صحيفة الاتحاد:
2025-05-21@14:12:54 GMT

«أبوظبي البحري».. إضاءة على حياة أهل الساحل

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

أبوظبي (الاتحاد) 
يواصل «مهرجان الشيخ زايد» فعالياته بمنطقة الوثبة في أبوظبي، ببرامج تراثية ثقافية ترفيهية شاملة، حتى التاسع من مارس المقبل، حيث يشارك «نادي أبوظبي للرياضات البحرية» بجناح البيئة البحرية ضمن فعاليات «القرية التراثية» في قلب المهرجان، لتمثل البيئات الأربع للحياة القديمة في الإمارات، وهي: الصحراوية، البحرية، الجبلية، والزراعية، وما تمتاز به من سمات وحرف وأدوات وفنون ومنتجات يدوية.


تحمل مشاركة «نادي أبوظبي البحري» رسالة من أهل البحر إلى أهل الإمارات والمقيمين والزوار، مفادها الحرص على استدامة التراث الإماراتي البحري الأصيل، ونقله للأجيال بكل فخر، من خلال دعم الجهود والسبل التي تقود إلى ترسيخ مكانة هذا الإرث الكبير الغني بمفردات تحمل تفاصيل عديدة في ارتياد البحر، والمضي قدماً في اتجاه ربط الماضي التليد بالحاضر الزاهر تطلعاً لمستقبل أكثر إشراقاً.

عرض حي
ويشكل جناح «البيئة البحرية» نقطة جذب لزوار المهرجان من مختلف الجنسيات، للتعرف على التراث البحري الإماراتي الأصيل، والوقوف على التفاصيل الدقيقة لحياة الأجداد والآباء وإبراز حضارة الإمارات، من خلال رحلة إلى الماضي تعبق بروح التراث الأصيل، ضمن أجواء ثقافية ترفيهية عالمية، وفي عرض حي يعمل الحرفيون المهرة على التعريف بالأدوات التي استخدمها الأجداد في الماضي، وكان لها الأثر الإيجابي على حياتهم، حيث يستعرض الجناح الذي يشهد إقبالاً كبيراً، كل ما يتعلق بمهنة ركوب البحر، وطريقة عيش أهل الساحل في الماضي، بالكد والتعب والصبر والمهارة والشجاعة، وحب الاستكشاف، والتنقل، وما ارتبط بها من قصص اجتماعية وإنسانية لأهل البحر والساحل، ضمن صورة متكاملة عنهم.

أدوات بحرية
ويستعرض منتسبو «نادي أبوظبي للرياضات البحرية» أمام الزوار الأدوات البحرية المستخدمة، ويقدمون إجابات متكاملة لكل الأسئلة عنها، من ناحية صناعة القوارب والمحامل والسفن التقليدية بكل فئاتها والأشرعة، والمجاديف، ومحتوياتها والأدوات الخاصة بإبحارها، ونسج شباك صيد الأسماك «الليخ»، والأدوات الخاصة به، و«القرقور» و«الحبال»، وأدوات «الغوص» لاستخراج اللؤلؤ، و«فلق المحار» قديماً، وصناعات «جريد النخيل» واستخداماتها، للتعريف بقيمة هذا الإرث الإماراتي العريق، الذي يستعيد مهارة الأجداد والآباء، ويعبّر عن مدى حبهم للبحر، ليتعرف الزوار على صور واقعية لتفاصيل هذه الحياة التي منحت أهل البحر القدرة على مجابهة كل الصعوبات وتجاوزها، للحصول على كنوز البحر والاستفادة منها.

أخبار ذات صلة خورفكان يتصدر تجمع رفعات القوة البارالمبية بـ 25 ميدالية هواة الفن يرسمون في اللوفر أبوظبي

كرنفال ثقافي وتراثي
أكد ماجد عتيق المهيري، مدير إدارة الرياضات البحرية بنادي أبوظبي للرياضات البحرية، أن «مهرجان الشيخ زايد» يمثل ساحة متكاملة لكرنفال ثقافي يقدم التراث الإماراتي في أبهى صورة، ومنصة لعرض البيئات المختلفة للحياة في الماضي، لتعريف الزوار والأجيال الجديدة بتفاصيلها، مشيراً إلى أن وجود البيئات المختلفة يشكل لوحة تراثية رائعة، ترسم صورة حقيقية لتلك الحياة، ليستمد منها كل مشارك ومتابع ومنظم روح الماضي، عندما يشاهد التناسق والإتقان من خلال العروض الحية، والمهارة في الصناعات المختلفة لأدوات كل بيئة واستخداماتها، من قبل محترفين من أهل البحر.
وأوضح المهيري، أن المهرجان يتيح الفرصة للزوار للاطلاع على تراث وثقافة الإمارات والعادات والتقاليد الأصيلة، ونمط الحياة الاجتماعية القديمة، ليتوقف أمامها الزائر في دهشة وإعجاب.

