تزخر منطقة حرة الحرة التي تعتبر إحدى المناطق الرئيسية داخل محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بمجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات التي تعكس ثراء الحياة الفطرية والتنوع الطبيعي بالمملكة، منها غزال الريم والذئب العربي وقط الرمال والأرنب البري والورل الصحراوي، والطيور المقيمة والمهاجرة مثل الحبارى والكروان، فضلا عن طيف من الأعشاب والنباتات والأشجار مثل العوسج والأثل.

صخور وفوهات بركانية

وتصل مساحة حرة الحرة إلى ما يقارب 14 ألف كيلومتر مربع، وتقع شمال السعودية عند الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية، شرق وادي السرحان، وتتشكل الحرة من هضبة بركانية غنية بالصخور البازلتية السوداء، وتحتضن واحدة من أكبر الفوهات البركانية على مستوى المملكة، حيث تضفي هذه الخصائص الجيولوجية والصخرية جماليات إضافية تزين طبيعة المنطقة الخلابة، إلى جانب عدد من الجبال البركانية التي يبلغ ارتفاعها حوالي 1000 متر فوق سطح البحر.

فعاليات تعريفية

وكانت حرة الحرة في السابق محمية مستقلة حتى تم دمجها مع عدد من المحميات والمواقع ضمن محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، وتعمل هيئة تطوير محمية الملك سلمان على التعريف بمناطق المحمية وتطويرها وحماية مكوناتها الطبيعية وتنظيم فعاليات ترفيهية وتثقيفية، حيث نظمت في وقت سابق فعاليات “اكتشف حرة الحرة” ضمن موسم ربيع محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بمنطقة حرة الحرة.

كما أطلقت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أعدادً كبيرة من غزلان الريم والمهاء و الوعل وطيور الحبارى في حرة الحرة خلال الأعوام السابقة، بالتعاون مع مركز تنمية الحياة الفطرية، بهدف إكثار وإعادة توطين الكائنات المحلية المهددة بالانقراض في بيئاتها الطبيعية، وفي إطار جهود الهيئة لترسيخ المحمية كوجهة سياحية وطبيعية مستدامة تزخر بالتنوع البيئي والحيوي.

صحيفة الرياض

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: محمیة الملک سلمان بن عبدالعزیز الملکیة حرة الحرة

إقرأ أيضاً:

جورجيا.. وجهة سياحية غنية بسحر الطبيعة وعمق الحضارة والتنوع الثقافي

 

 

الرؤية- أحمد الجهوري

في ملتقى قارتي آسيا وأوروبا، تتجلى جورجيا بوصفها واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع في طياتها ثراء الطبيعة، وعمق التاريخ، وأصالة الإنسان، حيث تتعانق الجبال الشاهقة مع الأنهار المتدفقة، وتنتشر الغابات الكثيفة والينابيع المعدنية، وتتجاور المدن الحديثة مع الأزقة القديمة التي تحمل عبق القرون الماضية. وبدعوة إعلامية من الإدارة الوطنية للسياحة في جورجيا، أُتيحت فرصة استثنائية لاكتشاف هذا البلد عن قرب، والاطلاع على ملامح تنوعه الجغرافي، وغناه الحضاري، ودفء ضيافته التي تُعد من أبرز سمات الشخصية الجورجية، إلى جانب التعرّف على ثقافته، ومطبخه التقليدي، وإرثه التاريخي العريق.

انطلقت الرحلة من العاصمة تبليسي مع الوصول إلى مطارها الدولي، حيث بدأت أولى محطات البرنامج بزيارة كنيسة ميتيخي التاريخية، التي شُيدت في القرن الخامس الميلادي بأمر من الملك فاختانغ غورغاسالي، والتي تتربع على منحدر صخري يطل على نهر متكفاري في مشهد يجمع بين جلال المكان وروعة الطبيعة. واستُكملت الجولة بزيارة قلعة ناريكالا التي تعلو المدينة وتحرسها منذ قرون طويلة، حيث أتيح للزوار الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل للعاصمة وأحيائها القديمة ومعالمها الحديثة. ثم جاءت محطة شارع شاردين، أحد أقدم شوارع تبليسي وأكثرها حيوية، والذي تحوّل إلى مركز نابض بالمقاهي والمعارض الفنية والمطاعم، قبل الانتقال إلى منطقة الحمامات الكبريتية في حي ليغفتاخيفي العريق، حيث تتصاعد أبخرة المياه الساخنة من القباب المبنية بالطوب الأحمر في مشهد تاريخي فريد، يعكس هوية تبليسي القديمة ويمنح المكان بعدًا إنسانيًا وحضاريًا خاصًا.

