Nutanix تختار القاهرة لعقد مؤتمرها الدولي للحوسبة السحابية الهجينة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أعلنت شركة نيوتنكس Nutanix العالمية المتخصصة في الحوسبة السحابية الهجينة المتعددة ، عن اختيار القاهرة مركزاً رئيسياً لانعقاد مؤتمرها الدولي لمنطقة الشرق الأوسط .Next on Tour، انطلاقاً من تنامي أعمالها في السوق المصري وتوسع شراكاتها وخدماتها المقدمة لعملائها في مصر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتستعد شركة نيوتنكس Nutanix لإطلاق مؤتمر Nutanix .
وينعقد مؤتمر نيوتنكس نكست أون تور كايرو للشرق الأوسط في القاهرة، بحضور دولي واسع النطاق من قيادات الشركة وخبرائها على مستوى العالم، وكذلك مجموعة من شركائها الدوليين رواد صناعة تكنولوجيا مراكز البيانات والحوسبة السحابية المتعددة الهجينة و متحدثين من كبرى الشركات الدولية وبحضور مسئولي التحول الرقمي والتطور التكنولوجي من مختلف القطاعات.
وفي الفترة الراهنة تسلط شركة نيوتنكس Nutanix الضوء على مجموعة رئيسية من الاتجاهات الحالية للأسواق منها حلول الذكاء الاصطناعي والنمو الهائل للبيانات التي ستتبعه، فهذا لن يؤدي إلا إلى نمو أعمال نيوتنكس، وكذلك ستساعد الشراكة مع سيسكو في تعزيز مستقبل العملاء.
كشف سامي زغلامي نائب الرئيس الأول لشركة نيوتنكس Nutanix عن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن أحدث استطلاع سنوي للشركة والذي ضم 1700 من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات حول العالم، أظهر موافقة 83% من المشاركين على أن السحابة المتعددة المختلطة كانت الحل المثالي، ولكن وفقًا لمؤشر Nutanix Enterprise Cloud Index، فإن 85% من المؤسسات تواجه صعوبة في إدارة تكاليف السحابة، لذلك ابتكرت نيوتنكس حلولاً لمساعدة عملائها على التحكم في تكاليفهم.
أضاف أن وجود منصة سحابية ممتدة عبر سحابات متعددة يوفر المزيد من الرؤى حول التكاليف والعمليات التي يمكن أن تساعد في تحقيق وفورات محتملة من تخفيض النفقات، كما أنها توفر المرونة اللازمة للتغيير حسب الحاجة إذا لم تلبِ إحدى السحابات احتياجات الشركة، وبالإضافة إلى ذلك تركز نيوتنكس Nutanix على كيفية إدارة وتشغيل ونقل التطبيقات والبيانات بكفاءة وفعالية عبر السحابات المختلفة، العامة والخاصة.
أكد مجيب عبد الرازق المديرالعام لشركة نيوتنكس في مصر، أن السوق المصري حقق نموا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، ويمثل إضافة قوية لأعمال نيوتنكس حيث تعتبر تكنولوجيا الحوسبة السحابية أولوية قصوى للشركات الخاصة والحكومية على حد سواء، لذلك تحرص الشركة على إبداع خدمات داخل مصر لخدمة القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل القطاع الحكومي وقطاع الخدمات المالية، والاتصالات، والمصرفي، وصناعة النفط والغاز، بحلول مبتكرة لتقديم تجربة عملاء استثنائية بتحقيق أعلى درجات الجودة وبأفضل تكلفة.
أضاف: "نحن متحمسون لمستقبلنا وواثقون بآفاقنا على المدى الطويل، ولدينا حل مختلط متعدد الأوساط السحابية يحتاجه العملاء ويريدونه لمساعدتهم على تشغيل تطبيقاتهم وبياناتهم في أي مكان، وإن اتجاه الذكاء الاصطناعي والنمو الهائل للبيانات التي ستتبعه، لن يؤدي إلا إلى زيادة الطلب على منصتنا، كما أن هناك عملية توحيد للصناعة، بما سيوفر لنا رياحًا مواتية، ولدينا تحالفات قائمة، مثل شراكتنا الأخيرة مع Cisco، والتي ستساعدنا على النمو المستقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيوتنكس الحوسبة السحابية برشلونة الاتصالات
إقرأ أيضاً:
التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط
في عالم يتغير بسرعة، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات تقنية أو وسائل اتصال، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية والصراعات الدولية. فالتقدم التكنولوجي لم يؤثر فقط في الاقتصاد أو الحياة اليومية، بل أعاد رسم ملامح الحروب، وحدد اتجاهات النفوذ والسيادة، وفتح أبوابًا جديدة للسيطرة أو المقاومة. لقد فرضت التكنولوجيا مفاهيم جديدة للسلطة، فلم تعد السيادة تعني فقط امتلاك السلاح أو السيطرة على الأرض، بل أصبحت تعني أيضًا السيطرة على المعلومات، وتدفق البيانات، والعقول والوعي. من هنا، صار من الضروري فهم التكنولوجيا كعنصر سياسي، وليس مجرد تطور علمي محايد.