دقة واحترافية
أضاف المهيري، أن الحياة في البيئة البحرية رغم بساطتها إلا أنها تتسم بالدقة والمهنية العالية والاحترافية في صناعة الأدوات، خاصة السفن والمحامل والأشرعة، حيث يكون هناك حرص على استخدام الأخشاب المناسبة ليكون المحمل قوياً وقادراً على مصارعة أمواج البحر، ويتم الإبحار بانسيابية وأمان، فصناعة السفن تمثل أهم دعائم الإرث التاريخي والحضاري للمناطق الساحلية، باعتبارها الوسيلة الأهم لكسب العيش والتجارة والترحال، فمنها ما هو للصيد، وأخرى يخوض بها البحارة غمار البحر في رحلات للتجارة أو التواصل مع الجيران في المناطق المجاورة. وأشار المهيري إلى أن الزوار خاصة السياح يولون صناعة السفن والمحامل اهتماماً كبيراً، خاصة من جانب المهتمين بارتياد البحر، للتعرف أكثر على عناصر ومكونات هذه السفن والمحامل كوسيلة أساسية في التنقل، وكذلك القوارب الصغيرة الخاصة بالصيد، التي تحمل إرثاً تاريخياً يؤكد على إبداع الأوائل في الاستفادة من المواد المتاحة في بيئتهم، وتوظيفها في حياتهم.

صورة متكاملة
يقدم مجموعة من الحرفيين المنتسبين لنادي أبوظبي للرياضات البحرية، مشاهد تمثيلية واقعية لنمط الحياة البحرية القديمة، وهم يرتدون الزي التراثي الأصيل، ويرددون الأهازيج الخاصة بكل فعالية بحرية، لتملأ المكان حيوية وتفاؤل، وتنقل صورة جلية لتعريف الجمهور والزوار بالحياة البحرية في الماضي، مع عرض أساليب الصيد المتبعة وتجهيزات خاصة بالغوص، وغيرها، ليتفاعل معها الحضور بالتقاط الصور التذكارية، والاستمتاع بمفردات الماضي بأصالته وقيمه ورونقه.
صناعة «الليخ»
لفت ماجد المهيري، قائلاً: من بين الصناعات المتاحة أمام الزوار، «صناعة الليخ»، وهي التسمية المعروفة قديماً لشباك الصيد، وقد كانت تُصنع قديماً من خيوط الغزل، وهي تجسد مهارة الحرفيين في صنع الفتحات المتماثلة في الشباك، والتي تختلف حسب أحجام الأسماك المراد اصطيادها، وكان يتم استخدام «الليخ» في الصيد عبر وضعه بشكل قائم في قاع البحر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان الشيخ زايد أبوظبي الوثبة الرياضات البحرية أبوظبی للریاضات البحریة أهل البحر فی الماضی

إقرأ أيضاً:

"الجبل العالي".. وجهة جبلية عالمية تُعيد تعريف التجربة السياحية والاقتصادية

 

مسقط- الرؤية

في حدث استثنائي يجسّد رؤية سلطنة عُمان لتعزيز التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات النوعية، تم تدشين مشروع "الجبل العالي"، تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، وذلك تزامنًا مع انطلاق النسخة العشرين من مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء، في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

ويمثل المشروع الذي تبلغ قيمته التقديرية الاستثمارية 1.2 مليار ريال عُماني، نقطة تحوّل في خارطة الاستثمار العقاري والسياحي في المنطقة، والذي يعد وجهة جبلية عالمية متكاملة الاستخدامات، مصممة على أسس الاستدامة والاقتصاد الدائري، وتجمع بين الضيافة الفاخرة والطبيعة والابتكار في بيئة عمرانية متناغمة مع الجغرافيا والثقافة العُمانية.

وفي إطار تدشين أعمال مؤتمر ومعرض عُمان العقاري، تم توقيع اتفاقية شراكة وتطوير لتطوير الحي الصحي في القرية الغربية بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون ريال عُماني على مساحة 630 ألف متر مربع، ويضم 500 وحدة سكنية وفندقية بمساحة بناء تتجاوز 100 ألف متر مربع، ليُرسّخ الجبل العالي مكانته كوجهة متكاملة تجمع بين الصحة، والسياحة البيئية، وجودة الحياة.