وفي اليوم التالي، توجّه الوفد الإعلامي إلى مدينة أخالتسيخه في إقليم سامتسخي–جافاخيتي، وهي مدينة تاريخية تقع في الجنوب الغربي من جورجيا، وتُعد من أبرز المدن التي احتضنت تعاقب الحضارات. وكانت الزيارة الأبرز إلى قلعة راباتي، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع الميلادي، والتي خضعت لعمليات ترميم شاملة أعادت إليها رونقها التاريخي، لتتحول اليوم إلى معلم سياحي وثقافي بارز يجسّد التعايش الحضاري بين الثقافات المختلفة، ويضم في أروقته وساحاته نماذج معمارية تجمع بين الطابعين الإسلامي والمسيحي.

ومن عبق التاريخ، انتقلت الرحلة إلى عمق الطبيعة في منتجع سايرمي الجبلي الصحي، الواقع في غرب جورجيا على ارتفاع يقارب تسعمائة وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر، وسط غابات كثيفة وبيئة طبيعية نقية. ويُعد هذا المنتجع من أقدم الوجهات العلاجية في البلاد، حيث يحتوي على عدة ينابيع معدنية تختلف في تركيبتها وخصائصها العلاجية، وقد ذاع صيته منذ القرن التاسع عشر بوصفه مقصدًا للاستشفاء والعناية بالصحة.

وشملت الزيارة جولة داخل المنتجع، والاطلاع على منظومة توزيع المياه المعدنية، وتجربة تذوق مياه سايرمي ذات الفوائد الصحية المتعددة، إلى جانب ممارسة نشاط الرماية في أحد الميادين المخصصة، في تجربة جمعت بين الترفيه والتركيز والانضباط.

كما شهد البرنامج تجربة الانزلاق الهوائي عبر أطول مسار من نوعه في منطقة جنوب القوقاز، بطول يصل إلى ثمانمائة متر، حيث انطلق المشاركون من أعالي الجبال محلقين فوق الغابات وحدائق المنتجع في تجربة مليئة بالإثارة، عكست الجمال الطبيعي والتنوع البيئي الذي تتميز به جورجيا.

وفي واحدة من أكثر محطات الرحلة إبهارًا، تمت زيارة كهف بروميثيوس، الذي يُعد من أغنى وأجمل الكهوف في أوروبا، حيث يمتد المسار السياحي داخله لأكثر من ألف متر، متخللًا شبكة من القاعات الطبيعية التي يبلغ عددها ست عشرة قاعة، تتزين بتكوينات صخرية مذهلة من الهوابط والصواعد، إلى جانب الأنهار والبحيرات الجوفية، التي أضفت على المكان طابعًا جماليًا فريدًا يعكس عظمة التشكيلات الطبيعية عبر آلاف السنين، كما أتاح الكهف للزوار تجربة الإبحار بالقوارب داخل مياهه الجوفية في مشهد استثنائي قلّ نظيره.

واختُتمت الرحلة بالعودة إلى العاصمة تبليسي، حيث خُصص وقت حر لاستكشاف المدينة ومرافقها وأسواقها، قبل الانتقال في اليوم الأخير إلى المطار وفق مواعيد الرحلات الجوية، بعد جولة سياحية وإعلامية متكاملة كشفت عن الوجه الحقيقي لجورجيا بوصفها دولة تجمع بين التاريخ العريق، والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي، والضيافة الإنسانية الراقية، لتؤكد مكانتها كوجهة سياحية واعدة على خارطة السياحة العالمية.













 

مقالات مشابهة

  • المملكة تصنع وجهة سياحية عالمية.. و8 مدن تحجز مكانها في اليونسكو
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • ضبط مخالفًا بالرعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • جورجيا.. وجهة سياحية غنية بسحر الطبيعة وعمق الحضارة والتنوع الثقافي
  • فعاليات تراثية تعرّف الزوار بالموروث الأصيل في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل
  • فعاليات تراثية في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بنسخته العاشرة
  • قوات الأمن البيئي تضبط مواطنًا لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • ضبط مواطن مخالف لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • الكشف عن أفضل مدينة سياحية في العالم.. وجهة أوروبية في الصدارة