شجاعة أهلنا النوبة في مقاومة هجمات المليشيات في الدلنج رغم مزاعم التخوين… تستحق الإشادة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يوسف عيسى عبدالكريم
أنا ضد الحرب بغض النظر عن أسباب اندلاعها أو مبررات استمرارها. كما أنني لست من الذين يزكون نارها ويسعرون أوارها ولا حتى من الساعين فيها بمنكر القول او الفعل. ولكن هناك بعض القراءات العميقة يجب أن يلتفت إليها كل من كان له قلب أو الق السمع وهو شهيد.
إن من ترهات هذه الحرب والتي تم نشرها في الوسائط وإظهارها للناس عن قصد في عمل ممنهج بغرض إرسال رسائل محددة هي حادثة محاكمة الجندي حكيم تيه التابع للفرقة 14 مشاة بكاد قلي بتهمة الخيانة ومساعدة العدو فقط لأنه تلقى مكالمة- هاتفية أو قام بالاتصال مع أحد أقربائه في المناطق المحررة.
والمتابع لوضع حاميات الجيش في ذاك الوقت وحاليا يستنتج عدم كفاءة المحكمة العسكرية التي انعقدت وذلك لتعذر بلوغ القضاء العسكري لأدلة الجرم حسب الظروف المعلومة للجميع في الجزء الغربي من البلاد وذلك لعدم قدرة ولا إمكانية ضباط الحامية على استيراد تسجيلات المكالمة التي تمت او تفريغها لمعرفة محتوى ما دار فيها من حديث وتحليل الشفرات المستخدمة في الكلام اذا ما حاولنا ان نعتمد على الخبرة التي تعلمناها من أفلام الجاسوسية والحرب الباردة المنتجة في هوليوود او على منصات نتفلكس وامازون في معالجة مثل هذه القضايا.
لقد كانت الأمانة والشفافية تتطلب على الأقل نشر محضر الضبط والتحري الذي اجري مع المتهم للسودانيين لتعزيز مصداقية الجيش او إتاحة فرصة الدفاع عن المتهم من قبل طرف ثالث حتى يتثنى للناس التأكد من تطبيق ابسط متطلبات العدالة. وذلك بنفس مستوى الانتشاء والانتصار الذي قامت قيادة الفرقة 14 بالترويج فيه للمحاكمة عبر فيديو منشور في الوسائط.
الا ان أهلنا النوبة في الدلنج بكل مكوناتهم من جنود في القوات المسلحة والأجهزة النظامية وجنود الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو أثبتوا للسودانيين انهم فعلا أحفاد السلطان عجبنا واخوات الاميرة مندي الذين اغفلهم التاريخ الرسمي عن قصد. فقد علموا اهل الخرطوم ومدني كيف تكون صور الوفاء للوطن والدفاع عن الأرض والعرض وكيف يكون معنى الحفاظ على الأرض وكيف يكون التسامي على جراح التخوين والاتهام بالعمالة من اجل مصلحة الوطن فكبدوا المليشيا خسائر ولقنوها درسا في القتال وجعلوا الدلنج وليس غيرها من المدن عصية فعلا على الجنجويد.
سقطت مدني واقتلعت من بين براثن الجنرالات المتزينين بالأوسمة والنياشين والانواط. ورغما عن ذلك لم نر او نسمع عن جنرال واحد تمت محاكمته محكمة حرب كما حدث للجندي المغلوب على امره حكيم تية. لم نر نتائج التحقيق التي أعلن عن تشكيله من قبل الجيش. ناهيك عن الصمت المخجل وتفادي ذكر سقوط مدني في مقابل البروبقندا والتباهي الذي حدث في قضية الجندي حكيم تيه ومن يريد ان يفهم مشكلة دولة 56 في السودان بصورة اعمق فلينظر الى هذين النموذجين وليضع احدهما في مقابل الآخر
نموذج محاكمة الجندي حكيم تيه والتنصل عن تبعية العميد والي الدين حسن ونسة بعد اسره من قبل المليشيا واعتباره عامل نظافة تم استخدامه من قبل المليشيا لتشويه سمعة الجيش.
في مقابل نموذج سقوط مدني على يد اللواء احمد الطيب قائد الفرقة الأولى مشاة بمدني والذي ذهب التحقيق معه ادراج الرياح وجريمة الفريق طه الحسين مدير مكتب المخلوع سابقا التي تم التغاضي عنها ونسيانها.
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
لماذا التزمت المليشيات العراقية الصمت إزاء الضربة الأميركية لإيران؟
عندما قصفت الولايات المتحدة 3 منشآت نووية داخل إيران مطلع الأسبوع الجاري، سرى القلق بين سكان العراق المجاور، ولاح في الأفق لفترة وجيزة احتمال أن تنتقم المليشيات الموالية لإيران هناك من تلك الهجمات، حسبما ورد في تقرير بصحيفة واشنطن بوست.