كما سيتم طرح مناقصة دولية للتصميم والاستشارات الهندسية للمخطط التفصيلي والبنية الأساسية في خطوة تعكس الانتقال من التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.

ويقع المشروع في موقع استراتيجي استثنائي على أحد قمم سلسلة جبال الحجر، مما يمنحه قيمة اقتصادية وتنموية عالية ويجعله محطة محورية في خارطة الاستثمار العمراني والسياحي.

ويمتد المشروع على مساحة 11.8 كيلومتر مربع، على ارتفاع 2,400 متر مربع عن سطح البحر، ويتميز بمناخ معتدل صيفًا وبارد شتاءً، وإطلالات طبيعية ساحرة وتنوع بيئي وزراعي نادر يشمل محاصيل مثل الرمان، المشمش، الورد، والجوز. كما يمكن الوصول إلى الجبل العالي في أقل من ساعتين من العاصمة مسقط، مع خطط لإنشاء تلفريك سياحي يربط المشروع بمحافظة جنوب الباطنة، مما يعزز الربط الجغرافي ويتيح شبكة وصول متكاملة تدعم الحراك السياحي والاقتصادي.

ويشكّل مشروع "الجبل العالي" نموذجًا متقدمًا للمدن المستقبلة في البيئات الجبلية، حيث تم تصميمه ليجمع بين جودة الحياة والاستدامة والابتكار العمراني، ويهدف إلى استيعاب ما يقارب 10 آلاف نسمة من خلال أكثر من 2500 وحدة سكنية موزعة على 3 قرى رئيسية، تقدم أنماطًا معيشية متنوعة تجمع بين الفخامة، الارتباط بالطبيعة، والتجارب الثقافية والتعليمية.

وتبرُز القرية الشرقية (قلب المدينة) كنواة تجارية وثقافية للمشروع، حيث تُعد نقطة الانطلاق الأولى لتجربة المدينة، من خلال احتضانها لمركز الزوار، ومحطة التلفريك، والسوق التراثي، والمطاعم الراقية، إلى جانب مجموعة من المباني متعددة الاستخدامات والشقق والفنادق، ضمن تصميم مستوحى من النسيج العمراني العُماني يعكس روح المكان.

أما القرية الغربية (منطقة الرفاهية والصحة)، فتقع على الحافة الغربية للجبل وتتميّز بإطلالاتها البانورامية وخصوصيتها العالية، كما توفر تجربة معيشية راقية تشمل فنادق خمس نجوم.

في حين تُعد قرية الوادي (مغامرة في قلب الطبيعة) وجهة متكاملة لعشاق المغامرة والطبيعة؛ حيث تحتضن منتزهًا طبيعيًا واسع النطاق يوفّر تجارب استثنائية للطيران الشراعي، والمغامرات الجبلية.

ويوفّر مشروع "الجبل العالي" خيارات وصول ميسّرة وآمنة تعزز من جاذبيته كوجهة مفتوحة للزوار من داخل السلطنة وخارجها، لا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، ويمكن الوصول إلى الموقع عبر طريق جبلي يمتد بطول ما يقارب 45 كيلومترًا فقط، يربط المشروع بمحافظة جنوب الباطنة، وصمم هذا الطريق خصيصًا ليستوعب حركة المركبات الخفيفة والمتوسطة، بما يضمن تجربة تنقل مرنة وآمنة في بيئة جبلية ذات طبيعة فريدة.

وسيضم مشروع "الجبل العالي" أعلى ملعب جولف في المنطقة يستوعب حوالي 18 حفرة، يُقام على مساحة تقديرية تبلغ 1.5 مليون متر مربع، في موقع فريد يمنحه مكانة استثنائية بين ملاعب الجولف العالمية. ويُصمم الملعب وفق أعلى المعايير الدولية.

ويحمل مشروع "الجبل العالي" رؤية عالمية طموحة تُترجم على أرض الواقع من خلال أكثر من 10 معالم أيقونية، تم تصميمها بعناية لتكون محطات معمارية وثقافية تسرد قصة المكان، وتعكس روح الجبل، وتمنح الزوار تجربة متعددة الأبعاد تمتد من الأرض إلى السماء، في انسجام تام مع الطبيعة والهوية العُمانية.

وفي قلب التجربة، يبرز الفندق الصحي كأحد أكثر التجارب الفندقية تفردًا في المنطقة، حيث نُحت بعناية داخل الصخر ليمنح الزوار مزيجًا استثنائيًا من الفخامة، والعزلة، والهدوء العلاجي، في موقع يطل على مناظر طبيعية خلابة. كما يحتضن المشروع فندقًا فاخرًا معلّقًا على حافة وادي بني خروص، استُوحي تصميمه من التكوينات الصخرية العُمانية.

