عاهل الأردن: أمامنا جيل كامل من الأيتام في غزة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
عمان – أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، امس الاثنين، إن الحرب الدائرة في غزة خلفت “جيلا كاملا من الأيتام” في القطاع، مبيّنا أن عدد الضحايا الأطفال في قطاع غزة تجاوز حصيلة الضحايا من الأطفال في كافة صراعات وحروب العالم خلال العام 2023
جاء ذلك في كلمة لملك الأردن خلال زيارته إلى صرح كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية، وفق بيان للديوان الملكي، تلقت الأناضول نسخة منه.
والأحد، بدأ ملك الأردن زيارة رسمية غير معلنة المدة إلى رواندا، استهلها بتوقيع عدة اتفاقات مع رئيسها بول كاغامي، في مجال الصحة والعلوم والزراعة والاقتصاد، كما اتفقا أيضا على توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وقال الملك في كلمته: “يذكرنا هذا الصرح التذكاري المؤثر بأن وراء كل فرد قُتل في الإبادة الجماعية في رواندا عالم بأكمله، عائلة فقدت أحد أفرادها، أم أو أب أو طفل، حلم تلاشى، وإمكانيات هائلة اختطفت قبل أوانها”.
وأوضح أن “الفظائع التي شهدت عليها هذه الجدران تذكرنا باستمرار بالتبعات المخيفة لتجريد الآخر من إنسانيته، إنها تذكرنا بأن بث الخوف والمعلومات المضللة، في ظل غياب رد فعل دولي، يقود إلى أبشع أشكال التطرف المميت”.
وأضاف: “تجاوز عدد ضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة، وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كلاهما”.
وتابع ملك الأردن: “أمامنا جيل كامل من الأيتام”.
وأردف: “تعلمنا تجربة رواندا أنه علينا أن نحارب الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات. وبإمكان قصتكم أن تكون نبراسا يلهمنا جميعا؛ كيف تعامل شعبكم مع هذه الجريمة الكبرى، وعمل معا نحو المصالحة وشفاء الجراح القديمة، لمنع تكرار الإبادة الجماعية”.
وقال: “أصبح نحو 30 ألفا في قطاع غزة في عداد الشهداء والمفقودين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والغالبية العظمى منهم، أي حوالي 70٪ منهم. من النساء والأطفال”.
وتساءل الملك عبدالله: “كيف يمكن للعدوان والقصف العشوائيين أن يحققا السلام؟ كيف يمكن أن يضمنا الأمن وهما يؤججان الكراهية؟”.
وشدد على أنه “دون التوصل للسلام العادل على أساس حل الدولتين، سيستمر العالم بدفع ثمن باهظ لفشله في حل هذا الصراع، ولن نتمكن أبدا من أن ننعم بالسلام والاستقرار الحقيقيين في الشرق الأوسط”.
وأكمل: “يعلمنا هذا الصرح التذكاري أنه لا يمكننا أن نغض النظر عن أي صراع باعتبار حله بعيد المنال، ويبين لنا أنه من الممكن أن يقودنا الاحترام والعدل والتفاهم إلى مستقبل أفضل”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد “22 ألفا و835 شهيدا و58 ألفا و416 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الأطفال فی
إقرأ أيضاً:
السفير علي درويش: الاندماج الاقتصادي يحافظ على السيادة الجماعية للدول الإفريقية
أكد رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية السفير علي درويش، أن تحقيق الاندماج بين الدول الإفريقية، سواء كان اقتصادياً أو تجارياً أو بشرياً، لم يعد خياراً مطروحاً أمام القارة الإفريقية، بل بات ضرورة للحفاظ على السيادة الجماعية وتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا.
وقال رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /السبت/ - إن إفريقيا لا ينقصها الموارد ولا المواهب ولا الفرص، ولكن ما تحتاجه هو الإرادة السياسية، وإبرام الشراكات الحقيقية لبناء إفريقيا متكاملة، مزدهرة، وقوية التأثير.
وأضاف أن مصر تنطلق من موقعها الجغرافي الفريد، ومن تاريخها، ومن ثقلها الاقتصادي والبُنى التحتية التي تمتلكها، ومن التزاماتها الدبلوماسية الثابتة؛ لتكون جسراً طبيعياً يربط إفريقيا بالعالم، مبينا أنها تواصل اليوم أيضاً أداء دور محوري في تعزيز التبادلات البينية داخل القارة، وفي تشجيع الاستثمار، وفي الإسهام في ترسيخ السلم والأمن في المنطقة وفي العالم.
وتابع السفير درويش، أنه من المؤكد أن الاندماج الاقتصادي لا يتحقق بالنصوص وحدها، بل يجب أن يتحقق على أرض الواقع عبر مشاريع ملموسة، وهو ما يؤكد عليه العديد من الخبراء على ضرورة إنشاء بنية تحتية اقتصادية ملائمة، من طرق وموانئ ومطارات وسكك حديدية، إذ تُعد هذه العناصر شروطاً لا غنى عنها لتحقيق تكامل اقتصادي حقيقي.
وأشار إلى أنه بطبيعة الحال، فإن وجود شركات إفريقية كبرى تنشط عبر مختلف دول القارة يُسهم بدور حاسم في دفع الاقتصادات الإفريقية نحو النمو، منوها بعدد من الشركات المصرية التي تمتلك حضوراً واسعاً في العديد من العواصم الإفريقية، خاصة في مجال الأشغال العامة وإنجاز المشروعات الكبرى والبناء، لافتا إلى أن هذه الشركات يمكن أن تسهم في رفع مستوى العديد من الاقتصادات الإفريقية وتعزيز التبادل والاندماج الاقتصادي بشكل عام.
وفي ما يتعلق بالأمن والإرهاب، وهما من أهم العوامل التي تعيق التنمية في إفريقيا.. أوضح رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية، أنه لا يمكن تصور أي اندماج دون استقرار، ودون أمن وسلام دائمين على مستوى القارة.. معربا عن أسفه إزاء ما تشهده في الآونة الأخيرة دول ومناطق إفريقية من تفاقم أعمال إرهابية وفوضى أمنية.
وتابع قائلا: إن "هناك دولا رائدة في مجال مكافحة الإرهاب وتمتلك خبرة طويلة في مواجهة هذه الآفة، وتمكنت من القضاء على هذا الظاهرة بصورة مثالية منها، على سبيل المثال، مصر والجزائر.. أعتقد أنّ على جميع الدول الإفريقية الاستفادة من هذه التجربة من أجل تجاوز هذه العقبات".. مؤكدا أنه لا يوجد تنمية اقتصادية، ولا تنمية اجتماعية، ولا اندماج حقيقي دون سلام، ودون استقرار، ودون أمن شامل في جميع أنحاء القارة الإفريقية، فهذه كلها شروط أساسية لا غنى عنها لأي مشروع تنموي.