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة في إدارة الرأي العام وتشكيل توجهات الشعوب. تحولت إلى ساحات افتراضية للمعارك السياسية، تُستخدم فيها الحسابات المزيفة، والروبوتات الإلكترونية، ونشر الشائعات. لم تعد الحملات الانتخابية تقف عند حدود الميدان أو الشارع، بل باتت تُخاض في العالم الرقمي، حيث تُستغل البيانات الشخصية في توجيه الخطاب السياسي والتأثير على اختيارات الناخبين.
قدّمت الحرب الروسية الأوكرانية نموذجًا صارخًا للصراعات الحديثة، حيث أصبحت التكنولوجيا في صميم المعركة. استُخدمت الطائرات المسيّرة لضرب أهداف بدقة، وساعدت تقنيات التحليل اللحظي للصور والخرائط على اتخاذ قرارات عسكرية مباشرة. كما شهدت الحرب مواجهة شرسة في الفضاء الإلكتروني، عبر هجمات سيبرانية استهدفت شبكات الكهرباء والبنوك والمواقع الحكومية، مقابل دفاعات إلكترونية منسقة وموجهة. وفي الوقت نفسه، استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث تمكنت الحكومة الأوكرانية من تقديم روايتها للعالم بسرعة وفعالية، مستفيدة من أدوات الاتصال المباشر والتصوير الحي، بينما خاضت روسيا معركتها الإعلامية على الجبهة الرقمية في محاولة للسيطرة على السرد.
في منطقتنا، شكّلت التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في التحولات السياسية والعسكرية. من اليمن إلى غزة، برزت الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال تستخدمه دول وجماعات مسلحة. وقد مكّنت هذه الطائرات من توجيه ضربات دقيقة ومنخفضة التكلفة، ما ساهم في تغيير موازين القوى في بعض الجبهات. وفي الوقت ذاته، استخدمت بعض الأنظمة برامج مراقبة وتجسس متطورة لتعقب المعارضين ومنع الحراك الشعبي، ما جعل التكنولوجيا أداة بيد السلطة لتعزيز قبضتها الأمنية. وعلى الجانب الآخر، لعبت وسائل التواصل دورًا كبيرًا في إيصال أصوات الشعوب وتنظيم الحملات، وإن كانت أيضًا ساحة للبلبلة ونشر الفوضى. حتى الحروب النفسية تغيّرت، فلم تعد محصورة في الإعلام التقليدي، بل أصبحت تُدار من خلال "الترندات" على المنصات الرقمية، ومن خلال الفيديوهات القصيرة التي تنتشر كالنار في الهشيم، وتحمل رسائل سياسية أو دعائية أو حتى تحريضية.
المنافسة بين الولايات المتحدة والصين لم تعد اقتصادية فقط، بل تحوّلت إلى سباق تكنولوجي من أجل السيطرة على المستقبل. تسعى الصين إلى الهيمنة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات، بينما تحاول واشنطن كبح جماح هذا الصعود من خلال فرض قيود على الشركات الصينية، ومقاطعة منتجاتها، ومحاولة احتواء نفوذها عالميًا. أما روسيا، فقد طوّرت قدراتها في الهجمات السيبرانية، ونجحت في التدخل في المسارات السياسية لدول غربية عبر حملات تضليل رقمية وهجمات على البنى التحتية، ما جعلها قوة هجومية إلكترونية فاعلة. وفي المقابل، تدرك أوروبا أهمية الاستقلال الرقمي، لكنها لا تزال تعاني من ضعف في التكامل والقدرة التنافسية. وتسعى إلى حماية بيانات مواطنيها وبناء بنية تحتية رقمية مستقلة، لكنها تبقى في موقع دفاعي أكثر من كونها لاعبًا رئيسيًا في هذا السباق.
أخيرًا، لم يعد فهم السياسة في عالم اليوم ممكنًا دون تحليل دور التكنولوجيا. فالعالم الذي نعيش فيه يُعاد تشكيله يوميًا من خلال الشاشات، والكاميرات، والبيانات، والخوارزميات. تُخاض المعارك اليوم في الخفاء، داخل شبكات الحواسيب، ومنصات البث، وغرف التحكم، وليس فقط على الأرض. من أوكرانيا إلى غزة، ومن واشنطن إلى بكين، تعيد التكنولوجيا رسم خريطة العالم، وحدوده، وصراعاته. ولم يعد السؤال: من يملك القوة؟ بل أصبح: من يملك المعرفة؟ ومن يسيطر على المعلومة؟ ومن يتحكم في العقول؟
محمد سعد عبد اللطيفكاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية
[email protected]