أما جسر مغامرات الوادي، فيقدّم تجربة مشوّقة تتجاوز حدود المألوف؛ حيث يمكن للزوار الانزلاق عبر الحبال، أو التأرجح فوق الجرف، أو حتى تناول الطعام في مطاعم معلّقة على الحافة، في مغامرة حسية متكاملة. وتُعزّز منطقة الألعاب والمغامرة هذه الروح التفاعلية من خلال فضاء ممتد مخصص للعائلات والأطفال، يتيح تجربة آمنة ومحفّزة للحركة والخيال. وتكتمل تجربة التفاعل مع الطبيعة في "منطقة السماء المظلمة"، التي تُمكّن الزوار من مشاهدة النجوم عبر مرصد فلكي متطور، والتمتع بجلسات تخييم داخل قباب فاخرة في أجواء روحانية نقيّة خالية من التلوث الضوئي، تعيد الإنسان إلى لحظة تأمل صافية في أحضان الكون.

وضمن مرافق التميز الرياضي في المشروع، يأتي مركز التدريب الرياضي، الذي شُيّد على ارتفاع شاهق ليكون بيئة عالية الأداء للنخبة من الرياضيين. ويوفّر هذا المركز بنية متكاملة تجمع بين التدريب البدني والتعافي الطبيعي، في أجواء جبلية نادرة تسهم في تعزيز القوة الذهنية والجسدية للمشاركين.

وفي مقدمة هذه المرافق يأتي مركز الزوار، الذي يشكّل نقطة الانطلاق الأولى لاكتشاف المدينة، ويعمل كمركز معلوماتي تفاعلي يُعرّف الزائر على مكونات المشروع وتاريخه البيئي والعمراني. ويحتضن المشروع أيضًا مركز التنوع الأحيائي، الذي يُعد منصة تعليمية وترفيهية تُثري الزوار بالمعرفة حول النباتات العُمانية النادرة والحياة البيئية المحلية، ما يرسّخ علاقة الإنسان بالطبيعة.

ويبرز مركز المستقبل كمكوّن محوري ضمن البنية المعرفية للمدينة، إذ يعمل كحاضنة ابتكار للمشاريع الناشئة، ويفتح المجال أمام الشباب ورواد الأعمال لإطلاق أفكارهم في بيئة محفزة تدعم الاقتصاد الأخضر والتقنيات المستدامة. وتُعد ساحة المهرجانات والفنون القلب الثقافي للمدينة، حيث تحتضن الفعاليات الموسيقية والعروض المفتوحة في مسرح معمار مفتوح يعانق السماء ويطل على مشاهد طبيعية أخّاذة.

أما عربات التلفريك، فهي ليست مجرد وسيلة نقل، بل تجربة بصرية بانورامية تمتد من وادي بني خروص إلى قلب المدينة، وتُعد إحدى أبرز السمات المميزة التي تدمج بين الوظيفة والجاذبية السياحية.

ويجسّد مشروع "الجبل العالي" التزام سلطنة عُمان بتفعيل أهداف رؤية عُمان 2040، لا سيما في مجال التنويع الاقتصادي، والتحول نحو مدن مستدامة، وتعزيز جاذبية السلطنة كوجهة سياحية واستثمارية عالمية، ويعد المشروع نموذجًا يُحتذى به للموازنة بين التطور العمراني والطبيعة الجغرافية، ويعيد تعريف مفاهيم السياحة المعيشية الراقية في الشرق الأوسط.



















 

مقالات مشابهة

  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لليوم الرابع بسبب اضطراب الطقس
  • حرس الحدود يشارك في احتفالية المنظمة البحرية الدولية باليوم العالمي للمرأة في القطاع البحري بلندن يشارك في احتفالية المنظمة البحرية الدولية باليوم العالمي للمرأة في القطاع البحري بلندن
  • "الجبل العالي".. وجهة جبلية عالمية تُعيد تعريف التجربة السياحية والاقتصادية
  • جناح الإمارات في موسم طانطان بالمغرب يستقطب آلاف الزوار
  • استمرار إغلاق ميناء الغردقة البحري لليوم الثاني بسبب سوء الأحوال الجوية
  • "انهيار كامل".. احتجاجات في جزر الكناري ضد السياحة الجماعية
  • “الحياة الفطرية” تُطلق خطة لمراقبة الحشائش البحرية والتنوع
  • أبوظبي تحقّق 100% في المؤشر الميكروبي لجودة المياه البحرية
  • زائرون يتعرضون لعملية نصب من محل لبيع التوابل في باب فتوح بمراكش
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري بسبب اضطراب الأحوال الجوية