وذكرت الصحيفة أن عدة آلاف من الجنود الأميركيين يتمركزون في قواعد عسكرية منتشرة في جميع أرجاء العراق، إذ ليس ثمة مكان آخر في العالم العربي بهذا القرب يضم مصالح أميركية وإيرانية في آنٍ معا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزةlist 2 of 2موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركياend of listوعلى الرغم من أن المليشيات العراقية الموالية لإيران في العراق تتمتع بنفوذ كبير، فإنها -وفقا للصحيفة- حافظت على هدوئها بشكل لافت بعد قصف أميركا المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، وبدت أكثر حذرا من التورط في صراع خارجي وأكثر استقلالية عن داعميها الخارجيين.
أسباب وتبريرات
وعزت الصحيفة هذا الموقف من جانب تلك المليشيات إلى تأثرها بالصراعات السابقة على النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران. كما أنها أصبحت مكوناً أساسيا في الحكومة العراقية، حيث تجني مليارات الدولارات من خزائن الدولة، وتدير شبكات أعمال واسعة النطاق، وتملك سلطة أكبر من أي وقت مضى، حسب الصحيفة الأميركية.
واستشهدت واشنطن بوست في تقريرها بآراء محللين في الشرق الأوسط يحذرون فيها من خطر استهداف تلك الجماعات الموالية لإيران. وقالت لهيب هيغل، كبيرة محللي مجموعة الأزمات الدولية في العراق، إن التوترات قد تصل إلى نقطة تتحول فيها الجماعات المسلحة إلى العنف، لكنها مع ذلك تتوقع منها أن تلتزم الهدوء لأطول فترة ممكنة.
وعلى عكس حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فإن المليشيات العراقية قد تعلمت بالفعل دروسا من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، كما يقول الخبراء، مشيرين إلى اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.
إعلانوقال سجاد جياد، الباحث في مؤسسة سينشري إنترناشونال في نيويورك، إن اغتيال سليماني والمهندس أزال أداتين قويتين من أدوات النفوذ والسيطرة التي كانت تتمتع بها إيران، مضيفا أن عدم وجود "العرّاب" يعني أن تلك الجماعات اختطت لنفسها مسارا خاصا بها.
ووفق واشنطن بوست، فقد تغلغلت هذه الجماعات في مؤسسات الدولة وأصبحت اليوم قوة اقتصادية وسياسية نافذة للنظام السياسي الحاكم في العراق.
ويرى محللون في شؤون الشرق الأوسط ومسؤولون محليون أن العراق ظل تقريبا بمنأى عن الصراع الذي يؤلب إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتائب حزب الله -وهي مليشيا عراقية سبق أن استهدفت القوات الأميركية- اكتفت بإصدار بيان يفتقر إلى الحماس بعد أن استهدفت القاذفات الأميركية -التي عبرت المجال الجوي العراقي- المنشآت النووية الإيرانية. وقالت المليشيا إن عدم قدرة العراق على السيطرة على مجاله الجوي جعلت البلاد عرضة للخطر.
هيغل: رد فعل المليشيات "المخفف" يعكس عدم رغبتهم في الانجرار إلى نوع الصراع الذي سلب حزب الله في لبنان قوته، ولهذا فهي لا تريد أن تواجه نفس المصير.
واعتبرت هيغل أن رد فعل الميليشيات "المخفف" يعكس عدم رغبتهم في الانجرار إلى نوع الصراع الذي سلب حزب الله في لبنان قوته، ولهذا فهي لا تريد أن تواجه نفس المصير.
وطبقا لها، فإنه إذا تلقت هذه المليشيات ضربة فقد تُعرّض للخطر رواتب عناصرها وأشكال الدعم الأخرى المخصصة لها من ميزانية الدولة والتي تقدرها المالية العراقية بنحو 3. مليارات دولار أميركي.
حالة ترقبونقلت الصحيفة -عن باحثين في مركز تشاتام هاوس البريطاني للشؤون الدولية- القول إن العراق أصبح الرئة الاقتصادية التي تتنفس بها إيران في ظل العقوبات المفروضة عليها.
ويرى هؤلاء أن العراق لم يعد شريكا تجاريا رئيسيا لإيران فحسب، بل إن الأخيرة ظلت تستخدم بورصات العملة والموانئ العراقية لتحويل الأموال والتمويه في نقل المنتجات النفطية الخاضعة للعقوبات وإعادة تصنيفها، مما وفر لطهرن منفذا ثمينا إلى الاقتصاد العالمي.
ولكن هناك من ينفي عن تلك المليشيات ركونها إلى الدعة والهدوء. فقد نسبت واشنطن بوست إلى مسؤول في جماعة "عصائب الحق" المشاركة في حكومة بغداد والموالية لإيران، القول إن الفصائل المسلحة العراقية لا تزال على أهبة الاستعداد، و"في حالة ترقب" مضيفا أن فصائل المقاومة لا ترغب في الانجرار إلى الحرب لكنها مستعدة للرد اعتمادا على مسار الأحداث ومدى تأثيرها على العراق.