلى مناطق محددة لتهجير السكان من مناطقهم، ثم السماح لهم بالانتقال إلى مدينة رفح جنوبا.

ويريد الاحتلال من هذه المرحلة إجبار من تبقى من السكان على النزوح من أجل فصل المدنيين عن فصائل المقاومة، وفق الفلاحي.

إعلان

وتشمل المرحلة الثالثة من "عربات جدعون" اجتياحا بريا واسعا بهدف السيطرة والتفكيك العسكري لقدرات المقاومة وبنيتها التحتية في المناطق التي سيتم الدخول إليها بما فيها الأنفاق.

ولفت إلى أن هذه المراحل سبقتها مرحلة الاستعداد والتهيئة والدعم اللوجستي على غرار إقامة محاور داخل قطاع غزة مثل نتساريم، وتقسيم القطاع إلى مناطق متعددة، وإنشاء "منطقة إنسانية جديدة" في رفح.

وأعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن العملية العسكرية الجديدة تجاوزت مسألة الأسرى المحتجزين بغزة، إذ أن كل مرحلة ستكون أشد ضراوة وشدة، مما يعني أن عمليات القصف قد تطول مناطق احتجاز الأسرى.

وأشار إلى أن ما يحدث يندرج أيضا في سياق الضغط الإسرائيلي على فصائل المقاومة من أجل انتزاع تنازلات منها.

وقال الفلاحي إن 5 فرق عسكرية إسرائيلية تشارك في العملية الجديدة 3 منها ستعمل في المنطقة الجنوبية، وستكون تحت قيادة الفرقة 36 أو 162، في حين ستعمل فرقتان عسكريتان في شمال القطاع.

وأكد الخبير العسكري أن كلفة البقاء في غزة ستكون باهظة لجيش الاحتلال على صعيد الخسائر البشرية، مشيرا إلى أن فصائل المقاومة لا تمتلك خيارات سوى الصمود وتكبيد الاحتلال فاتورة كبيرة من الخسائر.

وميدانيا، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن دبابات الاحتلال تتقدم في محورين، باتجاه مخيم جباليا شمالي القطاع، وباتجاه بلدتي خزاعة والفخاري شرق خان يونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف وغارات جوية.

وأظهرت مقاطع مصورة نزوح عائلات فلسطينية من مخيم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر في شمال القطاع مع اشتداد القصف الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • قائد بعثة “الناتو” الجديد في بغداد.. والحكومة العراقية تؤكد التزامها بالتعاون الإستراتيجي
  • غوتيريش يوجه الوكالات الأممية لدعم الحكومة العراقية
  • أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين
  • قيادي بحماس: الاحتلال يربك الساحة بأخبار مزيفة للضغط على المقاومة
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية عربات جدعون بغزة وأبرز ملامحها
  • وزير البيئة:صندوق المناخ الأخضر يخصص (1.3) مليار دولار لتحسين البيئة العراقية
  • أبو الغيط: العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية
  • ماذا يعني اختيار جيش الاحتلال معبر كيسوفيم للتوسع البري؟
  • استشهاد فلسطيني بزعم عملية طعن جندي بالقدس
  • خبير عسكري: هذه أهداف إسرائيل حاليا بغزة وجيشها يواجه تحديات